المصدر -
أثنى مفتون ووزراء وقيادات إسلامية في عدد من دول العالم بالنجاح الكبير الذي حققه منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، والذي نظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتحالف الشركاء الدوليين، بمشاركة 500 شخصية دينية وثقافية واجتماعية وسياسية من مختلف الديانات من 90 دولة حول العالم، مؤكدين أن النجاح جسد دور السعودية البارز والمؤثر في نشر السلام العالمي وترسيخ الحوار والتعايش السلمي.
جاء ذلك في تصريحات لهم على هامش ختام المنتدى الذي نظمه المركز عبر المنصات الإلكترونية بالرياض، وخرج بعدد من التوصيات تُرفع لقادة قمة مجموعة العشرين التي تعقد بالرياض في شهر نوفمبر المقبل.
وفي البداية، أشاد مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، بالحضور الكبير الذي حظي به منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين بقيادة السعودية التي تعتبر محركًا أساسًا لكل بوصلة خير تسير نحو التعايش السلمي والسلام العالمي الذي تنشده المجتمعات البشرية، مقدماً التهنئة المقرونة بالدعاء الصادق لقيادة المملكة على النجاح الذي تحقق بأكبر تجمع افتراضي لقيادات دينية وسياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية من ٩٠ دولة بالعالم تحت مضلة المنتدى.
وأكد "علام" على حاجة دعاة حقوق الإنسان في العالم إلى العناية بالإنسان ومساندته بصرف النظر عن اعتبارات الجنس واللون والدين، فضلًا عن الحاجة إلى النظر بعين الاعتبار إلى المشترك الإنساني من ناحية، وإلى احترام الخصوصيات والتنوعات من ناحية أخرى، مضيفاً: "نحن في حاجة إلى أن تنشر مؤسساتنا السلام والمحبة والحوار قولًا وفعلًا بينها".
ولفت سماحة مفتي الجمهورية إلى سعى "دار الإفتاء المصرية" في الفترات السابقة بخُطى حثيثةٍ لجمع الشمل وتوطيد الأخوة ونبذ الكراهية في مجال الإفتاء؛ فأنشأت الأمانةَ العامةَ لدور وهيئات الإفتاء في العالم لنتحاورَ ونتعاونَ على البر والتقوى، ونسعى لجمع شمل المفتين على المحبة والسلام ونبذِ الكراهية محليًّا وعالميًّا.
واختتم المفتي قائلاً: "لا شك أننا في هذه المبادرات، وبالإضافة إلى النيات الطيبة من هنا وهناك، نحتاج إلى مناهج تعليمٍ مساندةٍ ومنابرَ إعلامٍ مُعِينة، وأن تتبنى العمل بنِتاج هذه المبادرات كلُّ أسرةٍ، بل يتبناها المجتمع بكل مؤسساته الحكومية والمدنية لكي تُثمر الثمرةَ المرجوة"َ.
من ناحيته، أكد المفتي العام إمام وخطيب جامع كولون الكبير بإقليم هونج كونج بجمهورية الصين الشعبية الشيخ محمد أرشد، أن نجاح أعمال منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، الذي نظمه مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بمشاركة 500 شخصية دينية وسياسية وثقافية من 90 دولة حول العالم غير مستغرب؛ لأنه أقيم بأرض التسامح والسلام التي شاع منها نور الإسلام دين المحبة والرحمة، منوهاً بالجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لتجديد مفاهيم وقيم، العيش المشترك والتنمية المستدامة والتعايش السلمي والإيجابي، بين أتباع الثقافات والأديان.
وواصل يقول: "المنتدى ناقش موضوعًا مهمًا وهو مواجهة خطاب الكراهية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للحوار"، مشيراً أنه "يجب علينا مواجهة الكراهية، وأن نشرك القيادات الدينية، وأن نستفيد من الدروس التي تعلمناها من التاريخ لضمان سيادة الازدهار والأمان حول العالم".
ونوه الشيخ "محمد أرشد" بالرسائل التي خرج بها المنتدى في تعزيز السلام العالمي ونشر ثقافة التسامح والسلام، لافتاً إلى أن كلمة المملكة التي ألقاها الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ في بدايته رسمت خارطة الطريق لأعماله، والتي تتوجت بالنجاح والتأكيد على النهج السعودي القويم لتعزيز السلام والتسامح والمحبة.
