المصدر - عبر الاستاذ والاعلامي المخضرم القدير علي بن عبده جبيلي في مقالة نشرها على قروب المنتدى الثقافي الوطني عن المسرح السعودي بقوله
المسرح السعودي صباح الليل..؟!!
منذ سن مبكرة في حياتي كنت احضر مع أبي احتفالات المدارس في مدينتنا التي نفخر أن لها ريادة تعليمية مبكرة..
كانت ثمة معارض فنية وابداعية جميلة وفقرات مسرحية متنوعة
لوجود مدرسين عرب من دول مثل مصر وسوريا والأردن وفلسطين..
يشرفون على اقامتها
وكنت استمتع بحضور مثل هذه الفعاليات ولا يقض مضجعي أو يربك حضوري الا أمرين.. أولهما :_استخدام المفرقعات أو الألعاب الناريه المسماه بالطراطيع أو الشحات بكثرة مبالع فيها وكان صوتها مزعجا في ذلك الوقت...
اما الأمر الآخر :فهو حضور ذلك الشخص السمين الذي يعتمر شالا اسود على صمته العريضه ويرتدي قميصا بنصف كم وحوكا ابيض يشبه الكفن
لا يكاد يغطي صرة كرشه البارز والتي تنام داخلها شفرة لا يبرز الا نصفها الأعلى ويمسك بها ويهزها أمام عينيك مع ابتسامة ساحرة وماكره تدخل الرعب في فؤاد كل صبي في سن الختان مثلي...؟!!
فيجتاح ليلتي الرعب والهلع ويرافق حضوره أحلامي لأسبوع كامل
ولم أتجاوز هذه الحاله المرعبه الا بعد ان تمكن الرجل من تنفيذ تهديده المعلن أو المبطن وسكب بعضا من قطرات دمي في الأشهر الحرم..
ولم يلقي لي بعدها بالا وذهب يهدد مضجع "درم" آخر قد لا أعرفه...
ونسيت بعد ذلك تفاصيل العروض المسرحية طيلة أيام الابتدائية... لنعيد التجربة بشكل آخر في المعهد العلمي العريق حيث كان ثمة انفتاح متمايل وفقا للظرف والتجربة... والرأي الأقوى وكانت ثمة أنشطة لا صفية ثقافية ومسرحية
ولأنني ذو ميول كتابية مبكرة فقد كان بعض اساتذتي
يحرضني على كتابة ثمة نصوص مسرحيه على شكل فصول متعدده...
فكنا نجتهد في استقراء تجارب اجتماعية أو نصوص مستوحاة من انتكاسات الحضارة الإسلامية وخاصة في الأندلس نقتبس منها في نصوص حزينه ويؤديها بعض الزملاء على خشبة أو مرينة المسرح... وكانت إدارة المعهد تحفزنا بجوائز قيمة كالشنط اليدوية والأقلام الفاخرة وأمهات الكتب العربية والاسلامية... ولكن لم تكن لدي القناعة الكافيه بميولي الكتابية في المسرح بل إن بعض اقاربي وأصدقاءهم في بعض ثانويات الرياض كاليمامة والتذكارية يحفزونني لكتابة ما يعتقدون انها نصوص مسرحية لتقديمها بأسماءهم وكنت اساهم معهم بمحاولات هي أقرب للفزعه واتعجب انها تلقي قبولا من قبل المعنيين ويرسلون لي صورا لأداءها من قبل زملاءهم على خشبة المسرح
وآخر فعالية حضرتها لمسرح معهدنا العلمي انتهت بفقرة تحت عنوان هل تعلم..؟!!
وبينما المذيع يسترسل في تقديم فقرته بهل تعلم بكذا..
وهل تعلم ان...
فلم يتمالك مراقب المدرسه المتكوم على كرسيه من هواء الليل الأخير
ووقف وقال بصوت مسموع وهل تعلم ان البرد قد نتفنا..؟!!
فضحك الجمهور وضحك المذيع وضحكت انا ثم ضحك مدير المعهد الذي صعد بعد ذلك وأنهى باقي الفقرات على المسرح وفقا لتلك العباره
ولا أدري هل استكملت باقي فعاليات المسرح في ليلة أخرى بعدها ام لا..؟!!
المهم في المرحلة الجامعية لم أكترث انا لأي نشاط جامعي مسرحي أو ثقافي.. ذلك لسببين ربما أهمها اهتمامي بالعمل الصحفي الدؤوب حتى على حساب دراستي الجامعيه.. والأمر الآخر اننا لم نكن من أصحاب المخيمات الدعوية المزعومة في الغابات أو البراري.. بل كنا نواجه مضايقات من بعض عمداء الكليات الذين ندرس تحت إشرافهم وكانو يصنفوننا نحن وصحفنا مرة ليبراليون.. وتارة اشتراكيون أو يساريون أو حداثيون...؟!!
