بواسطة :
06-02-2014 10:06 مساءً
11.9K
المصدر -
المدينة المنورة :واس:
تواصلت في محافظة ينبع اليوم الجلسات العلمية*للندوة الثقافية "*ينبع عبر التاريخ " التي ينظمها كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز*لدراسة تاريخ المدينة المنورة بالجامعة الإسلامية , وافتتحها*صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز*أمير منطقة المدينة المنورة يوم أمس .
وطرحت خلال الجلسة الصباحية التي رأسها معالي مدير*جامعة طيبة الدكتور عدنان المزروع عدة دراسات من بينها بحث*حول ينبع في عيون الرحالة المغاربة في القرن الثاني عشر الهجري , وأوضح معده*الدكتور سامح إبراهيم عبدالفتاح*أن من المصادر غير التقليدية التي عني أصحابها بتسجيل المشاهدات والأحداث الخاصة ببلاد الحرمين الشريفين في القرن الثاني عشر الهجري ـ الثامن عشر الميلادي ، الرحلات التي دونها الحجاج المغاربة من العلماء والأدباء وهم يمثلون النخبة المثقفة في بلادهم ، فأثروا المكتبة العربية برحلاتهم التي امتازت باشتمالها على وصف للحياة بكل صورها ، ورصدٍ لكل ما شاهدته أعينهم، مركزين , على بيان أثرها على النشاط البشري أثناء السير في الطريق وأثناء تأدية مناسك الحج.
وتناولت الأستاذة المساعدة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة فاطمة العواد*في دراسة رحلة*إبراهيم رفعت باشا للحج عام 1320هـ \1903م ونتائجها من خلال كتاب مرآة الحرمين والرحلات الحجازية والحج ومشاعره الدينية.
وتحدث سليمان محمد العطني في دراسة عن شح المياه في ينبع خلال العهد العثماني , فيما تطرق الباحث*بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الطائف ناصر محمد الشريف عن*النشاط الاقتصادي بينبع في العصر العثماني.
كما قدم الدكتور عطا أبو رية من جامعة الطائف ورقة عمل بعنوان ( النشاط الاقتصادي في ينبع خلال العصر المملوكي ) مستعرضاً أهمية الموانئ الحجازية التي ازدهرت منذ بداية القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي، إذ حلّت محل ميناء الجار وأصبحت ميناء المدينة المنورة ، كما تمثل الميناء الثاني من حيث الأهمية في الحجاز بعد ميناء جدة, فكانت ترسو السفن التجارية الهندية وغيرها.
وناقشت الجلسة الثانية التي ترأسها معالي أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري , محور ( ينبع في العصر المملوكي ) , حيث تحدث في بدايتها الدكتور سهيل صابان من قسم التاريخ في جامعة الملك سعود, عن ( ينبع في الوثائق العثمانية ), وخصوصاً في حملات والي مصر محمد علي باشا في أوائل القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي، وعمليات تنزيل العساكر المساقين من مصر في تلك الحملات ، واتخاذ ينبع مركزاً لانطلاق تلك الحملات إلى المدينة المنورة والمناطق المجاورة لها من جهة ، وتوفير الطريق الآمن لنقل البضائع والقوافل منه إلى المدينة المنورة من جهة ثانية, ولاسيما أن ذلك الطريق قد شهد العديد من أعمال القطع والنهب في مختلف التواريخ, كما عمدت الحكومة العثمانية إلى إعادة النظر في المخصصات المالية التي خصصتها للقبائل القاطنة في هذا الطريق, بغية توفير سلامة تلك القوافل العابرة ما بين ينبع والمدينة المنورة وغيرها.
فيما استعرض الباحث عدنان عيسى العمري أبرز ما وصفت به ينبع عبر التاريخ من خلال كتب الرحالة, وأشار في ورقة عمل قدمها حول ( النشاط الاقتصادي بينبع في العصر العثماني ) إلى الدور الاقتصادي لينبع في منطقة المدينة المنورة وكونها ممراً تجارياً, وميناءً بحرياً يمر عبره الحجاج في طريقهم إلى مكة المكرمة , كما أورد صوراً لسوق ينبع في العصر العثماني وهو يعج بالزوار ويشهد حركة كبيرة للبيع والشراء مع توافد الزوار في موسم الحج وما يشهده السوق من توافد أهل البوادي والقرى القريبة من ينبع التي يجلبون إليها المواشي والفواكه والخضار لبيعها في السوق.
ثم تحدثت الدكتورة آمال رمضان عبدالحميد حول ( ينبع في كتب الرحالة ) وما نقلوه عنها من مشاهدات في كتاباتهم ، فغدت رحلاتهم مصدراً من مصادر تاريخ ينبع، وسجلاً علمياً لتراث هذه المدينة العريقة.
وحول ( الاضطرابات السياسية واختلال الأمن وتأثيرهما على الحياة العامة في ينبع في القرنين الثاني والثالث عشر الهجري ), تحدثت الدكتورة مها اليزيدي عن تأثر ينبع بالعديد من الأحداث السياسية, وما كانت تشهده مدينة ينبع من تقلبات بين ازدهار واضمحلال على المستوى الاقتصادي والحضاري والحياة العامة, وبخاصة في أواخر حكم الدولة العثمانية.
وتستكمل غداً فعاليات الندوة بعقد جلستين, تشهد عدة أوراق عمل يتناول في ثناياها الباحثون عدة موضوعات من بينها ( ينبع في عيون الرحالة المغاربة), و( ينبع من خلال رحلة اللواء إبراهيم رفعت باشا ), ( شح المياه في ينبع البحر والإجراءات العثمانية حيال ذلك مطلع القرن الرابع عشر الهجري ), و( النشاط الاقتصادي في ينبع في العهد العثماني ), و( ينبع من خلال الوثائق الفرنسية ), و( ينبع في ذاكرة حمد الجاسر ), و( التقدم الحضاري لينبع في عهد الملك خالد ), و( ينبع تحت حكم الدولة السعودية الأولى ).