المصدر - غرب - نواف العتيبي*
ليس غريبا ان يتعرض الاسلام للهجوم ومحاولة النيل من ثوابته. فهذا امر قديم قدم الاسلام نفسه. لكن الغريب ان يواجه الاسلام هذه الحملة الظالمة القبيحة في الداخل والخارج علي السواء. وفي وقت واحد تقريبا.
قنوات فضائية قبيحة تسب الاسلام والرسول ليل نهار بل وتسب المسلمين والعرب. آخر وصف سمعته من هذه الفضائيات ان العرب احط امة اخرجت للناس. ربط الاسلام بالارهاب رغم ان العنف والارهاب سابقان علي ظهور الاسلام. الانسان نفسه من طبيعته العنف. مسابقات لاهانة الاسلام. افلام تصور المسلمين كحيوانات مفترسة متعطشة للدماء. في امريكا المسلمون يقتلون وتسكت وسائل الاعلام . والمؤسسات الخيرية الامريكية تنفق ملايين الدولارات سنويا في الدعاية المناهضة للاسلام. في اوروبا تنشط حركة بيجيدا العنصرية المعادية للوجود الاسلامي في اوروبا وتنظم مظاهرات جديدة في مدينة نيوكاسل البريطانية .
في روسيا يتم اغتيال المعارض الروسي بوريس نيمتسوف فيوجه الاتهام الي ما يسمونه الاسلام المتطرف. لكن الامر المثير للحيرة حقا هو هذا الهجوم علي الاسلام من بعض المسلمين الساعين الي الشهرة بحجة ان بعض ما ورد في التراث يتصادم مع العقل.
ما سر هذا الهجوم علي الاسلام وما اسبابه الحقيقية؟ وما هو هذا التراث الذي يتنافي والعقل؟ وكيف نعيد الضالين ادعياء العلم وطالبي الشهرة الي صوابهم؟
بداية نقول ان الاشجار المثمرة هي التي ترمي وحدها بالحجارة ولان الاسلام شجرة مثمرة اصلها ثابت وفرعها في السماء ولانه الدين الخاتم ودين العقل والتوحيد المطلق الذي يصحح مفاهيم خاطئة يأباها العقل والمنطق فان اعداءه تربصوا به اعداء الاسلام امرهم معروف فالاسلام ينفي هرطقاتهم علي الله . قرأت مؤخرا كتاب المفكر الدكتور يوسف زيدان ¢اللاهوت العربي¢ فضحكت بملء فمي لما فهمته عن صورة الله في الاديان. الله ¢يتأنس¢ والله ينزل الي الارض ويصارع نبيا ويهزمه النبي ويطرحه ارضا ويجثم علي صدره ولا ينزل الا بعد ان يباركه الرب . هل هناك ضلالات اكثر من ذلك يا من تتهجمون علي الاسلام .
لو كان الغرض هو الهجوم علي الاديان المخالفة. لماذا لاتهاجم معتقدات اخري مثل البوذية والهندوسية . خلال اقامتي في الصين قبل اكثر من 25 عاما دخلت معبدا بوذيا فرأيت البوذيين يسجدون مثل المسلمين لكن لتمثال بوذا . فحمدت ربي انني اسجد لله الخالق .
لسنا بحاجة الي جهد كبير لنعرف سر هجوم هؤلاء علي الاسلام يكفي ان نقول ان الاسلام هو الدين الوحيد الذي تنمو نسبة معتنقيه . البعض يتصور ان اوروبا ستصبح قارة مسلمة خلال سنوات والحل الذي توصل اليه هؤلاء الموتورون هو الهجوم علي الاسلام لتنفير الناس منه .
امر هؤلاء مفهوم لكن غير المفهوم ان يتخذ البعض منا في الداخل التراث ذريعة للهجوم علي الدين الحنيف . واقول لهؤلاء المتفذلكين ان التراث كتبه بشر والاحاديث نفسها نقلها بشر بعد فترة من وفاة الرسول ففيها الصحيح والمدسوس ارجو ان يعي هؤلاء أن الهجوم علي الثراث يعني عند المسلم البسيط الهجوم علي الدين نفسه .