المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 28 نوفمبر 2024
رحيل الأديب " البريدي" فاجعة للوسط الثقافي
بواسطة : 29-02-2016 01:30 صباحاً 24.1K
المصدر -  لازم المرض العضال الاستاذ والأديب محمد بن علي البريدي حتى ليلة السابع عشر من شهر جمادى الأولى حيث استيقظ الاحباب والاصحاب ورواد الثقافة على نبأ وفاته التي هزت مشاعر الجميع فالراحل كان له العديد من الإسهامات الثقافية وله قلب كبير إتسع لكل محبيه
- الكاتب والأديب محمد بن علي البريدي في سطور :

يبلغ من العمر (٤٢) عاماً
متزوج وله ابن ومجموعة بنات
يعمل موظفاً في إدرة التعليم بمحافظة رجال ألمع
بدأ الكتابة الصحفية كاتبا للرأي في صحيفة الوطن ثم انتقل إلى صحيفة الشرق ليكتب زاويته الشهيرة " تراتيل " في الصفحة الأخيرة قبل أن يتوقف عن الكتابة لظروف والدته الصحية وقتها .
لمحمد كتاب مطبوع عنوانه " رسائل من جهنم " وكتاب آخر مشترك بينه وبين زميليه إبراهيم شحبي وعلي فايع الألمعي بعنوان " أسماء على ورق الورد " .
وله العديد من الكتب المعدة للطبع .
عضو مؤسس لمجلس ألمع الثقافي
عضو سابق في الجمعية العمومية لنادي أبها الأدبي

يقول الدكتور أحمد التيهاني
منذ رسائله النصية التي كانت توقظ في اللغة زواياها الغافية، ونحن نذهل من أسلوب محمد البريدي المختلف، ونتحدث – في غيابه - عن دهشتنا من السياقات اللفظية التي يبتكرها للألفاظ، حتى تصبح العلاقات بينها جديدة، وكأنها قُدّت من لغةٍ غير التي نعرفها.

محمد البريدي، يبتكر للألفاظ معانيها من خلال سياقاتها، وهو يبتكر حتى حين يعتمد على القوالب اللفظية الجاهزة؛ ذلك أن القالب نفسه يتحول إلى معنى جديد من خلال السياق المبتكر.

وحين كتب محمد البريدي الزاوية الصحفية، اختلف عن جميع الكاتبين، باعتماده على الجمل الصغيرة، ذات الدلالات الكبيرة، وتلك السمة هي أصعب وأعلى خصائص المقالة الحديثة، فضلا عن السخرية غير السطحية التي ميّزت بعض مقالاته.

*ليس كل ساخر عميقا وواعيا، أما محمد البريدي فهو الساخر العميق الواعي، حتى إن سخريته من الخطل الفكري العام تشبه "كيّة" في "نقرة" كل أحمق أو جاهل، وكلما حاول المَكويّ إخفاءها، ظهرت مع كل "حلاقة"، وبدت مع كل إزالة "عمامة"، إلى الحد الذي جعل أحد المكويين يمارس الصراخ "التغريدي" العشوائي في أوقات متفاوتة؛ لأنه يتذكر ـ كلما حاول النوم ـ ألمَ "الكيّة" الذي شعر به عند نشر المقال.

ذات كتابة، لم أجد تعبيرا عن دهشتي من وصفه الدقيق لأحدهم، سوى الجملة الدارجة: "الله وكبر عليك يا*البريدي"؛ ذلك أنه بوصفه ذاك اختزل جملا كثيرة كنا "نعكّها" ولا نصل إلى مستوى "كيّة" محمد البريدي التي أشبهت وسما في رقبة "بعير".

البريدي ظاهرة كتابية، وعلى الشاعر الكاتب الباحث العلامة الذي قال لي ذات حكم مؤدلج – أمام باب النادي الأدبي -: "أنتم تلمّعون البريدي"، أن يتعلم مواضع الهمزة المتطرفة، والفرق بين "التقميش" البحثي، والسرقة العلمية، قبل أن يحكم على آرائنا في محمد البريدي بحكمه الذي سمعه من دعيٍّ مثله، وهو يعرف نفسه، ويعرف أستاذه الدعيّ.

