في الجلسة الثانية لـ"قراءة النص 17"
المصدر -
تواصلت جلسات ملتقى قراءة النص 17، الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالتعاون مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، تحت عنوان "الأدب العربي وفضاءات المثاقفة"، بالجلسة الثانية، والتي أدارها الأستاذ الدكتور محمد الشريف
واستهلها الأستاذ الدكتور سمير حميد بورقة تحت عنوان : "المثاقفة واستراتيجية نقل المفاهيم النظرية"، منوّها إلى ضرورة فهم المثقافة على أنها "تلاقي الثقافات وفق مبدأ التفاعل الدائري"، وليست "إمداد معرفي خطي تمد به ثقافة أخرى من غير أن يصح العكس ، فتكون بذلك تابعة لها وفق منطق الهيمنة القائم على تبعية المغلوب للغالب والضعيف للقوي" مرتيًا أن "ما يناسب المرحلة هو أن يبنى التثاقف على مبدأ أخذ المفاهيم من الآخر واستعارة النماذج النقدية والأدبية وفق منهاج الانتقاد وتبيئتها توسيعًا لرؤها وارتقاء بها إلى مراتب الكمال الإنساني. وتعني هذه الاستراتيجية أن ما أخذ عن الآخر ونقل إلى مجال الثقافة العربية ليس تامًا كاملًا ويرتفع عن النقد، وإنماهو في حاجة إلى التكامل الذي يعني أن يحمل المفهوم وينقل من مجاله الثقافي إلى مجال آخر بعد تبيئته وإعطائه مضامين تلائم الحقل المنقول إليه".
ثاني الأوراق قدمها الدكتور عادل خميس الزهراني وبحث فيها الاتجاهات النقدية الجديدة وآفاق المثاقفة، من خلال النظر في "التلقي العربي لما بعد الإنسانوية النقدية: صالح زيّاد وآخرون"، مشيرًا في ثناياها إلى ثلاثة اتجاهات عامة في الخطاب ما بعد الإنسانوي الذي يقوم على نقد أطروحات الإنسانوية ومحاولة تجاوزها: أولها الاتجاه النقدي المتأثر كثيرًا بخطاب الحركة النسوية والنقد ما بعد الاستعماري، وثانيها الاتجاه الكائني (أو الكوني)، الذي يتكئ -كثيرًا- على أطروحات فيلسوف التفكيك جاك دريدا. أما الاتجاه الثالث فهو الاتجاه التقني (التكنولوجي)، الذي يهتم بالعلاقة بين الإنسان والتطورات التكنولوجية.
أما الباحث صالح سالم فتناول في ورقته "خطاب العقل في التراث النقدي العربي" جاعلاً من كتاب "المقابسات" للتوحيدي نموذجًا لبحثه، مشيرًا إلى أن تراثنا العربي زاخر بعلاقة المثاقفة مع الثقافات الأخرى كاليونانية في الفلسفة والفارسية وغيرها من الثقافات، ومن ذلك كتاب المقابسات للتوحيدي الذي يعد نموذجًا على المثاقفة مع الديانات الأخرى ومع الفلسفة خصوصًا عبر خطاب العقل الذي يجعله مركزًا أمام من همشه من خطابات دينية أخرى، لافتًا إلى أن التوحيدي حينما اختار المقابسات فإنه يريد أن يبين لنا ذاك الإشكال مع المخالفين الذين لا يمكن إقناعهم بخطاب العقل إلا بكونها مجرد مقابسات وليست رأيه الخاص، وربما بهذه يخرج من ربقة الإشكال معهم. خالصًا إلى القول بأن التوحيدي يُدخل خطاب العقل في جدلية مع النفس والطبيعة ليبين لنا أهمية العقل في التأثير على غيره من مكنونات النفس.
وتناول الدكتور يوسف حسن العارف في ورقته موضوع "المثاقفة الشعرية وأثرها في القصيدة الحداثية السعودية" عبر قراءة تتبعية من خلال (4) محاور تتناول تباعًا: أبعاد مصطلح المثاقفة ومآلاته، للوقوف على الدلالات والتعريفات والتحولات حتى استقر في المدونة المصطلحية كما هو عليه الآن ، والشعر الحداثي السعودي ورموزه ونماذجه باعتباره الفضاء الأدبي الذي يتأتى من خلاله مفهوم المثاقفة والتثاقف، ومعطيات المثاقفة الشعرية من خلال الدراسات النقدية التي أسست وصاحبت لهذه النماذج الشعرية الحداثية، والنظر في بعض الختامات والنتائج التفصيلية التي تؤطر هذه المباحث السابقة وتبلورها في استنتاجات ختامية مكثفة ودالة .
