المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

أخطر الحركات المتأسلمة؟

#تحت_الأضواء   :  #السرورية أخطر من #الخوارج و #الإخوان  تعرف عليها
سعود الثبيتي _المؤسس ورئيس التحرير
بواسطة : سعود الثبيتي _المؤسس ورئيس التحرير 15-01-2021 02:52 مساءً 92.8K
المصدر - متابعات  
التيار السروري تنظيم أسسه، محمد ابن سرور زين العابدين، وهو سوري الجنسية من "حوران"، انتمى في بداياته إلى تنظيم "الإخوان المسلمين" إلا أنه انشق عنهم، بعدما وقعت خلافات بينه وبين قيادات الجماعة في سوريا وقتذاك، نتيجة خلافات في وجهات النظر، والرغبة في تأصيل مبادئ جديدة، فيما تشير تقارير أخرى أنه انفصل عن الجماعة بعد نكبة الإخوان المسلمين في الستينات التي تمثلت في الضغوط الأمنية على الجماعة.
وصحيح أن السعودية تخلو من أي تشكيل حزبي بالمفهوم الحركي السياسي، لكنها تٌعد جزءاً من عالم يموج بالتيارات الفكرية والمنظومات الثقافية، ونظرا للبعد السلفي الكبير في المجتمع السعودي برزت تشكلات سلفية من ذات التيار السلفي العام لها تنظيمات وأهداف وأسس فكرية مختلفة، ومن بين هذه التيارات، التيار السروري الذي يعتبر مزيجاً بين السلفية والإخوانية.
ولعل ذهاب محمد سرور زين العابدين إلى السعودية في بادئ الأمر لتدريس بعض العلوم في المدارس الثانوية، هو ما ساعده على نشر أفكاره، التي تشير بعض التقارير الصحافية أنها لاقت قبولاً هناك وقتذاك.
وكان محمد سرور يعمل مدرساً في سوريا قبل اختلافه مع جماعة الإخوان في دمشق وخروجه من سوريا إلى السعودية، حيث استقر في أول قدومه في منطقة القصيم - وسط السعودية - التي تعتبر معقل الدعوة السلفية وبخاصة مدينة بريدة.
وكان اشتغال سرور بمهنة التدريس عاملاً أساسياً ساعده على التعرف على أحوال المنطقة، حيث تعرف على ثقافتها وأمزجة أبنائها، وبدأ في بث أفكاره، التي حملت في كثير منها الفكر الثوري الجهادي، إلا أنها وبواقع الدراسة ثبت اختلافه بل وشقاقه عن السلفية الجهادية.
وتشير بعض التقارير إلى أن المنهج السروري هو وسط بين السلفية الجهادية من جهة والسلفية المدرسية وجماعة الإخوان من جهة أخرى، ولعل الدافع من وراء وجود محمد سرور في السعودية أنها أصبحت فيما بعد من الأماكن التي يقصدها العرب سواءً كانوا مدرسين أو عمال أو ممن يقصدون المملكة لأداء فريضة الحج والعمرة.
وتتراجع السرورية حالياً في المملكة العربية السعودية، نظراً لتضييقات الأمنية من سلطات المملكة، من جهة، فضلاً عن المراجعات الفكرية التي قام بها قطاع عريض من قيادات الحركة في السعودية مثل المراجعات الفكرية التي قام بها عائض القرني أحد أهم قادة التنظيم في السعودية حالياَ.


أصل التسمية:


