المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024
حين ينفق عليكِ أهلكِ بعد الزواج؟!ستعيشين معه في "مهزلة"
بواسطة : 16-09-2015 05:39 صباحاً 18.3K
المصدر -  

تقرير- فاطمة الزهراء العويني

يتّكل بعض الرجال على كون زوجاتهم موظفات؛ فيتكفلن بتوفير مستلزماتهن الشخصية إلى جانب توفير مستلزمات البيت إنْ لم يكن يوفين بمتطلبات الزوج أيضاً، ولكن قد يكون الأمر صعباً على الزوجة حينما تكون بدون عمل، ولها متطلبات من كسوة ومستلزمات شخصية لا يوفي بها الزوج ليضطر أهلها لتوفيرها حتى لا يتسبب الأمر بمشاكل بينها وبين زوجها، "فلسطين" تلقي الضوء على ذلك الأمر عَبر التقرير التالي:

لا يتورع عن ضربها

فهذه " منار" التي منذ تزوجت بابن عمها قبل عشر سنوات، منذ اقترانها به وهو يرفض البحث عن عملٍ، ليتكفل أهلها بالإنفاق عليها وتوفير مستلزماتها الشخصية وطعامها وشرابها، محاولين في الوقت ذاته إقناعه بالبحث عن عمل لكن دون جدوى. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهو لم يتورع عن ضربها وإهانتها، كما أن أهله يعاملونها معاملةً سيئة، رغم أنها أنجبت منه خمسة أطفال، لكن ذلك لم يجعله يتغير، فظلَّ الحال على ما هو عليه، مما اضطر والدها لأنْ يبني لها غرفة بمنافعها فوق بيته ليجعلها تحت عينيه ويرعاها هي وأبناءها. وتقول:" رغم أن أهلي هم المتكفلون بمصاريفي ومصاريف أبنائي من الألف إلى الياء لكنني لا ألمس أي تقدير من زوجي ، فهو يضربني ويهينني لأتفه الأسباب، رغم أننا نسكن في بيت والدي وهو الذي ينفق علينا". وتضيف :" كل ذلك لم يحرك الرجولة فيه ليبحث عن عمل، حتى أن والدي بحث له عن أكثر من عمل، وكلما حاول إقناعه بأن يعمل فهو يرفض رفضاً باتاً، لأضطر أنا للعمل خجلاً من أهلي الذين يغدقون عليَّ بعطائهم، فأنا الآن أعمل في وظيفتين تدران عليَّ دخلاً بسيطاً ولكنهما تخففان عن كاهل أهلي قليلاً". وتتابع بالقول: "وحتى عندما أخرج للعمل فإنني أترك أبنائي عند أمي لتعتني بهم، فوالدهم إما نائم أو خارجٌ مع أصدقائه لا يعرفني إلا وقت استلام راتبي، حيث يستقطع نصفه كمصروف شخصي له، ولا يلقي بالاً لكل ما نفعله أنا وأهلي الذين يخشون علي من الطلاق لإيمانهم بالمقولة "ظل راجل ولا ظل حيطة"".

