المصدر - تتساهل بعض الأسر السعودية في قيادة الأطفال للسيارة، وخاصة مَنْ أعمارهم صغيرة، ولم يتجاوزوا 15 سنة، ومع قيادة المرأة السيارة أصبح أيضاً هناك فتيات صغار يقدْنَ السيارة بمفاخرة من أهاليهن دون احتساب أو التفكير بالمخاطر التي تنتج عن ذلك.
قيادة الأطفال للسيارة في سن مبكر
تلجأ بعض الأمهات وخاصة من لا يوجد لديهن سائق، ولا تعرف أن تقود السيارة ولا يوجد عائل لديهم سوى الأطفال، فتضطر إلى إعطائه سيارة وتدريبه بشكل عشوائي وخاطئ دون معرفة الأسس الصحيحة للقيادة؛ من أجل أن يقوم باحتياجاتهم ومتطلباتهم.
تقول أم محمد: «إنني امرأة كبيرة بالسن ولدي أربع بنات، وأصغر أبنائي طفلي عمره 10 سنوات، نعاني من عدم وجود عائل لدينا يلبي متطلباتنا، فالتاكسي وشركات التوصيل تحتاج لميزانية للذهاب لأي مشوار أو حتى تلبية أمور بسيطة؛ لذلك طلبت من ابن جارنا أن يعلم ابني كيف يقود السيارة، وبالفعل علمه خلال أسبوع، وأعطيته سيارة أبيه المتوفَّى، وبدأ يذهب ويعود بها بمتابعة ابن جارنا حتى أصبح يقود بشكل جيد.
وأشارت إلى أنها تعلم أن هذا خطر، ولكن مشاويرنا قريبة، ولولا الحاجة لما جعلت ابني يتعرض للمخاطر. ابو علي قال علمت أبني13عاماً قيادة السيارة من أجل القيام بتوصيل أخوانه للمدارس وكذلك مساعدتنا في مشاوير وأشغال ومطالب البيت ولا ارى هناك مانع طالما اصبح يجيد القيادة
أما عبد ه إبراهيم زين عسيري فيقول: أرى يومياً أطفالاً يقودون السيارة، وهم لا يعرفون النظام للقيادة ولا الأنظمة المرورية، إضافة إلى أن الطفل صغير، فهو لا يرى الطريق بوضوح فيضع «مخدات» حتى ترفعه ويرى الطريق، والآن أصبح هناك أيضاً فتيات صغار يقدن السيارة ويتفاخرن.
وأضاف عسيري أن قيادة السيارة ليست «هياط»، بل مسؤولية، وتساهل الأهل فيها قد يفقدهم ابنهم، ويسبب حوادث ووفيات ومشاكل مرورية لا يرضى بها أي أحد.واردف علي اسحاق حقيقة الطفل لو تعلم القيادة دون رقابة ومتابعة من أسرتة وحرص عليه فانه حتى لو كبر تجده يمارس التفحيط والسرعة والتهور وغير مبالي بالتعليمات مما قد ينتج عنها حوادث شنيعة وقال ارى أن لايتعلم الطفل الا بعد المرحلة الثانوية وفي السن القانوني والنظامي
الحوادث بالمملكة
سجلت المملكة أعلى معدل وفيات ناجمة عن الحوادث المرورية من بين دول مجموعة العشرين بلغ 28.8 لكل 100 ألف نسمة، وبإجمالي 9031 حالة وفاة، ومن بين الأسباب السرعة واستخدام الجوال وقيادة الأطفال للسيارة، وتهورهم إضافة إلى أسباب أخرى متعددة.
