تقرير : ليلى علي – الرياض :
15 مبادرة أطلقتها وزارة التنمية و الشؤون الاجتماعية مؤخرا لدعم وتعزيز قدرات الأسر المنتجة، وعلى رأسها مبادرة "انتاجي" التي تهدف إلى التحول من الرعوية إلى التنموية من خلال تشجيع الأسر المنتجة وأصحاب المشاريع الصغيرة على تنمية أعمالهم ، والاندماج بشكل أكبر في الاقتصاد الوطني، ومساعدتهم على تسويق منتجاتهم، ورغم كل ما قدمته المؤسسات والجهات الحكومية لدعم الأسر المنتجة إلا أن المنتجين من هذه الأسر لازالوا لا يعرفون الوجهة الحقيقية التي تظلهم ليستطيعوا تأمين حياة اقتصادية جيدة .
تراخيص للأسر:
في خطوة سابقة لوزارة الشؤون البلدية والقروية و بناءً على تعميم* صادر بتاريخ 08 / 11 / 1433هـ يهدف إلى *تنظيم إصدار تراخيص الأسر المنتجة يجيز لها تقديم الخدمات بنظام العمل من المنزل. فقد تم إعداد وثيقة لتحدد الآليات والمستندات المطلوبة للترخيص، وهو ما يُوجد فرص عمل لأفراد الأسرة القادرة على العمل والانتاج بهدف تحسين وضعها الاقتصادي والمشاركة في التنمية الوطنية.
مشاريع خاصة :
فيما يعاني الأفراد من الأسر المنتجة مشكلة عدم وجود دعم مادي يساعدهم في إبراز منتجاتهم ، ومن هذا المنطلق يمنح بنك التسليف والإدخار قرض مالي يتراوح من 5000 آلاف ريال إلى 50 ألف ريال وفق النشاط الذي يقوم به الممارس المهني وبشروط محددة .
دور الشركاء :
من جانب آخر تأسس برنامج الأسر المنتجة تنفيذاً للأمر الملكي الكريم رقم (أ/121) القاضي باتخاذ الإجراءات اللازمة للتوسع في تطبيق نظام العمل عن بُعد؛ *بوصفه أحد المجالات الجديدة التي يمكن للمرأة أن تعمل فيها، ولتنفيذ برنامج الأسر المنتجة، وتوفير الدعم اللازم لإنجاحه وذلك من خلال السعي إلى إيجاد مظلة رسمية تُعنى بشؤون العمل من المنزل و يشارك الشؤون الاجتماعية عددا من الجهات منها : وزارة الشؤون البلدية والقروية ، ووزارة التجارة والصناعة ،والهيئة العامة للسياحة والآثار، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وزارة العمل سابق ، ووزارة الثقافة والإعلام، ومجلس الغرف التجارية، وجمعية (حرفة) .
و يأتي دور الشركاء في : تنظيم عمل الأسر المنتجة، وتحديد الجهة المنظمة لعمل الأسر المنتجة، وإصدار لوائح تنظيمية، والتمويل، والتدريب، ودراسة تجربة جمعية (حرفة)، وإعداد خطة لتأسيس فروع جديدة لها.
تجربة فريدة :
و أتاحت وزارة التعليم في وقت سابق فرصة للأسر المنتجة كأحد المصادر التمويلية الموجهة للطالبات والطلاب على اختلاف مراحلهم العمرية ، وإعطائهم مساحة من الاهتمام و العناية مما يعزز الأساليب الجديدة منها ويرتقي بمستواها نحو مسار أفضل ينعكس ايجابياً على المستفيدين مع تحقيق الأهداف من وجود المقاصف: تربوية *، اجتماعية ، اقتصادية ، *صحية ، وتسهم عقود المقاصف في استدامة تلك المشروعات للأسر المنتجة ، وتحقيق عوائد مجزية لها .
و بعد صدور قرار وزاري يفيد تشغيل المقاصف من قبل شركة تطوير تم الغاء جميع العقود التي تم ابرامها من المدارس .
