المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 22 ديسمبر 2024
رمضان يكتسح الأسواق
بواسطة : 23-05-2016 11:19 مساءً 30.7K
المصدر -  تقرير: منى العتيبي: مكه
قريبا سيهل هلال أفضل شهورالسنة رمضان المبارك*الذي قال فيه*نبينا محمد صلى الله عليه ‎ وسلم : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه) ففيه الأجر والثواب والخير والبركة والعتق من النار وكل الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية بينت للمسلمين فضائل هذا الشهر المبارك وحثت على اغتنامه بالعبادة.
‎والناس منذ القدم تقلدت مظاهرا خاصة بالشهر الفضيل تضفي عليه خصوصية دون الشهور الأخرى كاشعال الفوانيس وغيرها. ومع تقدم الزمان تطورت مظاهر عديدة وظهرت سلع خاصة بنقوشها وصناعتها لشهر رمضان حتى انتشرت مؤخرا بشكل يغلب عليها الطابع الاستهلاكي المبالغ فيه للسلع ، حيث ظهرت أعباء استهلاكية *
‎وعروض ترويجية تستهدف إضفاء الأجواء الرمضانية في الأماكن ونشطت هذه الفعاليات والمواد الاستهلاكية عبر انتشار مواقع التواصل الاجتماعي من خلال عرض مواد الزينة واكتساحها الأسواق حتى أصبحت حمى موضة تقودها النساء عبر انستقرام ومواقع التواصل الأخرى من أجل لقطة صورة تحظى من خلالها بلايكات الصديقات. ومن هنا تضاعفت الأعباء المادية والاستهلاكية لهذا الشهر الفضيل الذي أتى للعبادة والتخفف من مظاهر الحياة والزهد، لذلك رصدت عين غرب مواقف علمية وفكرية وجماهيرية عديدة حول انتشار هذه الظاهرة الرمضانية. *
حيث تقول الأستاذة نور محمود بصفر
(عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى): إن الصوم مدرسة روحانية عظيمة القدر في أعظم شهر ..شهر رمضان المبارك وهو ضيف عزيز على بيوتنا وقلوبنا وله روحانية خاصة يستشعرها الناس قبل دخوله ويلتمسونها في كل مايحيط بهم وينجلى ذلك بوضوح في العروض الترويجية والفعاليات المتنوعة التي نراها في المحلات والأركان المنزلية والأواني والمفارش وجميل جدا أن يكون لهذا الشهر جماله وزينته وديكوراته الخاصة التي من شأنها تضفي عليه الأجواء الروحانية ولكن في حدود اقتصادية مباحة لاضرر ولاضرار بدون إسراف أو تبذير مما يجعلنا نندرج تحت طائلة غضب الله حيث أن الله نهانا عن التبذير بقوله (ولاتبذر تبذيراً) ونحن نخالف بذلك قول الله تعالي في كتابه الكريم، فالمرأة بطبيعتها تحب الجمال والزينه ولكن باعتدال!
أما مانراه اليوم من الانشغال بالتسوق قبل رمضان بطريقة مبالغة جدا قد تصل إلى حد الإسراف والتبذير بدون أي تفكير فالكل أصبح يحاول اقتناء مستلزمات رمضان قبل رمضان وكأنه أصبح شهرا استهلاكيا في كل شي!*
فهل ستستشعر القلوب وسط هذه الاهتمامات المادية روحانية ونفحات الشهر الجميل!!
فيجب علينا التقليل من طيبات الحياة الدنيا حتى نستشعر بقيمة هذا الشهر الكريم ونقدر على القيام بالطاعات وأن نتبع في هذا سنة نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان إذا أكل من طعام لايثني.. وإذا دخل العشر شد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله.
