المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 19 أبريل 2024
بواسطة : 11-06-2016 11:57 مساءً 42.8K
المصدر -      *العلا : شعيع عوده السويرحي** *الخرج* :* فاطمة سعود العثمان يهلّ هلال رمضان، فيُعلن دخولنا شهر الصيام. يتبادل الأصحاب و الجيران التهاني بزيارةٍ خفيفةٍ لشهر لايطول مقامه ، وتمتد السفر الرمضانية الخاصة بالإفطار و بالسحورالتي تعج بالأطباق العربية التي تتنافس السيدات على إعدادها بمهارةٍ . إنه رمضان حيثُ الخيام الرمضانية تؤنس أهل الحي حتى خيوط الفجر الأولى. إنه مشهد رمضان المعتاد، لكن رمضان لم يعد كذلك أبداً! في أيامنا هذه، تغيّر المشهد الرمضاني. صار أفراد العائلة يتحلّقون حول التلفزيون لمتابعة المسلسلات المميزة والمقاطع الكوميدية المضحكة، ويجتمعون على مائدة إفطار حديثة تعج بالأطباق الايطالية والهندية والمكسيكية* والضيف السناب شات حاضر على هذه السفرة الرمضانية ، في أغوار مستخدمي هذا التطبيق* الذي اقتحم البيوت من أوسع الأبواب بدون أستئذان* ونقل صورا لما كان يعد في عرف الامس القريب* بالحصن المنيع* ، سنبحر في ذلك مع* نساء* مجتمعنا السعودي من مختلف الشرائح* العمرية والثقافية والاجتماعية* نستطلع الأراء و الأفكار هادفين إلى سبر الأثر الذي أحدثه الاستخدام المفرط لهذه التقنية على الصورة الوجدانية المشرقة لشهر رمضان في النفوس المسلمة.

.لحظات الأسرة الخاصة أصبحت مؤجلة حتى إشعار آخر واصبح كل شيء معلقا* ومبالغ فيه: *سهيلة محارب الفريدي دبلوم حاسب آلي برمجة عاطلة عن العمل من محافظة العلا* تحدثت* عن انزعاجها الشديد من سوء الاستخدام لتقنية السناب حتى غدا وكأنه مصمم للمباهاة والتفاخر بما في البيوت ومحرض للذي لا يملك للاستدانة حتى يجد مايصوره وهو أمر دعى* البعض لأخذ موقف رفض التعامل مع هذه التقنية ولاسيما* لجرأتها في* إفشاء أسرار البيوت بدم بارد ولكثرة الاسفاف. و أكدت أنه بالنظر لهذا السوء في استخدام السناب فإنه قد* ترك له* ظلا ثقيلا في* أجواء روحانية رمضان من حيث أنه شهر العبادات والطاعات فأشغل* قلوب وعقول من أنشغلوا به عن اقتناص سوانح الفرص الرحمانية في شهر البركات. وأضافت أن حضور السناب غيب اجتماع افراد الأسرة ولحظاتهم الحميمية فأضحى الاجتماع بالأبدان فقط للأسف ،وسلب من الأسر التعاون على الذكر وشحذ الهمم للطاعات . وعلى الرغم من إنزعاجها من مساؤى استخدام هذه التقنية غير أنها تقر أن* للسناب حسنات* لا تنكر مثل استخدمه للدعوة للمشاركة في مشاريع* إفطار* صائم والمسابقات القرآنية والدعوة لحلقات القرآن. ، مع اعتقادها أن عادة التقليد الأعمى هي المسؤولة عن سطوة السناب في حياتنا والانجرار بتهور دون مراعاة لأي وازع.*

وذكرت المعلمة فوزية فواز معلمة بالثانوية الثالثة* بالخرج السناب سلب كل اللحظات الروحانية الجميلة ليس من سفرة رمضان فحسب بل حتى لحظات الأسرة الخاصة أصبحت مؤجلة حتى إشعار آخر بات كل شئ معلقاً في انتظار لحظة التباهي أمام الآخرين ..

اصبحت لحظات العائلة متاحة للجميع والاجهزة سرقت الافراد من أسرهم :

وأضافت المعلمة فوزية بكل حرقة لم يحفظ السناب سوى لحظات باردة بلا روح ليس من الضروري أن تظل الذكريات عالقة بالذاكرة بل الأهم من ذلك أن تحضر الروح وأصبحت لحظات العائلة معروضة ومتاحة للجميع وكأنه عرض تليفزيوني مباشر يجب على الجميع مشاهدته للتصويت على أفضل طريقة تقديم ! كل لحظات العائلة تظل الفرحة فيها مؤجلة* حتى تكتمل الزينة التي يجب أن تظهر بها الصورة لحظات الفطور والسحور ومابين ذلك بل إن السناب طال صلاة التراويح ! برأيي يظل للسناب ميزته حتى وإن طغت مساوئه إلا أن لكل شئ جانباً إيجابياً فيما لو أدركنا ذلك . وغالباً السناب أشد خصوصية من أي برنامج آخر* ، ولكن الكثير بات يتطفل ويصر على إضافة ناس لمجرد ملاحقتهم ومعرفة كيف يعيشون ! المشكلة ليست في برنامج السناب بل كيف ومتى وأين وما الذي يتم تصويره !