وأطلق اسم السلفية السرورية على تيار السلفية الاخوانية أو الاخوانية السلفية، وهو كما تشير العديد من التقارير ليس إلا اسماً اصطلاحياً للتداول والتسهيل، لوصف المتحول الجديد في العمل الإسلامي الحركي.
وتسمية السرورين يرفضها أغلب إسلاميي السعودية ويرفضها محمد سرور نفسه، وبرزت بشكل علني في أعقاب حرب الخليج، ويقول بعض المتخصصين أنها جاءت من خصوم التيار السروري، والمتضررين منه خاصة من تيار الإخوان المسلمين الذين رأوا في هذا التيار إهداراً لطاقات العمل الإسلامي، كما يعتبر بعض الخبراء أن "السلفية الجامية" تعتبر من أبرز من وقفوا وراء الترويج لهذا الاسم.
والمنهج السروري لا يصنف على أنه منهج إخواني، فضلًا عن كونه شيئًا آخر غير السلفية التقليدية، والسلفية الجهادية، الذي أنه تم رصد العديد من نقاط الخلاف بين السلفية السرورية والسلفية الجهادية.
الباحث السعودي إبراهيم السكران يحكي تجربته مع السلفية السرورية – بأنه لم يكن واعياً بهذه التسمية أثناء الانغماس في "الدعوة إلى الله"، ولم يكن يشعر بشيء ما أكبر من كونهم مجموعة دعوية، وتابع قائلاً: "صحيح أنه كان هناك مستوى من التنسيق والمتابعة، غير أنه لم يكن الحديث عن قصة إطار أو تنظيم. لاحقا حينما سمعت من زملاء لي، من نفس الخلفية التي مررت بها، عن ذلك أبديت دهشة، قوبلت بشفقة من قبل زملائي وقالوا لي: كلنا يعلم بوجود اطار تنظيمي، أو مؤسسي لنا، الا أنت! سألت إبراهيم: ألا تعتقد ان كلمة تنظيم بدلالاتها الأمنية، هي التي جعلت المنتمين لهذا الاطار الحركي، يتوترون من إطلاق هذه الاوصاف الحزبية عليهم".
خليط من"صرامة" ابن تيمية ضد مخالفيه.. وثنائية قطب: الحاكمية وجاهلية المجتمع:
يرى الباحث السعودي ابراهيم السكران أن المنهج السروري أصبح مهيمناً على مجمل الخطاب الصحوي في المملكة السعودية، نهاية التسعينيات، من خلال أشرطة الكاسيت ورواد الخطب والمحاضرات والكتب، مشيراً إلى أن المنهج السروري يختلف عن المنهج الاخواني والسلفي التقليدي.
وأوضح السكران أنه منهج يقوم بالمزج بين شخصيتين إسلاميتين هامتين هما ابن تيمية وسيد قطب، فالمنهج السروري أخذ من ابن تيمية موقفه السلفي الصارم من المخالفين للسنة ومن الفرق والمذهب الأخرى مثل الشيعة، فالمنهج السروري استمد إذاً من ابن تيمية (المضمون العقائدي)، وأما سيد قطب فأخذوا منه دعوته (الثورية) وآمنوا ايمانا تاما بأفكاره عن الحاكمية، وجاهلية المجتمع.


واللافت إلى أن رموز المنهج السروري، دخلوا في نقاشات واسعة حول منهجهم مع الاخوان والجامية والجهاديين السلفيين، حيث رد زعيم السلفية الجهادية في الأردن أبومحمد المقدسي على محمد سرور في كتاب خاص، كما رد سرور على جماعة شكري مصطفى التكفير والهجرة، فضلاً عن موقف سرور من إيران والخميني وطوائف لبنان.

نشأة السرورية:


أطلق على جماعة السرورية، هذا الاسم نسبة إلى الشيخ محمد سرور، وظهر الاسم تحديداً بعد أزمة الخليج، ولمحمد سرور المؤسس مجموعة من الكتب وبعضها كتب بأسماء حركية.
انتقل سرور من السعودية للكويت وعمل في مجلة المجتمع ثم خرج منها لمخالفته لفكر المجلة ثم انتقل للعمل في لندن وأسس المنتدى الإسلامي الذي يصدر مجلة البيان وإنشاء مؤسسة أخرى تُصدر مجلة السنة، ورغم نسبتها إليه - أي السرورية - إلا أنه يرفض هذه التسمية ويرفضها أغلب إسلاميي السعودية.
والسرورية تُطلق حالياً على مجموعات كبيرة من العلماء في المملكة لهم نوافذهم الإعلامية وهي تسمية يعتقد أن مصدرها جاء من خصوم التيار السروري والمتضررين منه خاصة من تيار الإخوان المسلمين .
وتقول بعض التقارير أن التيار السروري يشكل اليوم القطاع الأكبر والأكثر انتشاراً في المملكة على وجه الخصوص، ومنطقة نجد على الأخص، والفكر السروري موجود في العديد من البلدان العربية بجانب السعودية - التي انطلق منها التيار- الذي أصبح له رموزه الفكرية والدعوية في المملكة.
ووجدت السرورية أرضاً خصبة في السودان بعد أن انتشر في الخليج، وهناك من يتهم هذا التيار بالتطرف ويربط بين بعض أفكاره وبين حوادث عنف حدثت في السودان، وتعتبر الرابطة الشرعية في السودان الواجهة المعلنة لهذا التيار.
واتهمت السرورية ببعض المنتمين إليها بالضلوع في عمليات اغتيال وقتل لمن تصدر الرابطة بحقهم فتاوى بالردة أو الكفر مثل الصحفي السوداني محمد طه الذي جرى خطفه وذبحه بعد أن حكمت عليه الرابطة بالردة بسبب مقال صنفه علماء من الرابطة أنه خروج عن الإسلام.