تشكل حوادث الأطفال في المملكة نسبة كبيرة تؤدي إلى فقدان الكثير أو إصابة بعضهم بالإعاقة؛ بسبب القيادة في سن مبكرة. وتؤكد جمعية حماية الأسرة أن عدد الأطفال الذين يقودون السيارات في السعودية «آخذ في الازدياد»،
*حيث أجريت دراسة على طلاب مسجلين بالصف الثالث المتوسط والمرحلة الثانوية بمدن الرياض وأبها وحائل للعام،
*والبالغ عددهم 96560 طالباً طبقاً لمركزالمعلومات الإحصائية بوزارة التعليم (1419ه). وقد تم اختيار المدن الثلاث مجتمعة للدراسة على أساس أن هذه المدن تنتشر بها ظاهرة قيادة صغار السن للسيارات،
وقلة البحوث التي أجريت بها مقارنة بالمدن الأخرى، فضلاً عن ارتفاع معدلات الحوادث المرورية فيها.
واتضح أن 86.76 % من إجمالي عينة الطلاب يقودون السيارات منهم 58.98 % من الثانوي و27.78 % من المتوسط،
*بينما يقود السيارات 89 % من إجمالي عدد طلاب المرحلة الثانوية، و82.3 % من إجمالي طلاب المرحلة المتوسطة.
وبلغت نسبة الطلاب الذين ارتكبوا مخالفات مرورية ممن يقودون السيارات 32.5 %، بينما بلغت نسبة الطلاب الذين ارتكبوا حوادث مرورية 48.3 %.
من هذه الدراسة يتبين لنا أن قيادة الأطفال للسيارات أصبحت ظاهرة تحتاج للتوعية،
حيث تلجأ لها الأمهات وخاصة ممن لا يوجد لديهن سائق أو عائل يقوم على تلبية مشاويرهن.
انعدام الوعي من أسباب تهاون الأهل
يقول الأخصائي النفسي والاجتماعي محمد إبراهيم إن الأطفال والأبناء نعمة من الله، فأي تفريط فيها يعني عدم الشكر لله، وإهمال للنعمة التي رزقها إياه، وتسليم الأبناء السيارةَ دون بلوغهم السن القانوني النظامي هو محاولة لقتلهم، مهما كانت الأسباب، فصغار السن ليس لديهم وعي بالمخاطر والأمور التي ستحصل لهم لاحقاً.
وأضاف أن الأهل عندما يعطون الأبناء من كلا الجنسين السيارة بحجة تقضية الحاجات هو دلالة واضحة على عدم وعي الأهل الكافي، فتفكيرهم بالوقت الحالي دون تفكير بالمخاطر الناجمة عن إعطاء صغير السن السيارة أو حتى استعراض،
وبين أن العلاج اللازم هو تكثيف الوعي اللازم من جهات الاختصاص بهذه المخاطر، وأن عواقبها وخيمة فإعطاء السيارة لطفل دون رخصة كأنه قتل للنفس، فالتوعية بالمحاضرات ووسائل التواصل الاجتماعي، وتكثيف الدوريات بالطرقات والتفتيش المستمر يمنع انتشار هذا الأمر؛ لأن العائلة لا تضر نفسها فقط بل تضر المجتمع ومن هم بالشوارع
مشهد بات يتكرر كثيراً، وبصورة يومية تقريباً، ذلك هو مشهد طفل أو مراهق دون الـ18 يقود مركبة، قد تكون إحدى أكبر سيارات الدفع الرباعي، ومثله مشهد آخر لأب - أو أم - يقود سيارته وهو يحمل طفله على رجله إذا كان رضيعاً، أو يجعله يشاركه في إمساك المقود إذا كان عمره أكبر قليلاً. أمام مثل هذه المشاهد يقفز إلى الذهن سؤال كبير: فيم كان يفكر هؤلاء الآباء؟ يتفرع عنه أسئلة أخرى: ما الهدف من هذه التصرفات؟ ولماذا يوافق عليها الأهل أو يسمحون بها رغم معرفتهم بخطئها وخطورتها؟ الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها، يقدمها لنا عدد من أولياء الأمور والمختصين.
محمد مرعي، مواطن ، فوجئ أثناء زيارته إلى إحدى المناطق الجبلية في جازان، بوجود سيارة يقودها طفل لا يتعدى عمره 11 عاماً، وخصوصاً وهو أب لثلاثة أطفال أعمارهم قريبة من عمر الطفل الذي يقود السيارة، وأخرى يقودها شاب عمره 20 عاماً، «بمشاركة» طفله الذي لا يتجاوز عمره 4 سنوات. ما دفع مرعي إلى استهجان مثل هذه السلوكيات، متسائلاً: «ألا يخاف هؤلاء الآباء على أطفالهم؟».