ونغادرهم ونحن في هم وضيق من إطلاق مثل هذه المصطلحات الرنانة والشائعة في تلك المزحلة
ولا نملك إلا الاستعانه يومها بالفنان عبدالله عسيري لصناعة لقطات كوميديه في الهواء الطلق.. مع خلق الله نغير بها اجواءنا
أو حضور فعاليات مدارس المنارات المسرحية والثقافية التي يدعونا إليها زميلنا الاعلامي ومدير هذه المدارس ا. نافع النافع
انا وأخي د. علي العواجي أطال الله في عمره والذي استفيد من رعايته وتوجيهه وكذلك نحضر فعاليات نادي أبها الأدبي وفعاليات جمعية الثقافة والفنون عند نشأتها ونجالس بعض المخرجين المسرحيين.. خاصة من الجنسيتين السورية والأردنيه
وفي الختام لم يكن بي عهد بحضور المسارح الا عبر مهرجان الجنادرية حيث كان يتواصل معي زملاء مكلفون بالتغطية من قبل جريدة الرياض لمشاركتهم تغطية المسرحيات المقامة على المسارح المكشوفه أو المغلقة وكنا نجالس بعض رموز المسارح والنقاد والمؤلفين المسرحين ومنهم ا. القدير محمد العثيم يرحمه الله أحد رواد المسرح السعودي... ورئيس لجنة التقييم حيث كانت جمعيات الثقافة والفنون في الأحساء والطائف والمدينة والقصيم ذات سبق كبير في فوز مسرحياتها بالجوائز الأولى
وقد كنت في البداية في رغبة لإيضاح بدايات المسرح السعودي وأبرز رموزه والمحطات والعقبات التي مر بها
وأثر المدارس في بروز العمل المسرحي في بلادنا ثم جمعيات الثقافة والفنون...
فوجدت نفسي مسترسلا لا اراديا في كتابة ذاتيه لم اخطط لها
ومن هنا كانت ومازالت رغبتي تحريض استاذتي الأعلام بهذا القروب في كتابة المسرحيات والإخراج المسرحي الحديث عن تجاربهم في هذا الفن الباهر.. وأبرز رواد ونجوم المسرح السعودي
ودور المدارس والجامعات في نشأة الفن المسرحي
وتلخيص رؤاهم لمستقبل المسرح في المملكة الذي ترعاه حاليا وزارة الثقافة
لعلنا نغترف من معينهم الذي لا ينضب في هذا الفن
المسرح السعودي صباح الليل..؟!!
منذ سن مبكرة في حياتي كنت احضر مع أبي احتفالات المدارس في مدينتنا التي نفخر أن لها ريادة تعليمية مبكرة..
كانت ثمة معارض فنية وابداعية جميلة وفقرات مسرحية متنوعة
لوجود مدرسين عرب من دول مثل مصر وسوريا والأردن وفلسطين..
يشرفون على اقامتها
وكنت استمتع بحضور مثل هذه الفعاليات ولا يقض مضجعي أو يربك حضوري الا أمرين.. أولهما :_استخدام المفرقعات أو الألعاب الناريه المسماه بالطراطيع أو الشحات بكثرة مبالع فيها وكان صوتها مزعجا في ذلك الوقت...
اما الأمر الآخر :فهو حضور ذلك الشخص السمين الذي يعتمر شالا اسود على صمته العريضه ويرتدي قميصا بنصف كم وحوكا ابيض يشبه الكفن
لا يكاد يغطي صرة كرشه البارز والتي تنام داخلها شفرة لا يبرز الا نصفها الأعلى ويمسك بها ويهزها أمام عينيك مع ابتسامة ساحرة وماكره تدخل الرعب في فؤاد كل صبي في سن الختان مثلي...؟!!
فيجتاح ليلتي الرعب والهلع ويرافق حضوره أحلامي لأسبوع كامل
ولم أتجاوز هذه الحاله المرعبه الا بعد ان تمكن الرجل من تنفيذ تهديده المعلن أو المبطن وسكب بعضا من قطرات دمي في الأشهر الحرم..
ولم يلقي لي بعدها بالا وذهب يهدد مضجع "درم" آخر قد لا أعرفه...
ونسيت بعد ذلك تفاصيل العروض المسرحية طيلة أيام الابتدائية... لنعيد التجربة بشكل آخر في المعهد العلمي العريق حيث كان ثمة انفتاح متمايل وفقا للظرف والتجربة... والرأي الأقوى وكانت ثمة أنشطة لا صفية ثقافية ومسرحية
ولأنني ذو ميول كتابية مبكرة فقد كان بعض اساتذتي
يحرضني على كتابة ثمة نصوص مسرحيه على شكل فصول متعدده...
