يسر مكتبة سفينة المعرفة بمحافظة العلا – بمنطقة المدينة المنورة
وبمناسبة يوم المخطوط العربي. أن تعرض لكم لمحة عن هذا التراث الإسلامي.
تعد مكتبة سفينة المعرفة مركزا مهماً في منطقة المدينة المنورة بتوفيرها على الكثير من نفائس المخطوطات*وكتب التراث ، وكون أنها مركز إشعاع إسلامي وحضاري منذ انشائها*. فهي تحوي على ما يربو على 25000 عنوان وما يزيد على 400 مخطوطة.
وتعتبر المخطوطات واحدة من اهم عناصر تراثنا الإسلامي والثقافي والتي تحتضن بين صفحاتها القيمة معلومات ,تاريخية ، دينية ، لغوية ، فلسفية ، جغرافية ، فلكية ، علمية وغيرها من المعلومات المختلفة الأساسية والمهمة بالنسبة الى المكان والزمان التي كتبت فيها, وتشكل هذه المخطوطات تحفة فنية نادرة من ناحية اعتبارها من إحدى المصادر الأساسية لدنيا العلوم والفنون البشرية.
وقد*عُنِي*المسلمون*بالمخطوطات عناية كبيرة لكونها السبيل الوحيد للحفاظ على ما أنتجه العقل العربي من علم ومعرفة ، ويكفي أن نشير إلى حجم هذا التراث الإسلامي من خلال ما تحتفظ به متاحف ومكتبات العالم .
و كلمة مخطوطة مشتقة لغةَ من الفعل خط يخط أي كتب أو صور اللفظ بحروف هجائية*. أما المخطوط اصطلاحاً: فهو النسخة الأصلية التي كتبها المؤلف بخط يده باللغة العربية او سمح بكتابتها أو أقرّها أو ما نسخه الورّاقون بعد ذلك في نسخ أخرى منقولة عن الأصل أو نسخ أخرى غير الأصل .وهكذا نقول عن كل نسخة منقولة بخط اليد عن أي مخطوطة بأنها مخطوطة مثلها حتى لو تم النقل أو النسخ بعد عصر النسخة الأصلية*.
وترجع أقدم*المخطوطات*في العالم إلى 3500 سنة قبل الميلاد وكانت عبارة عن لفائف من الورق البردي . أما اقدم مخطوط عربي فيرجع إلى عام 884 م وهو مكتوب على ورق البردي أيضا على شكل كراسة وليس لفافة.
وقد زخرت الكثير من المكتبات ومراكز الأرشيف والمتاحف في العالم العربي برصيد جيد من المخطوطات كونها جزءاً هاما من التراث الوطني لمختلف البلدان العربية ولكن مما**يؤسف له أن شطراً كبيراً*من هذه المخطوطات التي ازدانت بها المكتبات العربية الإسلامية ضاع بسبب ما تعرضت له الدولة العربية الإسلامية من حروب و فتن وغزوات*.
وبما أن المخطوطات تعد أهم تراث عربي مكتوب وكنز نفيس من كنوز المعرفة وجب المحافظة عليها من*أن تتناثر في شتى أنحاء العالم أو أن تتعرض لأخطار التلف والاندثار لقدمها و تكرار استخدامها*.
لذا أولت المكتبة اهتماما خاصا بالمخطوطات وكتب التراث والوثائق النادرة التي يرجع عهدها إلى قرونا طويلة من الزمن ومن اجل ذلك أنشأت قسما خاصا بالمخطوطات والوثائق القديمة لتهتم*بالمخطوطات وكتب التراث والثقافة.
وقد شهدت طريقة حفظ الوثائق ومصادر المعلومات بأشكالها المتعددة نقلة نوعيه خاصة بعد التطورات الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات واستخدام النظم الالية الحديثة لخدمة الباحثين والمستفيدين . وتعتبر الرقمنة شكلا متطورا من أشكال الحفظ والتوثيق الإلكتروني في هذا المجال و خاصة فيما يتعلق بتوثيق المخطوطات بحيث تتم عملية الرقمنة بنقل الوثيقة على وسيط الكتروني وتتخذ شكلين أساسيين الرقمنة بشكل صور*أو نص. ومكتبة سفينة المعرفة تسعى حثيثا لإدراج التقنيات الحديثة في حفظ مقتنياتها النفيسة والقيمة.
والمكتبة يسرها إتاحة كل ما لديها من محتويات في خدمة العلم والعلماء وجعلها في متناول الباحثين والمؤرخين الذين يهتمون بالمخطوطات, و يعملون على نشرها, وذلك إسهاما في نشر التراث العربي المكتوب، باعتبار أن المخطوطات لها من الأهمية و خاصة المعاصرة للأحداث ما يضفي قيمة علمية هامة على الأبحاث والدراسات.
و تتركز أهمية الرقمنة التي نسعى لتطبيقها بالنسبة للمخطوطات في النقاط التالية:
- حماية المخطوطات العربية بشكل خاص, والتراث العربي بشكل عام من الزوال.
- حماية المخطوطات من التلف والضياع, حيث تمكن تكنولوجيا الرقمنة من نقل جميع المخطوطات على وسيط الكتروني يساعد المستفيد على الاطلاع على المخطوط دون*الحاجة للرجوع إلى المخطوط الأصلي إلا في حالات خاصة و هذا يقلل من إمكانية تعرض تلك المخطوطات للتلف والضياع, و خاصة المخطوطات القديمة المكتوبة على ورق*البردي أو الرق.
- إن وضع المخطوطات المرقمنة على شبكة الإنترنت, يساعد الباحثين للوصول إليها عن بعد بدون جهد و بأقل تكلفة.
هذا والله الموفق والهادى الى سواء السبيل. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل الله على سيدنا محمد الهادي البشير.
**مالك ومدير عام/ مكتبة سفينة المعرفة العامة بالعلا