حين كتب محمد البريدي "البرفايل"، في كتابه، وفي "جُمعاتياته" بصحيفة الشرق، علّمنا أن رسم الهيئة الذهنية للأشخاص في أذهان الأشخاص، يحتاج إلى قدرتين: إحداهما؛ لغوية، والبريدي أبوها، والثانية؛ نفسية، وهي بنته أيضا، ولذا أنصح كل من أراد أن يتعلم فن "البروفايل" أن يعود إلى: "أسماء على ورق الورد"، عله يجد إلى الكتابة سبيلا.

أما البريدي الإنسان، فأنا به عليم؛ لأنني اندلقتُ بين يديه ذات ألم، فلم أشعر بعدها بأسباب ذاك الألم على الإطلاق، ولم يشعرني – لنبله الخارق - بأنه فعل شيئاً من أجلي، على الرغم من يقيني بأنه فعل لأجلي كل شيء، بعد أن آمن بأنني صادق في شكواي، ولا يصدّق المتألمين إلا متألم، فلك الله يا محمد... لك الله يا محمد.. لك الله يا محمد.

وأضاف الشيخ عامر جابر أبو زيدان نعزي أنفسنا ونعزي الوسط الثقافي في فقيدنا محمد وإنا لله وإنا إليه راجعون ، الأخ محمد البريدي رجل ذو ثقافة عالية بكل ماتحمله الكلمة من معاني يضاف إليها الروح الطيبة التي يتمتع بها هاديء الطبع لايسأم جليسه من مجالسته نشأ يتيماً يحمل هم والدته وأخته لم تمكنه ظروفه من اكمال دراسته الجامعية آنذاك فالتحق بالعمل الحكومي إلا أن حبه للقراءة والإطلاع والبحث طغى على كل الظروف فبرع في الأدب والبلاغة والنقد وله قراءات تاريخية وبحوث في الأدب الشعبي، كاتب متميز باسلوب فريد حيث يجبرك على قراءة ما يكتب ، ألمعي الهوى وطني الروح وكان له موهبة متقدمة في كرة القدم أيام الصبا والشباب رحمه الله

يقول الاستاذ علي بن فائع الالمعي لا شك أنّ رحيل محمد البريدي كان كبيراً علينا نحن أصدقاءه ومحبيه فكيف برحيله على أهله وذويه، لكن حب الناس له ودعاءهم له وحزنهم على رحيله خفف عنا الحزن والعناء .
محمد كاتب فريد وإنسان أكثر فرادة ، له بين أصدقائه ( وأنا واحد منهم ) معزة خاصة وشوق كبير ، إن حضر كان حضوره بشرى وإن غاب كان غيابه مصدر سؤال واستغراب .
محمد لم يلق ما يستحق من التقدير والاهتمام سواء على مستوى العمل الذي كان مهمشاً فيه برغم كلّ الإمكانات العظيمة التي يمتلكها إلاّ أنه كان رجلا صادقاً لا يحبّ التزلّف ويكره التملّق .
أو على مستوى الكتابة التي كان واحداً من ألمع الكتاب الذين يقرأ لهم الكبار والصغار ، وكم سمعت الكثير من الإشادات والإعجاب وكذلك السؤال عنه وعن كتاباته .
يكفي أنّ قلمه فريد وأسلوبه مختلف في وقت وجيز كان محمد البريدي كاتباً يشار له بالبنان إلا أنه لا يعرف الكذب والنفاق والتزلف لذا لم تتهافت عليه الصحف كما تتهافت على غيره من أنصاف المواهب .
لا يليق بنا ونحن نؤبن الفقيد الغالي إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح جناته .
وإن أردتم معرفة حب الناس له فعودوا إلى هذا الهاشتاق الذي وضعه أصدقاؤه له لتعرفوا قيمة محمد عند من كان يعرف قيمته .
#محمد_البريدي_إلى_رحمة_الله

ويقول الإعلامي الاستاذ ابراهيم العامر ما أعرفه عن الراحل أن الإنسانية والنبل والنقاء هي المكونات التي خُلِق منها .