فاطمة الطالعي، ، تقول: قيادة الأطفال والمراهقين دون سن 18 عاماً، السيارات من أخطر السلوكيات في المجتمع، وسواء كان ذلك بموافقة الأهل أو دون علمهم، فإنه يعد دليلاً على عدم الوعي الذي يعاني منه بعضهم. وتضيف: من الممكن أن يفقد السائق السيطرة على السيارة، لتهوره وعدم تقديره نتيجة السرعة، أو رغبته في تقليد أقرانه بعمل حركات «التفحيط» و«الخمسات»، وغيرها من الحركات البهلوانية، التي تكون نتيجتها الإعاقة الدائمة أو الموت، والسبب تدليل الأهل لأبنائهم، وموافقتهم على جميع تصرفاتهم دون وعي أو إدراك.سلوك مستهجن
رفضت عائشة سالم السماح لأحد أبنائها بقيادة السيارة، بسبب صغر سنه، كما ترفض سلوكاً مستهجناً يقدم عليه البعض بأن يضع طفله على حضنه أثناء قيادته السيارة، وتتساءل: أنا أخاف من قيادة السيارة لأن الشوارع لم تعد آمنة، فكيف إذا وضعت طفلي خلف المقود؟ وتستغرب اليماحي تصرفات الآباء والأمهات الذين يفعلون ذلك.
يشير محمد علي عداوي إلى أن بعض الآباء ومن منطلق الرغبة في تعويد أبناءهم القيادة منذ الصغر، يحملون أطفالهم أثناء القيادة ليقوموا بإمساك المقود معهم، واصفاً هذا بأنه فعل يشبه إصدار حكم الإعدام على الطفل بطريقة غير مباشرة. يتابع: هذه التصرفات غير المسؤولة جهل كبير من الآباء، للأضرار التي يمكن أن يسببها ذلك التصرف للطفل، الذي تخصص لحمايته أماكن داخل السيارة.
يضيف: البعض يعتقد أنه دليل على الحب إذا منح ابنه الصغير الموافقة على قيادة السيارة، تحت السن القانونية، لكنه بالتأكيد ليس دليلاً على الحب، بل على العكس فهذا التصرف يرسخ لدى الأطفال فكرة خرق القوانين والمجازفة غير المحسوبة، وهذا في حد ذاته يهدم شخصية الطفل، لأنه يؤدي إلى اختلال المفاهيم لدى الأطفال، وتقبل عقولهم لفكرة خرق القوانين واقتراف الممنوع، إضافة بالطبع إلى خطر التسبب بحوادث سير نتيجة قيادة الأطفال للسيارات.
يعترف عمران القاسم بأنه أحياناً يضع طفله بين أحضانه، وهو يقود السيارة، ويفسر ذلك باعتقاده أن طفله سيكون أكثر أماناً في هذا الوضع، بدلاً من جلوسه على الكرسي الخلفي وحده. ويؤكد أنه على علم بقواعد المرور التي تمنع مثل هذه الممارسات، إلا أنه يضطر أحياناً إلى ذلك، لأنه لا يملك كرسي الأمان المخصص لجلوس الأطفال في السيارة.
أما ماجد علي، موظف، فيقول: أرى أن قيادة الأطفال للسيارات شيء خطر جداً، حيث إن الطفل لا يدرك مدى الخطر، وليس لديه رد الفعل السريع أو سرعة البديهة حتى يتحاشى أو يتجنب أخطاء الآخرين أو خطأه هو، لذا أطالب بمزيد من الحزم تجاه هذه التصرفات، التي تشكل خطورة كبيرة على الطفل والمجتمع، وبأن تكون هناك عقوبات رادعة للآباء الذين يسمحون لأطفالهم بقيادة السيارة، أو الذين يحملون أطفالهم أثناء القيادة.
