المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
#تحت_الأضواء  :  #لبنان بعد السبت الكبير.. هل بدأت مرحلة تحرير الدولة؟
المدربة امل حيدر _ لبنان
بواسطة : المدربة امل حيدر _ لبنان 28-02-2021 05:50 مساءً 7.5K
المصدر - متابعات  
شهد لبنان، أمس، يوماً استثنائياً في عمره، وُصِف بـ«التاريخي»، وذلك بالاستناد إلى حجم الوفود الشعبية التي زحفت إلى الصرح البطريركي في بكركي من جهة، وإلى الخطاب غير المسبوق للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي من جهة ثانية. وأمام الوفود التي أمّت الصرح البطريركي، على اختلاف طوائفها ومذاهبها واتجاهاتها السياسية، تأييداً لطروحات سيّدها، ومبايعةً له في معركته الوجودية لـ«استعادة لبنان»، وعلى وقع الشعارات التي دوت في المكان ضد الهيمنة الإيرانية وضد تحالف السلطة المتحالِف مع إيران، كانت للبطريرك الراعي كلمة مدوية، يصح أن تعتبر «وثيقة تاريخية»، يُنتظر أن تشكل، وفق القراءات المتعددة، منطلقاً لـ«بدء تحرير الدولة» من الفساد والتبعيات والارتهانات، ومن السلاح المتفلّت، ومن ثنائية قرار الحرب والسلم. ذلك أنّ الراعي أكد للبنانيين وللمجتمعين العربي والدولي أنّ لبنان «يواجه حالة انقلابية»، داعياً إلى «تحرير الدولة»، إذ «لا يصح وجود دولتين في دولة واحدة، ولا وجود جيشين في دولة واحدة». أما الحل، فكان واضحاً عنده: الحياد الناشط، وعقد مؤتمر دولي عن لبنان لتطبيق «اتفاق الطائف» نصاً وروحاً.

إجماع داخلي

ومن بوابة هذا المشهد، كان ثمة إجماع داخلي على أن ما بعد الوثيقة التاريخية للراعي لن يكون كما قبله، فيما اختصرت مصادر سياسية لـ«البيان» هذه الوثيقة بكلمتين: التصدي للانقلاب. وهذا الانقلاب، وهو الثاني من بعد الانقلاب الأول على اتفاق الطائف، وراءه مخططون نشروا الفوضى وأسقطوا الدولة واستولوا على مقوماتها. أما هؤلاء الانقلابيون، وفق المصادر نفسها، فرفضوا كل الحلول وجعلوا الحوار الداخلي استحالة. وعليه، رفعت بكركي الصوت، مستنجدةً بالعالم أجمع.

وفي السياق، تجدر الإشارة إلى أنّ البطريرك الراعي لم يحدد هوية من أسماهم «الانقلابيين»، إلا أنّ رسائله لا بدّ أنّها وصلت إلى «حزب الله»، وذلك من بوابة كلامه عن «تحرير الدولة بعد الأرض»، وعن وجود دولتين وأكثر من جيش ضمن دولة واحدة.

وهكذا، قرع البطريرك الراعي جرس الإنذار، الذي يكاد أن يكون الأخير: اذهبوا إلى الحوار من دون استقواء ولا شروط مسبقة، وإلا فليأتِ العالم لنجدة لبنان وإنقاذه. ومن هنا، ارتفع منسوب التأييد لطروحاته حول الحياد الإيجابي الفعال للبنان، والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة من أجل لبنان.

أصداء متتابعة

وفي ظل الأصداء الفورية المتتابعة التي أثارها خطاب الراعي، تتجه الأنظار في الساعات المقبلة لرصد ردود جهات أساسية، قد تكون تتخذ مواقف سلبية مما جرى ومن مواقف البطريرك التي اتسمت بنبرة قوية للغاية في إعلانه «إنّنا نواجه حالة انقلابية بكل ما للكلمة من معنى»، كما عن كلامه عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني، وعن سجن الأبرياء وإطلاق المذنبين، وعن توطين الفلسطينيين ودمج النازحين ومصادرة القرار الوطني والانقلاب على الدولة والنظام، وعن عدم تأليف الحكومة وإجراء الإصلاحات.

وغداة «اليوم التاريخي»، ترددت معلومات مفادها أنّ البطريرك الراعي طلب من جهات متعددة العمل على إعداد أوراق سياسية وأوراق عمل، ليتم دمجها فيما بعد بوثيقة سياسية واضحة المعالم والمعاني، ليتم تسليمها إلى الأمم المتحدة والدول الكبرى والفاعلة، وإلى الفاتيكان أيضاً.

وفي الانتظار، ارتفع منسوب المطالبة بكسر «قيد» التعطيل والتهويل والاستقواء على الدولة، وارتفع منسوب التعويل على زمن «الاستقلال الثالث»، في إشارة إلى أنّ «الاستقلال الأول» عبّده البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير في نداء المطارنة الموارنة عام 2000، فيما عمّد رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري بدمه «الاستقلال الثاني» عام 2005. أما في الشكل والمضمون، ووفق القراءات المتعددة، شكّلت «المحجّة السيادية» إلى بكركي، أول من أمس، رسالة مفصلية فاصلة بين زمنين: زمن إقامة الدولة الجبرية تحت سطوة الدويلات والمحاور، وزمن بناء الدولة الحرة المتحررة من هذه السطوة ومن كل تأثيراتها السلبية على حياة اللبنانيين.