المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 6 مايو 2024
قصة  حجرة بلا نافذة " الجزء السابع"
بواسطة : 31-05-2016 09:11 مساءً 15.4K
المصدر -  الكاتبة: سعاد سناكوا

وماذا حصل ؟ - أتفقنا على الموعد وكان بيوم إجازتي للأسبوع الذي يليه ، في ذلك اليوم أخبرني بأن أجعل أمر إبعاد سميرة ووالدتي من البيت يبدو طبيعيا وسيتكفل بذلك، وافقت ﻻسيما أني لا أجيد التمثيل والخطط وسأفشل لا محالة. إتفقنا على أن يكون بنفس اليوم الذي أعود فيه من العمل ، ودائما يكون في العصر، بينما هو وصديقه سينتظراني أمام البيت وبمجرد دخولي الحجرة سيدخلان ، ولكني أشترطت عليه بقائي بالحجاب ولن أكشف سوى وجهي ، وافق على الفور وطلب مني أن أترك باب حجرتي مفتوحا حتى يطمئن على نظافتها وترتيبها قبل اليوم المتفق ، لم أكن أغلق غرفتي من الأساس وربما لم يكن يعلم ذلك ولكني لم أطمئن لطلبه ، ولم ألق للموضوع بالا بحكم خلو حجرتي من أي شئ ثمين.

- وماذا بعد؟ - قمت بترتيب غرفتي قبل أن أبدأ أسبوع العمل ،تخيلت مكان جلوسي وجلوسه ، فلا وقت آخر لدي إذ أنهم سيدخلان بمجرد وصولي . سرت الخطة كما أتفقنا ، واستطاع صالح أن يقنع سميرة ووالدتي بالخروج للتنزه في إحدى الحدائق العامة ، كان الفصل شتاءا والأجواء جميلة ، أوصلهم للحديقة وتظاهر بإجراء مكالمة مهمة تطلبت منه العودة .

سألتها : - هل كان صالح يعيش معكم؟ - نعم ، منذ أن تراكمت عليه الإجارات وهو لا يعمل ،طرده صاحب البيت واقترحت عليه والدتي بأن يسكن معنا بحجرة سميرة حتى تتيسر أموره . - ألست من كان يصرف عليه كما ذكرتي؟ - نعم كنت كذلك حتى عهد قريب إمتنعت عن ذلك فلم أكن أجد ما أصرفه على نفسي بسببه، فلم تمانع والدتي ولكنها أصرت علي الإستمرار في الصرف على سميرة . - لم لا يعمل هذا الصالح؟ - طيش شباب وإتكال على الغير. - حسنا ماذا حدث بعد ذلك؟ - أتى اليوم المعهود، ومشاعر الخوف والقلق تسيطر علي ، ولأول مرة في حياتي أقدم على خطوة جريئة كهذه . عدت من مقر عملي وحسب الخطة، علي أن أدخل من الباب الخلفي ، لمحت سيارة بجانب البيت وعلمت أنهما صالح وصديقه ولكني لم أجد فيها غير شخص واحد ، اتجهت نحو الباب وقبل أن أدخل فوجئت بصالح يخرج ، سألته : - أين كنت ؟ -كنت أجهز الغرفة قبل دخول صديقي. ورغم أني لم أقتنع بحديثه إﻻ أني إلتزمت الصمت ولم يكن لدي خيار آخر. دخلت حجرتي وجلست في مكاني الذي سبق وأن تخيلت نفسي فيه إنتظرت دخول صديقه ، ولكنه حدد لي موقعا آخر لأجلس فيه، سألته عن السبب ،برر بأني يجب أن أكون في موضع يستطيع أن يراني صديقه بشكل جيد ، فعلت ماطلبه وجلست حيث طلب مني الجلوس، كان العرق يتصبب من جبيني بكثرة ، دخل صديقه وبدوره جلس في المكان الذي حدده صالح ، سامي كان شابا وسيما طويل القامه يلبس بنطالا من الجينز ،عرض منكبيه كان بارزا من تحت قميصه الأبيض ،قمحي البشرة يتميز بإبتسامة ساحرة يضع على رأسه قبعة من جينز بلون بنطاله ، ﻻحظت عليه أمرا وهو أنه يتعمد إنزال قبعته لمستوى حاجبيه حتى ﻻ أكاد أرى عينيه ، كان يحاول الإقتراب بهدوء وكنت بدوري أبتعد عنه. تحدثنا في مدة لا تتجاوز الخمس دقائق ولكني شعرت بأنها ساعة ، كان يتحدث كثيرا ولا أذكر مما قاله سوى بأني فتاة أستحق أن أعيش كما الفتيات ثم استأذن وخرج ، كان لبقا للغاية ، خرج ولكن صالح لم يتبعه بل ودعه عند الباب ثم طلب مني فورا بأن أجلب له كأسا من الماء ، ولأول مرة يطلب مني ذلك ،