يضيف: شخصياً شاهدت حالات كثيرة من هذا النوع، من ذلك أمهات يضعن أطفالهن على أرجلهن أثناء القيادة، ومنهن من تفتح نافذة السيارة ليشاهد طفلها الشارع والمارة، أو فتح السيارة من الأعلى ليقف الطفل ويستمتع بالمنظر، وفي هذا عدم إدراك للخطر الكبير الذي يتعرض له الأبناء.
مشهد متكرر
وحسمت هيئة حقوق الإنسان مسألة التهاون بتمكين الطفل من قيادة السيارة، لافتة في تغريدة لها سابقاً إنه لا يجوز لوالدَي الطفل أو مَن يقوم على رعايته، السماح له بقيادة المركبة ما لم يبلغ السن النظامية للقيادة وفق أنظمة المرور السارية.
وتابعت الهيئة بقولها إنه لا يجوز تمكين الطفل على أيّ نحو من قيادة أو استئجار أي مركبة آلية، إلا بعد حصوله على رخصة قيادة.
موضحة إنه وفقاً للائحة التنفيذية لنظام حماية الطفل، فإن القضايا المتعلقة بإيذاء الطفل وإهماله تُحال إلى النيابة العامة.
وإتساقا مع توضيح الهيئة أكد الدكتور الباحث في حقوق الانسان معتوق الشريف في حديثه سابقاً أن ما أكدته الهيئة يأتي في إطار نشر ثقافة حقوق الانسان والأطفال على وجه الخصوص وهو تاكيد على ان اي فعل يعرض حياة الأطفال ممن هم دون ١٩ عام هو مخالفة يرتكبها والدا الطفل والشركات المؤجرة للمركبات يجرمها النظام .
ووفقا لهذا التوضيح التوعوي فإن على الجهات والشركات التي تقوم بتأجير المركبات إدارك إنها في حال قامت بطريقة او اخرى بتأجير المركبات للأطفال فانها ستكون عرضة للمسالة والمحاكمة .
وتابع أن هذا التوضيح والتأكيد من قبل الهيئة المسؤولة عن تقديم تقرير المملكة عن اتفاقية حقوق الأطفال للامم المتحدة حرصا منها على القضاء على كل بواعث تقارير الظل التي ممكن ان تقدم ضد التقرير الرسمي وتأكيداً دوليا على تفعيل مواد الاتفاقية الاممية على ارض الواقع وإبرازاً لدور الهيئة في التعريف ونشر ثقافة حقوق الطفل وحث كل الجهات على القيام بالأدوار المناطة بها.
لذا نتطلع من كل أفراد المجتمع افرادا وجهات وقطاع خاص ان يقوم بدوره في جعل المجتمع خاليا من اي مخالفة لحقوق الانسان والأطفال بشكل خاص
ومن جانبها قالت المستشارة القانونية والمحكمة الدولية نجود قاسم أن الطفل هو من لم يتجاوز عمر الثامنة عشر ذكرا كان أو أنثى ويجب حمايته والاهتمام برعايته والمحافظة عليه من قبل والديه أو ولي أمره كما أمر بذلك الشرع الحنيف والنظام ، ويعد من قبيل الحاق الضرر به سواء كان ضرر جسدي أو نفسي أو صحي
وكذلك إهمال الرقابة عليه والاستهتار بتربيته السماح له وتمكينه من قيادة السيارة دون السن النظامية مما يعد معه هذا الفعل جريمة يعاقب عليها القانون وفق ما نصت عليه المادة الثالثة من نظام حماية الطفل من الايذاء في فقرتها الثالثة عشر*
مما يترتب عليه طلب التعهد الكتابي على الوالدين أو قد يصل الموضوع لإحالته للنيابة العامة ومن ثم المحكمة الجزائية المختصة لانزال العقوبة المناسبة على المتسبب من الوالدين عن هذا الاهمال ،والأمر يحتاج فعلا وقفة واهتمام لأنه قد يتسبب بأضرار كبيرة قد تصل لإزهاق روح الطفل أو تعطيل منفعه له أو لغيره من السائقين أو مستخدمي الطريق بالاضافة إلى المشاكل النفسية المترتبة نتيجة هذا الاهمال والاستهتار بالأرواح.
