المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024
منح جديدة لدعم الفنانين في المملكة العربية السعودية
يوسف بن ناجي- سفير غرب
بواسطة : يوسف بن ناجي- سفير غرب 07-01-2021 02:55 مساءً 5.6K
المصدر -  
اختير مؤخرًا خمسة فنانين سعوديين كفائزين بأول منحة فنية من معهد مسك، حيث حصل كل منهم على جوائز تزيد قيمتها عن 25,000 دولار أميركي. تأتي المنح الجديدة في وقتٍ يكتسب فيه الفنانون رؤية جديدة وتقديرًا وتشهد فيه المملكة تغيرات اجتماعية وثقافية، في إشارة إلى دعم جديد مهم للفنون الإبداعية.

تأتي المنح ضمن مشروع لمعهد مسك للفنون، الذي تدعمه مؤسسة ولي العهد، ويخطط المشروع لتقديم المنح سنويًا.

عُرضت أعمال الفنانين الذين حصلوا على المنح الأولى في أوائل كانون الثاني/ ديسمبر خلال أسبوع مسك للفنون، الحدث الرئيسي للمعهد. أُطلق على المعرض اسم “مُكُوث“، بما يعني البقاء والسكن والإقامة المؤقتة – وهو موضوع تم اختياره في إشارة إلى آثار جائحة فيروس كورونا، التي أوقفت عمل ومهن العديد من الفنانين. (اقرأ التقرير ذو الصلة: كيف استجاب الفنانون العرب لتأثير كوفيد-19 على أعمالهم).

أوضحت ريم السلطان، الرئيس التنفيذي لمعهد مسك للفنون، “أثرت جائحة كوفيد-19 على الإنتاج الفني مع إغلاق الاستوديوهات بسبب محدودية الموارد والتمويل؛ كما تعطلت البحوث المرتبطة بالمشاريع الإبداعية وتطوير الأفكار الجديدة. بكل بساطة، كان أسبوع مسك الفني مضطرًا لدعم ومواصلة الحوار.”

تغيّر رؤية المجتمع للعمل في المجال الفني
تعتقد السلطان أن الزمن يتغير بالنسبة للفنانين في المملكة العربية السعودية، وأن المفاهيم الخاطئة حول عدم جدوى العمل في مجال الفن في الماضي دفعت العديد من المبدعين إلى الابتعاد عن اختيار مهنة فنية. ومع ذلك، قد تساعد منحة مسك للفنون في تغيير المواقف وربما تبني جيل جديد من الرواد في المشهد الفني في المملكة.

توفر المنحة للفنانين فرصة للعمل عن كثب مع القيمين والموجهين وتقدم لهم الدعم الفني والمالي. ستصبح أعمال المستلمين للمنحة جزءًا من مجموعة معهد مسك للفنون التي سيتم وضعها في مقر المعهد وقد يتم عرضها في أجزاء أخرى من المملكة وخارجها.

تشمل قائمة الفائزين بالجوائز الافتتاحية حمود العطاوي وعلاء الغفيلي وسعد الهويدي ومهند شونو وأيمن زيداني، وقد تم اختيارهم من بين أكثر من 60 متقدمًا.

يرحب أيمن زيداني، الذي يقول إن عمله معترف به في الخارج أفضل منه في الداخل، بالمنحة، لكنه يقول إن هناك الكثير مما يتعين القيام به لدعم الفن والفنانين. يتألف معرض زيداني من تركيب فيديو من تسع قنوات مع مكون صوتي. يمثل كل مقطع فيديو فترات زمنية توضح كيفية تطور المواد العضوية وغير العضوية في محيطها.

وبينما لا تغيّر المنحة الحياة، كما يقول، إلاّ أن توقيتها أمر بالغ الأهمية كطريقة “لإبقاء الأضواء موقدة” بالنسبة للفنانين. قال “لقد جاء ذلك في وقت تم فيه إلغاء أو تأجيل الأحداث أو حتى التعتيم في بعض الحالات.”

وأضاف أن الناس كانوا يطلبون من الفنانين المشاركة في أشياء مثل المحادثات مجانًا، مما يجعل العديد من الفنانين يشعرون بأنهم مجرد باعة أكثر من كونهم أفرادًا مبدعين.

قال “تحدث كل هذه الكيانات المختلفة من خلال المؤسسات والفن والثقافة، لكن الفنانين تعرضوا للإهمال. لا يمكن لهذه المؤسسات أن تتوقع امتلاء أماكنهم أو مساحاتهم بأشياء تعمل بهذه الطريقة، إلا إذا كان الأمر يعني امتلائها بالقمامة فحسب.”

