المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
حين يلتقي المستقبل..بالماضي العريق.!
بواسطة : 25-05-2017 06:02 مساءً 9.4K
المصدر -  
فرقتهما الحياة وجمعهما العلم ،الثقافة والفن قصة لقاء ، أثارت الحنين! وأثيرت ذكريات الأمس فيها. شاءت الأقدار ، أن يلتقي طالباً بمعلمه وقد فرقتهما الحياة مايقارب 15 عاماً! في إحدى الدورات الثقافية التي أقيمت في جمعية الثقافة والفنون بجدة. حضر أيمن سالم سلمان الجهني ، الممرض الجراحي بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة ، ثم جلس بجواره أحد أعضاء الجمعية وعضو لجنة العلاقات العامة والإعلام ،وعندما أراد أيمن انهاء إجراءات تسجيل البيانات والإنضمام كعضو للجمعية كونه عاشق مغرم وهاوٍ للتصوير ، قام الأستاذ حسن علوي بشرح طريقة تعبئة البيانات ولكن .. بأسلوبه اللبق ، هدوء حديثه المميز والآسر للقلوب ! والذي لفت أيمن ! حتى قاطعه ! هل أنت معلم! فأجابه الأستاذ بنعم! قال: هل أنت معلم اجتماعيات في المدرسة النموذجية الثالثة ! رد عليه الأستاذ : بلى ! فاضت المشاعر عند أيمن ، خاصةً ، وقد تجول قبلها بأيامٍ سابقة ، حول مدرسته القديمة طائفاً وكأنه ناسكاً يتعبد، يستعيد فيها ذكريات البراءة ،الطفولة والفطرة النقية والتي تجسدت له فجأةً وبذهول! في أسلوب أستاذه المميز وطرازه الذي يشبهه في الشرح والتعليم! والذي لم يتغير أبداً قدر أنمله! ذلك الأسلوب المحبٌّب للمادة العلمية ولذات المعلم ، والذي لم يشعر فيها أيمن كطالب وباقي زملائه ، أي تململ من معلمه أو أي غضب ! أو حتى حزن لظرفٍ قد ألم به قط! هذا ما نفتقده في واقع أيامنا الآن مع الأسف! حتى أضحى الطالب فيها وسيلة لتفريغ كل المشاعر السلبية لدى المعلم! ليخرج بكمية عقد و كره للمادة ، المدرسة بل وللعلم بكبره ، بسبب تصرف لا مسؤول من أحد المعلمين! لم يكن يدُر بخلد أيمن حينها ، أن الحياة ترسل له رسائلها الإيجابية ، حينما جعلته يلتقي في معلمه ،والذي شبه قلبه بالغيمة البيضاء لقوة صفائها* ، والذي نقش في ذهنه ونحت بأن حتى أثقل المناهج والمواد ، قد تكون جميلة محببة للنفس إذا بصم المعلم بصمته عليها وأدى بكل أمانة ونفس صافية ، رسالته في التعليم. بل وأرسلت الحياة له توكيدتها وكأنها تقول اعمل ماتحب وحب ماتعمل ولكن تجسدت في قدوة حقيقية قلما نجد لها أثر في حاضر أيامنا. لم تسع الفرحة أيمن ليلتها وأخبر عائلته، أصدقائه ومحيطه بمعنى محاسن الصدف وأسعدها واقعياً بل ومازال تحت تأثيرها حتى عند كتابة قصتهما !