"من شدة الفرح شعرت وكأن خطوات قلبي تسبقني، فقد حلقت وأنا أشاهدها *كالملاك* الذي سيلتف على هامة *أمي لينحدر قليلا فيقبل جبينها ، فتهمس روحي بأحرف التفوق الذي يعتلي مراتب الشرف بمجرد احتضانها فسيكون لنجاحي عنوانا آخر وهو (فرحة أمي بل هي كل تفاصيله)
تلك العبارة كانت لخالد* طالب في المرحلة الثانوية ، حيث أكمل تفاصيل حكايته..حكاية النجاح فلم تكن *تعابيره مترجمة لها فقال بحزن:" ولكن كان مجرد حلم فلا مانع من أن نحلم أحلاماً وردية نتذوق من خلالها طعم نجاحاتنا في قلوب من نهتم لهم،ولكن *المهم في هذه *الأحلام الاستمرارية، ايقضني الواقع ، ففرحة أمي لم تتحقق ، وبادرت بسؤالي عندما اخبرتها بنسبتي المئوية حيث قالت لي : كم نسبة ابن عمك زيد؟؟ . عندها أدركت بأن زيد المهم وعمر الأهم وأنا في آخر اهتماماتها انتظر لحظة فخرها بي !!!.* عبارات تحدث بها خالد ، لونها بألوان باهته لا ترقى لمستوى الفرح ، وسطرها بخطوط مائلة، خطط لها لحظة خيبة أمل .
******* إنه التنافس الاجتماعي الأسري" فالمقارنات غير سليمة ولا المنصفة زعزعت الثقة في نفس خالد ولم تكن إيجابية وفي مجالها ، ولا ننكر بأن الأفضل هو ما نسعى إليه ولكن لا نظلم الآخر باغتيال فرحته يوم نجاحه فننظر إلى انجاز الآخر ونتأثر به سلبيا بدل التأثر الإيجابي والاستفادة فيكون نجاح الآخر مصدر تعديل وتغيير لنا بل وبناء لا أن يكون مصدر هدم وخلق عداوات وفتور علاقات وتثبيط وإحباط ،فالتراكمات خطيرة والنتائج مهلكة لذلك وقفت (غرب) على خطورة المقارنة السلبية خاصة وإنه بعد أيام معدودة تنتهي فترة الاختبارات وتعلن النتائج، وممن وقعوا في مغبة تلك المقارنة *ولازالت حالة التوتر تخيم عليهم *أبناء أم ياسر ، تلك الحالة لم تكن ناجمة عن الخوف من نتيجة الاختبارات ولكن وبحسب *حنان *طالبة في الصف الثالث ثانوي فالخوف ما هو إلا نتيجة (المقارنة السلبية) فوالدتي *جل اهتمامها *هو أن نحصل على الدرجات العالية التي نتفوق بها على جميع ابناء العائلة الأمر الذي يغيب فرحة النجاح لدينا جراء تلك المقارنة في كل عام .
(غرب) التقت مع الأخصائية النفسية هلالة الرويلي التي أكدت على خطورة تلك المقارنات ووصفتها بالمقارنات العقيمة التي تؤثر سلبا على نفسية الأبناء خاصة عندما تصطدم بمراسيم فرحة النجاح، وأضافت الرويلي: تبقى المشاعر السلبية هي التي تسيطر على هذه الفئة من الناس، وهم غالبا لا يشعرون بطعم الفرح، لأن ما يحصدونه لا يرضيهم فتزداد رغباتهم ويصبحون غير قادرين على إشباعها ، وقالت الرويلي إنها *مقارنة خاسرة بل ناقصة وغير مكتملة يؤطرها الفشل والتراكمات النفسية ، وتابعت: فلا تطور يصاحبها، لأنها تجعل الشخص في حالة مراقبة، يتحرك وهو في مكانه، فيستهلك جهده ووقته وذهنه في مراقبة غيره وينسى أن يرى ذاته، فالتطور لا يمكن أن يتحقق إلا بمقارنة الذات بالذات .