المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 19 أبريل 2024
بواسطة : 19-02-2017 11:43 صباحاً 29.8K
المصدر -  إعداد وتحقيق - *الاستاذه نهاد قدســي : داهمتنا موجة الانترنت العاتية التي تغزو أجهزة الجوالات والأيبادات والأيبودات بما تحويه من تطبيقات تستدرج أطفالنا وتخترق طفولتهم وتجرفهم إلى مهاوي الردى دون رقابة اجتماعية أو موقف جماعي حاسم تتضافر فيه الجهود لتصب في مصلحة فلذات أكبادنا فنحن في زمن كثرت فيه الفتن واجتاحت حياتنا سيول عارمة من الواقع الانفتاحي والكمائن الإلكترونية . حيث تكمن المشكلة في أن الانترنت المتاح في هذه الأجهزة أصبح في متناول الصغير والكبير ويحوي الشر والخير ، وأصبح أطفالنا معرضين للإنجراف والإنحراف فقد انتهكت براءاتهم واغتيلت شخصياتهم وضاعت هويتهم. واقعٌ مزري يقطع نياط القلوب ألماً وحرقةً على صانعي المستقبل وأمل الغد .. لذا لابد من تضافر الجهود وذلك من قبل الأسرة والروضة والمدرسة والمجتمع والأنظمة والقوانين من أجل حماية أولادنا وبناتنا من أخطار الشبكة العنكبوتية الجامحة ووسائل التقنية الحديثة والتطبيقات الخاصة بها العشوائية ، وإن المسؤلية الأولى تقع على كاهل الأسرة التي تكفل وقاية الطفل وحمايته من كل مايهدد براءة طفولته واستثارة غرائزه والتغرير به وذلك باستخدام أنجع الطرق وأأمنها لوقايته مما سيحل به وبمستقبله ، بدءً من الاقتراب منه واحتواءه وتعليمه ومناقشته ومراقبته بطريقة غير مباشرة والتأكد من سلامة المواقع الإلكترونية والبرامج الحديثة الواقعة بين يديه مما يخدش طفولته ويؤثر على سلوكياته سلباً من الصور الساقطة والفيديوهات الإباحية، هذا إضافةً إلى أهمية غرس الرقابة الذاتية في نفسه ليستطيع التمييز بين كل مايجوب في هذه البرامج وتزج به مواقع الانترنت . كما أن المدرسة أيضاً تعتبر امتداداً للبيئة الأسرية في بناء النشء ومكملة لها ،ففيها يستكمل ماشرعت فيه الأسرة وتعزيز مباديء السلوك القويم وتوفير المعارف الأساسية للمتعلم ، وإن المدرسة مجتمع مصغر يتدرب فيه التلاميذ على ممارسة حياة اجتماعية حقيقية في جو مفعم بالديمقراطية والتضامن بشكل يجد فيه الطالب مايشجعه على الممارسات السوية الآمنة حتى يألفها ويعتادها ، كما للمعلم دور حاسم في في غرس السلوك السوي لدى الطلاب وتوطيد الأمن الفكري في نفوسهم وتعزيز المباديء والقيم في عقولهم ، لذا يجب أن يكون واثقاً من نفسه ومبدعاً في أفكاره ومرناً في سلوكه ومجدداً في أسلوبه حتى يكون له أكبر الأثر الإيجابي الفاعل عليهم . إذن وجب على الأباء والأمهات وكل من بيده زمام الأمور من المعلمين وولاة الأمر أن يستشعروا الأمانة الملقاة على عاتقهم (فكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته ) ووجب أن نتعاون سوياً لخلق جيل ناهض وبناء يستطيع صد كل تيارات الإنحلال الفكري للوصول بهم إلى بر الأمان ، لذا قرع الإعلام نواقيس الخطر المداهم على أغلى مانملك وهم أطفالنا ضحايا التقنية الحديثة لينبهنا ويحذرنا لكيفية مواجهة