المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 13 نوفمبر 2024

خلال جلسته الأسبوعية

محمد العتيق
بواسطة : محمد العتيق 29-09-2020 12:03 مساءً 5.3K
المصدر -  






أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، على أن اليوم الوطني التسعين للمملكة يذكرنا في أمجاد التاريخ وبما قامت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود عام 1157هـ حتى هذا العهد الزاخر بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ , مشيراً على أن هذه الدولة تأسست على عقيدة التوحيد الصافية وحفظ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , وكثير من أبنائها لا يعلم على أن أئمة الدولة السعودية الأولى والثانية , هم جزء لا يتجزأ من هذه الدولة المباركة.



وقال سموه : من المهم أن نستذكر التاريخ وندعوا لمن قاموا وأسسوا هذه البلاد وجاهدوا فيها حتى وصلنا لما وصلنا إليه , كونهم شقوا فيها وتعبوا وواجهوا خوفاً وجوعاً لا حدود له , وعلينا أن نواصل سرد تاريخ هذه البلاد على أبناء هذا الوطن وأن نغرس الولاء والمحبة والإخلاص فيهم وأن نعطيهم كل الثقة بمعرفة تفاصيل تاريخ هذا الوطن كون آبائهم وأجدادهم شاركوا في تأسيس هذا الوطن المعطاء.



وأشاد سمو أمير منطقة القصيم بما رآه من جهود مباركة في هذه الليلة الوطنية الاستثنائية والتي لامست التاريخ من كافة جوانبه وما صاحبها من سرد تاريخي من الدكتور خليفة المسعود وجهود إدارة التعليم بالمنطقة وكافة فريق العمل , مبيناً على أن أبناء هذا الشعب الأصيل الكريم ساهموا في بناء هذا الوطن بكل عزة وفخر , وهم يدركون على أنها بلاد التوحيد بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ ويزدادون يوماً بعد يوم محبة وإخلاصاً لهذا الوطن , مقدماً شكره للدكتور خليفة المسعود , ولتعليم المنطقة ولكافة فريق العمل على هذه الجهود المباركة في هذه الليلة , سائلاً المولى عز وجل التوفيق والسداد.



جاء ذلك في كلمة سموه خلال جلسته الأسبوعية مع المواطنين اليوم بقصر التوحيد بمدينة بريدة , بحضور أصحاب المعالي والفضيلة ووكلاء الإمارة ومسؤولي القطاعات الحكومية والأمنية , والتي كانت بعنوان "أمجاد الوطن عبر التاريخ" قدمها الدكتور خليفة بن عبدالرحمن المسعود الأستاذ في التاريخ السياسي في جامعة القصيم , تناول في مستهلها على أن عام 1157هـ ـ 1744م لم يكن مجرد رقم في تاريخ شبه الجزيرة العربية بل كان موعداً لظهور أول كيان سياسي موحد منذ العصر الإسلامي الأول والمتمثلة بالدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية.



وأشار الدكتور المسعود على أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ بعد خروجه من العيينة مهدداً بالقتل بسبب إزالته للمنكرات وتغييرها اختار الله سبحانه له الدرعية لتكون محطته القادمة , وكان يردد في الطريق "سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر" و "من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" وكانت له تلك الكلمات باب واسعاً دخل من خلالها الدرعية وبايع الشيخ محمد بن سعود وانطلقت مسيرة 61 عاماً من سنوات الكفاح لنشر الدعوة وحماية الدين والأنفس ولم الشتات وتوحيد مناطق الدولة السعودية الأولى.



وأوضح الدكتور خليفه المسعود على أن الدولة السعودية لم يتوقف اشراق فجرها وعادت من جديد تتصدى للحملات الجائرة عام 1240هـ بقيادة الامام تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود والتي استمر من خلالها العدو محارباً حتى اكتسبت البلاد حكاماً وشعباً مناعة ضد التهديد والترهيب , ونجج بعد ذلك الفارس المغوار والسياسي البارع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن عام 1319هـ بإعادة الدولة بشكل أكبر وأقوى حتى دانت له الأرض بفضل الله ثم بدعم الرجال المخلصين , ووحد ـ طيب الله ثراه ـ ملايين الكيلومترات المربعة وملايين النفوس البشرية وإمامة المسلمين قاطبة في الحرمين الشريفين.



وأكد الدكتور المسعود على أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ رحمه الله ـ تمكن من فرض واقعاً جديداً في الكيانات السياسية للمنطقة وطلبت العديد من الدول بعد ما كانت ترفض الاعتراف به والتعامل معه وسار بالسفينة بسلام وسط أمواج متلاطمة وتمكن بالتماشي مع متطلبات روح العصر وتطورات التقنية وتحويل البلاد إلى جوهرة نفيسة وسط تلال الرمال , مبيناً على أن الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ اتخذ خطوة تاريخية مفصلية بتثبيت نظام توارث الحكم في الاسرة يطمئن من خلاله على انه ترك نظاماً سياسياً واضحاً ومؤهلاً للبقاء والنماء والتطور , وتسلم الراية من بعده أبناؤه الملوك الميامين سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ـ رحمهم الله ـ وآتى عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ والذي واصل من خلاله المنجزات التنموية بعد أن تجاوزت المملكة دولاً وامبراطوريات تاريخها يصل لقرون من السنوات , ولتصبح ضمن مجموعة أقوى عشرين دولة اقتصادية في العالم ومن أسرعها نمواً عبر التاريخ.



وأكد المسعود على أن الدولة السعودية بمراحلها الثلاث تعاقب عليها 16 حاكماً , أربعة منهم للدولة السعودية وخمسة للثانية , وسبعة حكام للدولة السعودية الحديثة , نذروا أنفسهم جميعاً للدفاع عن التوحيد والعقيدة , ورسم من خلال منهجيتهم ذلك اليوم في العاصمة الدرعية قبل 300 عاماً والذي كان شعاره كلمة التوحيد وجوهرة توحيد العقيدة والقلوب والإيمان بالله وإنكار للذات وتضحية بالنفس والنفيس.



وتطرق المسعود على أن تلك المنجزات لم تكن بلا ثمن بل كانت حصيلة أكثر من 50 شهيداً من الأسرة الحاكمة وكثيراً من المخلصين لهذه الأسرة من أبناء الوطن ممن تعرضوا للقتل والتنكيل من أعداء الوحدة والتوحيد , وكان الثمن عمراً طويلاً من الجهد والكفاح بلغت 113 عاماً منها 61 عاماً في الدولة السعودية الأولى و19 عاماً في الدولة السعودية الثانية و33 عاماً في الدولة الحديثة "المملكة العربية السعودية".



واختتم المسعود على أن المؤرخ النمساوي فون دايزل قال : إذا عرفنا أن ابن سعود نجح في تأليف امبراطورية تفوق مساحتها مجموع مساحات ألمانيا وفرنسا وإيطالياً معاً بعد أن كان زعيماً لا يقود سوى عدد من الرجال لاسترداد الرياض عاصمة أجداده لم يدخلكم الشك في أن هذا الرجل يحق له أن يسمى نابغة, مقدماً شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على هذه الليلة التاريخية المباركة.



عقب ذلك قدم عدداً من اللوحات الوطنية من تنفيذ طلاب وطالبات إدارة تعليم منطقة القصيم , تطرق من خلالها لتأسيس الدولة السعودية الأولى والثانية والحديثة , وما صاحبها من أحداث وقصص ومعارك وشهداء بذلوا أنفسهم لبناء هذا الوطن ونمائه.