رحّلت ميليشيا الحوثي، المئات من اللاجئين الأفارقة يحمل معظمهم الجنسية الأثيوبية، إلى مناطق سيطرة الحكومة، بعد أن اعتقلتهم عند فض اعتصام لهم أمام مقر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إذ ألقت بهم في حدود مناطق سيطرة الحكومة في وضع إنساني مأساوي من دون غذاء أو مياه. وذكر سكان في مناطق التماس بين مناطق سيطرة الشرعية وسيطرة الميليشيا في شرقي محافظة تعز في تصريحات لـ«البيان»، أنّ ناقلات كبيرة وصلت فجر اليوم إلى مديرية حيفان بمرافقة مسلحين حوثيين، وأنزلت اللاجئين الأفارقة في الطريق المؤدي لمحافظة لحج، وأنّ معظمهم من دون أحذية ولا ماء ولا غذاء. وأفاد اللاجئون بأنّ ميليشيا الحوثي رحلتهم بالقوة بسبب استمرار احتجاجهم على حرق المئات منهم.

ويعد اللاجئون الجدد الدفعة الثانية التي تقوم ميليشيا الحوثي بترحيلها لمناطق سيطرة الحكومة، منذ ما بعد جريمة إحراق اللاجئين الأفارقة، إذ سبق لميليشيا الحوثي ترحيل المئات منهم لمناطق سيطرة الحكومة في وضع إنساني صعب، ومن بينهم عشرات النساء. وكان اللاجئون نظموا أول من أمس، اعتصاماً جديداً أمام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في صنعاء، احتجاجاً على إحراق ميليشيا الحوثي مئات المهاجرين في محجز تابع لمصلحة الجوازات في السابع من مارس الماضي، إلّا أنّ الميليشيا استخدمت القوة في تفريقهم وقامت باعتقال نحو 250 منهم وترحيلهم بعد ذلك إلى مناطق سيطرة الحكومة.

ووسط صمت المنظمات الدولية المعنية باللاجئين، رفض اللاجئون نتائج التحقيقات التي أعلنتها الميليشيا، كما رفضوا التعويضات الرمزية التي قررت دفعها لأسر الضحايا، متمسكين بمطالبهم بتحقيق دولي مستقل في الجريمة ومعاقبة عناصر الميليشيا التي أشعلت النيران في المحجز لإجبار المحتجزين على إنهاء الإضراب عن الطعام الذي نفذ احتجاجاً على سوء أوضاعهم في المحجز ورفضهم الابتزاز الذي يتعرضون له على يد حراسة المحجز، ومطالبتهم بدفع مبالغ كبيرة مقابل الإفراج عنهم.