المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 25 أبريل 2024
بواسطة : 24-02-2017 03:58 صباحاً 24.8K
المصدر -  

لمسات سحرية أم خروج على التقاليد أم عبث، تلك التي شهدها “الثوب السعودي” بتصاميم وُصفت بالجريئة، والمتمردة، بقصات شبابية مستحدثة لم يعرفها من قبل. فوتيرة التقليعات الجديدة للثوب السعودي، تزايدت حدتها مؤخرا، حيث باتت محال الخياطة تتنافس على تقديم أحدث الموضات، مع تسابق واضح بين الشباب لاقتناء الأشكال الجديدة واللافتة، ابتداء بالثياب ذات الألوان الفاقعة، مرورا بذات التطريز المزركش والمرسوم، وانتهاء بالتصاميم التي اختفت عنها ملامح الثوب التقليدي، كالأزرار أو جيب الصدر مع تعويضها بعناصر مستحدثة. على مدى عقود طويلة، كان الثوب ناصع البياض، هو الماركة المسجلة للزي السعودي وأحد مكونات هويته الحضارية، إلا أنه اليوم بات يصارع للبقاء أمام غزوات العولمة التي فرضت نفسها على الملابس، حيث تكفي جولة واحدة في محال تفصيل الثياب، لتشاهد وضع الثوب السعودي، بعد أن غدا بألوان مغايرة كالتركواز والبيج، وأحيانا الوردي، فضلا عن الزخارف والنقوشات والرسومات. ورغم ارتفاع أسعار هذا النوع من التصاميم، (تتجاوز 900 ريال سعودي)، إلا أنها تحظى بإقبال كبير من الشباب الذي رأوا فيها تماشيا مع متطلبات الموضة. خالد الغامدي طالب جامعي، أحد الذين أكدوا هذا الرأي، موضحاً لـ “العربية.نت” أن هذه التقليعات هي التي جعلته يحافظ على ارتدائه للثوب باستمرار: “مع انتشار موضات الماركات العالمية من جينز وتيشيرتات، شجعتنا موضات الثوب السعودي على ارتدائه في كل مناسبة، بدلاً من اقتصار ارتدائه في المناسبات الرسمية”. متفقا مع هذا الرأي، اعتبر عادل المالكي صاحب محل ثياب أن ظهور هذه الموضة أمرٌ طبيعي، يتماشى مع متطلبات الشباب وحبّهم للتجديد: “هي محاولة لإعادة تسويق الثوب السعودي و إخراجه من إطاره الجامد ووضعه في قالب شبابي”. وأضاف وفقا لموقع العربية نت أنها المخرج الوحيد لإبقاء الثوب في دائرة المنافسة مع انتشار الماركات العالمية، مؤكداً أن الإقبال لم يعد مقصورا على الشباب بل وجد إقبالا أيضا ممن هم فوق عمر الـ 40 عاماً.

إلى ذلك، انتقد الباحث الاجتماعي وائل الساعدي الظاهرة، محمّلا المؤسسات التعليمية مسؤولية هذا الاندفاع الشبابي، لافتاً إلى أنها لم تقم بواجبها في “تثقيف الشباب بما يكفي”. وقال: “هذه الموضوعات عبثت بالثوب السعودي، وغيّرت من شكله ومضمونه الكلاسيكي، حتى أضحى ملبوسا آخر، بعد أن تضمنت ألوانا فاقعة وأشكالا صارخة، لا تدخل ضمن التجديد، وإنما تعتبر تحريفا للشكل والمضمون”. وأوضح عادل أن الهيئات الرسمية والحكومية حسنا فعلت عندما منعت موظفيها ارتداء هذا النوع من الثياب، إضافة إلى المدارس التي منعت الطلاب أيضا، مبينا أن المبالغة في التزيين وتلوين الثوب يخرجه عن حدود اللائق بلباس الرجال: “الاستعانة بالموضات العالمية وإسقاطها على الثوب، لا يعد تجديدا، ونحن هنا لا ندعو استثناء الثوب من التطوير، لكن نريد أن يكون التطوير نابعا من ثقافتنا وتراثنا وليس مستمدا من الخارج”.