وتضيف أنه ينبغي على الأزواج مساعدة زوجاتهم على ذلك وأن لايثقلن عليهن في طلبات المنزل وإعداد أصناف الطعام حتى يجدن الوقت للعبادة والطاعة. لابد من التوازن في كل شي حتى نشعر بخير الشهور عند الله بدلا من ضياع الوقت فيه بالتفكير في المأكل والمشرب والزينة ونقاطع كل مالايمت بديننا الحنيف بصلة.*
ومن جانبها أطلقت حنان حسن بتاوي المتخصصة في علم الاجتماع على شعبنا ( شعب الاستهلاك ) حيث قالت: نعم الاستهلاك يتحول إلى هوس بل التقليد يتحول إلى هوس! مسترسلة: بالنسبة لي اكتفيت بزينة العام السابق وكنت أكبح جماح الشراء لأشياء لم تكن معروضة في ذلك العام وكذلك زوجي حريص بأن لا أشتري بحجة ليس لدينا مكان يتسع للأغراض، ولكن شاءت الأقدار بأن ترسل إحدى قريباتي أدوات زينة من ( كاسات منوعة وعلب وأكواب ...)
‎لا أخفي عليكم فرحتي التي جاءت كفرحة الطفل بلعبة جديدة اقتناها ، وأخبرت زوجي بأنه لابد بأن اجتهد في البحث في دواليب مطبخي الصغير لمكان لحفظها *.
فيما أردفت د . صالحة الحليس أستاذ مشارك/شريعة بجامعة أم القرى قائلة: فإن مايتخذه الناس من مظاهر في اللأواني والفرش وغيرها مما يرمز لرمضان من العادات إن كانت بصورة معتدلة ومن غير اعتقاد أنها من الدين وليس فيها تشبه بالكفار *فلا بأس * كباقي العادات بشرط ألا يكون فيها إسراف *أو مبالغة حتى لا تؤثر على الحكمة من تشريع الصوم، وبالمناسبة فإني انتهز الفرصة للتأكيد على أن شهر رمضان موسم عظيم للأجر والثواب والتسابق في الخيرات وليس على الأكلات *والمسلسلات والنوم طوال النهار والسهر*على القيل والقال وهجر القرآن وضياع العشر الاواخر في* الأسواق. مضيفة: نعم إن شهر رمضان فرصة*لتصحيح المسار نحو الله وتجديد النية وتحري الصواب*فيه ليلة *القدر التي هي خير من ألف شهر أسأل أن يبلغنا صيامه وقيامه إيماناً واحتسابا ويجعلنا ممن يدرك*ليلة القدر ويكتب الله لنا عظيم.
**
ويؤكد الدكتور عبدالله السويلم المتخصص في النقد الاجتماعي أن شهر رمضان هو أفضل الشهور وأجلها عند الله ‎تعالى لما يختص به من مزايا وفضائل لاتجدها في غيره من الشهور ..‎ومن هنا تعجب كل العجب عندما تشاهد أحوال بعض الناس في طرق استقبالهم لشهر رمضان المبارك مما أفقد رمضان حلاوته وروحانيته ولذة العبادة فيه .
‎وللأسف نرى كل عام مظاهر *غريبة ودخيلة على مجتمعنا الإسلامي ، يتنافس الناس فيها على مختلف أحوالهم .
‎قد تعجز أحيانا وتقف حائرا عن وصفها وسبب انتشارها بين الناس . واعتقد أن السبب من وجهة نظري هو الجهل وغياب القدوة وضعف الوازع الديني لدى البعض . أيضا هناك أسباب أخرى منها التقليد اﻷعمى ومحاكاة اﻵخرين في تصرفاتهم دون وعي منهم .
‎ وأمر آخر أن هناك من يعتقد أن شهر رمضان يتطلب منا الكثير الكثير من الاستقبال والتزين في كل شي والذي يليق به حسب اعتقادهم الخاطئ بالطبع .‎فترى من وسائل الترف والبذخ والابتذال مايندى له الجبين ، وصرف اﻷموال بما لاطائل منه سوى الإسراف والتبذير . ‎ وفي تصوري أن النساء لهن النصيب اﻷكبر في إنتشار هذه المظاهر لكون طبيعة المرأة تميل إلى هذا الجانب *وليس مقتصرا عليهن فحسب .