بداية نشاط السرورية:


بدأ محمد سرور نشاطه تحت عباءة السلفية، من خلال المعهد العلمي والجمعيات الخيرية في المملكة، وكان محاضرًا ومعلمًا لكثير من طلبة العلم، والذي يعتبر سلمان العودة، أبرزهم، فعزز لديهم فكرة الحاكمية.
وتمثل خطاب الجماعة في بداياته بالأنشطة داخل المدارس السعودية، وعبر مراكزها الصيفية، وطغى على خطاب سرور آنذاك الأسلوب العنيف والتكفير، وشكل للجهاديين بؤرة فكرية ومنطلقا لأدبياتهم.
ويرى سرور أن "الجهاد" الشريعة الغائبة عن التطبيق في المملكة وكان ذلك مسوّغا لبدء التكفير ضد الحكومة السعودية.


المرتكزات الفكرية للسلفية السرورية:



وتملك "السرورية" رؤية دينية لكثير من الأمور، حيث تزعم أنها لم تكن يوماً إعادة تأهيل للسلفية الجهادية، فهي تتقاطع مع الجهادية لكونها جمعت بين الحركية والسلفية، كما تتفق مع التيارات السلفية، في كثير من المواقف والأمور، مثل موقفها من الديمقراطية وحقوق الإنسان ومفهوم الدولة والحاكم والمحكوم.
إلا أن اللافت للنظر أن محمد سرور استطاع أن يُسيطر هو وتياره في بعض الأوقات، على أوساط الشباب وشرائح كثيرة من الأفراد، خاصة في تسعينات القرن الماضي.
ويمكن إجمال بعض هذه المرتكزات فيما يلي:
1 - السرورية منهج يختلف عن المنهج الإخواني والسلفي التقليدي فهو يقوم على المزج بين شخصيتين إسلاميتين هما ابن تيمية وسيد قطب، فقد أخذوا من ابن تيمية موقفه السلفي الصارم من المخالفين للسنة من الفرق والمذاهب الآخرى مثل الشيعة، ومن سيد قطب أخذوا منه ثوريته وآمنوا بقوة بطرحه حول مبدأ الحاكمية.
2 - الإخلال بأصل السمع والطاعة الذي هو من أصول معتقد أهل السنة، وهو ما دفع الإمام الألباني إلى اعتبارهم خوارج إلا من بعض الجوانب.
3 - تنطلق السلفية السرورية، من القواعد الفقهية للسلفية التقليدية، وأشارت بعض التقارير أنها لجات لذلك بغية النفاذ للمجتمع المحافظ، والفوز بثقته، بينما أخذت من تنظيم الإخوان طابع التنظيم الحركي السياسي، ما أعطاها مزيجاً من ذات اللونين الموجودين وهو ما ساعد أنصارها على التخفي طويلاً.
4 – التركيز على مبدأ الحاكمية، قضية أساسية لدى السروريين.
5 - ألف سرور كتابه "منهج الأنبياء" لعرض الدعوة إلى التوحيد في ثوبها الحركي لاعتقاده أن كتب العقيدة السلفية لا تحرك هذه الجموع الثائرة حيث يقول: "نظرت في كتب العقيدة فرأيت أنها كتبت في غير عصرنا وكانت حلولاً لقضايا ومشكلات العصر الذي كتبت فيه ولعصرنا مشكلاته التي تحتاج إلى حلول جديدة ومن ثم فأسلوب كتب العقيدة فيه كثير من الجفاف لأنه نصوص وأحكام"، لذلك جاءت شعارات ومصطلحات هذا الفكر تحاول الجمع بين السلفية والاخوانية فقالوا: سلفية المنهج عصرية المواجهة.
6 - يقوم الفكر السروري على مبدأ الحركة ضد السكون، حيث صورت لأنصارها أن المؤسسة السلفية التقليدية جامدة في نظرتها لمفهوم السياسة والبيعة.
7 - التدين القوي والاهتمام بمسائل العقيدة السنية ضد الشيعة والفرق الأخرى.
8 - المظاهر الشكلية السنية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعاطفة الدينية الجياشة.
9 - تعظيم السلف الصالح من الصحابة والتابعين، وأئمة المذاهب الأربعة وغيرهم من العلماء والمجاهدين والمصلحين.
10 – التركيز على مسألة البراءة من غير المسلمين.



