المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 23 ديسمبر 2024
شائع عداوي -سفير غرب
بواسطة : شائع عداوي -سفير غرب 20-09-2020 11:07 مساءً 17.6K
المصدر -  ‏انتقلت إلى رحمة الله تعالى العمة ليلي المشهورة بأم محمد أشهر طاهية وبائعة اللحوح في صبيا بعد معاناة طويله مع المرض. ‬

والعمة أم محمد وصلت شهرتها وشعبيتها على مستوى منطقة جازان لتميزها في اعداد اللحوح.

رحلة كفاح امتدت لأكثر من نصف قرن
تجبر المستهلك وعشاق اللحوح لارتياد محلاتها في منزلها باحد احياء صبيا المعدة بأيدي نساء ، فضلن كسب قوتهن بعملهن، وأكتسبن شهرة واسعة من خلال طهي اللحوح بطرق تقليدية تعتمد على الحطب وزيت السمسم، إضافة إلى تحضير التنور «الميفاء" وأم محمد أحياناً تتخذ من سوق صبيا مكاناً للبيع وكانت "غرب" قد التقتها العام الماضي وفي حوار شيق وجاء فيه
*«راحوا الطيبين» بهذه العبارة استهلت أم محمد بائعة «اللحوح» وهي رقائق الذرة المعدة على موقد كـ«القطائف»، حديثها لـغرب» عن الفرق بين الحياة الاجتماعية حاليا وفي السابق، مشيرة إلى أنها امتهنت بيع اللحوح في سوق صبيا قبل 50 عاما حيث يوجد مواقد في منزلها في احد احياء صبيا وتقوم بالطهي والبيع في منزلها والزبائن يأتون اليها من مختلف مدن وقرى المخافظة وحتى المنطقة واحيانا تبيع في سوق صبيا وتروى قصتها ، بعد أن طلبت منها والدتها رحمهاالله المساعدة، حين تقدم بها السن ولم تعد قادرة على طحن الحب وتخميره ومن ثم خبزه على الموقد واستقبال الزبائن.
ولدت أم محمد وترعرعت في احد احياء صبيا، موضحة أن الحياة فيها كانت بسيطة جدا، والقلوب تملأها الحب والطيبة، وليس كما هو الوضع حاليا على -حد قولها- طغت الماديات على كل شيء، وراح زمن الطيبين.
وذكرت أم محمد التي لم تتعلم القراءة والكتابة أنها تركت مهنتها الأصلية في بيع الفل والياسمين ومساعدة والدتها، في بيع اللحوح، موضحة أنها كانت تشتري الفل والورد من العاملين والمزارع التي كانت تنتشر في محافظة صبيا، حيت تكثر فيها بساتين الفل والأزهار والفواكهوالخضار .
وأشارت إلى أنها كانت تشتري الفل «الردايم» منهم الحبة بنصف ريال، وتبيعها بريال، وتكسب منه ما يسد حاجة عائلتي، مبينة أنه حين تقدم العمر بوالدتها طلبت منها التوقف عن بيع الفل الذي أمضت فيه سبع سنوات ومساعدتها في بيع اللحوح.
وأوضحت أنها تزوجت وأنجبت ثلاثة أولاد، توفي واحد منهم، ولم تترك بيع «اللحوح» بعد أن توفيت والدتها لأن لا دخل غيره، وما زاد من تمسكها بهذه المهنة وفاة زوجها، ولم يكن أمامها سوى الاستمرار في بيع رقائق الذرة، ومنه كسبت قوت أسرتها وربت أبناءها حتى أصبح كلاً منهم يعمل وتزوجوا وأصبح لديهم أطفال.واضافت يساعدها في طهي واعداد اللحوح أخواتها وقريبتها
وألمحت إلى أن أبناءها حاولوا إقناعها بترك بيع اللحوح، إلا أنها رفضت وردت عليهم قائلة: «الدنيا ليس لها غطى ولا ستر، وأفضل العمل بعرق جبيني، لأنني لم أعتد منذ طفولتي على الجلوس في البيت»، مؤكدة أن الأمر أصبح كفاحا وليس كسب مال.
وقالت: «على الرغم من أني لا أكسب أكثر من 100ريال
يوميا، وهي لا تكفي لمواجهة غلاء المعيشية إلا أني قانعة بها أرها أفضل من الاعتماد على الآخرين»، مؤكدة أنها لن تترك هذه المهنة وفاء لوالدتها
أكثر من خمسة عقود قضتها أم محمد أمام موقدها "التنور" بصبيا الذي اتسع مساحة واسعة في قلوب أهالي صبيا لاسيما محبي الاكل الشعبي "اللحوح".

وفي الثالث من شهر صفر الحالي من عامنا 1442شهد السطر الاخير في قصة العشق التي ربطت ام محمد رحمها الله وموقدها الذي نادرا ماغابت عنه رغم مرضها وكبر سنها لاسيما في الأعوام الأخيرة.

رحم الله أم محمد التي اعتادت فتح محلها وموقدها في فناء منزلها باكرا قبل صلاه الفجر حتى صلاة العصر