المصدر -
تقرير- نهاد قدسي -مكة المكرمة
منذ القدم كانت هناك دراسات علمية تؤكد أن طبيعة تكوين الرجل تختلف عن المرأة لأن الرجل بطبعه يمل من العلاقة الزوجية بعد فترة ويصيب العلاقة نوع من الفتور فيلجأ إلى التفكير بالزواج من الثانية تجديداً لحياته وتنفيساً عن نفسه * ودون النظر في اعتبارات أخرى مهمة قد تتأثر بهذا القرار الذي سيتخذه . وهذه القصة واحدة من آلاف من القصص التي نسمعها ونراها، ليس ذلك فحسب *بل هو سيناريو مألوف ليس بالجديد علينا . **
أما ماطالعنا حديثا في هذه الأيام بأن المرأة أصبحت هي التي تمل من العلاقة الزوجية ويصيبها الفتور حتى أثناء أدائها للواجبات الزوجية فأصبحت تفكر مليا بطريقة تجدد بها حياتها وتتخلص من خلالها على الروتين اليومي الذي تقوقعت به . فمن أداء *للواجبات المنزلية المتكدسة واستذكار للأبناء والتزام بضوابط زوجية يضعها الزوج لزوجته يجب عليها السير على خطاها ولايمكن أن تتعدى شيئا منها وإلا سيكيل إليها بالشتم والذم والتذمر وإثارة المشاكل بينهما . فإذ بها ترى أن هذا الزوج أصبح يشكل عبئاً على حياتها قد ملت منه وتريد أن تنفك من ضوابطه وتعيش الحرية في حدود مسموحة .
وإن الشرع لم يحلل للمرأة بالزواج من رجل آخر كما أحل للرجل فإذ بها تفكر في طريقة أخرى تضمن لها الجو الأسري المستقر لها كزوجة ولأبنائها أن يعيشوا تحت ظل والديهما بدون تفكك أسري وانقسام نفسي جائر . فلم تجد طريقة أخرى للتخلص من هذا الروتين والعيش بحرية أكثر والانفكاك *من سيطرة الزوج وتحكماته الجائرة إلا إذا انشغل عنها . فلم تجد غير أن تزوجه بالثانية حتى تنهك قواه وينشغل بين بيتين وأسرتين ومطالبهما . ففي اليوم الذي لايكون زوجها عندها فهي تخرج وتتنفس بعيدا عن قوقعة
( سي السيد) وتفعل كل مايحلو لها من الخروج والتنزه مع الصديقات والسفر إلى حيث أرادت وتكفل بذلك أنه في خضم انشغالاته ستفر هاربة من تدقيقه وتحكمه وتعيش الحرية التي تنشدها .*
فقد انقلبت الموازين واختلت المباديء بعد أن كان الرجل هو الذي يهدد بالزوجة الثانية أصبحت الزوجة هي التي تسعى لزواج زوجها بالثانية حتى تنفك من مطالبه وإغلاقه عليها في بيت الزوجية .*
وقد قامت صحيفة (غرب) *بعمل استطلاع مع الكثير من الزوجات اللاتي يسعين لزواج أزواجهن بالثانية *وكان للجانب النفسي والديني كذلك رأي في هذه الظاهرة وكان كالتالي:*
هذه أمل . تقول : إن زوجي شديد ولكل شيء يبدر مني، له عقاب وجزاء فلم أعد الزوجة التي لها كيانها ورأيها وعالمها في بيتها بل أصبحت خادمته فقط التي تلبي متطلباته. فهو يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ويقحم نفسه فيها كتنظيف البيت ويتابع ويتصيد .كما أنه يثقل علي بالطلبات بدون رحمة كالطبيخ في كل الوجبات .
