المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 5 مايو 2024
الورد والأزاهير في شعر العصر العباسي كتاب جديد يكشف جماليات طال الصمت عنها
محمد توفيق بلو
بواسطة : محمد توفيق بلو 31-03-2021 08:54 مساءً 22.5K
المصدر -  
صدر عن شركة سطور للنشر بجدة كتاب "الورد والأزاهير في شعر العصر العباسي: المعجم والدلالة مختارات السَري الرفاء في المحب والمحبوب والمشموم والمشروب أنموذجاً.

لمؤلفته منى بنت صالح الحضيف، أستاذة الأدب والنقد بجامعة المعرفة بالرياض. وجاء الكتاب بتصميم أنيق وعصري جذاب، في 143صفحة من القطع المتوسطة. وهو يستهدف أهل النقد الأدبي، ومحبي الأزهار ومن يريد التعامل معها بثقافة وحضارة. فقد تناول الشعراء الذين اشتهروا بالقول في الأزاهير، وأنواع الأزاهير.

بالإضافة إلى فصلين، تضمن الأول مبحثين تناولت معجم الصفات، الشكل، اللون، الرائحة. والسياقات الثقافية في الحب، المنادمة، الافراح والأعياد، الإهداء، الايمان والصراعات الفكرية.
والثاني تضمن ثلاثة مباحث تناولت الدلالات النفسية، الاجتماعية، الحضارية.

ويعد هذا الكتاب بمثابة دراسة أدبية ذو قيمة ثقافية وعمق رؤية حضارية لإثراء المكتبة العربية بجماليات طال الصمت عنها.

وعن أهمية موضوع هذه الدراسة تقول الحضيف مؤلفة الكتاب: "أنه يستمد أهميته من أن الزهر هو أحد مظاهر الطبيعة التي لونت الأرض، وطبعت تأثيرها على نفسية الشعراء، الأمر الذي جعل ذكرها سائراً في شعرهم. فنجدهم يوظفونها في تشبيهاتهم، وتأملاتهم، ووصفهم

فيقول أبو تمام:
يا صاحِبيَّ تقصَّيا نظريكما تَريا وجوهَ الأرض كيف تَصَوَّرُ
تريا نهاراً مُشمساً قد شابَهُ زهرُ الرّبا فكأنما هو مُقمِرُ


إلا أن الدراسات التي تناولت هذا اللون من القول الشعري في الطبيعة لم تكن موازية لذلك القول الشعري الغزير. وإن دراسة الأزاهير في الشعر العباسي، تكشف وجوها متعددة من الأنساق الدلالية التي تولدها التقاليد الشعرية والعادات الظرفية مقارنة بالجوانب الفكرية والنفسية التي كانت تحيط بالشعراء، ولا تتبين للقارئ دون الوقوف على مدلولات العلامات اللغوية

فهذا البحتري «المداح المجيد والوصاف المبدع.. جعل أكثر مدائحه مرتبطة بالطبيعة الغضة الباسمة» الذي قال:
شقائقُ يَحملنَ النَّدى فكأنَّه دُمُوعُ التَّصابي في خُدود الخرائدِ
ومن لُؤُلُؤٍ في الأُقحوان مُنَظَّمٍ على نُكَتٍ مُصفَرَّةٍ كالفرائدِ

وتضيف الحضيف" إن هذه الدراسة لا تعزل الوقوف على الصور والأساليب عن البحث في التأويل والدلالات، فالدراسة تبحث عن الدلالات ورمزيتها وتأويلها، بأبعاد ثقافية وتاريخية متعددة؛ إذ تحاول الدراسة الوصول إلى الإيحاءات التي تحملها كل زهرة في الثقافة العربية بصفة عامة، من خلال الرؤية الفردية للشعراء.
إن هذه الدراسة تنوي الخوض في عمق العلامات اللغوية للبحث عن مدلولاتها، في محاولة للوصول إلى عمق الجمالية المتوارية في النص، إبرازها، ومحاولة فهم جمالية النص الظاهرة من خلالها؛ إذ تنوي الكشف عن ارتباط نصوص الأزاهير بالواقع الاجتماعي والفكري، وارتباط دلالاتها بالرقي الحضاري والترف الذوقي؛ إذ إن لوفرة نصوص الأزهار طرافة تلف الموضوع في نصوصه ونتائجه المتوقعة".
فهذا ابن الرومي يفاضل بين النرجس وبقية الأزهار منتصراً للنرجس بقوله:
يا مجلسًا يضحكُ عن كّلِ جليسِ أزهر
كأنَّما المُضعَفُ من نرجسه المبكر
جبالُ وردٍ فُصِّلَت بأبيضٍ وأصفر

وتتوقع الحضيف أن يلاقي مؤلفها استحسان محبي الجمال خصوصاً في ظل هذا الوقت الذي أُطلقت فيه مبادرة السعودية الخضراء.

ويجدر بالذكر أن الحضيف أستاذة جامعية وباحثة دكتوراه في الأدب والنقد بجامعة الملك سعود بالرياض. ومهتمة في كتابة وتطوير المحتوى العربي والتدقيق اللغوي للنصوص عبر الصحافة ووسائل الإعلام، ومبحرة في عالم الجمال الإبداع، عضوة في عدد من الأندية والجمعيات.