هذه التحديات الماثلة في عصر الانفتاح المعرفي والفيض الجارف الذي وفد إلينا من كل حدب وصوب ، هذا وقد أصبح من المهم مراجعة حساباتنا في طريقة تربية صغارنا وتوجيههم لتتوافق مع الأثر الذي ستزرعه في زمن الانفتاح. وتقول عائشة مقبول أحمد : حقاً أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية تغزوا براءة أطفالنا وتفرق شمل الأسرة وتشغل طلابنا عن مذاكرتهم مما يسهم في انخفاض تحصيلهم الدراسي وأصبح الجميع منكباً على هاتفه ولا أحد يعلم عن الآخر ولاأحد يراقبهم أو يسأل عنهم ، فأصبح الجميع مشغولاً عنهم فيفعلون مايشاؤن، لذا لابد من تعويضهم عن تلك الأجهزة وتوعيتهم بآثارها السيئة على صحتهم وعلى عقولهم ونفوسهم . حيث أن كثرة الجلوس أمام الشاشة يسهم بشكل كبير في ضعف نظرهم ولاسيما لما يتعرضون له من تسمم أفكارهم وذلك بما يشاهده في هذه الأجهزة من برامج هابطة ومسلسلات مدسوسٌ السم فيها لتعيق مسيرة نموهم السوية الآمنة وتجعلهم يعزفون عن الدراسة وتهوي بهم في مهاوي الرذيلة والشر، كما أود أن ألفت الانتباه بأن المدرسة تلعب دورا رئيسياً في كافة العمليات التوعوية للطلاب وذلك من خلال تقديم برامج توعوية بدءً من مرحلة الروضة ليجد التوجيه الصحيح والإرشاد التربوي والحصانة الذاتية وضمان حماية الكليات الخمس التي التي أقرها الإسلام ( الدين ، البدن، العرض، النفس، العقل) . لذا أهيب بجميع المعلمين والمعلمات وذلك بالتعامل الحسن مع أبناءنا الطلاب والرفق بهم والانصات إليهم وفتح باب الحوار البناء فيما بينهم حتى تجني عمليات التوعية ثمارها وتؤتي أكلها بإذن الله . وترد إيمان بابقي على عائشة مقبول بقولها : كلام واقعي وواقع متعثر ولكن إذا حرمنا أطفالنا من هذه الإلكترونيات المتصلة بالشبكة العنكبوتية فبماذا نعوضهم؟ ،،، وكيف نمنعهم والمجتمع بأكمله متكالب على استخدام هذه الأجهزة بدءً بالطفل وانتهاءً بكبير السن ومنكبين عليها ومشغولين بها حتى أننا نرى طفل لم يتجاوز الثالثة من عمره وبيده هذه الأجهزة وتقع عينه على كل ماهب ودب فيها خيراً كان أم شرًا، ويعلم كيف يفتح الأيباد وكيف يغلقه ، لذا بإذن الله يجب أن نحاول بدورنا كأولياء أمور أن نسدد ونقارب معهم ونصل معهم إلى حل وسطي بدون منعهم وذلك من خلال توعيتهم بالخطر الذي يداهم عقر بيوتهم وعقولهم وتأصيل القيم الدينية والمباديء التربوية في نفوسهم ومحاولة متابعتهم في كيفية استخدامهم لهذا الانفتاح الإلكتروني غير المحكوم أخلاقياً أو ثقافياً، كما يجب على المعلمين أن يحتووا الطلاب ويقتربوا منهم ويعززوا أفكارهم بالتوعية والتوجيه وذلك من خلال المناهج التربوية والأنشطة الصفية ، لاسيما أن يكونوا قدوة حسنة لهم في جميع تصرفاتهم حتى يتخذوهم نموذجاً مثالياً يحتذوون بحذوه ويتقفون أثره. وتؤكد هيفاء بازرعة بقولها : إن هذا الموضوع فاعل ومهم ويجسد واقعاً مريراً نعيشه ويقع على الأسرة مسؤولية كييرة ، حيث أن الوالدين هما المسؤولين بدرجه أولى وعلى كاهلهما تقع مهمة مراقبة الأبناء وعدم تركهم