المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 29 مارس 2024
شائع عداوي -سفير غرب
بواسطة : شائع عداوي -سفير غرب 05-03-2021 09:56 مساءً 30.5K
المصدر -  
*تعد الأسواق الأسبوعية الشعبية من أبرز معالم منطقة جازان، لما تمثله من تظاهرة اقتصادية متميزة من خلال معروضاتها المتنوعة، وتظاهرة اجتماعية فريدة يجتمع فيها الباعة والمشترون من جميع محافظات المنطقة والمناطق المجاورة.

وامتازت منطقة جازان منذ فترات قديمة بهذا التنوع الاقتصادي الذي عمّ مختلف محافظاتها عبر الأسواق الأسبوعية، التي تشتهر كل سوق في إحدى محافظاتها بيوم محدد هو ''الوعد''، حتى أصبحت الأسواق معروفة بموعدها، فسوق بيش يوم السبت وسوق صبيا يوم الثلاثاء، وسوق أبوعريش يوم الأربعاء وسوق هروب يوم الاحد، إضافة إلى مختلف الأسواق الأسبوعية في محافظات المنطقة كافة، التي تستمر على مدار أيام الأسبوع وتحتل جميعها مكانة اقتصادية وشعبية متميزة.
وفي الأسواق الشعبية في جازان يقف الزائر أمام التاريخ القديم للمنطقة بأصالة الموروثات الجازانية وعراقة إنسان المنطقة، واعتزازه بتلك الموروثات التي تحيا جنبا إلى جنب مع التطور الحضاري الذي تشهده جازان، فهناك في الأسواق الشعبية تقف أمام الميفا والحيسية والمطحنة والجرة والفناجين الطينية والصحفة والجبنة والمهجان والزنبيل والقعادة، فتبدو تلك الأواني والأدوات شامخة شموخ إنسان جازان، الذي طوع من خلالها موارد البيئة الطبيعية لاستخدامها في الحياة اليومية. وفي الأسواق الأسبوعية لك أن تبتاع السمن والعسل والموز وهي أساسيات ''المرسة'' الوجبة الأشهر في جازان، فتجد السمن صافيا نقيا من المواد الحافظة وتجد أجود أنواع العسل الطبيعي والموز البلدي ذا الرائحة والنكهة المميزة
وعادة ما يعمد محبو القهوة إلى البحث في الأسواق الأسبوعية عن البن الخولاني، حيث ينتشر الباعة في تلك الأسواق عارضين عبر ''زنابيلهم'' أنواع البن والقشر والهيل والقرفا والخضيرة والزنجبيل والبهارات وأنواع التمور والحلويات المحلية بمذاقها الخاص، فيما تأسر الزائر لأسواق جازان روائح النباتات العطرية من فل وكادي وبعيثران وشيح.

وتمثل الأسواق الأسبوعية بمعروضاتها التقليدية وحركتها الاقتصادية المشهودة لوحة فنية يتسابق إليها الباعة والمشترون، حيث تمثل مقصدا متنوعا للجميع ومصدرا للرزق، كما أنها تشهد حراكا على مدار العام، يعزز ذلك المناسبات الاجتماعية، التي تشهدها المنطقة، وفي شهر رمضان المبارك تجد الإقبال المتزايد لشراء الأواني الفخارية، التي تستخدم عادة لطهي المأكولات الشعبية التقليدية في الشهر الكريم، ومع مناسبات الزواج خلال الصيف تعج الأسواق بمرتاديها الذين يجدون من خلالها جميع مستلزمات إقامة الأعراس.
أما في فصل الربيع حيث اعتدال الأجواء، فمنطقة جازان كلها تشهد نشاطا سياحيا متزايدا حيث المهرجانات السياحية التي تستقطب أعدادا كبيرة من السياح والزوار، الذين عادة ما يقصدون إحدى تلك الأسواق الأسبوعية.

تجوّلت صحيفة “غرب“، في سوق الخميس الشعبي بالدرب، الذي يعد أحد الأسواق الشعبية في منطقة جازان، وهو يقف شامخًا بموعده الأسبوعي كل خميس، منذ أكثر من 150 عامًا.
وظلَّ السوق محافظًا على مكانته بين الأسواق الحديثة، التي انتشرت في الدرب، معززًا القيمة الاقتصادية في المنطقة، إذ يتهافت كثير من الناس على هذا السوق، من كل أجزاء المنطقة، وكذلك من المناطق المجاورة للمحافظة، ومنها أبها والخميس ورجال ألمع ومربة، وغيرها من المناطق الأخرى ورصدت" غرب" الحركة التجارية الدؤوبة في هذا السوق، منذ ساعات الصباح الباكر، حيث يقوم الباعة بنصب الخيام، والمظلات التي تقيهم الحر، وعرض ما يريدون بيعه، من الأواني التراثية، كالميفا أو التنور والمغشات والحياسي، وأواني الشرب كالقوبة المرشوشة بالشوب التي تعطي الماء نكهة خاصة في الطعم.

وتنتشر أيضًا في سوق الخميس بالدرب، خيام بيع الملابس الشعبية والحديثة، وكذلك النباتات العطرية ذات الرائحة الزكية. كما يعرض الباعة أنواع القهوة والبهارات.

