بواسطة :
10-09-2014 09:06 صباحاً
13.7K
المصدر -
الغربية- متابعة - عبدالرحمن الوذناني :
* *تواصلت اليوم احتفالية النادي الأدبي بالرياض بمرور أربعين عاما على إنشاء النادي ، بإقامة ندوتين الأولى منهما ندوة بعنوان " النادي وخدمة المجتمع " التي شارك فيها كل من عبدالرحمن الجاسر وحمد الراشد وصالح الخليفة والأديبة أبرار الجارد ، وذلك بمقر النادي الأدبي في الرياض.
وبدأت الندوة بترحيب مدير الندوة سامي الفليح بالضيوف والمشاركين في الندوة حيث قدم لهم مستعرضا إسهاماتهم العلمية والعملية ، ثم بدأ الأديب حمد الراشد بالحديث عن فكرة تأسيس ( الحلقة الفلسفية ) بالنادي الأدبي، فقال : في النصف الثاني من عام 2008م انبثقت فكرة تأسيس نشاط يمثل الفكر الفلسفي ، وهذه الفكرة كانت على يد مجموعة من المثقفين والباحثين والكتاب ، وقد اختير اسم لهذا النشاط هو " حلقة الرياض الفلسفية " وبعد أشهر من التأسيس جاءت موافقة وزارة الثقافة والإعلام مما كان له أبلغ الأثر في دفع النشاط إلى الأمام وتحفيزنا لكي نقدم أكثر ، مشيرًا إلى أن الفكرة والاختيار هما بهدف إعادة التفلسف ودعم الحراك الفلسفي بوصفه جزءا مهما من منظومة الثقافة والفكر بعد أن شهدت الفلسفة إقصاء ملحوظا في العالم العربي لفترة طويلة من الزمن وهذا الغياب للفلسفة حدث مؤخرا بالرغم من أن العرب كانوا متصدرين العالم في الإنجاز العلمي والفلسفي والفكري.
وشهدت الندوة مشاركة صالح الخليفة ألقتها نيابة عنه زينب الخضيري بالحديث عن النادي التشكيلي ، وأعطت في ورقة العمل فكرة عن رسالة النادي التشكيلي نحو المجتمع ، مشيرة إلى أن التجربة العملية لذلك تتمثل في شراكة النادي الأدبية مع النادي التشكيلي خدمة للمجتمع ؛ حيث بادر النادي الأدبي منذ مدة نحو المجتمع محدثاً نقلة نوعية منذ تأسيسه ، وفتح شراكات مع جميع مجالات الثقافة ومنها الفنون البصرية.
وقالت : إن الفنون جزء لا يتجزأ من التنمية وبالتالي هي جزء لا يتجزأ من المجتمع ومنها الفنون التشكيلية ، والتي أشارت إلى أنها تعد جزء من الحضارة والتراث والبيئة والثقافة عموماً ، مؤكدة أن النادي التشكيلي من أهم رسالاته وأهدافه هي خدمة المجتمع.
عقب ذلك تحدث أمين منتدى الشباب الإبداعي عبدالرحمن الجاسر في ورقته التي تحمل عنوان " النادي وخدمة الشباب منتدى الشباب الإبداعي نموذجاً ، حيث أشار إلى مسؤولية الأندية الأدبية تجاه المجتمع وتقريب الثقافة الفصيحة للمتلقي بعيداً عن النخبوية ، مسلطا الضوء على نادي الرياض الأدبي وكيف استطاع الخروج من عزلة النمط إلى الاقتراب نحو المتلقي بجميع أطيافه وكيف استطاع النادي القيام بخدمة الشباب ورعايتهم من خلال عدد من المبادرات مثل الكتاب الأول والنادي الطلابي والمسابقات الشعرية والمبادرات التي يستضيفها النادي من خلال ما يقدمه الرواد.