أمام الشبكة العنكبوتية ساعات طوال مما يتسبب في إدمانهم على تلك الأجهزة ، والحرص تمام الحرص على إشغالهم بما هو أنفع وأجدى مثل حفظ القرآن وممارسة الأنشطة الرياضية وحل واجباتهم المدرسية وغيرها وتشجيعهم على ذلك والاستعانة بالله والتوجه إلى الله بالدعاء لهم بأن يحفظهم من كل مايضرهم ويسوؤهم ، كما يجب على المعلم كذلك أن يرسخ مبدأ الحوار الهادف مع الطلاب ومساعدتهم على استخدام التفكير بصورة صحيحة ليكونوا قادرين على التمييز بين الحق والباطل والنافع والضار وتنمية الاحساس بالمسؤلية الذاتية ومراقبة الله في السر والعلن لديهم . وترى معلمة التربية الفنية والاقتصاد للمرحلة الابتدائية العنود الزهراني:* بأن الأجهزة الإلكترونية لها أثر بالغ وواضح على كثير من الأطفال، وبالأخص عند استخدامها بشكل يومي ومستمر؛ حيث تُساهم في الانطواء والعزلة الاجتماعية وقلة التواصل مع أفراد الأسرة، وبالتالي يؤدي إلی فقدان الكثير من المهارات الاجتماعية والمعرفية والوجدانية والتعليمية". فقلة الحركة المصاحبة لاستخدام الأجهزة إلكترونية، تؤدي إلى مشكلات القلق والتوتر والعصبية، ومشكلات نفسية عقلية، وللوالدين دور كبير في الحد من هذه المشكلة بتحديد أوقات للاستخدام، بالإضافة للاستفادة من استخدامها بالتعلم أو البحث بطريقة مقننة وبضوابط ومراقبة وأنه على الوالدين عدم استخدام الأجهزة أمام أطفالهم لأن الطفل يقلد والديه ويريد أن يكون مثلهم فلاجدوى إن كان المربي يشغل وقته بهذه التكنولوجيا أمامهم. غير أن كثيراً من الآباء والأمهات يعطي فرصه للطفل بالانشغال بالأجهزة للتخلص من متاعب تربيتهم، أو عند شعورهم بالانزعاج، فهنا يجب توعية المسؤلين عن الطفل قبل البدء بالطفل نفسه بأن هذه الأجهزة تسبب الكثير من المشكلات التي تظهر مستقبلاً على الطفل. ونحن بدورنا لانستطيع منعه من استخدامها بأسلوب القوة والضغط ،لكن نستطيع أن نتركه يهملها ولا تشغل عقله إذا وفرنا وسائل ترفيه حركية أو ذهنية نقوم بها معهم وإسناد مهام وأعمال ينجزها الطفل مع كلمات المدح والهدايا التي نقدمها لهم ، وكذلك على كاهل المدرسة تقع مسؤلية غرس القيم والمعايير السلوكية السليمة في نفوسهم ومساعدتهم على استيعاب المفاهيم والأفكار التي تتعلق بالحياة والمستقبل وإبعادهم عن الأفكار المنحرفة والمتطرفة . ومن جانبها أضافت معلمة رياض الأطفال هاجرة محمد الحربي قائلةً : رغم صغر سنهم ونعومة أظافرهم أصبحت التكنولوجيا المتقدمة الأقرب إليهم حيث باتت أجهزة الإنترنت والأيباد والهواتف المحمولة بكل تطبيقاتها المتقدمة في متناول الأطفال عوضاً عن الباربي الدمية والسيارة والطائرة الورقية وغيرها من الألعاب التقليدية ، بل وتعدى ذلك لتدخل إلى مدارسهم وفصولهم الدراسية وحتى أسرتهم وفرشهم الدافئة. وهى ظاهرة في المجتمعات الغربية والعربية فبات للتظاهر لدى الأهل ، فتتغني أم بأن ولدها الذي يبلغ من العمر ثلاث أو أربع سنوات يجيد استخدام الإنترنت والأيباد والمحمول إضافة إلى البلاي ستيشن والألعاب الليزرية.. كما