ففعلا وجوده أصبح ثقلا على أعصابي وحتى جسدي لذا لم أجد حلاً يصرفه عني سوى إقناعي له بالزواج بالثانية من أجل التغيير والمتعة وأن الدنيا متاع وخير متاع فيها المرآة الصالحة ، عل وعسى أن ينشغل عني بزوجة أخرى .*
أماأروى فتقول : إن زوجي رجل نكدي وفي كل وقت وحين يهدد بالزواج من امرأة أخرى . فوجدت فعلا لابد أن أؤيده حتى يقع في دوامة البيتين والانقسام بين طلباتهما ويعيش النكد الذي كان يمارسه علي من أجل المصاريف المنزلية فأحببت أن أكيل إليه بنفس المكيال وأسقيه بنفس الكاس وأريه بأنك أنت البائع وأنا ( السمسري )الذي سيقدم كل التسهيلات لاتمام هذي الصفقة الرابحة .*
فأنا المستفيد الأول من زواجه بأن انفك من نكده وسوء تعامله.
أما جميلة .م تقول إن زواج الزوج بالثانية يجعله أكثر انشغالا .
فبالتالي تعيش المرأك هي وأبنائها في بيت زوجها مستقرة تضمن حقوقها الزوجية من أولها لاخرها وكذلك تضمن عدم تدقيقه في حياتهم بسبب انشغاله ويعيشون الحرية وذلك بالخروج والسفر والتسوق والسهر مع الصديقات وفعل كل مايحلو لها . في حين أن الزوج لو لم يكن منشغلا لما سمح بالكثير من هذه الأمور لزوجته .
اما أسماء.ل تقول : إذا خيرت بين زواج زوجي بالثانية أم تطليقه لي فإني سأختار زواجه بالثانية بل أنا التي سأشجعه على ذلك . لأني فكرت ملياً بهذا الأمر .
فإن طلقني زوجي ساعود أنا وأولادي إلى بيت والدي الشديدين وفي وقتها سأحرم من الخصوصية والعيش في بيت مستقل و كما سيتسبب ذلك في عيش أولادي بين مد وجزر بيني وبين أبيهم في زيارات متفرقة وعدم استقرار موحش . وكذلك سوف يضطهدون من قبل والدي الكبيرين في السن اللذين لن يتحملا *تصرفات أبنائي الأشقياء ونبقى في دوامة المشاكل التي لاتنتهي .*
اما أمجاد . *تقول : لاأمانع من زواج زوجي بالثانية بل أنا التي سأسعى له في البحث عن زوجة ثانية شريطة أن تكون الزوجة الثانية ذات خلق حسن و تخاف الله ولاتحرض الزوج على زوجته الأولى وعلى أبنائه . ففعلا الزوجة تحتاج إلى أن يكون الزوج بعيدا عنها وليس ملتصقاً بها وذلك لضمان تجدد الحياة وإشعال الشوق بينهما وأن تعيش الزوجة نوعا من الحرية المحرومة منها لو كانت فقط في جلباب هذا الزوج وكل شي لديه بقرار وبتفكير . فحينما أطلبه زيارة صديقة لابد أن أخبره قبلها بأسبوع حتى يفكر في الأمر ويقلبه في رأسه وكأنها قضية فلسطين ، وبعدها يقابل طلبي بالرفض وتأجيل الزيارة إلى وقت مجهول .
فلو كان منشغلا فعلا فإني سأقوم بزيارة صديقتي في اليوم الذي يَكُون في بيته الثاني .*
أما المعلمة سماهر ص تقول : إن الزوج يحتاج إلى فترة نقاهة من بيته وزوجته الأولى وكذلك المرأة تحتاج إلى فترة نقاهة من زوجها ولكن الفرق بين الإثنين هو أن الزوج له أن يتزوج بزوجة أخرى وبذلك تضمن الزوجة الأولى انشغاله مدى الحياة فتقوم بعمل روتين جديد لحياتها فبدلا ماكان الزوج هو من أولويات حياتها فقد أصبح هناك أولويات أخرى وجوانب جميلة تراها في حياتها غير زوجها فالحياة لاتتوقف من أجل رجل . *
أما الطبيبة كاميليا . ر تقول : طبيعة عملي كطبيبة تجعل زوجي دائماً في نقاش حاد معي وفي إثارة مشاكل لاتنتهي. فوجدت من الأفضل أن أطلبه بأن يتزوج بأخرى لأضمن أن ينشغل عني وأعيش استقرارا جميلا لبيتي وابنائي وتستمر الحياة بيننا بدون أية مشاكل .*
