المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 7 مايو 2024
اللاجئان: مسرحية تحكي صعوبة الاندماج في فرنسا
بواسطة : 16-11-2016 06:49 صباحاً 8.7K
المصدر -  
على المسرح يجلس شابان أحدهما يتصفح كتابا والآخر مضمد الرأس يصرخ بأسى وهو يروي لصاحبه كيف صدمته سيارة وسط باريس، قبل أن يقول بمرارة مختصرا معاناة اللاجئين السوريين: «اللعنة، الحياة في فرنسا صعبة جدا جدا. اللغة الفرنسية صعبة جدا جدا!». هذا مشهد من مسرحية «اللاجئان» للأخوين التوأمين السوريين محمد وأحمد ملص، التي عرضت باللغة الفرنسية في المعهد الفرنسي بعمان السبت ولمرة واحدة، قبل أن تنتقل لتعرض في فرنسا. ويعيش الأخوان ملص (33 عاما) في فرنسا منذ نحو أربعة أعوام بعد أن حصلا على اللجوء السياسي إثر تعرضهما للملاحقة والسجن في سوريا بعد مشاركتهما في تظاهرات احتجاجية ضد النظام في 2011. واقتبس الأخوان ملص فكرة المسرحية من رواية «المهاجران» للكاتب البولندي المعاصر سوافومير مروجيتش، لكنهما نسجاها من واقع السوريين الذين هجّروا بالملايين في العالم منذ اندلاع النزاع في بلادهم في منتصف مارس 2011. ويقول أحمد ملص لوكالة فرانس برس: «حاولنا من خلال هذا العرض القصير أن نلخص مشاكل آلاف اللاجئين في عموم فرنسا، أولئك الذين يجدون صعوبة في الاندماج بحياتهم الجديدة ويواجهون مشاكل بدءا من اللغة وانتهاء بالموظفين العنصريين الذين عند حصول أي مشكلة يهددونك بقطع المساعدات الشهرية التي تسمى بـ «الكاف»، وهو ما يعرضك للموت جوعا». ويضيف: «الهدف من المسرحية ليس الحديث عن اللاجئين بقدر ما هو تسليط الضوء على المشكلة من أجل محاولة إيجاد حل لازمة اللاجئين». ويتابع بمرارة: «لماذا لا تدع الدول الناس يعيشون بأوطانهم بسلام؟ لماذا تدفعهم إلى الحرب ومن ثم الهروب واللجوء، ومن ثم تحاول أن تجد عملا لهم وتعلمهم لغة أخرى؟». وتبدأ المسرحية بمشهد يظهر فيه محمد، وهو جالس في غرفة علقت على أحد جدرانها صورة كبيرة لباريس وبرج إيفل، ممسكا في يد كتاب ومشروب المتة في يده الأخرى، وهو يستمع إلى أغان فرنسية لشارل أزنافور وجاك بريل. وفجأة يقطع الهدوء بدخول أحمد الشقي المليء بالحيوية والنشاط وهو يرتدي سروالا من الجينز ورأسه ملفوف بالضمادات بعد تعرضه لحادث سير. ويبدأ بالحديث عن الممرضة الجميلة التي عالجته لكنه عجز تماما عن التواصل والحديث معها بسبب حواجز اللغة. ثم عندما يراجع الشابان ما وصلهما من بريد حكومي، يتفاجأان برسالة فيها إخطار من الدولة بقطع المساعدات الشهرية عنهما. في مشهد آخر، يتفحصان خارطة المترو الباريسي ويأخذان وقتا طويلا لمعرفة كيف يمكنهما الوصول إلى إحدى الدوائر الحكومية الواقعة في منطقة شاتو روج في الدائرة الـ18 من باريس، للاحتجاج على قرار قطع المساعدات. ويقول أحدهما للآخر: «المترو أيضا صعب جدا، فرنسا كلها صعبة جدا، يا الله ماذا عسانا أن نفعل الآن؟». ويتضمن العرض مزيجا من الكوميديا وإثارة لمشاعر حزن في الوقت نفسه، نتيجة معاناة رجلين قدما إلى فرنسا من بلد يشهد حربا ويقيمان معا في قبو تحت الأرض ويحاولان التواصل في ما بينهما بلغة فرنسية ركيكة. ويتأقلمان بصعوبة مع حياة جديدة في ظل حنين دائم يشدهما إلى بلدهما. ويقول أحمد: «نحن لا نريد أن نقدم أنفسنا كضحايا، لكننا نريد الحديث عن مشكلة إنسان مفجوع فقد وطنه وكل يوم يقتل أهل بلده. هذا الإنسان حتى لو وضعوه بالجنة، سيبقى مفجوعا». ويضيف: «فرنسا وأميركا والدول العظمى قادرة تماما على إيجاد الحلول ووضع الناس بأوطانها، لكن لا أحد يريد ذلك». ويوضح محمد ملص أن قرار تنفيذ العمل باللغة الفرنسية جاء بهدف: «مخاطبة الفرنسيين بلغتهم الأم. فليس من المعقول أن نعيش في فرنسا ولا ننطق لغتهم»، مشيرا إلى أن «للمسرح سحرا خاصا عند الأوروبيين، ويمكنه إحداث تغيير حتى وإن كان بسيطا». ويتحدث عن «عنصرية في فرنسا»، مضيفا «العنصرية هي المشكلة الكبرى، هناك خوف دائم عند اللاجئين، اللاجئ لا يتحدث لغة البلد، وهو جديد على عاداتها وتقاليدها، وهذا شعور ليس سهلا».