وكان لافتاً تربى محمد سرور في بداياته الأولى في مدرسة الإخوان الفكرية، إلا أنه انشق عن الجماعة عام 1969م، حيث مال إلى جناح عصام العطار، المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، والذي ولد في عام 1927 في أعقاب الثورة السورية.
والعطار هو شقيق الدكتورة نجاح العطار نائبة الرئيس السوري بشار الأسد للشؤون الثقافية والإعلامية، وأقام العطار علاقة جيدة مع مرشد الإخوان في مصر مأمون الهضيبي والقيادي الإخواني عبدالقادر عودة، وتعاون مع الإخوان المسلمين في مصر في اللجنة التوجيهية للجماعة، وتعرف على سيد قطب، وكتاباته.
ويعتبر العطار أحد أبرز قيادات الإخوان في سوريا، الذين اعترضوا على نظام الحكم وقت الوحدة بين مصر وسوريا، حيث أعلن في خطبة يوم الجمعة في مسجد الجامعة: "إن طريقه طريق الوحدة وهو مخالف لطريق عبد الناصر والاتحاد القومي في الدكتاتورية وانتقاص حقوق الإنسان.
من وقت ذلك وافترق موقف "الإخوان" عن موقف جميع الأطراف، فقد أراد العطار الاستمساك بأصل الوحدة مع التعديل في أساسها، ورفض توقيع وثيقة الانفصال، ورفض معه الإخوان، ورفض التيار الإسلامي في البلاد الانفصال، في حين وقع القوميون والاشتراكيون الوثيقة، وكان محمد سرور من أبرز القيادات التي التفت حول العطار في رأيه.