فكنا نجتهد في استقراء تجارب اجتماعية أو نصوص مستوحاة من انتكاسات الحضارة الإسلامية وخاصة في الأندلس نقتبس منها في نصوص حزينه ويؤديها بعض الزملاء على خشبة أو مرينة المسرح... وكانت إدارة المعهد تحفزنا بجوائز قيمة كالشنط اليدوية والأقلام الفاخرة وأمهات الكتب العربية والاسلامية... ولكن لم تكن لدي القناعة الكافيه بميولي الكتابية في المسرح بل إن بعض اقاربي وأصدقاءهم في بعض ثانويات الرياض كاليمامة والتذكارية يحفزونني لكتابة ما يعتقدون انها نصوص مسرحية لتقديمها بأسماءهم وكنت اساهم معهم بمحاولات هي أقرب للفزعه واتعجب انها تلقي قبولا من قبل المعنيين ويرسلون لي صورا لأداءها من قبل زملاءهم على خشبة المسرح
وآخر فعالية حضرتها لمسرح معهدنا العلمي انتهت بفقرة تحت عنوان هل تعلم..؟!!
وبينما المذيع يسترسل في تقديم فقرته بهل تعلم بكذا..
وهل تعلم ان...
فلم يتمالك مراقب المدرسه المتكوم على كرسيه من هواء الليل الأخير
ووقف وقال بصوت مسموع وهل تعلم ان البرد قد نتفنا..؟!!
فضحك الجمهور وضحك المذيع وضحكت انا ثم ضحك مدير المعهد الذي صعد بعد ذلك وأنهى باقي الفقرات على المسرح وفقا لتلك العباره
ولا أدري هل استكملت باقي فعاليات المسرح في ليلة أخرى بعدها ام لا..؟!!
المهم في المرحلة الجامعية لم أكترث انا لأي نشاط جامعي مسرحي أو ثقافي.. ذلك لسببين ربما أهمها اهتمامي بالعمل الصحفي الدؤوب حتى على حساب دراستي الجامعيه.. والأمر الآخر اننا لم نكن من أصحاب المخيمات الدعوية المزعومة في الغابات أو البراري.. بل كنا نواجه مضايقات من بعض عمداء الكليات الذين ندرس تحت إشرافهم وكانو يصنفوننا نحن وصحفنا مرة ليبراليون.. وتارة اشتراكيون أو يساريون أو حداثيون...؟!!
ونغادرهم ونحن في هم وضيق من إطلاق مثل هذه المصطلحات الرنانة والشائعة في تلك المزحلة
ولا نملك إلا الاستعانه يومها بالفنان عبدالله عسيري لصناعة لقطات كوميديه في الهواء الطلق.. مع خلق الله نغير بها اجواءنا
أو حضور فعاليات مدارس المنارات المسرحية والثقافية التي يدعونا إليها زميلنا الاعلامي ومدير هذه المدارس ا. نافع النافع
انا وأخي د. علي العواجي أطال الله في عمره والذي استفيد من رعايته وتوجيهه وكذلك نحضر فعاليات نادي أبها الأدبي وفعاليات جمعية الثقافة والفنون عند نشأتها ونجالس بعض المخرجين المسرحيين.. خاصة من الجنسيتين السورية والأردنيه
وفي الختام لم يكن بي عهد بحضور المسارح الا عبر مهرجان الجنادرية حيث كان يتواصل معي زملاء مكلفون بالتغطية من قبل جريدة الرياض لمشاركتهم تغطية المسرحيات المقامة على المسارح المكشوفه أو المغلقة وكنا نجالس بعض رموز المسارح والنقاد والمؤلفين المسرحين ومنهم ا. القدير محمد العثيم يرحمه الله أحد رواد المسرح السعودي... ورئيس لجنة التقييم حيث كانت جمعيات الثقافة والفنون في الأحساء والطائف والمدينة والقصيم ذات سبق كبير في فوز مسرحياتها بالجوائز الأولى
وقد كنت في البداية في رغبة لإيضاح بدايات المسرح السعودي وأبرز رموزه والمحطات والعقبات التي مر بها
وأثر المدارس في بروز العمل المسرحي في بلادنا ثم جمعيات الثقافة والفنون...
فوجدت نفسي مسترسلا لا اراديا في كتابة ذاتيه لم اخطط لها
ومن هنا كانت ومازالت رغبتي تحريض استاذتي الأعلام بهذا القروب في كتابة المسرحيات والإخراج المسرحي الحديث عن تجاربهم في هذا الفن الباهر.. وأبرز رواد ونجوم المسرح السعودي
ودور المدارس والجامعات في نشأة الفن المسرحي
وتلخيص رؤاهم لمستقبل المسرح في المملكة الذي ترعاه حاليا وزارة الثقافة
لعلنا نغترف من معينهم الذي لا ينضب في هذا الفن