المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 3 مايو 2024
بواسطة : 23-07-2016 06:56 مساءً 12.9K
المصدر -  

من النادر العثور على كاتب تبدأ تجربته الكتابية بالرواية. وفي تجربته كانت مجلات الأطفال الخطوة الأولى وفي علاقته مع الكتابة الروائية. الآن وبعد مرور كل هذه السنين الصاخبة، ماذا يمكننا أن يستعيد لنا من أجواء البدايات. بداية التورط في الدخول في نفق الكتابة الروائية ثم السرديات ؟ إنه الأديب الكاتب إيهاب محمد همام عبد الرحمن . الحاصل على عدة جوائز وشهادات تقدير من داخل مصر وخارجها البداية بمجلات الأطفال مثل مجلة سمير ومجلة ميكى ومجلة ماجد، مع التدرب على الكتابة في القصة الأعدادية والثانوية مع التدرج في القراءة وصولا للقراءات السياسية والروايات المترجمة وبعض المجموعات القصصية الخفيفة . حتى وصلت إلى المرحلة الجامعية وكنت إذ ذاك ما دون الثامنة عشرة وبدأت الكتابة بقصص قصيرة كنت أعرضها على زملائي من طلبة الكلية ونتبادل الآراء فيما نكتب وإن كنت أميل للقصص القصيرة ولم أجد نفسي في كتابة الشعر وظللت قارئ ومتذوق له فقط . - استمرت علاقتي بالأدب قارئا وكاتبا فترة عشر سنوات ولم أستطع النشر في هذه الفترة لضيق فرص النشر وقلة مواردي المالية لتحمل كلفة النشر على حسابي الخاص . - جاءت فترة مواقع التواصل الأجتماعي في نشر الأدب والثقافة وتشجيع الكتاب المبتدئين والذين لا حظّ لهم من النشر الورقي أو الإلكتروني في المواقع الأدبية الخاصة بالصحف والمجلات المتخصصة . - وبدأت في نشر بعض محاولاتي الأولى بالكتابة ولاقت استحسان بعض الأصدقاء ووجدت منهم تشجيعا كبيرا للإستمرار . - بدأت الاهتمام بصقل موهبتي من جديد والكتابة بغزارة وكثافة وإعادة كتابة قصصي القديمة والكتابة من واقع المخزون الثقافي الذي كونته من كثافة القراءة في الأعوام لأولى من .عمرى فى الكتابة الأدبية - . -أعمل على إكمال عدد إثنان مجموعة قصصية لمحاولة النشر ورقيا بهدوء . - لدي رواية طويلة أجمع مادتها وأعتقد أنني سأنتهي من أولاها بنهاية عام 2016 - لي مساهمات كثير ة في الفيس بوك وكتابات عديدة فى العديد من المجلات والجرائد وبعض المواقع الأدبية والثقافية وكذلك بالنسبة للنشر الورقى أصدرت ثلاث مجموعات قصصية لقطات قصيرة-- سلم الأرتقاء-- جنون الحب قصص إيهاب همام .... المتعة والنص المفتوح

د / شعبان عبد الحكيم كتب عنه وقال إيهاب همام كاتب قصة واعد ، يمتلك حساً فنيا مميزا ، وعدسة فنية تجوب فى أعماق النفس فتكتب لنا وبالكلمات صوت المشاعر الدافئة الرقيقة ، تقطر عذوبة وجمالا ، وقد كتب إيهاب همام مجموعتين قصصيتين قصيرتين هما ( لقطات و أوراق قديمة ) وهو يجيد كتابة القصة القصيرة جدا ، التى تعتمد على الإيجاز المكثف ، واللغة التصويرية وهو فى كتاباته لا يحفل بالأحداث الملموسة المحسوسة فى عالم الواقع إلا بمقدار ما تعبر عن مشاعر إنسانية دفينة ، ويمكن إيجاز الملامح الفنية للقص عند إيهاب همام الإيجاز ، وتخير اللحظة المفعمة بالمشاعر ، واللغة التصويرية ، ومشاركة المتلقى فى إنتاج دلالة النص ، من أول قصة فى مجموعة لقطات بعنوان " لحظات " والتى أنقلها بالكامل لقصرها " عندما يخلو إلى نفسه يذكرها كثيرا .. بل يسرح بخياله, ويحلم.... الشقراء الفاتنة التى عرفها الصيف الماضي.. يغرق حتى أذنيه فى.. مفاتنها, وأنوثتها الطاغية, وعيونها الزرقاء.. يعيد ذكراها ... حيث العطاء نهائي " فالقصة على وجازتها تختزل لإعجاب البطل بالشقراء الفاتنة التى وجد فيها رمزا للحب والجمال ....