المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
كلمة معالي أمين العاصمة المقدسة المهندس محمد بن عبدالله القويحص في ذكرى اليوم الوطني ال90
عبدالرحمن بيمه
بواسطة : عبدالرحمن بيمه 23-09-2020 06:20 مساءً 9.1K
المصدر -  
ذكرى وطنية غالية تأتي هذا العام وبلادنا تسير بخطى ثابتة ورؤية واضحة وخطط طموحة نحو مستقبل مشرق بكل جدارة وإستحقاق، وترسم معالم النهضة التنموية الشاملة، ليعُم الخير والرخاء جميع ربوع وطننا الغالي.
إنها ذكرى اليوم الوطني التسعون للمملكة العربية السعودية، فعندما ندرك أهمية الإحتفال بهذا اليوم المجيد، فإننا نستشعر جسامة الأحداث التي توالت على هذه الأرض الطاهرة ومدى الأخطار التي تعرض لها رجالها الأفذاذ بقيادة صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله وطيب ثراه، فأرتفعت على إثرها راية التوحيد معلنةً بزوغ فجرٍ جديد، تحت لواءِ ( لا اله الا الله محمد ٌ رسول الله ) ويحق لنا في هذ المناسبة الغالية أن نسجل فخرنا واعتزازنا بهذه الملحمة البطولية التي قادها المؤسس، والتي جعلت من هذا البلد مفخرة لكل أبنائه وإعتزازاً لكل من عاش على ثراه، اللذين أستطاعوا ان يواصلوا هذا النهج القويم ويكملوا هذه المسيرة الخيرة التي تمثلت في مراحل ثرية وحافلة بالإنجازات وترسيخ أسس التطور في البلاد وبناء قاعدة إقتصادية وطنية صلبة وضعتها في مصاف القوى الإقتصادية المنتجة والمصدرة إضافة إلى تمكين الإنسان السعودي من اللحاق بركب التطور في العالم بفضل ما تحقق في المملكة من نهضة شاملة ساهمت في تفعيل دور المملكة في المجموعة الدولية وتبوئها المكانة المرموقة بينها، وتعزيز الدور المؤثر للمملكة عالمياً كواحدة من أكبر اقتصاديات العالم، وضمن مجموعة العشرين G20 التي تضم أقوى 20 دولة إقتصادياً في العالم، مما يٌعد إعترافاً دولياً بأهمية المملكة الإقتصادية الكبرى ومكانتها البارزة، ودورها الفاعل في رسم سياسة الإقتصاد العالمي.
*
وما يؤكد ذلك الرؤية الطموحة التي رسمها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد - حفظه الله - والتي ستنقلنا بحول الله إلى مستقبل أكثر إشراقاً ورُقياً، ومرحلة جديدة في مسيرة البناء والنماء، من خلال برنامج التحول الوطني ورؤية 2030 الطموحة، لتنفيذ العديد من المشاريع التنموية والسياسات المهمة وبرامج الرؤية السديدة التي تتمحور حول الإنسان وبنائه وتشييد مستقبل زاهر له وللأجيال القادمة ومواكبة التطورات والمتغيرات العالمية والإرتقاء بقدرات المواطن وتنمية مهاراته وتدريبه وتأهيله ليشارك بمسيرة البناء والعطاء في مشروعات التنمية المستدامة، وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز كفاءة الإنفاق، كل ذلك كان نتاجاً لرؤية مُحكمة وثاقبة، وضعها أميرنا الشاب سمو ولي العهد، بفكرٍ نير وأفعالٍ تسبق الأقوال، ولتضع الوطن وأبناءه في مكانتهما المستحقة من الريادة العالمية.

وقد حظيت منطقة مكة المكرمة بإهتمام بالغ ورعاية كريمة من قبل حكومتنا الرشيدة وذلك من خلال تنفيذ العديد من المشاريع التنموية منها مشروع مدينة الفيصلية في منطقة مكة المكرمة الذي يحتوي على منطقة سكنية وإدارية متكاملة الخدمات ومنطقة دبلوماسية ومجمع أكاديمي وحضري ومركز لإستقبال الحجاج ومنطقة لوجستية ومنطقة حرة، ويحتوي المشروع على قطار سريع يربط المنطقة بالمدن المجاورة ومطار جوي وميناء بحري وواجهة بحرية سيتم الإستفادة منها في مشاريع السياحة والترفيه ومحطات متطورة لتوليد الطاقة الشمسية وستكون المدينة من المدن العصرية فهي نقلة تنموية شاملة.