قيادة الأطفال للسيارة في سن مبكر
تلجأ بعض الأمهات وخاصة من لا يوجد لديهن سائق، ولا تعرف أن تقود السيارة ولا يوجد عائل لديهم سوى الأطفال، فتضطر إلى إعطائه سيارة وتدريبه بشكل عشوائي وخاطئ دون معرفة الأسس الصحيحة للقيادة؛ من أجل أن يقوم باحتياجاتهم ومتطلباتهم.
تقول أم محمد: «إنني امرأة كبيرة بالسن ولدي أربع بنات، وأصغر أبنائي طفلي عمره 10 سنوات، نعاني من عدم وجود عائل لدينا يلبي متطلباتنا، فالتاكسي وشركات التوصيل تحتاج لميزانية للذهاب لأي مشوار أو حتى تلبية أمور بسيطة؛ لذلك طلبت من ابن جارنا أن يعلم ابني كيف يقود السيارة، وبالفعل علمه خلال أسبوع، وأعطيته سيارة أبيه المتوفَّى، وبدأ يذهب ويعود بها بمتابعة ابن جارنا حتى أصبح يقود بشكل جيد.
وأشارت إلى أنها تعلم أن هذا خطر، ولكن مشاويرنا قريبة، ولولا الحاجة لما جعلت ابني يتعرض للمخاطر. ابو علي قال علمت أبني13عاماً قيادة السيارة من أجل القيام بتوصيل أخوانه للمدارس وكذلك مساعدتنا في مشاوير وأشغال ومطالب البيت ولا ارى هناك مانع طالما اصبح يجيد القيادة
أما عبد ه إبراهيم زين عسيري فيقول: أرى يومياً أطفالاً يقودون السيارة، وهم لا يعرفون النظام للقيادة ولا الأنظمة المرورية، إضافة إلى أن الطفل صغير، فهو لا يرى الطريق بوضوح فيضع «مخدات» حتى ترفعه ويرى الطريق، والآن أصبح هناك أيضاً فتيات صغار يقدن السيارة ويتفاخرن.
وأضاف عسيري أن قيادة السيارة ليست «هياط»، بل مسؤولية، وتساهل الأهل فيها قد يفقدهم ابنهم، ويسبب حوادث ووفيات ومشاكل مرورية لا يرضى بها أي أحد.واردف علي اسحاق حقيقة الطفل لو تعلم القيادة دون رقابة ومتابعة من أسرتة وحرص عليه فانه حتى لو كبر تجده يمارس التفحيط والسرعة والتهور وغير مبالي بالتعليمات مما قد ينتج عنها حوادث شنيعة وقال ارى أن لايتعلم الطفل الا بعد المرحلة الثانوية وفي السن القانوني والنظامي
الحوادث بالمملكة
سجلت المملكة أعلى معدل وفيات ناجمة عن الحوادث المرورية من بين دول مجموعة العشرين بلغ 28.8 لكل 100 ألف نسمة، وبإجمالي 9031 حالة وفاة، ومن بين الأسباب السرعة واستخدام الجوال وقيادة الأطفال للسيارة، وتهورهم إضافة إلى أسباب أخرى متعددة.
تشكل حوادث الأطفال في المملكة نسبة كبيرة تؤدي إلى فقدان الكثير أو إصابة بعضهم بالإعاقة؛ بسبب القيادة في سن مبكرة. وتؤكد جمعية حماية الأسرة أن عدد الأطفال الذين يقودون السيارات في السعودية «آخذ في الازدياد»،
*حيث أجريت دراسة على طلاب مسجلين بالصف الثالث المتوسط والمرحلة الثانوية بمدن الرياض وأبها وحائل للعام،
*والبالغ عددهم 96560 طالباً طبقاً لمركزالمعلومات الإحصائية بوزارة التعليم (1419ه). وقد تم اختيار المدن الثلاث مجتمعة للدراسة على أساس أن هذه المدن تنتشر بها ظاهرة قيادة صغار السن للسيارات،
وقلة البحوث التي أجريت بها مقارنة بالمدن الأخرى، فضلاً عن ارتفاع معدلات الحوادث المرورية فيها.