ومنذ أعلن سرور انضمامه للعطار أصبح شخصاً غير مقبول من قيادات تنظيمه في حركة الاخوان المسلمين، فضلاً عن التضيق الأمني الذي قام به نظام حافظ الأسد على الجماعة، فكان القرار الانتقال إلى السعودية، وهنا تطعم فكره الإخواني بسلفية انتهت إلى تشجيع الشباب على المعارضة المسلحة والجهاد والذهاب إلى أفغانستان ثم انتقل إلى بريطانيا وأصدر مجلتي البيان والسنة وفي الأردن لعب دوراً في نشر السلفية الجهادية بين الشباب.
وحزم محمد سرور أمتعته شاداً الرحال تجاه مدينة بريدة في وسط السعودية، حيث عمل مدرساً لعلوم الرياضيات في معهد ديني متواضع هرباً من مضايقات أمنية واجهته من نظام حافظ الأسد في دمشق، حيث بدأ في تأصيل فكر السرورية، الممزوج بين سلفية ابن تيمية وحراك حسن البنا وسيد قطب.
سرور عمل إذاً على إحداث التزاوج بين الدعوة السلفية هناك والمنهج الاخواني وكان نشاطه ينطلق تحت ستار الجمعيات الخيرية فأثمر هذا النشاط بروز دعاة كثر أشهرهم، سفر الحوالي وسلمان العودة وناصر العمر وبشر البشر وفي حرب الخليج الأولى برز التباين الكبير بين العلماء في المملكة، ممثلين في هيئة كبار العلماء وهؤلاء الدعاة وكان من نتائجه أن سافر سرور إلى بريطانيا حيث أنشأ المنتدى الإسلامي مع محمد العبدة ثم مجلة السنة التي كانت تبث عداءها الواضح لحكومة السعودية ولعلمائها وتؤيد الثورات التي كانت في الجزائر وفي غيرها.
وتقول روايات أخرى، أن من أسباب الشقاق مع إخوان سوريا، أن الشيخ سرور نفسه عندما حدثت مجزرة حماة السورية طلبت منه قيادة الإخوان أن يعلن الجهاد ويعبئ القواعد ولكنه رفض، فكان الانفصال النهائي بين الطرفين وأسس التيار السروري على يد الإخوان السوريين بقيادة الشيخ محمد سرور زين العابدين والشيخ منير الغضبان.
انشقاق أخر قام به محمد سرور، عندما انفرد بقرار خالف فيه القيادة الإخوانية السورية بعدم الاندماج والعمل الحركي في المجتمع السعودي فاستمر في اللقاءات والدروس بين السعوديين حتى تكون ونما هذا التيار الفكري الجديد وأصبح الشيخ سرور مرجعاً حركياً للشباب السعودي يجمع لهم بين كتاب الظلال وبين كتاب التوحيد.
وفي هذا السياق يقول أحد الباحثين السعوديين: "إن محمد سرور جمع بين عباءة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين بنطال سيد ومحمد قطب حتى غدت هذه الشخصية أهم وأبرز مرجع حركي للشباب الصحوي السعودي من خلال إمساكه بكتاب التوحيد باليد اليمنى والظلال باليد اليسرى أو من خلال قيامه بعقد قران بين الوهابية والقطبية".
وتقول بعض التقارير أن محمد سرور كان طيلة فترة وجوده بالمملكة مؤثراً ومتأثراً في ذات الوقت، فقد أثر على تيار من الشباب برؤيته الإخوانية من حيث التنظيم والحاكمية والسياسة التي لم تكن تشغل التيار السلفي حينها وفي ذات الوقت تأثر بالأطروحات السلفية التي تسود المجتمع السعودي وهو ما ولد بعد ذلك هجيناً جديداً على الساحة الإسلامية فيما عرف بالصحوة بعد ذلك المسمى بالسرورية.

صراع السرورية والإخوان في السعودية:

وكان الصراع بين تيار الإخوان، والسرورسة كبير، ادى إلى إضعاف تيار الإخوان في المملكة السعودية، بل وصل الأمر إلى أن وصفه مراقبون أنه أدى إلى ضمور التيار إعلامياً واجتماعياً.
صراع تيار السرورية، مع الإخوان المسلمين، طويل وتنوع حيث تبادل التياران التهم والتقارير الاستخبارية وبين جذب الشباب والشرائح الاجتماعية، ما أدى إلى ضمور التيار الإخواني السعودي، حيث كانت هناك حرباً خفية في التجمعات الشبابية والفكرية والثقافية وفي أروقة الجامعات والمعاهد والمراكز الصيفية.

وتقول بعض التقارير، إن الأفكار التي تربى عليها التيار السروري تحمل نوعاً من التحامل على تيار الإخوان، والتي من بينها أن الإخوان ضد الجهاد ويحملون أفكار المرجئة ويشجعون الديموقراطية والبرلمانات والانتخابات، وكل هذه الأمور يرفضها التيار السروري.
وقد دخل الإخوان في صراعات عدة بينها خلافه مع التيار السلفي الجامي، والسروري، فضلاً عن أن المملكة السعودية لم تكن يوماً بيئة مناسبة للإخوان، حيث كان من المستحيل أن يظهر التيار الإخواني علناً في بيئة مثل بيئة السعودية، حيث انتشار العباءة السلفية.
وكان مؤسس التيار السرورس محمد سرور زين العابدين موقف واضح من رفضه من حدث في إيران، والإمام الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران، فضلاً عن موقفه من طوائف لبنان الشيعة.

انتقادات لمحمد سرور:

ووجه عدد من المراقبين اتهامات عديدة لمؤسس التيار السروري، محمد سرور، حيث قال البعض:
1 - طعنه وغمزه في كتب العقيدة ، فيقول: "نظرت في كتب العقيدة ، فرأيت أنها كتبت في غير عصرنا، وكانت حلولاً لقضايا ومشكلات العصر الذي كتبت فيه – رغم أهميتها وتشابه المشكلات أحياناً ، ولعصرنا مشكلاته التي تحتاج إلى حلول جديدة ، ومن ثم فأسلوب كتب العقيدة فيه كثير من الجفاف لأنه نصوص وأحكام ، ولهذا أعرض معظم الشباب عنها، وزهدوا بها".
وتشير بعض التقارير أن المحدث السعودي الألباني يقول عن صف محمد سرور لكتب العقيدة بالجفاف: "ولا شك أنَّ ما قاله محمد سرور يُعتبر تزهيداً في العقيدة، ولا غرابة من صدور مثل هذا الكلام من أمثاله ، فهو ممن تربى في حضن الإخوان المسلمين، المعروفون بنفورهم من العقيدة والتزهيد فيها".
2 - تكفيره حكام المملكة، حيث يقول في حوار بينه وبين صديق له: "قال صاحبي: ما رأيك بهذا القول: لو سلم أبناء عبد العزيز من البطانة العلمانية التي تحيط بهم لما كانت الأمور بهذا السوء؟ فأجابه محمد سرور قائلاً : قلت : يا أبا ... هم أخبث من بطانتهم العلمانية... لأن عقائد الطرفين واحدة"، ولم يتسنى التأكد من صدق هذه المقولة من عدمها.
3 - طعنه في علماء المملكة.
4 – تمجيده الإخواني سيد قطب، فيقول: "لا أعرف كاتباً في العصر الحديث عرض مشكلات العصر كسيد رحمه الله، فقد كان أميناً في عرضها، وفي وضع الحلول لها) دراسات في السيرة النبوية 323).

علاقة المقدسي بالتيار السروري:

يقول أبو محمد المقدسي في حلقات سجلها لصالح منبر التوحيد والجهاد -الموقع الرسمي للمقدسي ومؤلفاته- إن علاقته مع التدين بدأت منذ سن الـسادسة عشرة، عندما تأثر بأحد أصدقائه المتدينين في المدرسة، وأصبح من وقتها نشيطا ومرتبطا بمسجد الشيخة بدرية بالكويت.
وبدأت علاقة المقدسي مع التنظيمات الإسلامية بالانتساب للتيار السروري، الذي أسسه محمد بن سرور في الكويت بعد انشقاقه عن جماعة الإخوان المسلمين وترحيله من السعودية، حيث نشط في التنظيم وتعلم فيه أسس العقيدة والفقه والعمل الحركي وتقرب من أمير التنظيم محمد بن سرور.
اختلف المقدسي مع السروريين، حيث جرى فصله من التنظيم، ليتقرب من جماعة القطبيين -نسبة إلى المنتسبين لمدرسة سيد قطب من المختلفين مع مدرسة الإخوان المسلمين- حيث تأثر بإمام مسجد الخلف في الكويت السيد يوسف عيد، وهو أحد الذين اعتقلوا مع سيد قطب، وأحد الخمسة الذين أشار لهم قطب بسؤالهم عن مواقفه خلال سجنه وذلك في رسالة سيد قطب الشهيرة "أفراح الروح".
في مرحلة لاحقة التحق المقدسي بما عرف باسم جماعة جهيمان العتيبي، وتأثر بعقيدتهم السلفية وتتلمذ على يد عدد من شيوخهم، وكان هذا التقرب أحد الأسباب التي أدت إلى فصله من التيار السروري، ويمتدح المقدسي "جماعة جهيمان" في نشاطها الدعوي وخاصة في المناطق البدوية السعودية وتعليم الناس أسس التوحيد، لكنه يؤكد أنه اختلف معها في بعض القضايا ومنها عدم تكفير من ينتسب للشرطة والجيش، ما أدى إلى ابتعاده عنهم قبل أن تدخل الجماعة في مواجهة مسلحة مع السلطات السعودية داخل الحرم المكي عام 1980.