*
كما حظيت المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة بنصيب وافر من مشاريع التنمية والتطوير إنطلاقاً من إهتمام وعناية القيادة الرشيدة بكل ما يخدم الاسلام والمسلمين وضيوف الرحمن، حيث تم إنشاء شركتي " رؤى الحرم " و"رؤى المدينة" التي تهدف إلى التطوير والمساهمة في رفع الطاقة الإستيعابية، فمكة المكرمة شهدت عدداً من المشاريع الضخمة وبصورة قل أن تجد نظيرها حتى غدت تُضاهي أكبر مدن العالم تطوراً وإزدهاراً وفي أزمنة قياسية، وهناك العديد من المشاريع الحيوية التي نُفذت وتنفذ حالياً في مكة المكرمة، منها مشروع توسعة المسجد الحرام الذي يُعد الأكبر في تاريخه على مر العصور، بالإضافة إلى المشاريع التي نفذتها وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانة العاصمة المقدسة، ومنها مشروع طريق علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – (الدائري الرابع) الذي يُعد معلماً من المعالم الحضارية، ومشاريع التطوير العمراني العملاقة مثل مشاريع تطوير الجبال، كجبل عمر وجبل خندمه وجبل الكعبة وطريق الملك عبدالعزيز الموازي ومشروع قطار الحرمين السريع ومشروع تطوير ومعالجة الأحياء العشوائية، ومشاريع شبكة الأنفاق التي تربط أحياء مكة المكرمة ببعضها حيث تضم مكة المكرمة أكثر من 60 نفقاً صممت وفق أعلى المعايير الفنية والهندسية، وكذلك مشروع النقل العام بالقطارات والحافلات ومواقف السيارات الذكية الذي يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط و يعتبر من مشاريع تحويل مدينة مكة المكرمة إلى مدينة ذكية، ومشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول التي تعد فيها مكة المكرمة سباقة في هذا المجال، حيث بلغت تكاليف مشاريع السيول ما يقارب مليار ومئتي
مليون ريال تم من خلالها إنجاز حوالي 250 كيلو متر طولي من شبكات التصريف الممتدة تحت الأرض لتغطي كافة الأحياء والمناطق السكنية وتساهم في الحد من مخاطر وأضرار السيول.
*
وهذه المشاريع وغيرها من المشاريع التطويريه الكبرى من المؤكد انها ستشكل نقلة تنموية وحضارية كبيرة وستجعل من مكة المكرمة مدينة حضارية مميزة تحتفي بزائريها، إضافة إلى العديد من المشاريع الكبرى التي ستشهدها العاصمة المقدسة خلال الفترة القادمة بإذن الله والتي ستساهم بشكل كبير في الوصول بها إلى مصاف المدن العالمية.
*
وفي هذه الذكرى الغالية والمناسبة المجيدة تعجز المشاعر عن الوصف والقلم عن التعبير والفكر عن الإحاطة والإلمام بكل المعاني النبيلة والقيم السامية والمواقف البطولية والجهود الإنسانية التي تضافرت في سبيل بناء هذا الكيان الوطني الشامخ في سماء المجد والسؤدد بعد أن أكسبته قيادته الرشيدة إحترام العالم أجمع بما تتحلى به من الحكمة وبٌعد النظر وسعيها نحو خير وسعادة المسلمين في كل بقاع الأرض، وبما يملأ نفوسنا فخراً واعتزازاً عندما نرى راية التوحيد تخفق في سماء الوطن.
*
فنسأل الله تعالى أن يديم التوفيق لقيادة هذه البلاد لتفخر بمنجزاتها وأمنها ووحدتها وسيادتها، ونسأله جلت قدرته أن يرحم باني هذا المجد ومؤسس هذا الكيان رحمة واسعة وأن يجزل له الأجر والثواب، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله - وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع - حفظه الله - ذخراً للوطن، وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان والرخاء والإستقرار، إنه سميع مجيب.
*
*
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين