المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024
عندما تغيب احتياطات السلامة في المنازل
بواسطة : 06-09-2015 01:13 صباحاً 28.6K
المصدر -  عهود الزهراني - غرب تشير الأرقام المسجلة بمجتمعاتنا*إلى إصابة العشرات يوميا على مستوى المصالح والمراكز المتخصصة في مجال مختلف الإصابات الناجمة عن الحوادث المنزلية، وتكون نتيجتها في بعض الأحيان حدوث وفيات وعاهات يكون ضحيتها في أغلب الأحيان أطفال صغار السن ممن يتعرضون للحروق ولحوادث أخرى. وعلى الرغم من اختلاف الحالات والروايات إلا أن النتائج تكون كلها وخيمة بالنسبة للأطفال وللأولياء الذين يدفعون الثمن غاليا، خاصة إذا كانت حالة أولادهم خطيرة ولذلك لا مناص من توخي الحيطة وسبل الوقاية لتجنب العديد من المآسي التي قد تحدث.

الإحصائيات تؤكد أن فئة الأطفال الأكثر عرضة للحوادث المنزلية

وتعرف نسبة الحوادث المنزلية ارتفاعا كبيرا، وتعتبر فئة الأطفال الصغار أكثر عرضة لهذه الحوادث وهذا إثر إهمال الأولياء لهم في المنزل، وتتعدد نوعية إصابة الأطفال سواء أكانت حروق أو صدمات كهربائية، شرب مواد سائلة خطيرة، استعمال مواد حادة وغيرها من الإصابات التي قد يتعرض لها في المنزل.

الأطفال يدفعون فاتورة غالية بفعل إهمال الأولياء لهم

على الرغم من كون المنزل البيئة الأكثر أمانا للطفل إلا أنها قد تشكل خطرا كبيرا عليه في حال قلة انتباه الأهل أو إهمالهم لطفلهم وتزيد تلك المخاطر بازدياد قدرة الطفل على الحركة، وتعتبر الحوادث المنزلية أمرا خطيرا يتوقع حدوثه في أي بيت خاصة بالنسبة للأطفال في كل لحظة أيا كانت أنواعها سواء حوادث بسبب الكهرباء أو الماء أو الأدوات، وعادة ما تكون الحروق من أبرز الحوادث المنزلية التي قد يتعرض لها الطفل الصغير، وغالبا ما تحدث هذه الحروق نتيجة سكب المواد الحارقة الحارة مثل الماء المغلي، القهوة، الشاي، الزيت الحار أو من بعض المواد الكيماوية أو نتيجة التعرض المباشر للنار أو حتى ملامسة الأسطح الساخنة، لذا عادة ما ينصح الأطباء بالابتعاد والامتناع عن وضع المشروبات الحارة أو المواد الحارقة بمقربة من الأطفال، ومن ذلك لابد من الانتباه لسلك الإبريق الكهربائي في المطبخ ألا يكون متدليا حيث يسهل شده من الطفل، كما لابد من إبعاد الأطفال عن المطبخ أثناء الطهي وخاصة أثناء القلي، وفيما يخص المواد الكيماوية، فيجب حفظها في مكان بعيد عن متناول الأطفال.

الحروق والصدمات الكهربائية أخطر الحوادث وأكثرها التي يتعرض لها الأطفال

أوضحت المختصة في طب الأطفال الدكتورة عفاف*أن أكثر الحوادث التي يتعرض لها الأطفال هي الحروق والصدمات الكهربائية، مشيرة إلى أن الفئة العمرية المتراوحة ما بين سنة و4 سنوات هي الفئة الأكثر عرضة لهذه الحوادث المنزلية التي تسجل خاصة بغرف الأطفال وربعها بالمطبخ أو بساحة وحديقة المنزل، وبالإضافة إلى تلك الحوادث المذكورة سلفا، تذكر الدكتورة مرابطين سقوط الأطفال وتعرضهم إلى كسور وجروح مختلفة والتي تسببت في 30 بالمائة من الصدمات بالمخ، حيث سجلت عند الأطفال خاصة الذين تقل أعمارهم عن سنة، وأوضحت أن أخطر الحوادث التي يتعرض لها الأطفال هي الحروق الجلدية سواء بسحب أوان منزلية تحتوي على سوائل ساخنة أو اللعب بالكبريت أو مواد سهلة الاشتعال التي غالبا ما تكون بليغة وخطيرة، بالإضافة إلى الصدمات الكهربائية التي غالبا ما تترك أثارا عميقة تصيب الأعضاء الحساسة في الجسم مثل المخ والقلب. وأشارت الدكتورة عفاف*إلى حوادث منزلية أخرى لا تقل خطورة عن سابقتها يتعرض لها الأطفال مثل ابتلاع أشياء غريبة كالأزرار وغالبا ما تستقر بمسالك الجهاز الهضمي أو تعرض الأطفال إلى اختناقات تودي بوفاة 2 بالمائة خاصة البالغين 3 سنوات، كما تتعرض هذه الفئة إلى حوادث الاختناق بمونوكسيد الكاربون. وأشارت المختصة إلى تعرض الأطفال إلى أنواع أخرى من الحوادث مثل شرب مواد سامة على سبيل المثال الأدوية ومواد التنظيف، مشيرة إلى أن إحصائيات المراكز الوطنية لمكافحة السموم في بعض الدول*التي كشفت عن تسجيل 70000 اتصال هاتفي العام المنصرم*للتبليغ عن تناول مواد سامة و90 بالمائة من طرف أطفال، 60 بالمائة من هذه المواد الأدوية كانت في متناولهم. وتطرقت المختصة في نفس الإطار إلى الحوادث الناجمة عن الغرق سواء بالحمام بالمنزل أو بالآبار بالوسط الريفي.

الوقاية خير من العلاج

وفي السياق ذاته، وبهدف التحسيس والتوعية بضرورة أخذ الحيطة والحذر، رصدت المصادر الاعلامية*بمستشفيات*الاطفال والولادة*بعض حالات الأطفال الذين لا يتعدى أعمارهم 9 سنوات تعرضوا للحرق في أنحاء متفرقة من الجسم أمام الندم الشديد الذي لا يمكن وصفه للأمهات والآباء. وفي ذات السياق، أبدت إحدى الأمهات الملازمات يوميا ابنها الذي لا يتعدى عمره السنة والنصف بالعناية المركزة *بعد تعرضه لحروق مختلفة في الجسم، حسرتها الكبيرة وإحساسها بالندم الذي لم يفارقها منذ يوم وقوع الحادثة، خاصة وأن وضعية ابنها الصحية خطيرة. ودعت المتحدثة كل الأولياء إلى التحلي باليقظة والحرص على أبنائهم حتى لا يحدث لهم ما لا يحمد عقباه.هو نفس الحال بالنسبة لأم أخرى بذات المستشفى تعرضت ابنتها التي لا يتجاوز سنها عامين للحرق في منزل إحدى قريباتها، حيث أعربت عن ألمها الكبير لوضعية فلذة كبدها المثيرة للأسى. من جانبها، أوضحت الدكتورة :*سامية إحدى المشرفات على علاج المصابين بإحدى مستشفيات*الاطفال* أنه يتم استقبال حالات كثيرة من الحروق بدرجات متفاوتة، حيث يتم تحديدها بالنسبة المئوية التي تكون خطيرة عندما تحدث الإصابة في مناطق حساسة مثل الوجه والعنق. وأضافت الدكتورة سامية أنه عندما تكون النسبة المئوية للحريق أقل من 10 بالمائة يكون العلاج في أغلب الحالات فعالا وتزول الآثار، وبالتالي يتماثل المصاب للشفاء، ولكن وفي حال تعدي النسب المئوية لأكثر من 10 بالمائة، فإن إمكانية الشفاء تكون ضئيلة وتصل الحالة إلى الوفاة.

الطب النفسي يؤكد على صعوبة التكفل النفسي بالأطفال المصابين بالحروق

هذا، ويختلف التكفل بهذه الاصابات من شخص إلى آخر، خاصة وأن أغلب الحالات تقع وسط حديثي السن، إذ لا تزيد أعمارهم عن تسع سنوات في الغالب مثلما أبرزته الأخصائية النفسانية عصماني التي أشارت إلى صعوبة التكفل النفسي بالأطفال الصغار من قبل المشرفين على رعاية المرضى سواء من* ناحية التوعية أو التوجيه وخاصة الوضعية النفسية لمعظم الأمهات اللواتي لا يستطعن تقبل وضعية أولادهن لاسيما إذا كانت خطيرة.

غياب الوعي لدى المواطنين من أهم أسباب زيادة الحوادث المنزلية

أقرت المديرية العامة للحماية المدنية أن من أهم أسباب هذه الحوادث المنزلية، تعود بالدرجة الأولى إلى غياب الوعي لدى المواطنين على غرار سوء استخدام أجهزة التدفئة وانعدام التهوية وسوء توصيل أنبوب الغاز بجهاز التدفئة. وفي هذا الإطار، شددت خلية الاعلام للمديرية على ضرورة اتخاذ المواطن كامل احتياطات السلامة لا سيما تجنب شراء أجهزة التدفئة المقلدة على اعتبار أنها تتسبب في عدد كبير من حالات الاختناق بالغاز