وذهبت الدكتورة حصة بنت زيد المفرح في ورقتها إلى رصد "تشكيل العتبات النصية بين ثقافتين" من خلال عرض قراءة في نماذج من الرواية الخليجية المترجمة إلى الإنجليزية.حيث تقدم دراسة تهتم بتشكيل العتبات لغويًا وبصريًا بين الثقافتين؛ العربية والإنجليزية، وذلك في خمس روايات خليجية: ترمي بشرر لعبده خال، فخاخ الرائحة ليوسف المحيميد، تبكي الأرض يضحك زحل لعبدالعزيز الفارسي، سيدات القمر لجوخة الحارثي، ساق البامبو لسعود السنعوسي؛ للوقوف على أبرز نقاط التشابه والاختلاف بين تشكيل هذه العتبات، طارحة عدة أسئلة مركزية من أهمها:
- كيف يمكن التوفيق بين متباعدين: خصوصية العتبة التي يحملها النص الأصل، بما تمثله من حمولة ثقافية وأيديولوجية معينة وعملية النقل إلى وسط مغاير في اللغة والهدف مع الاحتفاظ بما يريد أن يقوله النص في الحالتين؟
- هل تصدر الثقافتان العربية والإنجليزية عن تصورات إنسانية وآليات لغوية مشتركة؟ أم أن اختلاف عناصر الثقافتين يظهر جليًا ويؤدي إلى التباين في الصياغة والدلالة مما يتطلب وعيًا باختلاف إيحاءات التعابير المتشابهة؟
- ما الذي يجعل من ترجمة الغلاف تجربة مختلفة؟ هل يترجم الغلاف فعلًا أم يكيف؟ ما حدود الأمانة في هذه الترجمة؟ ما العوامل اللغوية التي تتدخل لتوجيه عملية ترجمة الصورة؟ وكيف يكون التعامل مع العلامات الأيقونية المصاحبة للنص اللغوي في فضاء الغلاف؟
واستهلها الأستاذ الدكتور سمير حميد بورقة تحت عنوان : "المثاقفة واستراتيجية نقل المفاهيم النظرية"، منوّها إلى ضرورة فهم المثقافة على أنها "تلاقي الثقافات وفق مبدأ التفاعل الدائري"، وليست "إمداد معرفي خطي تمد به ثقافة أخرى من غير أن يصح العكس ، فتكون بذلك تابعة لها وفق منطق الهيمنة القائم على تبعية المغلوب للغالب والضعيف للقوي" مرتيًا أن "ما يناسب المرحلة هو أن يبنى التثاقف على مبدأ أخذ المفاهيم من الآخر واستعارة النماذج النقدية والأدبية وفق منهاج الانتقاد وتبيئتها توسيعًا لرؤها وارتقاء بها إلى مراتب الكمال الإنساني. وتعني هذه الاستراتيجية أن ما أخذ عن الآخر ونقل إلى مجال الثقافة العربية ليس تامًا كاملًا ويرتفع عن النقد، وإنماهو في حاجة إلى التكامل الذي يعني أن يحمل المفهوم وينقل من مجاله الثقافي إلى مجال آخر بعد تبيئته وإعطائه مضامين تلائم الحقل المنقول إليه".
ثاني الأوراق قدمها الدكتور عادل خميس الزهراني وبحث فيها الاتجاهات النقدية الجديدة وآفاق المثاقفة، من خلال النظر في "التلقي العربي لما بعد الإنسانوية النقدية: صالح زيّاد وآخرون"، مشيرًا في ثناياها إلى ثلاثة اتجاهات عامة في الخطاب ما بعد الإنسانوي الذي يقوم على نقد أطروحات الإنسانوية ومحاولة تجاوزها: أولها الاتجاه النقدي المتأثر كثيرًا بخطاب الحركة النسوية والنقد ما بعد الاستعماري، وثانيها الاتجاه الكائني (أو الكوني)، الذي يتكئ -كثيرًا- على أطروحات فيلسوف التفكيك جاك دريدا. أما الاتجاه الثالث فهو الاتجاه التقني (التكنولوجي)، الذي يهتم بالعلاقة بين الإنسان والتطورات التكنولوجية.