والتقطت الاخت " أ. العنزي" التي تعمل بالقطاع الخاص بمدينة تبوك طرف الحديث و أبانت انها تتوافق مع الرأي القائل أن الانغماس بالسناب ومطاردة اللحظات المميزة في رمضان كالفطر والسحور وبقية التفاصيل أدى إلى* تفويت* بركة هذه اللحظات وروحانيتها وهم يعتقدون أنهم يوثقونها . وفصلت بالقول نفتقد بحنين اللحظة التي كنا نجتمع بها على سفرة رمضات ولاترتفع فيها الأيادي إلا للدعاء والآن كل الأيادي ترتفع للتصوير وقد تحدث منازعات تعكر صفو أجمل لحظة رمضانية. وبنبرة شابتها الحسرة أتمت قولها بتسائل أين نحن الآن من أنس اجتمعات رمضان ؟!. فالأجهزة الحديثة وتقنية التواصل سرقت الأفراد من أسرهم وحقيقة التواصل بالمشاعر بين القلوب وغدا التواصل بالمظاهر بين العيون.****

مظاهر وتقليد وتمضية وقت* لكن ضد* الانزلاق في متاهات السناب .. واكملت المعلمة فوزية الكثير من مستخدمي السناب يعرفون حقيقته إلا أنهم يصرون على التقليد ...والمضحك في الأمر أن كل مظاهر تقديم الطعام باتت نسخ كربونية ومبالغات ممجوجة ..نفس الطريقة ونفس الذوق باختلافات بسيطة لمجرد أن يرى الآخرين أن لدينا ذوق في التقديم ،، فالطعام يفقد نكهته وقد يفقد قيمته الغذائية لأن المجموعة لم تقم بالتصوير بعد والأعظم من ذلك تفقد مائدة الإفطار روحانيتها

وقالت ندى خريجة جامعية وعاطلة عن العمل وربة منزل* تقطن مدينة الرياض نلجأ* لسناب شات** لتمضية الوقت وكسر الروتين* ،رمضان مع السناب شات يختلف فنحن ننتظر اللحظة التي ننتهي من تجهيز واعداد* مائدة الافطار لنلتقط صورة من خلالها ننتظر سؤال أو اطراء من شاهدها وكأن عمل يوم كامل في المطبخ متوقف على تلك اللقطة* ، واحرص على متابعته مع قناعتي بأن سناب شات له سلبياته ومنها** التعدي على الخصوصيات للأسف. وفي منتصف طريق الأراء السابقة تكلمت أميرة حمدان البلوي الممرضة في قطاع الصحة بالمدينة المنورة حيث رأت أن لتقنية السناب جماليات في الاحتفاظ بلحظة الأفطار وتبادلها مع أفراد العائلة المغتربين ليشاركونا لحظتنا ونتشارك معهم لحظتهم. إلا أنها* في الوقت ذاته ضد الانزلاق في متاهات السناب متابعة وتسجيلا في شهر رمضان احتراما لروحانية هذا الشهر وللاستمتاع بلحظات الاجتماع العائلية وتشارك القصص والمواقف والضحكات بدلا من الضحك مع الغرباء من مشاهير السناب وغيرهم. فهي مع وضع تحكم قوي على التعامل مع السناب في رمضان لفتح المجال لمعايشة لحضاته الجميلة في دفء الأسرة ولاسيما أن رمضان ضيف معطاء كريم غير أنه سريع المغادرة فلا بد من الحرص والاستفادة.

رمضان* قديما امتزج بصوت* الشيخ علي الطنطاوي أم ريان كما تحب أن تسمى معلمة في احد المدارس* الثانوية بمدينة الرياض*** عندما يحل رمضان يثير لدي* عبق الماضي وحنين الذكريات رمضان* الذي عرفناه صغارا وكنا نتشوق لرؤيته يطل مختلفا عن الآن* رمضان الذي في ذاكرتي امتزج بصوت الخليفي وعلي باجابر بصوت فوازير الاطفال بمغامرات الاطفال* بصوت الشيخ علي الطنطاوي* قد لا اعرف كثيرا مايقول وانا طفلة لكنه* كان بصمة في رمضان الذي أعرف* وريحة السحور بالربيان الناشف ومع صوت نداء الاسلام* المنبعث من مذياع والدي حفظه الله اما الآن رمضان غابت روحانيته افسدناه بالتكلف ولكن يضل رمضان ضيف غالي يستثير ذكريات الماضي ... واستطردت أم ريان* بدون السناب سأفقد تواصلي بالآخرين قديكون ما أرى مزيفا اوغير حقيقي او متكلفا لكن أصبح عادة تفرض نفسها ، رمضان مع السناب لابد أن يكون حاضرا بحكم طغيان التقنية والعادة* ، ولكن لابد من تقنينه واستخدامه بالتذكير والفائدة لا استعراض الموائد والآواني والاجتماعات العائلية والرقص ..

وشاركت* الأستاذة سناء قائدة ثانوية في الخرج بقولها أن** رمضان مع أو بدون سناب شات هو ما نصنعه من طاعه لرب العالمين في هذا الشهر المبارك ، ومن اغتنم هذه الفرصه فهنيئاً له .. وبعض الناس يعتبر السناب* مبالغات ومظاهر و البعض الاخر يعتبره* تقليد الآخرين وفيه من* يجهل السبب الأساسي وهو مشاركة الآخرين بسفرهم الرمضانيه ولو بصورة ..

انا ابنة التقنية أما لينا طالبة في الصف الثالث متوسط فذكرت أنني نشأت* في جيل التقنية فلا أعرف غير هذه التطبيقات بسلبياتها وإيجابياتها* وهي حاضرة في تفاصيل حياتي* واستخدمها كثيرا* مع* الأهل وفي الزيارات والسفر مع قناعتي بعدم الفائدة فأكثرنا يستخدمه للمبالغات والمظاهر ،،* واتخيل رمضان بدون السناب سوف يكون بسيطا وبدون تكلف ومريح للنفس* ...