المصدر - إعداد وتحرير طالبة الاعلام الزميله المحررة
" لا تقف مهما كانت الأسباب والظروف التي تعيقك "
بدر السحيمي من جاني إلى مربي أجيال
" لا تقف مهما كانت الأسباب والظروف التي تعيقك لا تركن لها "
رسالة ثمينة وجهها "السحيمي" للحاضرين باحد لقاءاته
الجزء المجهول في بداية الرحلة مع الاستاذ بدر السحيمي أن قصة نجاحه بدأت من النهاية ,
غيَر واقعه وحياته بعد أن ذاق مرارة وألم السجن هذا الرجل عُرِف اليوم بمرتبة الاستاذ الجامعي الأكاديمي ,
تغلب على كل الصعاب التي واجهته حاربها حاملاً الأمل في جوفه متوكل على الله سبحانه وتعالى واثقاً بالعين التي لايخفى عليها شيء.
عندما تزوج الوالده والده كتب بالافواج على عهد الملك عبد العزيز رحمه الله ثم انتقل الى بلدة الرفايع واستقر بوظيفته فكانت مجموعة افواج في الرياض وهو فوج ابن اغشيان بنى بيته بالخرج واستقر فيها ثم ولد الدكتور بدر السحيمي في تلك البلدة, في بداية مرحلة الدخول الى المدرسة كانت البلدة التي عاش فيها الدكتور بلدة صغيرة والمدارس في ذلك الحين كانت تجمع المراحل المدرسيه في مبنى واحد .
قدَم على المدرسة ، ثم بعد ذلك انتقلوا الى العاصمة الرياض خلال ازمة الخليج عام 1410 تقريبا ،
وبعد انتقالهم تقاعد والده وأصبح يتنقل بين حلاله في ضواحي الرياض ،
سجل الدكتور في مدرسة لبيد ابن الربيعه في الرياض كان مجتمع جديد عليه نظراً لإختلاف البيئه والثقافة لانه انتقل من بيئة ريفيه الى مجتمع مدني متحضر , وفي هذه الاونه انتقلت عائلة الدكتور الى بيت مُلك في حي العريجة بالرياض .
وفي مرحلة الدكتور المتوسطة الدراسية عاش الذكريات الحزينه و السعيده وهي من المراحل التي صنعت في نفس الدكتور تحول كبير ونقلته من عالم الى عالم اخر فقد أصبح يعتمد على نفسه كثيراَ ، كانت العاصمه أولى خطواته ما كان يتوقع ان انتقاله من القريه الى الرياض سينقله الى ساحة الصفاد ،
ففي يوم من الايام كانت اجازة العيد في عام ١٤١٧ كان يتمشى مع أحد أصدقائه في الشارع هنا حصلت مشكله ليس له فيها أي تدخل كان عمره خلال هذه الحادثة قرابة السبعة عشر عام
إذ نشبت مشادة بين شابين كانت بينهما عداوة؛ فتدخل لمحاولة فض النزاع والصلح، وبينما كان يقوم بذلك بنية طيبة؛ تحولت العداوة ضده من قبل أحد المتخاصمين، وأطلق عليه الشتم؛ شعر بدر بالغضب، ولا شعورياً قام بضربه فحقد عليه، ثم انتهى الموقف وتفرقوا"
وبعد عودته إلى المنزل ، اذا به يشاهد سيارة مترصدة له، وحيث انه حينها كان شاباً غراً ولايعرف مدى خطورة و عواقب الأمور؛ ومن باب الدفاع عن النفس أخذ سكيناً ووضعها في جيبه،
وبعد توقف السيارة نزل 3 شباب، واشتبك معهم في مضاربات، وقتئذٍ أخرج السكين، وحاول الدفاع عن نفسه؛ فجاءت الطعنة في أحد الأشخاص، ثم انتقلوا إلى المستشفى ، وبعدها عاد إلى البيت، وهناك وجد حركة غريبة؛ دوريات أمنية وسيارات شرطة، سلّم نفسه، وبعد ذلك فُتِح تحقيق معه لمدة 7 ساعات متواصلة، ولم يدُر في عقله حتى تلك اللحظة أن الأمور تفاقمت الى أن وصلت إلى حدود خطيرة وتعدّ جريمة قتل, بعد عدة جلسات محاكمة صدر بحق بدر السحيمي الحكم الذي غيَر مجرى حياته، رغم مرارته وهو القصاص،
كانت مرحلة صعبة عاشها السحيمي، تذوق فيها مرارة السجن وشعور القصاص، سار بين الممرات المظلمة باحثاً عن النور، تمنى الموت مراراً، ولكن الله أراد ان يريه مدى قدرته على تخطي المصاعب (وإن مع العسر يسرا)،
دامت هذه المرحله المؤلمة لخمس سنوات، خلالها حضر أصعب خبرين وهما كف بصر أمه، ووفاة ابيه .