ويقدّم الباعة العسل بجميع أنواعه، فضلاً عن السمن وزيت الزيتون، وكذلك يعرض الباعة أنواع الماشية كالإبل والغنم والضأن والبقر وأنواع الطيور المختلفة كالصقور والدجاج والحمام والبط وغيرها من الطيور الأخرى
ومع مرور الأيام والسنوات تقدم السن بأصحاب المباسط من رجال ونساء ووجدوا صعوبة في عمليات الشراء والبيع، في الوقت الذي رفض فيه الأبناء الوقوف في مبسط الآباء من أجل البحث عن فرص وظيفية، الأمر الذي أجبر كبار السن من الجنسين على تأجير 60 في المائة من المباسط للعمالة الوافدة بمبالغ مقطوعة تدفع نهاية كل شهر دون التأكد من نظامية تلك العمالة، مما مهد للعمالة الوافدة السيطرة على الجزء الأكبر من السوق. وبعد الإعلان عن منح العمالة المخالفة مهلة لتصحيح أوضاعها بدأت هذه العمالة في لملمة أوراقها من أجل طي صفحة طالما صالوا فيها وجالوا في أرجاء السوق بين باعة ومشترين ومكاسب حققوها في أوقات سابقة. . ورصدت جولة "غرب " أمس، خفوتا في حركة مرتاديه المعتادة، حيث كانت من قبل كبيرة، كما رصدت قلة في المعروضات، خاصة الأثرية والتراثية والشعبية من قبل البائعين. كما رصدت مباسط مغلقة وباعة اكتفت بعرض الخضراوات وملابس الأطفال إلا أنها لا تفي بطموح الزائر الذي يستعد لحضور سوق الخميس كاستعداده للعمل، في الوقت الذي اقترب فيه من شيوخ تتراوح أعمارهم بين الـ 60 و80 عاما، تدور بينهم الأحاديث حول السوق وبدايته وذكرياتهم فيه "الحلوة والمرة"، وفي الجو الحار والرطوبة والبرد القارس، ولسان حالهم يردد أغنية محمد عبده "قال الوداع وقلت ريع لي شوي .. اصبر ترى عمر السعادة ثواني
وباتت الأسواق تحتضر بعد ظهور المولات والتقنية الحديثة وأصبح مرتادي الأسواق الشعبية من كبار السن اما الشباب فقد عزفو عنها لوجود بدائل والشراء عن طريق النت والمواقع وكذلك المولات والمحلات الكبرى والماركات
تعتبر الأسواق الشعبية القديمة في منطقة جازان تراث حي يجري في عروقها لأكثر من ١٠٠عام وتعتبر الوجهة الأولى والأكثر زيارة لسكان جازان حينما يذهبون للتسوق فهناك يُباع كل مايحتاجه المتسوق وبجودة ممتازة وغير رديئة وبأسعار زهيدة مع جميع الميزانيات ، و تقام هذه الأسواق التراثية في يوم محدد لكل محافظة وتسمى عند آبائنا “بالوعد”.

وهنا في جميع أيام الأسبوع في منطقة جازان تعتبر ذروة تجارية كبرى كانت تتوافد الباعة والمشترين من مختلف محافظات المنطقة منذ ساعات الصباح الأولى على السوق لأخذ أماكنهم المعتادة أسبوعياً لعرض مختلف المبيعات الشعبية والتقليدية وتبادل السلع المتوفرة في السوق التي تميّز بضاعتهم ويعتبر الحدث الرئيسي والمهم في الوعد “يوم السوق” التي احتل مركزاً بارزاً وهو بيع المواشي في المقام الأول وبعدها تأتي الصناعات الفخارية ومن ثم النباتات العطرية مثل الكاذي والشيح والبيعثران والفُل .
وكان يزدحم السوق أسبوعياً بمئات المتسوقين من سكان منطقة جازان الذين يعرفون القيمة التاريخية و التجارية الهامة للسوق، بالإضافة لبعض الرواد القادمين من خارج المنطقة و هم قليلون فلا يدري الكثير بتلك الأسواق سوى من كان من داخل المنطقة.
إحد التجار الشهير بالأسواق الشعبية الذي حافظ على مهنتة منذ عقود ماضية بنكهة تراثية منذ ٤٠ عام سوق الوعد يعتبر مصدر تبادل سلع أمثال حبوب القمح وقطع الأقمشة والسمن والعسل وكل متطلبات الحياة من مواد غذائية وكماليات وأصبح مدمج بطابع حضاري حيث تباع ألعاب للأطفال والإلكترونيات حيث أن هناك عدد من الفئات السنية ترغب بتنوع بين الماضي والحاضر ، أما بيع النباتات العطرية عليها إقبال كبير جداً للأعراس والمناسبات الخاصة نظراً لعدم توفرها بالمحلات التجارية بكافة أنواعها، وفي أسواق الوعد التراثية كل مايحتاجه المتسوق بأسعار معقولة وغير مبالغ فيها.وقال مع ظهور الموالات والمحلات الكبرى والشركات عزف المتسوقون عن التسوق عدا كبار السن او لشراء سلعة شعبية لاتوجد في الموالات او لشراء المواشي الأمر الذي باتت الأسواق الشعبية تحتضر وعزف كثير من الباعة عن مزاولة مهنتهم بعد كساد السوق
اد