قيادات السرورية

1 - محمد سرور زين العابدين
هو محمد سرور بن نايف زين العابدين، ولد في حوران سنة 1938، يقيم حالياً في الأردن، بعدما غادر سوريا وذهب إلى السعودية، حيث عمل مدرساً في المعهد العلمي في بريدة في منطقة القصيم، تنقل بين عدد من الدول، حيث ساقر إلى الكويت ثم إلى بريطانيا، التي أسس فيها مركز دراسات السنة النبوية، وأطلق مجلة السنة التي كانت ممنوعة في معظم الدول العربية.
عُرف عن محمد سرور منهجه وآراؤه المثيرة للجدل، وتتلمذ على يديه مجموعة من الأسماء التي برزت لاحقا، وقد اعترف بوجود تنظيم "السرورية" الذي كان منشأه السعودية، ثم انتشر في بعض دول العالم كما ذكر في برنامج "مراجعات" على قناة الحوار.
مؤلفات سرور
ولمحمد سرور مؤلفات عديدة بينها:
1 - دراسات في السيرة النبوية.
2- منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله.
3 - حقيقة انتصار حزب الله.
4 - العلماء وأمانة الكلمة.
5 - وجاء دور المجوس.
6 - أزمة أخلاق.
7 - مأساة المخيمات الفلسطينية في لبنان.
8 - الشيعة في لبنان.. حركة أمل أنموذجاً.
9 - سلسلة الحكم بغير ما أنزل الله.

2– محمد قطب:


- هو محمد قطب إبراهيم حسين شاذلي، كاتب إسلامي مصري له عدة مؤلفات وهو شقيق سيد قطب، ولد في 26 أبريل 1919، وتوفي في 4 أبريل 2014، عن عمر يناهز 95 عام.
- أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين صباح اليوم الجمعة 4/4/2014 خبر وفاة محمد قطب في مدينة جدة بمستشفى المركز الطبي.
- كان يقيم قبل وفاته في مكة المكرمة، يعتبر أحد أبرز قيادات التيار السروري، والتيار الحركي في الحركة الإسلامية المعاصرة، حيث ساهم في وضع مؤلفات هامة تؤسس للفكر الإسلامي المعاصر، وهو يربط بين الفكر والواقع عبر العديد من مؤلفاته التي حاولت تفسير الواقع أيضاً من منظور إسلامي.
- ولد قطب في محافظة أسيوط في مصر وكان والده قطب إبراهيم من المزارعين في تلك الناحية، ووالدته السيدة فاطمة عثمان تنتمي إلى أسرة عربية، وقد تلقى إخوتها دراستهم في الأزهر وبرز منهم أحمد حسين الموشي الشاعر والأديب.
- التحق قطب بجامعة القاهرة بعدما اتم المرحلتين الابتدائية والثانوية، حيث درس اللغة الإنجليزية، وتخرج منها في 1940م، تابع دراسته في معهد التربية العالي للمعلمين.
- أسس محمد قطب مدرسة إسلامية ذات طابع حركي داخل الجامعات السعودية عبر إشرافه على العديد من الرسائل الجامعية.
- اهتم كثيراً بمسائل الحكم بما لم ينزل الله، والأحكام الشرعية الناتجة عن ذلك، وهو ما أدى إلى شيوع أفكار التكفير لديه.
- وصف قطب هجمة الغرب عل الإسلام بالصليبية، وما يقول عنه الغرب: "إنه تسامح مع الإسلام"، إنما هو في الحقيقة مجرد شعارات فارغة.
مؤلفات محمد قطب
ولمحمد قطب مؤلفات عديدة بلغت 35 مؤلفًا بينها:
دراسات في النفس الإنسانية - التطور والثبات في حياة البشرية - منهج التربية الإسلامية (بجزئية: النظرية والتطبيق) - النهج الفن الإسلامي - جاهلية القرن العشرين(1965) - الإنسان بين المادية والإسلام(1951) - دراسات قرآنية - هل نحن مسلمون؟(1959) - شبهات حول الإسلام - في النفس والمجتمع - حول التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية - قبسات من الرسول(1957) - معركة التقاليد - مذاهب فكرية معاصرة - مغالطات (2006) - مفاهيم ينبغي أن تصحح - كيف نكتب التاريخ الإسلامي؟ - ا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهج حياة - دروس من محنة البوسنة والهرسك - العلمانيون والإسلام - هلم نخرج من ظلمات التيه - واقعنا المعاصر - قضية التنوير في العالم الإسلامي - كيف ندعو الناس؟ - المسلمون والعولمة - ركائز الإيمان - لا يأتون بمثله! - من قضايا الفكر الإسلامي المعاصر - حول التفسير الإسلامي للتاريخ - الجهاد الأفغاني ودلالاته - دروس تربوية من القرآن الكريم - حول تطبيق الشريعة - المستشرقون والإسلام - هذا هو الإسلام - رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر - مكانة التربية في العمل الإسلامي.