بدأت نقطة التحول في حياة هذا الشاب في السنة الثانيه من دخوله السجن، بعد أن قضى سنه وستة أشهر في الزنزانة الانفرادية وخروجه إلى احد العنابر، كان يحاول أن يكون من المؤثرين في زملائه في السجن، وانتهى به المطاف أن رُشِح رئيساً للعنبر الذي كان نزيلاً به، والذي كان يتواجد به مائة وثمانون شخصاً.
واجه "السحيمي" إحباطات من زملائه بالسجن بعدم جدوى إكمال دراسته، وبالرغم من أن نظام السجن كان لا يسمح للمساجين في الزنزانات في قضايا القتل بالدراسة إلا أن ذلك لم يثنِ من عزم السحيمي" في إكمال دراسته.
وبرغم الصعوبات والتحديات، أكمل خلالها المرحلة المتوسطة والثانوية بالقسم الأدبي، وتخرّج بمعدل98٪ في الفصل الدراسي الأول،
وحصل على نسبة 96٪ في الفصل الثاني، ليواصل مسيرته العلمية بالدراسة بجامعة الملك سعود في تخصص التربية الخاصة، والذي حصل عليه خلال 3 أعوام ونصف، بعدها واصل رحلته في التحدي والإصرار على إكمال دراسته العليا؛ ليحصل على الماجستير والدكتوراه في بلد الابتعاث.
وكان لا ينسى فضل الشخص الذي كان يزرع فيه الأمل لإكمال مشواره، مشيراً إلى أنها كانت لحظات مؤثرة بعد أن قابله صدفه، ليتعرف عليه فيما بعد وهو مسؤول شؤون الطلاب بتعليم الرياض آنذاك "إبراهيم العبدالله"؛ إذ ساعده في اختيار الثانوية المناسبة له لإكمال دراسته، وخلال هذه السنوات لم يمل احباب بدر السحيمي من المحاولة باولياء الدم حتى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - كان ولياً للعهد انذاك، حاول التدخل ولكن باءت جميع المحاولات بالفشل .
كان التنفيذ يوم السبت، لكنّ أخو بدر السحيمي أخبره بأنه تبقى لهم محاولة أخيرة مع أولياء الدم، وكانت هذه المحاولة يوم الخميس، و قال بدر السحيمي: "جاء يوم الخميس، وكنت أتوضأ وأرجع للمسجد، الفترة هذه كانت مرحلة دعاء وابتهال لله سبحانه وتعالى، بعد صلاة المغرب، خرجوا الناس من المسجد، الخطوات التي امشيها من المسجد الى الباب، كانت أشبه بعشرات الكيلوات، ما كنت اشعر بالناس، كان العنبر ممتليء قرابة 170 ، 180 شخصا، وصلت الباب، قال لي الحارس "انت بدر ؟ قلت نعم، قال لي انزل تحت ، وصلت تحت و العسكر جالسين بغرفتهم، قال لي : اتصال لك قبل صلاة العشاء بعشر دقائق أخذت السماعة، قال لي اللي المتصل ، أنا فلان الفلاني عسكر بالبوابة، معي فلان و فلان من أبناء عمومتك ، وقال : أنا آخذ البشرى منك خصمك تنازل عنك ، يعني بذلك ولي الدم أعتقك، في هذه اللحظة لم استطع تمالك نفسي، بقيت ساجدا ، حتى أن العسكر تأثروا وقاموا بإحتضاني، الموقف جدا صعب بالنسبة لي، كان معي اثنين أو ثلاثة من الزملاء، سرعان ما عادوا الى العنبر، قاموا بتشغيل مكبر الصوت التابع الى المسجد، وبدأوا بقول " بدر أخونا تنازل خصمه " . وكانت فرحة على الجميع
وجد "السحيمي" صعوبة كبيرة في وصف مشاعره التي روتها دموعه وهو يشاهد والدته بعد خروجه من السجن لصدور العفو عنه، وبصوت متقطع ومليء بالحزن يقول: "أي مشاعر يستطيع الإنسان وصفها وهو يشاهد أمه، كانوا يحاولون إيقافها لكي أعانقها , كانت مشاعر فظيعة جداً لا توصف .