ويظل فى ذكراها الندية ، فالقصة تحكى لموقف عاطفى شفاف ، ويحمل الكاتب الكلمات من المعانى فوق ما نتوقع .... والأحداث تختزل فى كلمات قليلة ، واللغة تصور المشاعر ، لا تنقل لنا خبرا ... والمتلقى يذهب بخياله متأملاً نداوة هذه المشاعر ولحظات العشق والجلال ... وهجرة المحبوبة وتلهف البطل لرؤيتها ، وذكراها التى تومض فى أعماقه ،إنها تثير فى أعماقنا ذكريات شبيهة أو مماثلة ، وتثير فى انفسنا مشاعر الولاء والوفاء ... إلخ . لحظات التجلى العاطفى تستحوذ على كثير من قصص المجموعة ، نجدها فى أقصوصة طائر ، وفى أقصوصة طائر ، رغبة ، هوى ،غفوة ...إلخ ، يقول فى أقصوصة " طائر " جلسنا فى حجرة بيتنا.. اقتربت منها.. مددت يدى إليها فانتفض جسمها .. هبت واقفة .. أتت أمى بالعصير وخرجت.. لامست إصبعى إصبعها , فامتزجنا كجناحي طائر .. علا صوت العندليب بمذياع الجيران .. تقاربنا .. من الباب الموارب دخلت أمي ..هرب الشبق ." هذه اللحظات تكون مكثفة بالمشاعر الإنسانية النضرة ، والتى يصعب وصفها فى كلمات وهذا دليل على شغف الكاتب بتخير اللحظات الدافقة الجميلة التى تترك بصمة فى أعماقنا ، فالكاتب فى هذه الأقصوصة يحكى لموقف شبقى مع فتاة لحظة خلوة وتأجج الغريزة ، ويركز على لحظة الملامسة وما بها من ارتعادة ، ودفء ، وتقارب وخجل ، وتلبية لنداء الغريزة ....هذه اللحظة التى تتماوج الرغبة فيها ، بين مدٍ وجزر ، قرب وبعد ... ويأتى بموقف لإنهاء هذه الثورة ألا وهو مجىء أمه ، فالقصة تروى لتفجر المشاعر بين الجنسين ، ولحظات التوتر القلق لحظة الملامسة .... وهذا ملمح فنى ذكرناه من قبل ، أقصوصات الكاتب تهدف إلى إذكاء لحظات تأجج المشاعر ، ولاتهدف لحكى أحاديث ومواقف ....وهذا يعلى من قيمة النص الفنى . -2- رغم قصر القصة القصيرة ( جدا ً) عند إيهاب إلا أنهامفعمة بالحركة ، والأحداث النابضة ، فلا تعنى القصة عنده اختزال أحداث وتلخيصها ، ولكنه يجيد اتقاط الحدث القصير المملوء بالحركة والنابض بالنشاط ، ففى أقصوصة " النيل " الراوى يراقب النيل فى حركته التى توحى باستمرارية الحياة ، بعدها تأمل " المراكب المحملة بالمدرسين والطلبة من هنا وهناك والموظفون فى مجالات شتى تنتظر ، والبعض الآخر محملة بالحجارة ، وأخرى محملة بالجوالات ، من بقول ، وأمتعة ، وعربات ، وطيور ، وحيوانات ،وكان الحمالون يغنون لتسلية وقتهم ومع كل تلك الحركة كان النيل يجري " فعدسة الكاتب رصدت لنا لحركة الحياة على مياه النيل ، المركب المحملة بأشياء كثيرة ومختلفة ... من حيوانات ومتاع وحجارة ...العمال يغنون ....والمياه تتدفق دون أن تحفل بأحد ، والقصة توحى بدلالات عدة ، منها تحميل النيل لرمز الخلود والبقاء ، فكل هذه الأشياء ستنتهى ويبقى النيل متدفقا فى مياهه رمزاً لاستمرارية الحياة به .... ومنهاعبثية الحياة فكل هذه الأشياء تعتلى النيل ، ولكنَّه لا يحفل بها ويزاول حياته وكأنَّ لا شىء عليه ، وفى أقصوصة " زمن فات " نجد كاميرا الكاتب تلتقط لمناظر عدة ، لصديقين " يحتسيان الشاى ..يعيدان الذكريات بحلوها ومرها..يتبادلان النكات..يتصاعد الدخان من سيجارة واحد منهما ممتزجا بعبق التاريخ.... عام فات منذ سنوات طوال ....." الأقصوصة تصور لحياة صديقين الحياة الملولة ، يحتسيان الشاى ، يعيدان الذكريات ، يتبادلان النكات يدخن أحدهما ..... مناظر أربعة ، وكل منظر يحتاج إلى صفحات ..... ثم يأتى المكان ليلتحم بالحدث كتقنية فنية ، معبرة عن حالة الفقروالملل التى يعيشها الرجلان .... ثم تأتى تقنية المكان لتعمق الشعور بالملل والرتابة ( بيت قديم مبنى بالطوب متهدم ومتواضع القيمة ) ثم ينهى الأقصوصة بتقنية الزمن "عام فات ومنذ سنوات " .... ليعكس لنا طول هذه الفترة التى يعيشان فيها حيلة الملل والسأم . لقطات اسم على مسمى وهناك علاقة بين العنوان وتقنية الأقاصيص فى هذه المجموعة ....