تصرفاته كانت مريبه ذلك اليوم ، ولكني بالفعل ذهبت لأجلب له الماء وعند عودتي لم أجده ، إستغربت ولكني لم أكترث ، عشت أحلاما وردية ، تخيلت نفسي عروسا و بأفضل صورة ومازالت كلماته تتردد في ذهني ، بأني فتاة أستحق العيش كالفتيات ، وأخيرا أتى من ينتشلني من هذا المحيط. مضى ذلك اليوم بسلام ومازلت أنتظر إجابة من صالح عن رأي صديقه بي.

- وماذا حصل ؟ ألم يعجب بك صديقه؟ - اتصل علي صالح وقبل أن أسأله سبقني وقال: - يجب أن تشكريني لأني جعلتك تعيشين لحظات جميله على الأقل. - حسنا، شكرا لتلك المشاعر ، ولكن ماذا تقصد ب (على الأقل) لم يكترث لسؤالي،بادرني فورا وقال : -هل مازلتي مصرة على عدم الصرف علي وتحمل مسؤليتي؟ قلت له : -وهل ماقمت به لكي أعطيك عليه مقابل صرف ؟ و بكل خبث قال: -لم أقم به لأجل مقابل ، لأنك ستقومين بكل ما اقوله لك دون مقابل مني -ماذا تقصد؟ -مافعلته معك كان مجرد تمثيليه ساعدني فيها صديقي، كل ماكان يدور في الغرفة موثقا بتسجيل فيديو منذ دخوله وجلوسه ومحاوله التقرب منك وحتى خروجه. - أيعقل انك قمت بذلك ؟ لا أصدق - بل صدقي عزيزتي -لم قمت بذلك ؟ - اضطررت لفعل ذلك حتى تستمري في الصرف علي وإن أمتنعتي يوما كما فعلتي بالسابق سأضطر لإعطاء المقطع لوالدتك وأخبرها بأنك تدخلين غرباء لغرفتك مستغلة الباب الخلفي . - يبدو أنك نسيت بأنك كنت بالحجرة أيضا - لا ياعزيزتي كل شئ مرتب فالزاوية التي كنت أقف فيها لا تظهرني بالكاميرا ، والان هل ستصرفين علي أم ماذا ؟

هنا توقفت مريم عن الحديث واستسلمت للبكاء ،حزنت عليها كثيرا سألتها: - هل وافقت على طلبه؟ - نعم وافقت وقلت له كما تريد. ولكني استحق ماحدث لي ،كيف لي أن أوافق على أمر كهذا؟ كيف سمحت لنفسي بأن أقابل غريب دون علم أهلي،مهما كانت دوافعي ﻻ يحق لي ذلك ، واستمرت تبكي بإنكسار لم أشهده من قبل . وهذا كان السبب الأقوى في إمتناعها عن الزواج ،لأن صالح هددها بالمقطع في أي لحظة تقرر فيها التوقف عن إمداده بالمال،والزواج حتما سيوقفها عن ذلك لأنها ستتوقف عن العمل مسكينة هذه المريم .

سميرة تلتزم الصمت ،تحدق بفاطمة مستنكرة ومندهشة ولكنها تعلم بأن ماتقوله صحيح،ربطت الأحداث ببعضها وتذكرت أقوال زوجها في بعض المواقف إبتداء بقوله عندما علم بإمتناع مريم عن إعالته قائلا : (سأجعلها تندم على هذا الخيار )إستنتجت بالفعل بأن صالح كان ينوي إبتزاز مريم بذلك المقطع .

،بدت السلاسل*التي تقيد معصمها كالزلزال فهي تتحرك بلا**توقف نتيجة ارتجافها ، همت بأن تصرخ لولا أن رأت من يقف بجانب الباب .

يتبع