وأضاف: "كانت والدتي متكئة على الجدار لأنها تنتظر هذه اللحظة التي انتظرتها سنوات طويلة؛ فكانت بداية حياة جديدة من السعادة والفرح؛ لكن خالطه إحساس وشعور بالذنب، إذ كنت سبباً في حدوث المعاناة التي تجرعتها أسرتي ووالدي بعد قضاء الله وقدره
بدر السحيمي ، هذا الرجل بعد أن عاش جميع انواع الالم والحزن ومرارة تأنيب الضمير في لحظة واحده لم تخطر على عقل احد تحولت حياته من نهاية إلى بداية جديده يملؤها شغف العمل والانجاز والدين والطاعة,
فهو الان اكاديمي سعودي ومستشار تربوي لذوي الإعاقه ويشغل عدة مناصب .
لم تنتهي هذه القصة هنا ولن يتوقف عزم "السحيمي" ابدا ليرسم لنا اجمل معاني صور السير الشخصية المليئة بالطموحات وعدم اليأس ليذكرنا بمقولته " لا تتوقف مهما كانت الأسباب والظروف التي تعيقك " . نكرس الضوء على تلك العبارة التي أصبحت تعني لي الكثير بعد كتابتي لهذه القصة الملهمة التي تحمل تحت طياتها الكثير من العِبر . واقول " ان الذي خلق التعثر خلق النهوض " .
" .
" لا تقف مهما كانت الأسباب والظروف التي تعيقك "
بدر السحيمي من جاني إلى مربي أجيال
" لا تقف مهما كانت الأسباب والظروف التي تعيقك لا تركن لها "
رسالة ثمينة وجهها "السحيمي" للحاضرين باحد لقاءاته
الجزء المجهول في بداية الرحلة مع الاستاذ بدر السحيمي أن قصة نجاحه بدأت من النهاية ,
غيَر واقعه وحياته بعد أن ذاق مرارة وألم السجن هذا الرجل عُرِف اليوم بمرتبة الاستاذ الجامعي الأكاديمي ,
تغلب على كل الصعاب التي واجهته حاربها حاملاً الأمل في جوفه متوكل على الله سبحانه وتعالى واثقاً بالعين التي لايخفى عليها شيء.
عندما تزوج الوالده والده كتب بالافواج على عهد الملك عبد العزيز رحمه الله ثم انتقل الى بلدة الرفايع واستقر بوظيفته فكانت مجموعة افواج في الرياض وهو فوج ابن اغشيان بنى بيته بالخرج واستقر فيها ثم ولد الدكتور بدر السحيمي في تلك البلدة, في بداية مرحلة الدخول الى المدرسة كانت البلدة التي عاش فيها الدكتور بلدة صغيرة والمدارس في ذلك الحين كانت تجمع المراحل المدرسيه في مبنى واحد .
قدَم على المدرسة ، ثم بعد ذلك انتقلوا الى العاصمة الرياض خلال ازمة الخليج عام 1410 تقريبا ،
وبعد انتقالهم تقاعد والده وأصبح يتنقل بين حلاله في ضواحي الرياض ،
سجل الدكتور في مدرسة لبيد ابن الربيعه في الرياض كان مجتمع جديد عليه نظراً لإختلاف البيئه والثقافة لانه انتقل من بيئة ريفيه الى مجتمع مدني متحضر , وفي هذه الاونه انتقلت عائلة الدكتور الى بيت مُلك في حي العريجة بالرياض .
