المصدر - غرب ـ وسيلة الحلبي
الشعر الجنوبي.*هو فن من فنون الشعر العربي التي تغنَّى عادة بألحان مناسبة لكل حدث أو حالة مثل العرضات والمناسبات الاجتماعية والاجتماعات والخلوات وغيرها. وهذه الألحان تسمَّى بالطروق .
والشعر الجنوبي في معظمه يلتزم بأوزان بحور الشعر العربي مع وجود بعض الزحاف والعلل مثل الطول والقصر وخلافهما لكنه لا يلتزم بقافية واحدة.. ويشابه في ذلك بعض الموشحات الأندلسية والخماسيات والرباعيات التي اشتهرت هناك في تلك الفترة..ولا أستبعد أن تكون هذه الأشكال انتقلت مع الفاتحين العرب من أبناء الجنوب إلى هناك وليس العكس.. كما أن هذا اللون يعتمد..كما سترون.. على الشقر .. والشقر يستفيد كثيراً من الجناس والطباق في البلاغة العربية.. وحيث إن الشعر الجنوبي بدعٌ وردٌ .. فإن الشاعر في البدع يمهِّد في أواخر القوافي بكلمات وتراكيب تحمل معنى مختلفاً لنفس الكلمات والتراكيب التي يريدها أن تتطابق نطقاً في الرد ولكن بمعنى آخر تماماً .. حتى لو لجأ إلى القلب والإعلال والتغيير في بنية الكلمة المرادة..وقد يصل الأمر إلى نحت الكلمات وعسفها وخلافه..لكن المتلقي الجنوبي العربي القح يستطيع التقاط الكلمة وإعادتها لأصلها وفهم معناها بمجرد سماعها من الشاعر دون إشكال.
وما سأورده هنا سيكون على طرق ( المجالسي )..وهو من بدعي وردّي..
البدع : صالح جريبيع
إذا نشدتم عن الأحوال حالي بنيعم ( بنعمة وخير )
والحمد لله لا ظلم بحياتي ولا اخوان ( بمعنى خيانة )
عايش مع الناس راضي في جميع المناحي
أطيع ربي ولا أحد مالمخاليق أطيعه
الرد : صالح جريبيع
الله يسقي زمانٌ فيه كنّا بني عم
أيام كنّا صحيح اصحاب وارحام واخوان
واليوم ودّ القرابه يدفنوي وانا حي
محبّة العمَّ بغض ووصل خالي قطيعه
*