رغم قدرتهم المالية

أما "سما" فقصتها مختلفة قليلا، حيث إن زوجها وضعه المادي ممتاز، لكنه لا يعرف من نفقات المنزل سوى الطعام والشراب، ولا يقيم وزناً لمتطلباتها الشخصية من كسوة وغيره، ورغم أنها حاولت مراراً وتكراراً إقناعه بأنْ يخصص لها مصروفاً شخصياً لكن محاولاتها باءت بالفشل. وتقول: "طلبي للمصروف الشخصي كان سبباً لمشاكل عديدة بيني وبين زوجي، الأمر الذي حدا بأمي لأن تخصص لي مصروفاً شخصياً تعطيني إياه كل شهر درءاً للمشاكل بيني وبين زوجي رغم أن وضع أهلي المادي أقل بكثير من وضع زوجي". وتستدرك بالقول:" لكن أخوالي الذين يعيشون في الخارج يرسلون لأمي مبالغ شهرية تستقطع جزءاً منها لتعطيني إياه، الأمر الذي يشعرني بالحنق على زوجي، وهو يراني آخذ من أهلي لأشتري ما أريده رغم أن وضعه المادي ممتاز، ويا ليته يشكر لهم ما يقدمونه، بل يتعامل وكأنه أمر عادي من أهل ابنتهم ويتناسى أن الطبيعي أن ينفق عليَّ كزوجته ويتكفل بنفقتي من كسوة وخلافه". وضع مشابه تعيشه " ابتهال" التي رغم أن زوجها مقتدر لكنه هو وأهله يتسمون بالبخل، فهو رغم أنه قد ورث أراضي بعد وفاة أمه إلا أنه مصر على العيش في بيت من الإسبست، ولا ينفق على المنزل سوى القليل بما لا يتجاوز "ألف شيكل" يحصل عليها كراتب من وظيفته، وهذا المبلغ لا يكفي حتى لتوفير الطعام لها ولأولادها الستة. وتقول:" لولا دعم أهلي لي، فهم في كل زيارة يحضرون لي الأطعمة والملابس حتى لا أفتعل المشاكل مع زوجي، ويجعلون المركب تسير، فكلما أنجب طفلاً جديداً يتكفل أهلي بكسوته وطعامي وشرابي خلال تلك الفترة، وفي رمضان والمناسبات المماثلة يحضرون لي المؤونة اللازمة ، وأمي تتكفل بكسوتي صيفا وشتاء". وتضيف:" للأسف زوجي لا يقدّر ما يفعله أهلي بل هو لا يتورع عن أخذ أي أموال قد يمنحوني إياها، حتى أصبحوا لا يعطونني أموالاً نقدية بل يحضرون لي ملابس وطعاما حتى لا يستولي زوجي عليها فهو لا يترك شيئاً يعطونني إياه إلا ويأخذه، حتى الهاتف النقال؛ فكل فترة يحضرون لي واحداً يأخذه أو يعطيه لأحد من أهله بل ويطلب مني أن يشحن أهلي تلك الهواتف بالرصيد وإذا حدث فيها أي عطل يطلب مني أن يصلحوها".

الأمر نسبي

الأخصائية الاجتماعية رائدة وشاح بينت أن مساعدة الأهل إذا كانوا مقتدرين لابنتهم المتزوجة في حال كان وضعها المادي سيئا أمر جيد، وقد يحمي البيت من الانهيار، لكن على الزوجة ألا تعتمد بشكل كلّي على أهلها حتى لا يتعود الزوج على هذا الأمر ويعزف عن العمل، لأنه يدرك في النهاية أن زوجته ستتدبر الأمر.
وشاح: إياكِ أن تعودي زوجك على اللجوء المستمر لمساعدة أسرتك
وقالت: "لكن إذا كان الزوج مقتدراً مادياً ويترك الزوجة تأخذ من أهلها للإنفاق على نفسها، وعلى البيت فهذا أمر سيئ، واتكالية غير مبررة، وقد يكون طمعاً منه في أهلها حيث يترك الحمل ملقى على عاتقهم مع أن الأصل في الشرع والعرف أن ينفق هو عليها ويتكفل بجميع نفقاتها ما دام مقتدراً". وأضافت:" هنا ينبغي على الزوجة التي اعتاد زوجها على ذلك إنْ أرادت أن تضع حداً للأمر بأن تعلمه بطريقة مباشرة بأنها لن تأخذ شيئاً من أهلها بعد اليوم وأنها ستعتمد في نفقتها على ما يوفره فقط حتى يشعر بالمسئولية التي يجب أن يقوم بها، وحتى لا يعتمد على أهلها طوال عمره، فالمثل يقول: "زوجك على ما تعوديه" ". وتابعت:" أما في حال كونها متزوجة حديثاً ولمست منه تقصيراً في حق بيته فيجب أن تحاول معه مراراً وتكراراً لكي ينهض بمسئولية بيته وألا تتجه مباشره عند أي تقصير منه لتطلب من أهلها، حتى لا يصبح هذا الأمر بالنسبة له مطلوباً من أهلها لا منه؛ وإنْ اضطرت للطلب أحياناً فلتكن طلباتها بسيطة حتى لا يتكل على ذلك". وبينت أنَّ هناك كثيرا من العائلات تخصص مصروفاً شهرياً لبناتها المتزوجات حتى تساعدهن في الاستمرار بحياتهن دون مشاكل، قائلة:" هنا إذا كان الزوج محتاجاً وتعمدت الزوجة إهانته وتذكيره دائماً بأن أهلها منْ ينفقون عليها فسيكون ذلك مدخلاً للمشاكل لا حلاً لها، فعليها هنا أن تعيش وفق مقدرات زوجها المادية فإذا لم تستطع وطلبت مساعدة من أهلها فلا تمن عليه بها". *