أما اسمهان . ن تقول : إني فعلا جادة برغبتي في زواج زوجي بالثانية حيث أني عقيم ولاأنحب وأصبحت العلاقة بيني وبين زوجي مشدودة وتتخللها الكثير والكثير من المشاكل وأصبح كثير التدقيق علي في تصرفاتي وكأنه ينتقم مني وكأن عدم الإنجاب هو ذنبي وبيدي ليس بيد الله (والعياذ بالله ) فطلبت زوجي بأن يتزوج بالثانية بدلاً من أن يطلقني .*
وأشارت *المعلمة فاطمة . ش بقولها : أريد أن أعيش على حد قولها في( روقان ) فبدلاً من أن يضعني تحت ضرسه ويدقق علي في كل تصرف اتصرفه ويكون سبب في شقائي أنا وأولادي بسبب سوء أخلاقه وعصبيته التي لايتحملها أحد بصورة شبه يومية فكل شيء يجعل به من (الحبة قبة )ففعلاً ضقنا ذرعاً منه . لذا من الأفضل أن ينشغل ببيت ومصاريف وتربية ابناء هنا وهناك ولايكون هناك وقت في أن يشعل لنا مشاكل من لاشيء لأنه ببساطة أشغل نفسه بنفسه وفقع عينه بيده.*
أما عبيدة فتقول إن الحياة لاتقف على الزوج ففعلا زواجه بالثانية سيجعله ينشغل عني ويجعلني أعيش نوعا من الحرية وأستطيع زيارة صديقاتي وقريباتي والسفر في الإجازة مع ابنائي وأفعل اشياء كثيرة كنت ساأحرم منها لولم يكن زوجي مشغولا عنا . فبانشغاله سيترك لنا الحبل على الغارب. *
وحينما عرضنا القضية الساخنة على البعض من الأستاذات واهل الاختصاص فقد كان لهن رأي :
حيث تفيد الأستاذة سميرة السعيدي ( أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى )بقولها :
للأسف قد يكون هذا واقعاً في بعض العائلات
أتذكره قديماً عندما نسأل جداتنا لماذا كن بعض النساء يرضين بالسكن في منزل واحد مع ضرائرهن بل ويباركن الزواج من أخرى ، كانت تقول لنا لحاجة النساء قديماً لمن تساعدها في أعمال المنزل أو أعمال الرعي أو الزراعة قديماً في بعض المجتمعات .
لكن أتوقع تفسير هذه الظاهره حديثاً قد نعزوه لأحد سببين:-*
أولاً : إختفاء مشاعر الحب والود الطبيعيه بين الأزواج والتي هي المحرك الأول لغيرة النساء من الزوجة الأخرى وأعتقد شخصياً أن دفع الزواجات لأزواجهن للزواج من أخرى مخالف للفطرة السليمة فالزوجة حتى وان قبلت زواج زوجها بأخرى سيكون في قلبها غصة وحرقة مما يفعل وان صبرت فمن اجل ابنائها او ظروفها العائلية حيث لاولي لها الا هذا الزوج*
ثانياً : اعتقد بأن بعض *الزوجات ( وليس الكل ) في هذه الأيام أصبح لديها طموحات كبيرة ورغبة في مساحة أكبر من الحرية قد لايسمح بها بعض الأزواج ، فتفكر في هذا القرار من باب ان ينشغل بغيرها عنها .
أما الأستاذة فدوى السليماني تقول :
أن من رأيها في بعض الأسر تعاني الضغط المتكرر من الزوج لزوجته والتحكم والتسلط والمطالبه بحقوقه بطريقه تخلو من الحب بالأمر والنهي بدون رحمة وبدون شعور منه أنها بشر وهي تكون بذلك مكبوتة المشاعر والحرية. لذا *قد تلجأ بعض النساء -بالرغم - من شدة هذا القرار على نفسها إلا أنه يعد حل يبعدها عن التفكير في الطلاق والبعد عن ابنائها. *واني أدعو أن يتم تثقيف الزوج بحقوق الزوجة دينيا ، واشعاره بأثر الكلمه الطيبه على النفس والعشرةالتي من المفترض أن تكون فيها مودة ورحمة .*
أما *الاستاذة ن. ي بجامعة أم القرى والتي *رفضت أن يذكر اسمها بقولها : في نظري إنه قليل جداً أن تطلب الزوجه من زوجها الزواج من الثانيه. *وإذا طلبت فهو لأسباب منها عدم القدره على الإنجاب ويكون السبب هي أو عدم القدره بتوفير له معشر الزوجيه أو تود أن تقلل من الحمل عليها وتخرج وتذهب ولا يكون لديها عائق لخروجها ، وكذلك أنه يريد منها تكثير النسل وهي لاتستطيع ذلك بسبب ظروف صحيه .
