المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
شائع عداوي -سفير غرب
بواسطة : شائع عداوي -سفير غرب 12-03-2021 11:16 مساءً 7.9K
المصدر -  
حنين الاعلامي المخضرم القدير علي بن عبده الجبيلي لصامطة

يبقى للأماكن صدى وأنين وحنين يتنامى حسه كلما امتد الزمن بغيابك عنها...
يأتيك صوت الضمير من بعيد يعاتب قسوة البعد عنه..
فكيف إذا كان هذا الحنين والصدي والشوق من مربط صباك ومن مرتع وذكرى شبابك ومن ذكرى أمك وأباك وأهلك...
لصامطة العز والصمود ذكرى من الجمال والوفاء والبهاء ليس لي انا ابنها العاق فحسب
بل لكل من عاش بها أو تعلم فيها أو عبر في ازقتها ومر على أسواقها وحوانيتها
ورسم ذكرى لعبور ليالي اماسيها القمرية الفاتنة...
فلا غرو أن المئات من علماء اجلاء وقضاة مباركون ورجالات دولة ومفكرون وإعلاميون قد شكلت لهم هذه المدينة الهادئة علامة فارقة في حياتهم قبل أكثر من نصف قرن حينما كانت مدارسها ومعاهدها وازقتها تعج بكل الطاقات الشابة التي جاءت لطلب العلم فيها من كل أنحاء المنطقة ومن خارجها..وحفظو لها ودها
ومن أجمل الود لو يتكرم من بقى منهم بتوثيق ذكراه خلال فترة تواجده على أرضها لطلب العلم..أو كسب العيش في فترة "ما"
وانا حزين لأن شيئا من ذلك ربما لم يحصل بعد..؟!!

_صامطة دائما تغلبني الأمنيات والشوق لو كنت صاحب قرار فيك لأظهرت مفاتنك للعالم ولحفظت لك ود الأماكن في كتاتيبك ومدارسك القديمة ومعاهدك ومساجدك ولمسست عليها من وجدي وعشقي لمسة حنان ووفاء وخاصة المواقع التي أصبح أكثرها أثرا بعد عين...
ولأبرزتها كمعلم وأظهرت بالصوت والحرف والصوره اولئك العلماء الأجلاء والمدرسون الفضلاء والمطاوعه المخلصون الذين انحنت ظهورهم وشابت رؤوسهم وسال دمح الكحل من عيونهم وهم يجتهدون في سبيل تعليم القيم والأخلاق والمبادئ الأصيلة في قلوب الناشئة والشباب وقد ذهب أكثرهم
و رحلو
ولم يبقى منهم إلا أقل القليل...
ثم لبادرت بإفتتاح متحف خاص عن حياتهم يليق بتاريخهم وبحياة كل ذلك الرعيل المبارك وتضحياتهم وتاريخ هذه المدينة العريقة وقراها الأبية...

_لجعلت لأزقتك وشوارعك القديمة ودكاكينها وزوايا مجالس العلم في عصاريها حينذاك معلما خالدا أمام الزوار والسواح والأجيال الجديدة...
وكيف كان الأهالي يرحبون بكل ضيف وزائر ومتعلم...وكيف يبيع معظم أصحاب الدكاكين بضاعتهم بالآجل والدين دعما لكل محتاج أو غريب منهم

_لبادرت إن كنت أملك قرارا في أحياء أسواقك القديمة والشعبية وجعلتها شعلة من حراك حياتي واجتماعي لا ينقطع..

نعم فأنا حزين أن يحصل هكذا انفصام اجتماعي... مدني بين الماضي والحاضر وخاصة بين أجيال مضت واجيال أقبلت... ولمدن بهذه القيمة التاريخية والأدبية والتعليميه

_يحزنني صامطة تمددك العشوائي وكأن معظم أحياءك الجديدة حمل خارج الرحم يحتاج إلي عمليات قيصرية لمعالجته
بالرغم من كل فرص التنمية التي حققتها الدولة في هذه المحافظة السنوات العشر الأخيرة وخاصة الإسكانات التنموية واسكانات النازحين وبعض الطرق والجسور التي تربطها بمحافظات مجاورة

واقدر كل الجهود المخلصة التي بذلها رجال أكفاء عملو ليل نهار للإرتقاء بهذه المدينة وقراها