بدوره، وصف وزير الأوقاف والإرشاد بجمهورية اليمن الدكتور أحمد عطية نجاح أعمال منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، والذي ضم أكثر من 500 شخصية دينية وسياسية وثقافية من 90 دولة حول العالم، هو نجاح إضافي للمملكة التي ترعى الوسطية والاعتدال وتساهم وبقوة في تعزيز قيم التعايش والتسامح، وتعميق الروابط الإنسانية بين شعوب العالم، باعتبارها رائدة العالم الاسلامي، ودولة محورية لها مكانتها الإقليمية والدولية.
ولفت "عطية" إلى أن المسائل المعروضة في المنتدى ستنعكس على البشرية إلى حل للمسائل الجذرية التي تنخر في جسدها، وتفتت أواصر العيش المشترك، أو تلك المتعلقة بالحفاظ على البيئة باعتبارها أصل البقاء، أو ما يتعلق بالجانب الفكري الذي يرسخ مفاهيم التعايش وقبول الآخر.
ولفت الدكتور أحمد عطية إلى أن المنتدى أتى بثمار طيبة، وطرق مسائل مهمة، لها أثرها في تعزيز السلام العالمي ونشر ثقافة التسامح والسلام، منوهاً بالكلمة الضافية التي ألقاها الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ في فاتحة المنتدى لبيان نهج السعودية ورسالتها للعالم في تصدير السلام والتسامح والمحبة .
وفي السياق ذاته، قال إمام وخطيب المركز الإسلامي بدارنسي بشمال فرنسا، الشيخ نور الدين طويل، إن الله اختار الإسلام وجعله آخر الأديان السماوية، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتبليغه بالحكمة والموعظة والحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
وأضاف أن الإسلام احترم الإنسانية بكاملها دون النظر إلى لون وانتماء، مصداقًا لقول الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، مبيناً أن المملكة منذ توحيدها على يد الملك الصالح المصلح عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- أدركت مسؤوليتها نحو خدمة الإسلام والمسلمين لكونها خادمة للحرمين الشريفين، فما من جهود لدعم المسلمين إلا وللمملكة الدور البارز فيها.
وأكد الشيخ نور الدين أنه لما كانت رسالة الإسلام رحمة للعالمين، فقد فتحت قنوات الحوار مع غير المسلمين من خلال المراكز والمنتديات الفكرية لدعم التعايش السلمي بين أتباع الثقافات والأديان.
واستطرد يقول: "وفي هذا العهد الميمون الذي تعيشه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تشهد مشروعًا دينيًا ثقافيًا عظيمًا في دعم الحوار وبيان موقف الإسلام من دعم عملية السلام والأمن والاستقرار في العالم".
وأشار "الطويل" إلى أن أعمال منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين الذي نظمه مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بمشاركة ٥٠٠ شخصية دينية وسياسية وثقافية من ٩٠ دولة حول العالم جاء ليؤكد للعالم دور المملكة في خدمة العالم وتقديم صورة واقعية لإقامته في أرض مهبط الوحي ومنبع الرسالة أقدس بقعة في الأرض، ومنها انطلقت الرحمة المحمدية إلى العالم أجمع.
واختتم الشيخ نور الدين طويل تصريحه قائلاً: "اليوم في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان استطاعت السعودية أن تضرب رقمًا قياسيًا كبيرًا في دعم عملية احترام الاديان والثقافات المختلفة".
فيما خلص رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية والأئمة بجمهورية البرازيل الدكتور عبدالحميد متولي، إلى أن نجاح المملكة باستضافة أعمال منتدى القيم الدينية، هذا الحدث العالمي رسالة للعالم للدور المحوري والموقع الجغرافي الذي تحتله المملكة، والذي يتضح معه جهودها في الحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات، واصفاً المملكة بأنها "عاصمة السلام والمحبة"، ومشددًا على أهمية التعايش ونبذ الكراهية وقبول التعددية والمواطنة