أ. محمد العرب:* نعاني في الوطن العربي من تلوث صوتي عملاق
تستمر فعاليات الملتقى الخليجي الأول للإلهام لليوم الثاني على التوالي، وتنطلق أولى تدريبات اليوم الثاني بعرض شيق لعناصر التغذية البصرية والسمعية بالتطبيق على مقطع راقص من فلم هندي ذي مغزى عميق، ومقطع صوتي لأغنية أصابك عشق من كلمات امرؤ القيس التي غناها عبدالرحمن محمد.* وخلص التطبيق إلى كلمات لخص فيها العرب المغزى من العروض بقوله "نعاني في الوطن العربي من تلوث صوتي عملاق، لهذا فإننا نحتاج لإعادة تأهيل حاسة السمع، وذلك بسبب الضوضاء والتلوث السمعي الذي نعاني منه لثلاث عقود ماضية تحديداً عندما بدأ الإيقاع السريع في الظهور".
كما تضمنت فعاليات الملتقى جملة من التطبيقات العملية التي ركزت عليها فعاليات اليوم، إذ أشرك العرب كل المتدربين في التمارين العملية، التي وظف فيها الكرات الملونة بشكل كبير ولافت من أجل منح أجواء الملتقى مزيداً من التغذية البصرية طوال اليوم.* كما خلصت بعض التمارين إلى قوله أن "الملهم هو قائد متى ما سيطر على نزعة التمرد لديه وآمن بفكرة الفريق"، وأن "آفة عالمنا العربي هي التخصص، حتى أصبح* بإمكان الفرد أن* يسجل أمام اسمه في مواقع التواصل الاجتماعي "خبير" في شأن ما على أرض المخروبة".
وفي هذا السياق قدم الأمين العام للملتقى الدكتور فهد الشهابي مداخلة له قال فيها:* "أن الالهام مرتبط دائماً بمن يشذون عن القاعدة"، ولهذا فقد ركز في كلمته على الشذاذ عن القاعدة، مشيراً إلى الأغنية الهندية المستخدمة في التطبيق الأول، وما تحمله من معاني عميقة حول صراع الأديان في المجتمع والعنصريات، بقوله "نتحدث كيف يمكن أن يكون هناك نوع من العنصرية في الديانة والمذهب والعرق، وهو الترتيب المنطقي للعنصريات لموجودة لدينا في المنطقة، والاستثناء الذي برز في المنطقة أن أغلب الناس والخبراء يتحدثون عن إيران كمشروع مذهبي دعم المسيحية على حساب الفارسية مستشهداً بمثال (أذربيحان وأرمينيا)، وهو ما يعني تقديم العرق على المذهب"، وأضاف في سياق آخر أن "التجارب التي تمر علينا هي التي تتيح لنا فرصة لاستكشاف الملهمين، وأن تمرد بعض الخامات والأفراد إنما هي الالتقاطة التي نحظى بها للحصول على ملهم جديد".
وفي كلمة ختامية أوردها الشهابي في نهاية فعاليات وتدريبات اليوم الثاني، شكر الحضور على المشاركة والتفاعل اللافت، وأشار إلى أن هذا النوع من الملتقيات إنما هو بداية لسلسلة قادمة، وأفاد أن الملتقيات في الفترة المسائية جاءت استجابة لطلبات وتطلعات الجمهور، بما يتناسب مع ظروف التزامهم بالعمل والدراسة، وأن تلك الاستجابة اللافتة والمشاركة الفاعلة في هذا التوقيت تجعل من الممكن أن يتكرر الملتقى لمرة أخرى في السنة.