المصدر - يروي الاستاذ الأعلامي المخضرم القدير علي بن عبده الجبيلي في عبارات شيقة مراحل طفولتة وشبابه وموقف مع الطبيب المشرف على حالتة أثناء تنويمه في المستشفى ويذكر من رحل من الأصدقاء وتحت عنوان
غيمة جنوبية
"مواكب تترى"يقول الجبيلي
حينما كنا صغارا كانت أحلامنا كأحلام العصافير نضحك.. نلعب.. نحلق.. نبحث عن ألوان تبهجنا ووجبات صغيرة نسكت بها عصافير امعاءنا ونقلب بعدها دفاتر مساءآتنا
وفي الصبح الجديد
نصحو... ونغدو ونغرد مع كتبنا واحلامنا ثم نعود
للبحث عن بهجة جديدة في منازلنا..ازقتنا..
حارتنا.. وتستمر حلقة دوران أحلامنا قريبة من كل هذه التفاصيل
وفي شبابنا أصبح لأحلامنا بهجة ولطموحنا آفاق واسعة
ولمستقبلنا مساحات
تفوق قارات العالم
نتشارك فيها مع صنع الحب والبهجة والانطلاقة نحو مواهبنا التي نظنها
و آمالنا التي نشرعن لها عن قناعة وإيمان راسخ وكأن لا معوقات أمامها أو مفاجأت تعن لنا...
واذا دلفنا إلى منتصف العمر تراجعت بعض من خطواتنا وتقلصت الكثير من آمالنا وارخينا شيئا من لغة التحدي المعلنة أو المبطنة ولكن
لا زال للأمل بقية
وحينما نقرع أبواب سن اليأس العملي أو الوظيفي وتقسو علينا العلل والأوجاع تتراجع كثيرا من قناعاتنا
و طموحاتنا في الحياة.. وتبقى لنا احلام نكررها وقد لا نفعلها
لأن نسبة الوهن الفعلية أعلى من قدرة تحقيق الحلم جسديا وذهنيا ومعنوبا
ولكن قد نتوهم
اننا لا نزال من ذوي الأحلام والنهى الشبان
وان مايزال لأحلامنا أيضا بقية
وان حكت كحتنا مثلا أن صحتنا منهكة وان حركتنا يصيبها الوهن وان عظامنا تأن من الألم...
وإن مرت أمام أعيننا أو حتى مخيلتنا مواكب الجنائز أوهمتنا حساباتنا الشيطانيه
اننا مازلنا بخير وان الناس يتفاوتون في أعمارهم واحلامهم
وأنه ربما ما يزال في العمر بقية
حتى لو كان هؤلاء المغادرون السابقون كانو أصدقاء لنا وكانو يشاركوننا الأحلام والآمال والتطلعات
واتذكر انه أثناء حالة تنويمي الأخيرة في المستشفى التي وصلت إلي ١٥شهرا متواصله
جاء إلي طبيبي المشرف على حالتي واعطاني مفكرة وقلما في أول اسابيعي وقال انت كاتب وإعلامي وعليك أن تتسلى بكتابة مذكراتك وكل المواقف التي تمر بك أثناء فترة تنويمك بالمستشفى وكأنه يتنبأ أو يعلمني بطول فترة مكثي بالتنويم... فضحكت وقلت له قد سبقك بعض أهلي بذلك ولكن
لن أجد رغبة في تسجيل شئ.. لأنني سئمت ذلك وانا منذ خمسون عاما اكتب لا أخا لك يسأم...؟!!
المهم في نهاية ايام تنويمي بالمستشفى سألني الطبيب ألم تكتب شيئا مفيدا ياعم علي...؟!!!
قلت له بلى يادكتور قد كتبت أهم فائدة ينبغي أن نلتفت لها كل العمر ما فات منه وما بقى...
قال وماهي..؟!!
فقلت له سجلت كل الأحبة الذين زاروني بالمستشفى خلال سنه ونصف السنة ثم تخطفتهم يد الموت والردى واصبحو في رحمة ارحم الراحمين
منهم أناس مقربون جدا من اهلي وأصدقاء ومشاهير
وكان حق لهم أن أدعو لهم بالرحمة والمغفرة والقبول
وان اشكر الله تعالى واحمده أن مد في عمري بالرغم مما مررت به من أوجاع وعلل.. وان الموت لايعترف بصحيح أو مريض..
فنظر إلي متأثرا وقال صدقت..
كفى بالموت واعظا..!!
السؤال الذي يطرح نفسه... متى نتعظ
ومتى تصحو نفوسنا
من الغفله...
ومتى تهز قلوبنا الغافلة كل هذه المواكب التي تتخطانا وتسبقنا إلي سكنى هذه القبور الموحشة التي نسأل الله تعالى أن يجعلها على أهلها المؤمنين.. المسلمين.. الموحدين رياضا وانهارا وأرائك عليها ينظرون
نسأل الله تعالى أن يحسن خاتمتنا في الأمور كلها وان يوقظ قلوبنا من غفلتها
والا يميتنا الا وهو راض عنا....