أما الاستاذة هيفاء مكي ( إدارية بالتلفزيون التعليمي لجامعة أم القرى ) فهي تشير إلى وجود خيوط معقدة بين الزوجين وفي علاقتهما الزوجية والتي دفعتها لطلب زوجها بالزواج من الثانية . حيث أن في مجتمعنا الكثير والكثير من *قصص المعاناة اللا منتهية وأنا اكبر نموذج لديكم حيث كانت لدي تجربة زوجية سابقة أليمة وتمنيت فعلا في ذلك الوقت أن يتزوج بالثانية حتى أجد المساحة المناسبة لأخذ قسطا من الارتياح النفسي والاستقرار الذاتي و الأسري فقد كنت أنا التي اتحمل أعباء الحياة الزوجية على عاتقي من مسؤليات ومطالب ومصروفات حتى أنهكت قوايا مما تسبب إلى تحول الحياة الزوجية إلى جحيم قاهر .
وللجانب الديني رأي في هذه الظاهرة حيث قال الشيخ عادل عواض الثبيتي ( أستاذ الشريعة الاسلامية بقسم الشؤون الدينية في قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف) :
أولا يجب أن نستحضر أن زواج الرجل بالزوجة الثانية أمر مشروع في الأصل، وهو مشروط بالعدل بين الزوجات كما هو معلوم.
وكون الزوجة الأولى تطالب زوجها بالتعدد لا يغير في حكم التعدد شيئا، بل ينبغي للمرأة أن ترضى بزواج زوجها بالزوجة الثانية.
لكن البحث هنا في دوافع بعض النساء وراء سعيها في تزويج زوجها، فقد قررت الشريعة قاعدة عامة محل اتفاق بين الفقهاء وهي: أن الأمور بمقاصدها.
فإذا كان قصد الزوجة هو إعفاف زوجها، وتكثير نسله، وكفاية بنات المسلمين الأخريات؛ فلا ريب أنها مأجورة على ذلك، لأن هذه مقاصد شرعية.
أما إن كان دافع الزوجة لتزويج زوجها بالثانية هو التخلص من خدمة الزوج، أو قصدت التفلت من المنزل دون أخذ إذنه، أو نحو ذلك؛ فهذه مقاصد سيئة، إذ لا يسقط حق الزوج على زوجته في الطاعة بالمعروف بسبب زواجه بالثانية.
فحق الزوج في استئذانه حال الخروج من المنزل، وحق الزوج في الفراش، وحقه في الطاعة؛ كل ذلك ثابت له مطلقا، حتى لو كان في ليلة الزوجة الثانية؛ فلا يجوز للأولى أن تسقط هذه الحقوق بحجة زواج الزوج عليها.
والحقيقة أن الحياة الزوجية التي يرجى لها الاستقرار والدوام، تحتاج لعدة مقومات، منها:
الأول: أن تكون مبنية على طاعة الله عز وجل، فإن البيوت التي يعصى فيها الله سبحانه لا شك أنها محل للخلافات، وملعب للشياطين، بخلاف البيوت المبنية على طاعة الله، وتطبيق دينه.
الثاني: معرفة كل طرف لما له من حقوق على شريكه، وما عليه من واجبات لشريكه.
فواجبات الزوج هي حقوق المرأة.
وواجبات الزوجة هي حقوق الزوج.
فحق الزوجة: النفقة بالمعروف في المسكن والملبس والمأكل، وعدم تكليفها ما لا تطيق، وتوفير الأمن الأسري لها ولأولادها.
وحق الزوج: الطاعة بالمعروف، والقوامة على شؤون البيت.
وثمة حقوق مشتركة تجب لكل منهما على الآخر كالحق في الفراش والعفاف وحصول الكفاية.