بحسب زيداني، فإن المنحة جزء من نقطة تحول حاسمة في المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية، مما يضمن الاعتراف بالفنانين لدورهم في ثورة ثقافية تمثل امتدادًا للتغييرات الاجتماعية التي نشهدها في جميع أنحاء المملكة، بما في ذلك قرار العام 2018 بالسماح للمرأة بقيادة السيارة – وهي حرية تتواجد بصعوبة جنبًا إلى جنب مع استمرار عدم التسامح مع المعارضة السياسية.

كما يمثل المعرض ما يُعتقد أنه المرة الأولى التي يتم فيها عرض تمثال بشري في الرياض.

مساحة أكبر للتعبير
يشعر مهند شونو، الذي يمثل كتابه النحت الرملي صحراء الربع الخالي، أن الوقت قد حان لفنانين مثله للخروج من الظل.

قال “نشأنا جميعًا في “المملكة العربية السعودية القديمة” التي كانت أكثر تقييدًا وكان هناك مجال أقل للتعبير. لم يشعر الفنانون بالتقدير أو الاعتراف، وقد دفع ذلك “الجميع للإبتعاد جسديًا أو عقليًا. حتى لو لم تتمكن من المغادرة جسديًا، فلن تكون، عقليًا مستعدًا للانخراط أو رد الجميل.” وأضاف أن هذا “الانفصال” أدى إلى “نزيف حرج للمواهب خارج المملكة”.

يعتقد شونو أن الأمور تسير الآن في الاتجاه المعاكس. مع هذا الوعد بالتغيير والمزيد من الدعم والاعتراف والنمو، يتطلع السعوديون إلى العودة إلى الوطن.

قال “إنه لأمر مدهش … أن نرى عدد الأشخاص الذين يغادرون لوس أنجلوس وبرلين، ويغادرون الشارقة، ويغادرون أجزاء أخرى من العالم، ويقولون، أريد أن أكون جزءًا من هذا. … لطالما حلمتُ بهذا، لأننا عُوملنا دائمًا بالتهميش. والآن، ها نحن هنا، ونحن في الطليعة وهو أمر مثير، ولن نُضيّع ذلك مهما حصل.”

بعد اعتبارهم معادين للإسلام في ظل النظام الصارم، يشعر الفنانون الآن بأنهم أكثر قدرة على التعبير عن أنفسهم وإيجاد توازن بين العالمين الإسلامي وغير الإسلامي. قال شونو “أعتقد أن في الإمكان تواجد الاثنين في وئام ويجب عليهما ذلك لأن كلاهما مهم جدًا للمجتمع. نعم، كفنانين ، نحن بصدد تحدي الأفكار، وترويج طرق جديدة للتفكير، وكما تعلمون، كان هذا الفعل البسيط المتمثل في مجرد التفكير محظورًا … ولكن هذه الأشياء تحدث بشكل طبيعي.”

أضاف “التغييرات الثقافية مثل جلوس النساء بحرية في المقاهي والسفر للدراسة في الخارج كلها متداخلة مع هذه الحرية الفنية الجديدة. إنها أشياء مهمة تنعكس في الفنون. عالم الفن ليس ذلك العالم الآخر الذي لا يدرك ما يجري من حوله.”

احتفاء ودعم
يقول زيداني إن رؤية الفنانين مدعومين من قبل مؤسسات كبرى مثل معهد مسك للفنون سوف يساعد بدوره على استمرار الزخم. في الماضي، لم تكن العائلات ترى في الفن مهنة جادة لأبنائها، أو على الأقل ليس مهنة ذات حافز مالي، لذلك لجأ العديد من الفنانين الموهوبين للبحث عن مسارات أخرى. في عام 2015، تم قبوله في برنامج لنيل درجة الماجستير في الكلية الملكية للفنون في لندن، لكن وبسبب غياب التمويل لدعمه، نُصح بالانتقال إلى مسار مثل الهندسة المعمارية إذا كان يريد الحصول على الدعم.

قال شونو إن من المهم الآن ضمان استمرار تركيز دعم المشهد الفني على الجودة، وألاّ يكون الأمر مجرد محاولة للتعويض عن فراغ دام 30 عامًا. قال “يحتاج الإنفاق إلى التمييز بين استثمار الأموال في دعم الفنانين الناشئين الشباب والأشخاص الأكثر رسوخًا. كان من الجيد أننا مررنا بعملية الرفض وعدم الاعتراف والتهميش؛ الذي جعلنا أكثر صرامة، وهذا مهم. الآن كل شيء سهل وممول والمساحات متاحة، ولكن بدون هذا التوازن بين الفنانين الراسخين والجدد، يصبح المشهد ضعيفًا، وهنا يكمُن الخطر.”

يستمر عرض معرض مُكوث حتى 28 شباط/ فبراير في قاعة الأمير فيصل بن فهد للفنون بالرياض. تتوفر على الإنترنت لمحات عن الفنانين ومقاطع فيديو فضلاً عن كتيب المعرض.

image