غيمة جنوبية
"مواكب تترى"يقول الجبيلي
حينما كنا صغارا كانت أحلامنا كأحلام العصافير نضحك.. نلعب.. نحلق.. نبحث عن ألوان تبهجنا ووجبات صغيرة نسكت بها عصافير امعاءنا ونقلب بعدها دفاتر مساءآتنا
وفي الصبح الجديد
نصحو... ونغدو ونغرد مع كتبنا واحلامنا ثم نعود
للبحث عن بهجة جديدة في منازلنا..ازقتنا..
حارتنا.. وتستمر حلقة دوران أحلامنا قريبة من كل هذه التفاصيل
وفي شبابنا أصبح لأحلامنا بهجة ولطموحنا آفاق واسعة
ولمستقبلنا مساحات
تفوق قارات العالم
نتشارك فيها مع صنع الحب والبهجة والانطلاقة نحو مواهبنا التي نظنها
و آمالنا التي نشرعن لها عن قناعة وإيمان راسخ وكأن لا معوقات أمامها أو مفاجأت تعن لنا...
واذا دلفنا إلى منتصف العمر تراجعت بعض من خطواتنا وتقلصت الكثير من آمالنا وارخينا شيئا من لغة التحدي المعلنة أو المبطنة ولكن
لا زال للأمل بقية
وحينما نقرع أبواب سن اليأس العملي أو الوظيفي وتقسو علينا العلل والأوجاع تتراجع كثيرا من قناعاتنا
و طموحاتنا في الحياة.. وتبقى لنا احلام نكررها وقد لا نفعلها
لأن نسبة الوهن الفعلية أعلى من قدرة تحقيق الحلم جسديا وذهنيا ومعنوبا
ولكن قد نتوهم
اننا لا نزال من ذوي الأحلام والنهى الشبان
وان مايزال لأحلامنا أيضا بقية
وان حكت كحتنا مثلا أن صحتنا منهكة وان حركتنا يصيبها الوهن وان عظامنا تأن من الألم...
وإن مرت أمام أعيننا أو حتى مخيلتنا مواكب الجنائز أوهمتنا حساباتنا الشيطانيه
اننا مازلنا بخير وان الناس يتفاوتون في أعمارهم واحلامهم
وأنه ربما ما يزال في العمر بقية
حتى لو كان هؤلاء المغادرون السابقون كانو أصدقاء لنا وكانو يشاركوننا الأحلام والآمال والتطلعات
واتذكر انه أثناء حالة تنويمي الأخيرة في المستشفى التي وصلت إلي ١٥شهرا متواصله
جاء إلي طبيبي المشرف على حالتي واعطاني مفكرة وقلما في أول اسابيعي وقال انت كاتب وإعلامي وعليك أن تتسلى بكتابة مذكراتك وكل المواقف التي تمر بك أثناء فترة تنويمك بالمستشفى وكأنه يتنبأ أو يعلمني بطول فترة مكثي بالتنويم... فضحكت وقلت له قد سبقك بعض أهلي بذلك ولكن
لن أجد رغبة في تسجيل شئ.. لأنني سئمت ذلك وانا منذ خمسون عاما اكتب لا أخا لك يسأم...؟!!
المهم في نهاية ايام تنويمي بالمستشفى سألني الطبيب ألم تكتب شيئا مفيدا ياعم علي...؟!!!
قلت له بلى يادكتور قد كتبت أهم فائدة ينبغي أن نلتفت لها كل العمر ما فات منه وما بقى...
قال وماهي..؟!!
فقلت له سجلت كل الأحبة الذين زاروني بالمستشفى خلال سنه ونصف السنة ثم تخطفتهم يد الموت والردى واصبحو في رحمة ارحم الراحمين
منهم أناس مقربون جدا من اهلي وأصدقاء ومشاهير
وكان حق لهم أن أدعو لهم بالرحمة والمغفرة والقبول
وان اشكر الله تعالى واحمده أن مد في عمري بالرغم مما مررت به من أوجاع وعلل.. وان الموت لايعترف بصحيح أو مريض..
فنظر إلي متأثرا وقال صدقت..
كفى بالموت واعظا..!!
السؤال الذي يطرح نفسه... متى نتعظ
ومتى تصحو نفوسنا
من الغفله...
ومتى تهز قلوبنا الغافلة كل هذه المواكب التي تتخطانا وتسبقنا إلي سكنى هذه القبور الموحشة التي نسأل الله تعالى أن يجعلها على أهلها المؤمنين.. المسلمين.. الموحدين رياضا وانهارا وأرائك عليها ينظرون
نسأل الله تعالى أن يحسن خاتمتنا في الأمور كلها وان يوقظ قلوبنا من غفلتها
والا يميتنا الا وهو راض عنا....