وفي مرحلة الدكتور المتوسطة الدراسية عاش الذكريات الحزينه و السعيده وهي من المراحل التي صنعت في نفس الدكتور تحول كبير ونقلته من عالم الى عالم اخر فقد أصبح يعتمد على نفسه كثيراَ ، كانت العاصمه أولى خطواته ما كان يتوقع ان انتقاله من القريه الى الرياض سينقله الى ساحة الصفاد ،
ففي يوم من الايام كانت اجازة العيد في عام ١٤١٧ كان يتمشى مع أحد أصدقائه في الشارع هنا حصلت مشكله ليس له فيها أي تدخل كان عمره خلال هذه الحادثة قرابة السبعة عشر عام
إذ نشبت مشادة بين شابين كانت بينهما عداوة؛ فتدخل لمحاولة فض النزاع والصلح، وبينما كان يقوم بذلك بنية طيبة؛ تحولت العداوة ضده من قبل أحد المتخاصمين، وأطلق عليه الشتم؛ شعر بدر بالغضب، ولا شعورياً قام بضربه فحقد عليه، ثم انتهى الموقف وتفرقوا"
وبعد عودته إلى المنزل ، اذا به يشاهد سيارة مترصدة له، وحيث انه حينها كان شاباً غراً ولايعرف مدى خطورة و عواقب الأمور؛ ومن باب الدفاع عن النفس أخذ سكيناً ووضعها في جيبه،
وبعد توقف السيارة نزل 3 شباب، واشتبك معهم في مضاربات، وقتئذٍ أخرج السكين، وحاول الدفاع عن نفسه؛ فجاءت الطعنة في أحد الأشخاص، ثم انتقلوا إلى المستشفى ، وبعدها عاد إلى البيت، وهناك وجد حركة غريبة؛ دوريات أمنية وسيارات شرطة، سلّم نفسه، وبعد ذلك فُتِح تحقيق معه لمدة 7 ساعات متواصلة، ولم يدُر في عقله حتى تلك اللحظة أن الأمور تفاقمت الى أن وصلت إلى حدود خطيرة وتعدّ جريمة قتل, بعد عدة جلسات محاكمة صدر بحق بدر السحيمي الحكم الذي غيَر مجرى حياته، رغم مرارته وهو القصاص،
كانت مرحلة صعبة عاشها السحيمي، تذوق فيها مرارة السجن وشعور القصاص، سار بين الممرات المظلمة باحثاً عن النور، تمنى الموت مراراً، ولكن الله أراد ان يريه مدى قدرته على تخطي المصاعب (وإن مع العسر يسرا)،
دامت هذه المرحله المؤلمة لخمس سنوات، خلالها حضر أصعب خبرين وهما كف بصر أمه، ووفاة ابيه .
بدأت نقطة التحول في حياة هذا الشاب في السنة الثانيه من دخوله السجن، بعد أن قضى سنه وستة أشهر في الزنزانة الانفرادية وخروجه إلى احد العنابر، كان يحاول أن يكون من المؤثرين في زملائه في السجن، وانتهى به المطاف أن رُشِح رئيساً للعنبر الذي كان نزيلاً به، والذي كان يتواجد به مائة وثمانون شخصاً.
واجه "السحيمي" إحباطات من زملائه بالسجن بعدم جدوى إكمال دراسته، وبالرغم من أن نظام السجن كان لا يسمح للمساجين في الزنزانات في قضايا القتل بالدراسة إلا أن ذلك لم يثنِ من عزم السحيمي" في إكمال دراسته.
وبرغم الصعوبات والتحديات، أكمل خلالها المرحلة المتوسطة والثانوية بالقسم الأدبي، وتخرّج بمعدل98٪ في الفصل الدراسي الأول،
وحصل على نسبة 96٪ في الفصل الثاني، ليواصل مسيرته العلمية بالدراسة بجامعة الملك سعود في تخصص التربية الخاصة، والذي حصل عليه خلال 3 أعوام ونصف، بعدها واصل رحلته في التحدي والإصرار على إكمال دراسته العليا؛ ليحصل على الماجستير والدكتوراه في بلد الابتعاث.