‎فدورنا نحن حول تلك المظاهر التي تنتشر وتتطور في كل عام موضة جديدة التناصح بالمعروف فيما بيننا وبيان مخاطر تلك الممارسات الخاطئة ، وخطر ذلك على الفرد والمجتمع وتربية النشئ ..‎أسأل الله أن يهدي المسلمين لتوقير شهر رمضان بما هو أهل له وبما أمرنا الله به. *
ومن الجانب الاقتصادي قال ماجد داغستاني المختص بالاقتصاد والمالية: يتميز رمضان بتغيير جذري في نمط استهلاك المواد الغذائية حيث تتصاعد وتيرة الاستهلاك إلى حد كبير مما يؤدي إلى ارتفاع الطلب وتصاعد الأسعار، المشكلة تكمن في أن ارتفاع الاسعار لم يعد امرا موسميا ظرفيا مرتبط بشهر رمضان , فارتفاع الأسعار *يستمر إلى ما بعد رمضان دون رجوع إلى مستوى الأسعار ما قبل رمضان وتتظافر عدة عوامل في ارتفاع الأسعار إضافة إلى عامل ارتفاع الطلب, فغياب وعي المستهلك يلعب دورا رئيسيا في مشكلة ارتفاع الأسعار وأيضا *يجب أن لا ننسى ضعف الجهات الرقابية كحماية المستهلك في مسائلة التجار وكبح جماح جشعهم , حيث أن جشع التجار يعد من أحد العوامل الرئيسية ولابد في هذه الحالة من رفع مستوى وعي المستهلك والاستفادة*من تجربة الجمعيات التعاونية التي طبقت في الكويت للسيطرة على الأسعار وفي النهاية, يمكن اعتبار ارتفاع الأسعار مسألة ثقافية أكثر من كونها اقتصادية بحتة*
ربما يواجه رمضان القادم ظروفا مختلفة عن مواسم رمضان السابقة, فالوضع الاقتصادي الذي اتى على القوى الشرائيه للمواطن سيحد من اسنهلاكه*
فرفع الدعم عن الطاقة والمحروقات والمياه سيقلص القوة الشرائية للمستهلك وبالتالي سيقلص هوامش أرباح التجار الذين سيعانون ايضا من رفع الدعم عن الخدمات. *
‎وتقول نوال المحمادي بأن هذه الظاهرة ظهرت من كونها طقوسا تاريخية إلى ظاهرة والسبب يعود إلى انتشار برامج التواصل كانستقرام وظهرت معه فرصة المحلات التجارية باستغلال الناس ورفع الأسعار حيث تتفاوت الأسعار إضافة إلى أنهم يبحثون عن المادة والأسعار أكثر من الجودة خاصة النساء أصبحن يتنافسن بالتقاط الصور عبر انستقرام وسناب شات وتويتر لذلك ارتفعت الأسعار والغش التجاري*
وتقول نهاد قدسي إعلامية سعودية: من الجميل استخدام أدوات الزينة التي اعتاد الناس على وضعها قبل حلول شهر رمضان المبارك وذلك لإضفاء أجواء رمضانية في البيت . وإني أرى أن فيه تعزيز للقيم الرمضانية والدينية، *ولايخرج عن كونه تعبيراً مبسطاً عن الفرحة بقدوم هذا الشهر الجميل الرائع .*
أما المغالاة في استخدام هذه الزينة واستهلاك كل مانجده أمامنا في السوق من دون تمييز أو تفكير يعد من باب الإسراف والتبذير الذي ذمه الله في كتابه العزيز ووصف كل المبذرين والمسرفين بأنهم إخوان الشياطين *(ولاتبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين )، وتسترسل قائلة: لامانع من الفرحة بقدوم هذا الشهر الفضيل والتعايش مع هذه الأجواء الرمضانية في غير ضراء مضرة ولافتنة مضلة .
‎ومن جهتها أكدت صفاء مسرحي معلمة بتعليم جدة بأن*‎هذه الظاهرة غزت المدارس مثل البيوت وأصبح الجميع* يتسابق قبل الشهر باقتناء أدوات وسلع *تحمل الطابع *الرمضاني وارتفعت أسعارها*لدرجة أن هناك حسابات بمواقع التواصل خصصت لبيع هذه السلع*وبأسعار مبالغة حتى المحلات التجارية خصصت مساحات خاصة فقط لبيع سلع رمضان وبأسعار متفاوتة دون أن تكون هناك رقابة تجارية على هذه السلع.*وترى المعلمة صفاء بأن التقليد الأعمى وتنافس النساء بالتصوير وبث هذه الصور عبر مواقع التواصل ساعد التجار على عدم الالتزام بأسعار محددة.