أنها ظاهرة لاقت رواجاً لدى الكثيرين على اعتبارها تساعد في توسيع مدارك الأطفال وتجعل منهم أناسا مثقفين مستقبلا ومواكبين العصر والتكنولوجيا المعلوماتية دون أدني انتباه لما تحدثه من أثر على صحتهم فضلاً عن تعرضهم للضغوط النفسية والاجتماعية والتحرش والاستغلال عبر تصفح مواقع ضارة وشبكات التواصل الاجتماعي الهابطة التي أصبحت هدفا لمجرمي الانترنت .. مبينةً بأن التكنولوجيا مفيدة لعقل الطفل وذلك في توسيع مداركهم وفهمهم إذا استخدمت تحت مراقبة قوية وإشراف ذكي ، حيث بالإمكان وضع بدائل لها كدخول الطفل لدار تحفيظ القرآن وسماع قصص القرآن والأنبياء وحضوره مشاهد لمسرح الدمى وتعليمه الكثير من القصص الهادفة التي تساعده على اكتساب الكثير من الآداب والسلوك والقيم الإجتماعية في أمور حياته أو من خلال التحاقه بنوادي تعليمية ثقافية وقت الإجازة لاستغلال أوقات الفراغ بالرسم أو القراءة الممتعة أو العاب الكرة وغير ذلك ، وهذا يتم من خلال الروضة أو المدرسة أو البيت لنسعد بجيل طيب لأمة. وعلى الإعلام دور كبير كذلك مثل دور الأسرة والمعلمين والذي يتمثل في نشر ثقافة الطفل من خلال البرامج الجيدة المقدمة له في قنوات الطفولة ومن خلالها يزداد قرباً لله وحب لوالديه والأسرة وولاء لمجتمعه ووطنه.. أسأل الله أن يحفظ أولادنا من كل فتنة مضلة.. وتشير معلمة العلوم الدينية للمرحلة الابتدائية فاطمة الزهراني بقولها : فعلا ً(الإنترنت سلاح ذو حدين ) وهو أحد الوسائل والابتكارات المتطورة ووسيلة إما للإستخدام الخاطئ أو الصحيح وإما أن يصب في مصلحة الشخص وإنجاز لبعض أعماله أو يكون للترفيه. ولكن كما نرى إن هناك بعض البرامج التي انتشرت في الآونة الأخيرة على بعض المواقع التي قد يجهل البعض منهم استخدامها بالشكل الصحيح وتؤثر على أبناءنا وخاصةً من الناحية الدينية لأن هناك بعض المواقع الإباحية التي تفسد أخلاق الشخص ويكون الشخص معرض دائماً للفساد وكفيل بتسميم أفكارهم الدينية الصحيحة وتحولهم إلى أشخاص بعيدين كل البعد عن الناحية الدينية والأخلاقية وكما نعلم بأن الانترنت والأجهزة ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت متاحة للجميع داخل وخارج المنزل ،، لذا يجب أن يكون هناك حملة توعوية واسعة النطاق للأطفال وخاصةً من قبل الأسرة أولا ومن ثم المدرسة والمجتمع بأكمله وأهمية مراقبتهم وتوجيههم وتعليمهم الاقتداء بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والتأدب بآداب الإسلام وأخلاق النبي عليه الصلاه والسلام ومساعده أطفالهم في كيفية استخدام الانترنت والأجهزة بشكل صحيح حتى لايكونوا عرضة للفساد وانحطاط الأخلاق ومساعدتهم على التمييز بين الحلال والحرام ،، وأخيراً أسأل الله تعالى لأبنائنا الهدايه والصلاح وأن يحميهم الله من الفساد والضلال . هذا وقد أبانت المرشدة الطلابية حنان الريشي*: بأن هذا الموضوع جدير بالبحث والتقصي وهناك ضرورة لإجراء دراسات وطنية دقيقة للتعرف على أخطار الشبكات العنكبوتيه خاصةً على الأطفال