أول عقد عمل :
نوره الحربي خريجة بكالوريوس إدارة مالية قالت : " وفقت ولله الحمد بأول عقد عمل لي بتشغيل مقصف الثانوية الأولى للبنات *وكانت تجربة ناجحة استفدت منها بتطبيق ما تعلمته بدراستي الجامعية من الإدارة والتسويق والبيع والشراء في بيئة بعيدة عن الاختلاط و اعطتني هذه التجربة الكثير عن سوق العمل وجودة السلع، وايضاً تحصيل نفسي واجتماعي من خلال علاقتي بالشريحة المستهدفة من الطالبات كجزء مساهم في نجاح العمل ، عززت تجربتي كمتعهدة مقصف من الناحية التطوعية ونوع من التكافؤ الاجتماعي في المساهمة مع المدرسة أولاً* بتلمس حاجة الطالبات من ذوي الدخل المحدود وتشغيلهن بالمقصف بائعات بمردود مادي جيد حتى وصلت للاكتفاء الذاتي ولله الحمد ، وأضافت : " أسفت كثيرا لقرار إسناد المقاصف لشركات وسحب المقاصف من المتعهدين السابقين الذي من بينهم من هم بحاجة للعمل ومن بينهم إسر منتجة أثبتت نجاحها بشهادة المدارس الموكلهة لهم " .
مكان دائم :
سعداء الشبرمي من الأسر المنتجة فمنذ 14 عاما بدأت بالعمل داخل منزلها بتحضير المأكولات الشعبية ، في الوقت الذي غاب فيه وجود هذه الأسر ، تقول الشبرمي :"بدأنا العمل في عام 1423هـ ، من خلال احتفالات مدينة الرياض والجنادرية حتى أتيحت لنا الفرصة بالتواجد في بعض الأماكن التي تقدمها لنا الجهات بالمجان والمعارض ، ولكن نجد صعوبة في عدم وجود مكان دائم نعمل تحته ، ورغم كل الصعوبات إلا أنني أنصح كل أسرة منتجة أن تكافح و لا تتوقف عند أي عائق ، متمنية من الداعمين من جمعيات وسيدات الأعمال النظر في وضع هذه الأسر و تسهيل العقبات " .
كسب مادي :
و وصفت المنتجة مها الزهراني و المتخصصة في تصميم الاكسسوارات والعبايات* بدايتها مع الأسر المنتجة بالعمل الذاتي حيث دعمت مشروعها شخصيا و تقول :" أحتاج عملي للتوسع من حيث الكوادر والإنتاج والآلات فلجأت لوزارة الشؤون الاجتماعية (سابقا) *، بعدها فتحت المعارض بابها أمامنا لعرض انتاجنا فتنقلت بين دول الخليج ، لكن يظل قلة المعارض من الصعوبات التي تقف أمام انتاجنا خاصة وأن هذه المعارض باتت مصدر رزق للكثير من الأسر ، إضافة إلى عدم وجود رخصة لمزاولة المهنة منزليا فما زلنا ننتظر تطبيق هذه الرخص خاصة أن الأسر المنتجة وصلت إلى أكثر من 4000 أسرة منتجة في منطقة الرياض عام 2015 م " .
عائق كبير :
و أضافت الزهراني أن بعض الجهات الداعمة لهم كمنتجين تشترط وجود كفيل غارم وهذا ما ترى أنه عائق كبير لأنه على حد قولها لو وجد كفيل لما اضطرت الأسر لدعم نفسها* مشيرة إلى أن الأسر المنتجة في السعودية أصبحت عالمية وفي تطور وانطلاقتها قوية متمنية أن يكون هناك داعمين رسميين .
التجار المنتجين:
من جانبها ذكرت سيدة الأعمال والمهتمة بالمسؤولية الاجتماعية و دعم المشاريع غادة باجوه في حديث خاص *أنها تتمنى من الأسر المنتجة التطوير للانتقال من مرحلة الأسر المنتجة إلى التاجرة المنتجة مؤكدة أن أي صعوبة تذكر تكمن في الأسر نفسها لأن الفرص متاحة و متوفرة لكن الخوف والالتزامات تحد من الانتقال لمرحلة أكبر مشيرة إلى أنها تمنح الأسر المنتجة التدريب والتأهيل وفتح منافذ بيع متنقلة .
سقف واحد :
وأكد عدد من الأسر المنتجة ضرورة وجود جهة واحدة تستقطبهم وتحل مشكلاتهم نظرا لتشعب الجهات التي تستقطبهم من الجهات الخيرية ، الشؤون الاجتماعية ، هيئة السياحة و الآثار ......إلخ الأمر الذي يؤخر متطلباتهم ويقف في تحقيق النمو الاقتصادي لهم .
أسلوب جاذب :
فيما رأى المنتجون أن الحل الأمثل لهم في الوقت الراهن هو استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لعرض منتجاتهم بأسلوب جاذب *وبالمجان ، وبعيدا عن العوائق التي تعيقهم استطاعوا من خلال هذه المواقع اختصار الزمان والمكان للوصول إلى كل بيت و الوصول إلى العالمية ناقلين بذلك صورة مشرفة وحقيقية للعمل الجاد والكسب الحلال .