3- سلمان العودة:


ورغم اعتبار سلمان العودة من قيادات الإخوان في المملكة السعودية، إلا أن كثير من المراقبين يعتبرون العودة من دعاة الصحوة الإسلامية في السعودية الذين تأثروا بالتيار السروري.
- سلمان بن فهد بن عبد الله العودة ولد في 15 ديسمبر 1956، هو عالم دين ومفكر سعودي، ولد في قرية البصر الصغيرة الواقعة غرب مدينة بريدة في منطقة القصيم، يرجع نسبه إلى بني خالد.
- حصل على ماجستير في السُّنة في موضوع "الغربة وأحكامها"، ودكتوراه في السُّنة في شرح بلوغ المرام (كتاب الطهارة)، كان من أبرز ما كان يطلق عليهم شيوخ الصحوة في الثمانينات والتسعينات.
- تعتبر فترة الصحوة هي من اهم فترات تاريخ المملكة السعودية حيث كان سلمان العودة أحد المشايخ المنتمين لفكر الإخوان، الذين شكل نقدهم الشديد للتعاون مع الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية بداية بروزهم، ي مايو 1991.
- كان سلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني وناصر العمر من بين الموقعين على خطاب المطالب الذي شمل المطالبة بإصلاحات قانونية وإدارية واجتماعية وإعلامية تحت إطار إسلامي.
- على إثر ذلك منع سلمان من السفر وإلقاء الخطب والمحاضرات العامة، في سبتمبر 1993.
- انتقل إلى الدراسة في بريدة، ثم التحق بالمعهد العلمي في بريدة وقضى فيه ست سنوات دراسية، وتتلمذ على العلماء عبد العزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، وعبدالله بن جبرين، والشيخ صالح البليهي.
- حفظ القرآن الكريم ثم الأصول الثلاثة، القواعد الأربع، كتاب التوحيد، العقيدة الواسطية، ومتن الأجرومية، متن الرحبية، وقرأ شرحه على عدد من المشايخ منهم الشيخ صالح البليهي ومنهم الشيخ محمد بن صالح المنصور.
- تخرج في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم، ثم عاد مدرساً في المعهد العلمي في بريدة لفترة من الزمن، ثم معيداً إلى الكلية ثم محاضراَ، وعمل أستاذاً في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم لبضع سنوات، قبل أن يُعفى من مهامه التدريسية في جامعة الإمام محمد بن سعود وذلك في 15/4/1414هـ وذلك بعد إيقافه عن العمل الجامعي لتصريحه أكثر مرة من خلال محاضراته سواء بالجامعة أو خارج الجامعة بأمور سياسية بحتة.
- حبس لعدة سنوات بأحد السجون السياسية بمدينة الرياض قبل أن يتم الافراج عنه والسماح له بإقامة المحاضرات الدعوية بعيداً عن السياسة البحتة.
- في ١٥ مارس ٢٠١٣م، وجّه العودة خطابًا مفتوحًا للنظام السعودي، للمطالبة بأن يتم إطلاق سراح معتقلي الرأي، وامتصاص الغضب الشعبي المتعاظم فيما يتعلق بملف المعتقلين.

مؤلفاته:
للعودة مؤلفات عديدة بلغت 61 مؤلف هم:
العزلة والخلطة "أحكام وأحوال" - صفة الغرباء - من وسائل دفع الغربة - من أخلاق الداعية - أدب الحوار - من يملك حق الاجتهاد - رسالة إلى الأب - بناء الفرد - دلوني على سوق المدينة - نداء الفطرة - عشرون طريقة للرياء - جلسة على الرصيف - نسيم الحجاز في سيرة الإمام ابن باز - هكذا علم الأنبياء - جزيرة الإسلام - رسائل إلى الحجيج - إمام أهل السنة - آخر لحظات الفاروق - دعاة في البيوت - ضوابط للدراسات الفقهية - مزالق في طريق الطلب - مقولات في فقه الموقف - المعركة الفاصلة مع اليهود - الصحوة في نظر الغربيين.