والمراهقين في مجتمعنا ودراسة السبل التي يجب تطبيقها لتجنب سلبية الإنترنت على أجيالنا قبل فوات الأوان ، وقد تكون البداية من المدرسة وذلك بإدراج الانترنت كمادة منهجية تدرس في أعمار مبكرة وبذلك يتم ترسيخ الجوانب الإيجابية ويتم تعريف الطالبة بالجانب السلبي وكيفية الوقاية منها. كما ينبغي على الأباء توجيه أبنائهم وإرشادهم إلى الاستخدام الصحيح الأمثل لهذه الشبكات العنكبوتية ومتابعتهم متابعة ذكية غير مباشرة . وأكدت مشرفة اللغة العربية بمكتب تعليم جنوب مكة انتصاف معلا الحازمي*: بأنه من أنجع الأساليب التربوية الجمع بين الضبط والحريّة في تربية الأبناء وإعطاءهم مساحة للترفية والبحث والاستزادة تحت رقابة واعية من قبل الوالدين و تحديد وقت معين لاستخدام الأجهزة لايمكن تجاوزه وأهمية إشغال الأبناء بالبدائل ، لأنه إذا لم نشغلهم بالمفيد ونشبعهم بعواطفنا بحثوا عنها من مصادر أخرى ولا ننسى الدعاء لهم فالأبناء أقوى مشروع استثماري ، فاستثمروا في أبنائكم فالعمل ينقطع وتبقى دعوة ولد صالح . كما أبانت الأستاذة نور محمود بصفر عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى برأيها : إن التكنولوجيا الحديثة سلاحًا ذا حَدين، وإن الفارق بين إيجابية التكنولوجيا وسلبياتها في عصرنا هذا يتوقف على مدى استخدام الفرد لها سواء كان طفلاً أم بالغاً ، لأنه إذا استخدمها بشكل صحيح كان الأثر مثرياً و إيجابياً وإذا أسيء استخدامها انعكس ذلك سلباً على السلوكيات والشخصيات والمباديء والقيم والاصول . كما أن استخدام التكنولوجيا بهذا الشكل الفظ المفرط خاصة من جانب الأطفال فإن له سلبيات عديدة منها تعزيز العزلة والتنافر بين أفراد الأسرة وتلاشى قيم التواصل الأسري واستبدال الأبناء الانترنت بأبائهم، كمصدر للمعلومات هذا لاسيما إلى الغزو الفكري والتأثر الأخلاقي السلبي الذي يسهم بشكل كبير في طمس معالم شخصيتهم وضياع هويتهم ... فبسبب سلبيات التكنولوجيا الحديثة أصبحت العقول تعجن بسهولة خاصةً عقول حديثي السن، فهم بناة المستقبل وصلاحهم بصلاح المجتمع ⁧، لذا يجب على الآباء أن يعلموا أبناءهم كيف يتعاملون مع التكنولوجيا الحديثة والبرامج الهائلة وأن يكونوا معهم خطوةً خطوة فى كل أنشطتهم، و ألا تترك الأجهزة فى الحجرات المغلقة وأن توضع فى أماكن المعيشة حتى يكون هناك نوع من الرقابة على الأبناء غير مباشرة حتى لا يقوموا بسلوكات سيئة بعيدا عن أعين الأم والأب. وأخيراًيجب على بلادنا وحكومتنا الرشيدة بتعزيز الجانب التوعوي لمخاطر التكنولوجيا الحديثة على الأطفال والمجتمع لاسيما الانفتاح على مجتمعات قد يكون فيها المرغوب ممنوع لدينا .. ولابد من توجيه المؤسسات الإعلامية للانطلاق الإرشادي فى هذا الاتجاه الذي سوف يكون يكون له نتيجةً أقوى وتأثيرًا ملحوظاً. ‏‏ومن جانبها أبدت الاخصائية النفسية الكلينكية مريم القحطاني رأيها بقولها : إن استعمال الأطفال في سنّ مبكرة لتلك الأجهزة يؤدي إلى خلل في نمو الطفل الاجتماعي والنفسي والجسدي، وهو ما يزيد من