المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
بندر بن سلطان" يُقلب صفحات "التاريخ" ليحكي حقائق ثابتة.. من تربّح ومن دعم القضية الفلسطينية؟
بواسطة : 06-10-2020 10:25 مساءً 12.0K
المصدر -  
وضع الأمير بندر بن سلطان، ليلة أمس، النقاط على الحروف، ووثّق محطات القضية الفلسطينية وتعرجاتها ونتائجها التي وصلت إليها بسبب انقسام الشارع الفلسطيني وتضاد المصالح، فضلاً عمن يضاربون في هذه القضية من تجار السوق السياسي؛ كالمحور التركي الإيراني القطري، وخص بحديثه السعوديين مع ما تضخه ترسانة الإعلام المعادي كالجزيرة والقنوات المسيّسة وشبكات التواصل التي أصبحت مسرحاً للحروب الإلكترونية والجيوش المُوجهة لخلق صورة نمطية وحشية عن السعوديين وقيادتهم، ومحو المواقف السعودي من ذاكرة التاريخ، وتصاعد خطاب عنصري يشيطن السعودية ويضرب مصداقيتها، وهي أشرس أنواع الاغتيال المعنوي الذي ينتهجه الخصوم لزعزعة موقف المملكة، وهذا ليس بطارئ، فهي طوال تاريخها تعرضت لأعنف الحملات وخرجت منها دون أن تتلطخ أو تخوض معارك الطين، بل أثبتت الأيام أن السياسة السعودية متوازنة ورصينة في عالمٍ مضطرب تموج به الفتن.


ومع تقارب بعض الدول مع الإسرائيليين، عادت نفس الدول لتقرع طبول حربها الكلامية وتزج بالسعودية في سيادة وخيارات دول تحكمها مصالحها وعلاقاتها الإقليمية، لتطعن بالسعودية وهي صاحبة الدعم الكبير ومن سخّرت علاقاتها لدعم الفلسطينيين، لكن هذا المسلك لا يخرج عن مسار السباق المارثوني للزعامة الإسلامية الذي يهرول لأجله الرئيس التركي ومعه يتشاطر الإيرانيون، فهذه النغمة الناشزة لها مقاصدها وأهدافها، ولعلّ عنوانها العريض تنحية السعودية عن قيادة العالم الإسلامي، وهو ذات المشروع الذي يُجمع عليه المحور "الثلاثي" آنف الذكر.

واللافت أن بعضاً من أعضاء "محور الشر" أو المحسوبين عليه، يطالبون السعودية أن تقود زمام المبادرات وهم يخونونها ويطعنون بها ويحيكون المؤامرات والدسائس وما التسجيلات الأخيرة إلا نقطة في بحر الغدر، فلا هم دعموا مقاصد المملكة لجمع الصف والوحدة، ولم يبقوا خناجرهم في غمدها ويحترموا علاقات الدول المبنية على السيادة وحرية القرار.

فجاء البارحة "داهية السياسة" بكلمة الفصل، وقلّب صفحات التاريخ، وبيّن مواقف السعودية تجاه فلسطين ومن المتربح ومن الصادق ومن ردد هتافاته تأييداً لصدام ومن عانقه بعد غزو الكويت، وهي ملفات مؤلمة ومراحل مر بها الخليج وإن كانت لا ترقّ للبعض، لكنه لا بد من تدوينها والوقوف على أطلالها.

"محلحل العقد" سبر أغوار السياسة، وحاور أصحاب الرأي، واستمع من الشهود وتفحّص الدلائل، فنحن أمام "التاريخ" نفسه الذي عاد ليسرد حقائق ثابتة مثل فلق الصبح لا تقبل المنازعة، مواقف طويلة تملأ صفحات الكتب لا يمكن عدّها، من عهد الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- حتى الملك سلمان وولي عهده، حفظهما الله.

فلا يمكن بعد هذا تحميل السعودية أوزار الغير، ولا قبول المزايدات من القيادات الفلسطينية، ولا استساغة مفردات الطعن والبيع والتعريض، أو التلميح بشعوب الخليج ووصمهم بالأمية والجهل وهم من حوّلوا هذه الصحاري المجدبة إلى نهضة عمرانية وتعليمية وطبية، وإن كان للنفط دور في ذلك فهم من أحسنوا استثماره وغيرهم أهدر موارد بلاده وبددها فأصبحت أثراً بعد عين.