وثمة واجبات مشتركة عليها جميعا كتربية الأبناء، وتهذيبهم أخلاقيا واجتماعيا.
لقد عظمت الشريعة حق الزوج على زوجته، وجاءت في ذلك أحاديث كثيرة، من ذلك: قول النبي ﷺ *( ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى ) *صحيح الجامع 2604
وجاء في البخاري 5194 قوله: ( إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها ، لعنتها الملائكة حتى ترجع ).
كما عظمت الشريعة حق الزوجة في عدة أحاديث، منها: أن النبي ﷺ سئل عن حق الزوجة: فقال : ( أن تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت ) رواه الدار قطني.
ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يؤلف بين القلوب.
الدكتورة صباح حسن الياس فلمبان أستاذة فقه مقارن بكلية الشريعة *والدراسات الاسلامية بجامعة أم القرى تقول :
المعتاد من المرأة أن لا تخطب لزوجها نظرا لما جُبلت عليه من الغيرة ،*
لكن قد تفعل ذلك لأسباب تجدها راجحة في نفسها على مراعاة غيرة نفسها وحبها للانفراد بزوجها عن مشاركة غيرها ، ولا بأس في ذلك شرعا ، فقد
روى البخاري ومسلم ـ رحمهما الله ـ في "صحيحيهما" (من طريق زينب بنت أم سلمة وربيبة النبي صلى الله عليه وسلم عن أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم ـ قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: هل لك في أختي بنت أبي سفيان؟ فقال: «أفعل ماذا؟» قلت: تنكحها، قال: «أو تحبين ذلك؟» قلت: لست لك بِمُخْلِية، وأحب من شركني في الخير أختي، قال: «فإنها لا تحل لي» قلت: فإني أخبرت أنك تخطب درة بنت أبي سلمة. قال: «بنت أم سلمة؟» قلت: نعم، قال: «لو أنها لم تكن ربيبة في حِجْري، ما حلَّت لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأباها ثويبة، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن )*
فلم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك على زوجته أم حبيبة وإنما استغرب فعلها لمخالفته طباع النساء وما جُبلن عليه .
لكن على المرأة أن تختبر نفسها جيدا قبل الإقدام على ذلك ، فإن الله عز وجل يقول في حق الرجال ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) يرشدهم لاختبار أنفسهم قبل الإقدام على ما لا قدرة لهم على تحمله مستقبلا .
اما المحامي الأستاذ/ عادل محمد البشري ومعلم التربية الإسلامية بثانوية أنس بن معاذ يقول :*
1/ الدين لا يعارض أن تبادر الزوجة بتزويج زوجها من الثانية أو على الأقل أن تطلب منه الزواج من الثانية
والأصل *في الزواج التعدد*
ولكن إذا تحدثنا بواقعية فإن أغلب النساء ترفض مجرد تفكير أن زوجها قد يتزوج عليها وهذا في الغالب بسبب الإعلام
ونجد أن المرأة تؤمن بكل الدين ماعدا أن الشرع حلل أربع
وقد نجد القلة من النساء قد تسعى لتزويج زوجها من الثانية حتى تتخلص من وجوده الممل داخل اطار الاسرة
2/ أنصح الزوجة أن تهتم بزوجها وتراعيه فهو كل حياتها وهي كل حياته
وإن المرأة تخرج من بيت أهلها وتنسلخ عن أسرتها التي ربتها وانشأتها لتنتقل إلى بيت زوجها لتكون هي نواة لاسرة جديدة
لذا على الزوجة أن تكون الأمن والأمان لزوجها وأن تلبي كل طلبات زوجها وتحقق له كل رجاويه
فالزوج غالبا سهل لين ويقبل التطويع من زوجته لصالح أسرته
وتعتبر الأسرة في مسيرة حياتها كقيادة دفة مركب في أمواج تغلبات العصر يقود هدا المركب ربانين "الزوج والزوجة " يجب عليها التفاهم والتوافق على كل حركة يقومان بها ليصلا إلى الاستقرار المطلوب ويرسيا على شاطئ الأمان
وللأستاذة / ميرفت دهلوي أستاذة علم النفس التربوي
( تعلم ) توجه آخر في القضية حيث توجه نصيحة مباشرة للرجل قائلة :لابد أن *تتعرف على ما تحبه زوجتك وجاهد لتحقيقه ، وعلى ما تكره وتبتعد عنه ، وتبعدها عنه ، فكم من الرغبات تحقق قمة سعادة الزوجة ! ولكن كيف يعرف الزوج وقد تراكمت *فما عادت الزوجة تدري من أين تبدأ ، ومتى وكيف؟
وكم من المشاكل أساسها عدم فهم أحد الزوجين للآخر.