واتضح أن 86.76 % من إجمالي عينة الطلاب يقودون السيارات منهم 58.98 % من الثانوي و27.78 % من المتوسط،
*بينما يقود السيارات 89 % من إجمالي عدد طلاب المرحلة الثانوية، و82.3 % من إجمالي طلاب المرحلة المتوسطة.
وبلغت نسبة الطلاب الذين ارتكبوا مخالفات مرورية ممن يقودون السيارات 32.5 %، بينما بلغت نسبة الطلاب الذين ارتكبوا حوادث مرورية 48.3 %.
من هذه الدراسة يتبين لنا أن قيادة الأطفال للسيارات أصبحت ظاهرة تحتاج للتوعية،
حيث تلجأ لها الأمهات وخاصة ممن لا يوجد لديهن سائق أو عائل يقوم على تلبية مشاويرهن.
انعدام الوعي من أسباب تهاون الأهل
يقول الأخصائي النفسي والاجتماعي محمد إبراهيم إن الأطفال والأبناء نعمة من الله، فأي تفريط فيها يعني عدم الشكر لله، وإهمال للنعمة التي رزقها إياه، وتسليم الأبناء السيارةَ دون بلوغهم السن القانوني النظامي هو محاولة لقتلهم، مهما كانت الأسباب، فصغار السن ليس لديهم وعي بالمخاطر والأمور التي ستحصل لهم لاحقاً.
وأضاف أن الأهل عندما يعطون الأبناء من كلا الجنسين السيارة بحجة تقضية الحاجات هو دلالة واضحة على عدم وعي الأهل الكافي، فتفكيرهم بالوقت الحالي دون تفكير بالمخاطر الناجمة عن إعطاء صغير السن السيارة أو حتى استعراض،
وبين أن العلاج اللازم هو تكثيف الوعي اللازم من جهات الاختصاص بهذه المخاطر، وأن عواقبها وخيمة فإعطاء السيارة لطفل دون رخصة كأنه قتل للنفس، فالتوعية بالمحاضرات ووسائل التواصل الاجتماعي، وتكثيف الدوريات بالطرقات والتفتيش المستمر يمنع انتشار هذا الأمر؛ لأن العائلة لا تضر نفسها فقط بل تضر المجتمع ومن هم بالشوارع
مشهد بات يتكرر كثيراً، وبصورة يومية تقريباً، ذلك هو مشهد طفل أو مراهق دون الـ18 يقود مركبة، قد تكون إحدى أكبر سيارات الدفع الرباعي، ومثله مشهد آخر لأب - أو أم - يقود سيارته وهو يحمل طفله على رجله إذا كان رضيعاً، أو يجعله يشاركه في إمساك المقود إذا كان عمره أكبر قليلاً. أمام مثل هذه المشاهد يقفز إلى الذهن سؤال كبير: فيم كان يفكر هؤلاء الآباء؟ يتفرع عنه أسئلة أخرى: ما الهدف من هذه التصرفات؟ ولماذا يوافق عليها الأهل أو يسمحون بها رغم معرفتهم بخطئها وخطورتها؟ الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها، يقدمها لنا عدد من أولياء الأمور والمختصين.
محمد مرعي، مواطن ، فوجئ أثناء زيارته إلى إحدى المناطق الجبلية في جازان، بوجود سيارة يقودها طفل لا يتعدى عمره 11 عاماً، وخصوصاً وهو أب لثلاثة أطفال أعمارهم قريبة من عمر الطفل الذي يقود السيارة، وأخرى يقودها شاب عمره 20 عاماً، «بمشاركة» طفله الذي لا يتجاوز عمره 4 سنوات. ما دفع مرعي إلى استهجان مثل هذه السلوكيات، متسائلاً: «ألا يخاف هؤلاء الآباء على أطفالهم؟».