حالات القلق والإحباط والاكتئاب لديهم، وما يجعلهم يعانون من عدم الاستقرار العصبي والتوتر والشرود الذهني. ‏وتؤثر الأجهزة الإلكترونية أيضاً على نطق الأطفال، لأنه نظراً لكون اللغة تكتسب من خلال التفاعل والتواصل مع المحيط، وبسبب تحول الطفل إلى مستقبل فقط مع تلك الأجهزة، يحصل تأخر في نطق الكلمات لديه، كما تجتمع له طاقة مخزنة يصعب التعامل معها في المستقبل. ‏أما عن الآثار السلوكية التي تخلفها ألعاب الصراعات والحروب، فتتمثل في تعزيز ميول العنف والعدوان لدى الأطفال والمراهقين، حيث إن نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين والتدمير، والاعتداء عليهم من دون وجه حق، وبذلك يصبح لدى الطفل أو المراهق أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها من خلال تنمية عقولهم وقدراتهم ومهاراتهم العدوانية التي يترتب عليها في النهاية ارتكاب جريمة، وهذه القدرات مكتسبة من خلال الاعتياد على ممارسة تلك الألعاب. ‏من الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية وإدمان الأطفال عليها:*أمراض نفسية كاضطراب النوم والقلق والتوتر والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية والانطواء والانفراد بالكمبيوتر، وانعزال الطفل نفسه عن الأسرة والحياة والاكتئاب والانتحار، وضعف التحصيل العلمي ورسوب وفشل في الدراسة وعلامات منخفضة ،وظهور السلوكيات السلبية مثل العنف والقسوة وضرب الإخوة الصغار وعدم سماع الإرشاد والتوجيهات والتمرد والتبول اللاإرادي ، وإيذاء الإخوة بعضهم بعضاً من خلال تقليد ألعاب المصارعات وتطبيقها في الواقع، حيث تخلق روح التنافس بين اللاعبين. ‏وإن استعمال الأجهزة قد يؤثر بشكل سلبي إلى حد ما، على الطفل من الناحية العقلية والفكرية والنفسية"، لذا لابد من "المحاولة لوضع الحلول المناسبة للقضاء على الحالة من الأدمان التي يتعرض له الاطفال تدريجياً، أبتداء بسحب الأيباد أو هذه الأجهزة من أمام أنظارهم وتقليص الوقت الذي يلعبون فيه إلى ساعة أو اقل، بالإضافة إلى أنه "علينا أن نتحمل ردود أفعالهم، لاسيما وأن من الأهم أن تتوفر بدائل مهمة متمثلة بجلب مجلات وأدوات رسوم وأعمال يدوية داخل غرفة الطفل". وعن الجانب الديني فقد أشار الشيخ الدكتور أحمد بن موسى السهلي ( دكتوراة في الفقه وأصول الفقه) بقوله : شهد عصرنا الحديث ازدياداً ملحوظاً في استخدام الشبكة العنكبوتية المدعومة في الأجهزة الإلكترونية الحديثة ، ولاأحد منا ينكر فضل هذه التقنيات الحديثة وماتثريه لعلومنا النافعة ولأبناء وطننا المعطاء ، فإن لهذه التقنيات ثمرات وفوائد لاتعد ولاتحصى تخدم ديننا الإسلامي كالدعوة إليه ونشر العلم النافع والاستفادة منها في نشر الأبحاث العلمية ومحاربة البدع والرد على الشبهات . لكن على الرغم مما فيها من منافع وخيرات إلا أنها تحمل بين طياتها الكثير والكثير من المخاطر والمفاسد ، وإن المتأمل في هذه الثورة المعلوماتية ويرى انبهار أبناءنا بها فإننا لانبالغ إن أطلقنا على هذا الجيل ( جيل الانترنت ) فإن الإحصائيات تشير إلى أن استخدام الشبكة يتزايد يوماً بعد يوم ، وقد فتحت هذه الأجهزة لأطفالنا آفاقاً واسعةً وشكلت تهديداً قوياً لقيمهم وأخلاقهم وجعلهم عرضةً لعواقبٍ وخيمةٍ وذلك بما قدمته لهم تلك الشبكة المتجولة في المواقع دون وعي وإدراك من كذب وخداع ودجل وصور خليعة وأفكار هدامة وما دسته لهم مما أثر تأثيرًا سيئاً على ثقافتهم وقيمهم وأخلاقياتهم ، فالانترنت أصبح واقعاً مفروضاً يجب التعامل معه بحرص شديد وخاصة وأنه يجتذب أطفالنا بأساليب جميلة نحو سلوكيات منحرفة مما تسببت في إشغالهم عن الصلاة وضيعت أوقاتهم فيما لافائدة مما ساهم في انخفاض مستواهم الدراسي وجعلهم غير مكترثين بمستقبلهم هذا لاسيما إلى ماسببه جلوسهم أمام الشاشة لساعات طوال من إصابة أعينهم بضعف البصر والعمود الفقري من التهابات وآلام المفاصل وغيرها من الأضرار والمخاطر الصحية ، لذا فإنه تقع على الوالدين مسؤلية وقاية أبناءهم من هذا الخطر الوافد إليهم إذ يجب عليهما تحصينهم بالتربية الحسنة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف وأهمية مراقبتهم وتوعيتهم واستبدال هذه المواقع الإباحية بمواقع إسلامية وثقافية واجتماعية مفيدة ، كما يجب عليهما وضع برامج تحجب تلك المواقع الإباحية الخطيرة من أجهزتهم وتمنع كذلك من التجول الخطر بين مواقع الانترنت، ويقع على المدرسة مسؤلية تكثيف الوعي التربوي وذلك من خلال الإذاعة المدرسية والأنشطة والبرامج ،ولابد أيضاً من تضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة والمجتمع لحماية جيلنا الواعد من الخطر الذي يداهمهم والأخذ بيدهم إلى الطريق القويم فرسولنا الكريم يقول في حديثه الشريف: (كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته) فأطفالنا مسؤلية في أعناقنا فهم أمل الأمة والهدف الذي يصوب عليه أعداءنا بسهامهم للنيل منا ، لذا يجب علينا تسليحهم بالدين والأخلاق والتربية الحسنة حتى لايقعون فريسة في مصيدة تلك المواقع الفاسدة، فرسولنا الكريم يقول في حديثه الشريف ( مامن مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أويمجسانه) وإن الطفل على الفطرة السليمة ، فإذا ترك وشأنه مع هذه التقنية بدون رقابة مشددة وتساهل الأبوان وفرطا في مسؤليتهما فإنهما بذلك يساهمان في مسخ فطرة الأبناء وطمس معالم هويتهم ، ولاننسى كذلك دور المدرسة الكبير في خلق السلوكيات الإيجابية في نفوسنا الأطفال وتربية الجيل الناشيء على الفضيلة ، حيث أن عمل المدرسة يسير جنباً إلى جنب مع البيت ليعطي ثماره لبناء جيل منشود يمتلك قيم انسانية ومعايير أخلاقية. لذا فإن المسؤلية عظيمة ومشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم ( وتعاونوا على البر والتقوى ) لذا يجب على الجميع التعاون لحماية الأطفال من كل مامن شأنه أن يؤثر سلباً على طبيعتهم وفطرتهم التي فطرهم الله عليها ويعيق نموهم النفسي والجسدي ويشغلهم عن طاعة الله ورسوله ويسبب فجوة بينهم وبين أسرهم ويخفض من مستوى تحصيلهم الدراسي.