وكان المحور يختص بنادي القراءة والتي كانت من نصيب الأديبة أبرار الجارد ، سلطت فيها الضوء على تجربة مجموعة لنحيا بالقراءة التابعة للنادي الأدبي حيث أشارت إلى أهمية النقاش الأدبي الجاد لاسيما في إطار الثقافة والكتاب .
وأوضحت أن فكرة المجموعة بدأت عام 2011 باجتماع مجموعه من السيدات للنقاش حول كتاب يتم الاتفاق عليه شهريا واخيار كتب للمناقشة .
أما الندوة الثانية فكانت بعنوان ( المنجز والمستقبل ) الذي بدأ فيها الدكتور محمد الربيعة بالحديث عن قيام ملتقي النقد الأدبي والبدايات وأهميته ،مشيرًا إلى مسيرة الملتقى التي انتظمت في موعدها المحدد والتي بلغت خمس دورات وقدمت 97 بحثا مُحكما منها 67 بحثا سعوديا منها 22 بحثا للسعوديات وتحقق خلال هذه المسيرة الكثير من الإيجابيات وأبرزها انتظام موعدها بشكل محدد وتحديد الإطار العام لكل دوره وشارك بها باحثون غير أكاديميين مشاركة مع الباحثين الأكاديميين .
ثم تحدث الدكتور سعد البازعي عن الاثنينية والملتقى الذي يُقيمه داخل أسوار النادي ولذي اوضح انه يميل إلى المسار المنهجي الفكري وليس الإبداعي ، لافتا النظر إلى أن هذا النشاط بدعم من النادي أدى إلى كسر الجمود الاجتماعي على الرغم من أن هذه المبادرة أتت من مبادرة ذاتية ، مضيفا أن دعم الأندية الادبية لهذا اللون من الحوار يؤدي إلى زيادة الإبداع وتطوره أكثر مما تفعل
الدورات والمحاضرات .
وقدمت الأديبة هدى الدغفق ورقة عمل بعنوان " المرأة والأندية الأدبية " وقالت : يمثل النادي الأدبي السعودي نموذجا فريدا للمؤسسة الثقافية المستدامة التي يفترض أن تفتح أبوابها وروافدها لكل فرد دون النظر إلى سنه أو نوعه أو انتماءاته المذهبية أو العرقية وهي الرسالة الفاضلة التي تبنتها المملكة من خلال مؤسساتها الفكرية.
وأشارت الأديبة هدى الدغفق إلى أن هناك مسئولات ساهمن في تعزيز الدور الأدبي الفكري للمرأة السعودية من حيث الحرص على تواجدها ومشاركتها في المناسبات الثقافية التي يقيمها النادي على مدار العام ، من خلال إشراك المبدعات والمفكرات في الأمسيات والندوات الأدبية والمسابقات الإبداعية وغيرها .
ثم تحدث الدكتور صالح المحمود عن جائزة كتاب العام مستعرضا بدايتها ونشأتها ، مشيرا إلى أن الجائزة تدعم التأليف والكتاب الإبداعي وأعادت صياغة مفهوم الجوائز دعما للمؤلف السعودي .
وأشار إلى أن الجائزة اكتسبت صفة الاستمرارية عاما بعد عام لأنها بفضل الله تأسست علي لوائح محدده ترسخ مفهومها حتى أصبحت أكثر نضجا وصارت عاكسة لأهدافها ورسالتها التي تشمل جميع فروع الثقافة ومفهومها العام .
وفي ختام الندوتين فتح باب المداخلات للحضور كما كرم المشاركون في الندوة من قبل رئيس مجلس إدارة النادي بالرياض الدكتور عبدالله الحيدري.
ومراعاة لأهمية التوثيق ونشر منجزات حلقة الرياض الفلسفية فقد طبع النادي إصدارين لأعمال الحلقة حتى الآن ، وكلا الإصدارين بعنوان (أوراق فلسفية) وهما يمثلان الأعمال التي قدمت من النادي.