فاطمة الطالعي، ، تقول: قيادة الأطفال والمراهقين دون سن 18 عاماً، السيارات من أخطر السلوكيات في المجتمع، وسواء كان ذلك بموافقة الأهل أو دون علمهم، فإنه يعد دليلاً على عدم الوعي الذي يعاني منه بعضهم. وتضيف: من الممكن أن يفقد السائق السيطرة على السيارة، لتهوره وعدم تقديره نتيجة السرعة، أو رغبته في تقليد أقرانه بعمل حركات «التفحيط» و«الخمسات»، وغيرها من الحركات البهلوانية، التي تكون نتيجتها الإعاقة الدائمة أو الموت، والسبب تدليل الأهل لأبنائهم، وموافقتهم على جميع تصرفاتهم دون وعي أو إدراك.سلوك مستهجن
رفضت عائشة سالم السماح لأحد أبنائها بقيادة السيارة، بسبب صغر سنه، كما ترفض سلوكاً مستهجناً يقدم عليه البعض بأن يضع طفله على حضنه أثناء قيادته السيارة، وتتساءل: أنا أخاف من قيادة السيارة لأن الشوارع لم تعد آمنة، فكيف إذا وضعت طفلي خلف المقود؟ وتستغرب اليماحي تصرفات الآباء والأمهات الذين يفعلون ذلك.
يشير محمد علي عداوي إلى أن بعض الآباء ومن منطلق الرغبة في تعويد أبناءهم القيادة منذ الصغر، يحملون أطفالهم أثناء القيادة ليقوموا بإمساك المقود معهم، واصفاً هذا بأنه فعل يشبه إصدار حكم الإعدام على الطفل بطريقة غير مباشرة. يتابع: هذه التصرفات غير المسؤولة جهل كبير من الآباء، للأضرار التي يمكن أن يسببها ذلك التصرف للطفل، الذي تخصص لحمايته أماكن داخل السيارة.
يضيف: البعض يعتقد أنه دليل على الحب إذا منح ابنه الصغير الموافقة على قيادة السيارة، تحت السن القانونية، لكنه بالتأكيد ليس دليلاً على الحب، بل على العكس فهذا التصرف يرسخ لدى الأطفال فكرة خرق القوانين والمجازفة غير المحسوبة، وهذا في حد ذاته يهدم شخصية الطفل، لأنه يؤدي إلى اختلال المفاهيم لدى الأطفال، وتقبل عقولهم لفكرة خرق القوانين واقتراف الممنوع، إضافة بالطبع إلى خطر التسبب بحوادث سير نتيجة قيادة الأطفال للسيارات.
يعترف عمران القاسم بأنه أحياناً يضع طفله بين أحضانه، وهو يقود السيارة، ويفسر ذلك باعتقاده أن طفله سيكون أكثر أماناً في هذا الوضع، بدلاً من جلوسه على الكرسي الخلفي وحده. ويؤكد أنه على علم بقواعد المرور التي تمنع مثل هذه الممارسات، إلا أنه يضطر أحياناً إلى ذلك، لأنه لا يملك كرسي الأمان المخصص لجلوس الأطفال في السيارة.
أما ماجد علي، موظف، فيقول: أرى أن قيادة الأطفال للسيارات شيء خطر جداً، حيث إن الطفل لا يدرك مدى الخطر، وليس لديه رد الفعل السريع أو سرعة البديهة حتى يتحاشى أو يتجنب أخطاء الآخرين أو خطأه هو، لذا أطالب بمزيد من الحزم تجاه هذه التصرفات، التي تشكل خطورة كبيرة على الطفل والمجتمع، وبأن تكون هناك عقوبات رادعة للآباء الذين يسمحون لأطفالهم بقيادة السيارة، أو الذين يحملون أطفالهم أثناء القيادة.