وكان لا ينسى فضل الشخص الذي كان يزرع فيه الأمل لإكمال مشواره، مشيراً إلى أنها كانت لحظات مؤثرة بعد أن قابله صدفه، ليتعرف عليه فيما بعد وهو مسؤول شؤون الطلاب بتعليم الرياض آنذاك "إبراهيم العبدالله"؛ إذ ساعده في اختيار الثانوية المناسبة له لإكمال دراسته، وخلال هذه السنوات لم يمل احباب بدر السحيمي من المحاولة باولياء الدم حتى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - كان ولياً للعهد انذاك، حاول التدخل ولكن باءت جميع المحاولات بالفشل .
كان التنفيذ يوم السبت، لكنّ أخو بدر السحيمي أخبره بأنه تبقى لهم محاولة أخيرة مع أولياء الدم، وكانت هذه المحاولة يوم الخميس، و قال بدر السحيمي: "جاء يوم الخميس، وكنت أتوضأ وأرجع للمسجد، الفترة هذه كانت مرحلة دعاء وابتهال لله سبحانه وتعالى، بعد صلاة المغرب، خرجوا الناس من المسجد، الخطوات التي امشيها من المسجد الى الباب، كانت أشبه بعشرات الكيلوات، ما كنت اشعر بالناس، كان العنبر ممتليء قرابة 170 ، 180 شخصا، وصلت الباب، قال لي الحارس "انت بدر ؟ قلت نعم، قال لي انزل تحت ، وصلت تحت و العسكر جالسين بغرفتهم، قال لي : اتصال لك قبل صلاة العشاء بعشر دقائق أخذت السماعة، قال لي اللي المتصل ، أنا فلان الفلاني عسكر بالبوابة، معي فلان و فلان من أبناء عمومتك ، وقال : أنا آخذ البشرى منك خصمك تنازل عنك ، يعني بذلك ولي الدم أعتقك، في هذه اللحظة لم استطع تمالك نفسي، بقيت ساجدا ، حتى أن العسكر تأثروا وقاموا بإحتضاني، الموقف جدا صعب بالنسبة لي، كان معي اثنين أو ثلاثة من الزملاء، سرعان ما عادوا الى العنبر، قاموا بتشغيل مكبر الصوت التابع الى المسجد، وبدأوا بقول " بدر أخونا تنازل خصمه " . وكانت فرحة على الجميع
وجد "السحيمي" صعوبة كبيرة في وصف مشاعره التي روتها دموعه وهو يشاهد والدته بعد خروجه من السجن لصدور العفو عنه، وبصوت متقطع ومليء بالحزن يقول: "أي مشاعر يستطيع الإنسان وصفها وهو يشاهد أمه، كانوا يحاولون إيقافها لكي أعانقها , كانت مشاعر فظيعة جداً لا توصف .
وأضاف: "كانت والدتي متكئة على الجدار لأنها تنتظر هذه اللحظة التي انتظرتها سنوات طويلة؛ فكانت بداية حياة جديدة من السعادة والفرح؛ لكن خالطه إحساس وشعور بالذنب، إذ كنت سبباً في حدوث المعاناة التي تجرعتها أسرتي ووالدي بعد قضاء الله وقدره
بدر السحيمي ، هذا الرجل بعد أن عاش جميع انواع الالم والحزن ومرارة تأنيب الضمير في لحظة واحده لم تخطر على عقل احد تحولت حياته من نهاية إلى بداية جديده يملؤها شغف العمل والانجاز والدين والطاعة,
فهو الان اكاديمي سعودي ومستشار تربوي لذوي الإعاقه ويشغل عدة مناصب .
لم تنتهي هذه القصة هنا ولن يتوقف عزم "السحيمي" ابدا ليرسم لنا اجمل معاني صور السير الشخصية المليئة بالطموحات وعدم اليأس ليذكرنا بمقولته " لا تتوقف مهما كانت الأسباب والظروف التي تعيقك " . نكرس الضوء على تلك العبارة التي أصبحت تعني لي الكثير بعد كتابتي لهذه القصة الملهمة التي تحمل تحت طياتها الكثير من العِبر . واقول " ان الذي خلق التعثر خلق النهوض " .
" .