هناك سؤال بسيط لكنه يصنع في قلب زوجتك الكثير ، وسوف تلاحظ على الفور مدى سعادتها على وجهها ، إنه سؤالك : ماذا تتمنين ؟ " اطرحه وأنت مبتسم صادق وبنبرة محبة ، لعلها لا تجيبك منذ البداية ، ربما لأنها غير مصدقة للسؤال ظانة أنه مزحة ثقيلة أو نوع من الاستهزاء ، خصوصـًا من الأزواج الذين لم يسبق لهم أن طرحوا مثل هذا السؤال ، أو كانت علاقتهم مع زوجاتهم متوترة "*
لا تيأس أخي الزوج ، اصبر وكرر السؤال محافظـًا على ابتسامتك بتواضع ، فمن تواضع لله رفعه ، لا يمكن أن أصور لك مدى مكانتك في عين زوجتك وارتفاع شأنك عندها بهذا السؤال ، فكرر حتى تجيبك ، وثق أنها كلما أخرت الجواب وتظاهرت بأنها لا ترغب شيئـًا أو لا تريد إلا سلامتك وسعادتك ، بقدر ما يدعو قلبها أن تصر أكثر في طلبها الإجابة ، وكن فطنـًا فما تأخرها إلا لتستيقن صدقك ، أو تمارس دلالها عليك ، وهو سلوكٌ تحب أن تمارسه المرأة ، فأعطها المجال ، فمن لها غيرك .. ؟!! فبذلك لايراود المرآة شعور التخلص منك بتزويجك من امرآة ثانية من اجل تحقيق اهواء ورغبات من السهل ان تحققها لها بدون ان تشعر بأن وجودك اصبح عبئا وثقلا ً في حياتها . وتحصل الانقسامات النفسية والفعلية بين زوجتين وابناء هنا وهناك ومطالب هنا وهناك .
إن الزواج بالثانية يكون لحاجة ملحة كمرض الزوجة أو إذا لم تكن تنجب ويريد الزوج ابناء ليرسخ اسمه بأسمائهم ، أو إذا استحالت الحياة بينهم ولايريد تطليقها بل يبقيها لأحل ابنائها حتى لايضيعوا أو يعيشوا التوتر الأسري و و و الخ *من الأسباب المهمة التي تضطر فيها المرأة لطلب زوجها بأن يتزوج بالثانية وليس غيرها من الأمور التوافه التي يفكرن بها نساء اليوم.
وبما أن الواجب على الزوجة أن يكون شعارها الزوج اولاً والزوج ثانياً ، فإن الواجب أيضاً على الزوج أن يكون شعاره أمك أولاً ثم زوجتك ثانياً فابناؤك ثالثاً .ثم اصدقاؤك عاشراً .
وإن الخطأ يكمن في كلا الزوجين حيث أن الزوج قد تنصل من مسئوليته في تربية أولاده وادارة بيته ، والزوجة لم تحسن إدارة *مملكتها وتوزيع واجباتها.*
وليس الحل هو اشغال الزوج بثانية إذ لابد من التعاون فيما بين الزوجين في الأعمال الخدمية داخل البيت فقد كان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يشارك أهله في ذلك.
وليكن للزوج دوره الفاعل في تربية ابنائه .
وكذلك لابد له أن يحتوي الزوجة من جميع الجوانب المهمة التي تحتاجه فيها كرجل أولاً ثم كزوج ثانياً. **
وأخيراً لابد من ترك مساحة من الحرية لكلا الزوجين وذلك لتجديد النشاط والرجوع بطاقة إيجابية واشتياق ثائر بينهما أثناء ممارستهما للحياة بكل جمالياتها ومتطلباتها .
*
*
*