له حرفه الخاص في الكتابة ومفردته التي لا يشبهه فيها أحد .. يجيد العزف على لغة الأفكار ويعتبره كثيرون بأنه كاتب من العيار الثقيل .. في عدد من مقالاته عالج قضايا محلية واجتماعية وثقافية ..
زرته قبل أمس في مستشفى عسير .. وكان حينها في غيبوبة .. ورأيت رأي العين بأن الرجل مودعٌ هذه الدنيا .. إلا أنني لا زلت أسمع صوته الآن في أذني ..
رافق مع والدته بتخصصي الرياض التي توفيت جراء السرطان فترة طويلة .. ولكن الموت لم يمهله طويلاً بعد أن سرقه من محبيه
توفي رحمه الله منتصف البارحة إثر سرطان في الرئة

وذكر المذيع الاستاذ عبدالرحمن مريع بأن الراحل من أبرز الكتاب المحليين صاحب قلم حر ونزيه يعد من أبرز كتاب المملكة كان رحمه الله صاحب وجه بشوش يبعث فيمن يجالسه الطمأنينة والراحة وبفقده فقدت الساحه قلماً مهماً وقلب يشع منه المحبة والخير للجميع.

وأكد الشاعر والاستاذ حسين بن أحمد الزيداني بأن الفقيد
محمد البريدي قامة ألمعية متفردة في مجال الكتابة الإبداعية ، وصاحب قلم لا يشبه إلا نفسه ... كانت علاقتي حميمية جدا مع أبي مازن منذ قرابة الثلاثين عاما ، ولقد كان نعم الأخ والصديق ، وفي السنوات العشر الأخيرة عملنا جنبا إلى جنب في أحد الأسابيع الألمعية بمسرح المفتاحة ، ثم في الإعلام التربوي بتعليم رجال ألمع وفي تحرير مجلة أفاق ، لم أر منه إلا كل جميل ترتسم على محياه ابتسامة صافية ونقية ، ولقد صحوت هذا اليوم السبت على ألم الفقد وفجيعة الفراق فنزل عليّ الخبر كالصاعقة ، لكننا لا نقول إلا ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا إليه راجعون ورحمه الله وأسكنه فسيح الجنات ، وجعل ما أصابه كفارة لذنبه ورفعة لدرجته في الجنة .

وختمت الجزء الأول من التقرير الكاتبة كفى عسيري بقولها : المرة الأولى التي أشعر فيها بحرقة ووجع فقد أحد رفقاء الكلمة .. لا تواصل لي مستمرا مع البريدي ، ولم أره كما رأيت بقية رفاقه .. فقط كان لنا بعض النقاشات المتبادلة على قضايانا الثقافية ، وكانت آخر رسالة له ذات وجع مر به على تويتر .. ومع هذا أوجعني فقده.. انتمائي وحبي لألمع جعلني أشعر بحجم الحزن والفقد الذي حط في ديارهم ، وأمسى في بيوتهم ، ووضح على ملامحهم.. رأيت قوة ألم الفقد كيف أنطقت القاصي والداني .. أيقنت أن الكلمة القوية والقلم الجريء غادرا مع صاحبهما إلى الأبد.. لم أتخيل أن أصل إلى كتابة النعي والرثاء ، وأنا التي ترفض اللغة الجنائزية .. لكن الفاجعة أقوى من الامتثال لمبدأ ورأي شخصي.. أحزنني كثيرا كمية الألم التي وجدتها في حروف رفاقه ، وترقبهم الأيام القادمة دون أن يكون إلى جانبهم مسهما معهم في حراكهم الثقافي.. أوجعني منظر الحشد الذي شيع الكلمة النادرة إلى مثواها الأخير..