فكثير منها لقطة واحدة ولكنها محملة بالمشاعر الإنسانية النضرة ، ففى أقصوصة " طيف " نجد البطل فى غربته ، يحدق فى الظلام الذىحاصره ، فيظهر له طيف المحبوبة يؤنس وحشته " تمعن فيه.. لم يتبين معالمه..ولكن تبين فيه ضفائر سوداوات وعيونا مسبلة، وجه صبو ح ودلال فيه حمرة الخجل والحياء " وفى أقصوصة " سكت الكلام " تتذكر البطلة علاقاتها الغرامية الكثيرة ، التى لم تثمر عن شريك حياتها ، تدخل غرفتها تتأمل جسدها النضر ، تتأسى على عدم مجىء فارس الأحلام ، يحملها على حصانه الحالم ، فالقصة لقطة مركزة ومكثفة ، للحظة من اللحظات المتقدة .... التى تجمع بين مشاعر عدة متداخلة ( حنين للماضى ومواقف إعجاب من كثيرين ، اللحظة الآنية تعيش محرومة من الأنيس ، تتأمل جسدها الغض ، ثم تتأسى فى انتظار فارس الأحلام الذى لم يأتِ بعد ) وقصة " صف " التى يصور فيها سلوكاً اجتماعيا ، يكون أصيلاً إذا تنزه عن الغاية الساقطة ، قصص قصيرة جدا لقطة خرجت من المنزل غاضبة إلى عملها بعد شجار كبير بينها وبين زوجها – وعند زاوية الشارع كان عامل النظافة ينتهي من تنظيف شارعهم الضيق . سقوط نال شهادة الابتدائية ثم الإعدادية والثانوية ...... وبعد شهادة عليا في الهندسة ظل يعلو ويعلو ويتعالى على زملائه ثم سقط في احضان الإدمان سريعاً . احلام ـــــــــ خلف الأبواب المقفولة ..... قلوب مجروحة ..... وأحلام تائهة .... وأمهات ثكلى .... أمال عريضة .... وأسرى يحلمون بالحرية . تقلب عشقها ..... تزوجها على زوجته لجمالها ..... ورجاحة عقلها ..... وبعدها أصبح القمار والسهرات الحمراء في شقته . جاهل علموه كيف يكتب ..... وكيف يدير الأمسيات والندوات حتى أصبح محاضراً كبيراً ...... وأول ما فعلوه .... انتقده أساتذته الكبار . كراهية اجتهد ..... تعب ..... عرق ..... مارس جميع المحاولات لكي يعلو ويعلو في منصبه ..... كل هذا بإخلاص وحب ..... حصد كراهية من حوله . معايرة عايروه بنقصه ..... اجتهد ..... تعب ...... قرأ العديد من الكتب ..... حضر الكثير من الندوات والأمسيات والمؤتمرات الأدبية ..... أصبحوا هم مراوغة جمع أصدقائه واتفقوا على عمل رحلة إلى بلد ساحلية لكي يرتاحوا من هموم أعمالهم ..... أكد لهم أنه لا يجيد القيادة في الطرق السريعة ..... لم يصدقوا كلامه إلا وهم راقدون جميعاً في أقرب مستشفى على الطريق . مهلة - أفاق على آخر موعد لتقديم قصته للمسابقة بقي يوماً واحداً وتنتهي استعد ....... كتب قصة جديدة ........ أرسلها إلى أعضاء المسابقة ..... ذهب ليلقى نظرة أخيرة على شروط المسابقة ..... وجد أنهم يريدون شعر وليس قصة كسل جلس بجواره صديقه وهو يكتب قصته القصيرة الجديدة ....... أعطاه زميله مفاتيح القصة فرح صاحبنا فرحاً شديداً أخذ يكتبها بطلاقة وأخيراً انتهى من كتابتها نشرها على الفيس ..... لم يجد تعليق صديقه على القصة . تسلم الأيادي جلست مع أصدقائي في جلسة سمر أكد أحدهم أنه يحب بنت عمه .... وهي لا تحبه ..... وأكد آخر أنه يحب بنت الجيران وتواعدن على الزواج ووالده لا يوافق ...... وأنا شاركتهم الحديث قائلاً أبي يحب السياسة أمي لا تحبها .... أخي كثيراً ما يتكلم في السياسة سمع الجميع سرينة سيارة البوليس سكت الجميع ثم قال احدنا شغلنا تسلم الأيادي .