يضيف: شخصياً شاهدت حالات كثيرة من هذا النوع، من ذلك أمهات يضعن أطفالهن على أرجلهن أثناء القيادة، ومنهن من تفتح نافذة السيارة ليشاهد طفلها الشارع والمارة، أو فتح السيارة من الأعلى ليقف الطفل ويستمتع بالمنظر، وفي هذا عدم إدراك للخطر الكبير الذي يتعرض له الأبناء.
مشهد متكرر
وحسمت هيئة حقوق الإنسان مسألة التهاون بتمكين الطفل من قيادة السيارة، لافتة في تغريدة لها سابقاً إنه لا يجوز لوالدَي الطفل أو مَن يقوم على رعايته، السماح له بقيادة المركبة ما لم يبلغ السن النظامية للقيادة وفق أنظمة المرور السارية.
وتابعت الهيئة بقولها إنه لا يجوز تمكين الطفل على أيّ نحو من قيادة أو استئجار أي مركبة آلية، إلا بعد حصوله على رخصة قيادة.
موضحة إنه وفقاً للائحة التنفيذية لنظام حماية الطفل، فإن القضايا المتعلقة بإيذاء الطفل وإهماله تُحال إلى النيابة العامة.
وإتساقا مع توضيح الهيئة أكد الدكتور الباحث في حقوق الانسان معتوق الشريف في حديثه سابقاً أن ما أكدته الهيئة يأتي في إطار نشر ثقافة حقوق الانسان والأطفال على وجه الخصوص وهو تاكيد على ان اي فعل يعرض حياة الأطفال ممن هم دون ١٩ عام هو مخالفة يرتكبها والدا الطفل والشركات المؤجرة للمركبات يجرمها النظام .
ووفقا لهذا التوضيح التوعوي فإن على الجهات والشركات التي تقوم بتأجير المركبات إدارك إنها في حال قامت بطريقة او اخرى بتأجير المركبات للأطفال فانها ستكون عرضة للمسالة والمحاكمة .
وتابع أن هذا التوضيح والتأكيد من قبل الهيئة المسؤولة عن تقديم تقرير المملكة عن اتفاقية حقوق الأطفال للامم المتحدة حرصا منها على القضاء على كل بواعث تقارير الظل التي ممكن ان تقدم ضد التقرير الرسمي وتأكيداً دوليا على تفعيل مواد الاتفاقية الاممية على ارض الواقع وإبرازاً لدور الهيئة في التعريف ونشر ثقافة حقوق الطفل وحث كل الجهات على القيام بالأدوار المناطة بها.
لذا نتطلع من كل أفراد المجتمع افرادا وجهات وقطاع خاص ان يقوم بدوره في جعل المجتمع خاليا من اي مخالفة لحقوق الانسان والأطفال بشكل خاص
ومن جانبها قالت المستشارة القانونية والمحكمة الدولية نجود قاسم أن الطفل هو من لم يتجاوز عمر الثامنة عشر ذكرا كان أو أنثى ويجب حمايته والاهتمام برعايته والمحافظة عليه من قبل والديه أو ولي أمره كما أمر بذلك الشرع الحنيف والنظام ، ويعد من قبيل الحاق الضرر به سواء كان ضرر جسدي أو نفسي أو صحي
وكذلك إهمال الرقابة عليه والاستهتار بتربيته السماح له وتمكينه من قيادة السيارة دون السن النظامية مما يعد معه هذا الفعل جريمة يعاقب عليها القانون وفق ما نصت عليه المادة الثالثة من نظام حماية الطفل من الايذاء في فقرتها الثالثة عشر*
مما يترتب عليه طلب التعهد الكتابي على الوالدين أو قد يصل الموضوع لإحالته للنيابة العامة ومن ثم المحكمة الجزائية المختصة لانزال العقوبة المناسبة على المتسبب من الوالدين عن هذا الاهمال ،والأمر يحتاج فعلا وقفة واهتمام لأنه قد يتسبب بأضرار كبيرة قد تصل لإزهاق روح الطفل أو تعطيل منفعه له أو لغيره من السائقين أو مستخدمي الطريق بالاضافة إلى المشاكل النفسية المترتبة نتيجة هذا الاهمال والاستهتار بالأرواح.