أما الباحث صالح سالم فتناول في ورقته "خطاب العقل في التراث النقدي العربي" جاعلاً من كتاب "المقابسات" للتوحيدي نموذجًا لبحثه، مشيرًا إلى أن تراثنا العربي زاخر بعلاقة المثاقفة مع الثقافات الأخرى كاليونانية في الفلسفة والفارسية وغيرها من الثقافات، ومن ذلك كتاب المقابسات للتوحيدي الذي يعد نموذجًا على المثاقفة مع الديانات الأخرى ومع الفلسفة خصوصًا عبر خطاب العقل الذي يجعله مركزًا أمام من همشه من خطابات دينية أخرى، لافتًا إلى أن التوحيدي حينما اختار المقابسات فإنه يريد أن يبين لنا ذاك الإشكال مع المخالفين الذين لا يمكن إقناعهم بخطاب العقل إلا بكونها مجرد مقابسات وليست رأيه الخاص، وربما بهذه يخرج من ربقة الإشكال معهم. خالصًا إلى القول بأن التوحيدي يُدخل خطاب العقل في جدلية مع النفس والطبيعة ليبين لنا أهمية العقل في التأثير على غيره من مكنونات النفس.
وتناول الدكتور يوسف حسن العارف في ورقته موضوع "المثاقفة الشعرية وأثرها في القصيدة الحداثية السعودية" عبر قراءة تتبعية من خلال (4) محاور تتناول تباعًا: أبعاد مصطلح المثاقفة ومآلاته، للوقوف على الدلالات والتعريفات والتحولات حتى استقر في المدونة المصطلحية كما هو عليه الآن ، والشعر الحداثي السعودي ورموزه ونماذجه باعتباره الفضاء الأدبي الذي يتأتى من خلاله مفهوم المثاقفة والتثاقف، ومعطيات المثاقفة الشعرية من خلال الدراسات النقدية التي أسست وصاحبت لهذه النماذج الشعرية الحداثية، والنظر في بعض الختامات والنتائج التفصيلية التي تؤطر هذه المباحث السابقة وتبلورها في استنتاجات ختامية مكثفة ودالة .
وذهبت الدكتورة حصة بنت زيد المفرح في ورقتها إلى رصد "تشكيل العتبات النصية بين ثقافتين" من خلال عرض قراءة في نماذج من الرواية الخليجية المترجمة إلى الإنجليزية.حيث تقدم دراسة تهتم بتشكيل العتبات لغويًا وبصريًا بين الثقافتين؛ العربية والإنجليزية، وذلك في خمس روايات خليجية: ترمي بشرر لعبده خال، فخاخ الرائحة ليوسف المحيميد، تبكي الأرض يضحك زحل لعبدالعزيز الفارسي، سيدات القمر لجوخة الحارثي، ساق البامبو لسعود السنعوسي؛ للوقوف على أبرز نقاط التشابه والاختلاف بين تشكيل هذه العتبات، طارحة عدة أسئلة مركزية من أهمها:
- كيف يمكن التوفيق بين متباعدين: خصوصية العتبة التي يحملها النص الأصل، بما تمثله من حمولة ثقافية وأيديولوجية معينة وعملية النقل إلى وسط مغاير في اللغة والهدف مع الاحتفاظ بما يريد أن يقوله النص في الحالتين؟
- هل تصدر الثقافتان العربية والإنجليزية عن تصورات إنسانية وآليات لغوية مشتركة؟ أم أن اختلاف عناصر الثقافتين يظهر جليًا ويؤدي إلى التباين في الصياغة والدلالة مما يتطلب وعيًا باختلاف إيحاءات التعابير المتشابهة؟
- ما الذي يجعل من ترجمة الغلاف تجربة مختلفة؟ هل يترجم الغلاف فعلًا أم يكيف؟ ما حدود الأمانة في هذه الترجمة؟ ما العوامل اللغوية التي تتدخل لتوجيه عملية ترجمة الصورة؟ وكيف يكون التعامل مع العلامات الأيقونية المصاحبة للنص اللغوي في فضاء الغلاف؟