ولكنني متأكد وبالرغم من كل
ما تحقق لهذه المدينة الهامة موقعا وسمعة وتاريخا..
الا انه دون طموح سيدي سمو أمير المنطقة أعزه الله للإرتقاء بكل مدن وقرى المنطقة لذرى التقدم والتطور الحضاري والتنموي... وفي مقدمتها محافظة صامطة
نعم فهي تستحق هذا الاهتمام واكثر
وصحيح في رأسي حب لا يتقشر في الولع بمدينتي وبعض كلامي يشبه قول الذين يقولون مالا يفعلون... ولكن رب قليل متصل خير من كثير منقطع
لو امكنني ذلك
فبعض المواقع أو المدن تحتاج حلولا استثنائية...
وهذه الحلول لا يأتي بها إلا أشخاص أو قياديون استثنائيون يطلقون مكاتبهم ثلاثة أرباع الوقت للعمل الميداني يخططون ويرسمون ويتابعون مايمكن تنفيذه عمليا... ويوكلون إجراءات العمل ونظرياته البيروقراطية التي
لا تنتهي لمساعديهم للتعارك معها مكتبيا ويكونو هم القادة الحقيقيون للنجاح
على أرض الواقع.. عيانا.. بيانا
ربما اقول قولي هذا وانا مسند ظهري لأريكة الراحة وكأنني لا أعلم عن تلك العقبات الروتينية الكداء وظروف الإمكانيات المتاحة ومعوقات اجتماعية وبيئية في أي مستوى مسؤلية ادارية
ولكن من وضع حلما نصب عينيه وكافح بكل شرف ومسؤولية لتحقيقه ابتغاء وجه الله تعالى اولا خدمة للناس والمجتمع وتحقيقا للإنجاز فسيتحقق ذلك بإذن الله والأمثلة على كثيرة ولا حصر لها

_صامطة المدينة التي زارها ملوك وأمراء من كبار الأسرة المباركة الكريمة كسعود وفيصل وسلطان ونايف... ووضعو بصمة منجزاتهم فيها ومنحوها كل الحب والإهتمام ونالها في كل العهود الكريمة المتلاحقة خير ونماء

-جديرة بحب ووفاء أمير التنمية المحبوب الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الذي يوليها كل عنايته واهتمامه ودشن مشاريع ضخمة مؤخرا في ساحلها الغربي بمركز السهي
و صامطة المدينة الأم تستحق أن يضخ سموه الكريم المزيد من مشاريع الخير في مفاصلها وهي البوابة الجنوبية الهامة من وطننا الغالي حيث أن حاجتها ماسة الي الكليات الجامعية وأن تحظى المدينة بتطوير احياءها ومعالمها القديمة
وأن يرى سوق صامطة الشعبي التاريخي احتفاءا مكانيا يليق به وبتراث المنطقة أفضل مما هو عليه الآن...
فلا يمكن أن تسد محلات تحمل اسم ماركات عالمية وتنتشر بشكل عشوائي في أسواقها ومداخلها
عن سوق المدينة الهام الذي يفد إليه الناس من كل انحاء المنطقة.. ويحتوي من تبقى من أصحاب الحرف والمهن اليدوية والأسر المنتجة
كما أن آثار صامطة التاريخية داخل المدينة وخارجها تستحق الاحترام والاهتمام من الجهات المختصة للحفاظ على ماتبقى من ارثها التاريخي من الاندثار....
و صامطة بكثافتها السكانية وكونها محورا جغرافيا واقتصاديا مهما للقطاع الجنوبي بمحافظاته الأربع ومراكزه وقراه المتعدده... بحاجة لتخطيط عمراني سليم وعاجل يواكب مساحة التمدد المتزايدة فيها ويجمل من شوارعها وتمدد قرأها من جميع الجهات والتصاقها بالمدينة بشكل عشوائي ومتزايد
مع تحديد المداخل التنظيمية والمرورية السليمه من عدة جهات
والتسريع في تنفيذ مشفاها الجديد الذي طال تعثر تنفيذه بسبب موضوع الأرض

وبذلك تصبح صامطة درة القطاع الجنوبي وواجهة المنطقة والمملكة في هذا الجزء الجغرافي الهام من بلادنا الحبيبة...