المصدر -
في حوار أجراه يوسف بن ناجي لصحيفة "غرب" عن "الملابس و الأزياء في مصر القديمة" بالقاهرة مع المهندس استشاري في ترميم الآثار والمقتنيات الفنية م. فاروق شرف
قال فيه:
قال فيه:
في مصر القديمة كانت الملابس تصنع من الكتان في اغلب العصور , وعثر علي الحرير في بعض المقابر ولكن الملابس الحريرية لم يشيع استخدامها في مصر القديمة , ولبس الكهنة فقط الملابس الجلدية التي كانت تصنع من جلد النمور , وارتدته الكهنة في الطقوس الدينية.
صناعة الملابس:
وكانت صناعة الملابس في مصر القديمة هي مهمة نسائية في المنازل وتشبه قصة الاسر المنتجة في عصرنا الحالي , ولكن كانت هناك ايضا ورش لصناعة الملابس أدارها النبلاء , وكانت اهم مادة واكثرها شيوعا في مصر القديمة في صناعة الملابس هي الكتان الذي يصنع من التيل , وارتدي الملوك المصريون اجود الكتان , وارتدت الطبقات الفقيرة اردئ انواع الكتان والذي كان خشن الصناعة , والكتان الجيد او الملابس المصنوعة من الكتان الجيد كانت تقدم كهبات ملكية من الملوك الي الافراد او الفقراء.
وفيما بعد قام الرجال والنساء بالمشاركة في صناعة الكتان , ويقوم الرجال بحصد نبات التيل وضربه وتمشيطه كي يحصلون في النهاية علي الالياف , وتعطي هذه الالياف الي السيدات كي يغزلونها الي خيوط , ثم تقوم النساء بوضع الالياف في مغزل , واستخدم في البداية المغزل الافقي , وهو عبارة عن اوتاد مدقوقة في الارض , ولذا فان النساء كن يجسمن علي الارض وهن يغزلن الكتان , ولكن في عصر الدولة الحديثة اصبح المغزل رأسي وكان مناسبا مع الرجال وقام الرجال بغزل الالياف في ورش صناعة الملابس.
ويتم بعد ذلك قطع الاردية باستخدام سكين , وكانت السكين في البداية عبارة عن شفرة من الحجر والظران التي كانت حوافه حادة ثم من البرونز ثم من الحديد , ولم يعرف المصري المقص الا في العصور المتأخرة , واستدخمت الابرة في تحييك الملابس , وكانت الابرة تصنع من الخشب والعظم والمعادن.
انواع الملابس:
يقول هيرودوت في الفقرة 81 من مجلده الثاني عن ان المصريين ( ارتدوا اردية مصنوعة من الكتان بشراسيب عند منطقة الساقين وتسمي الروب , وفوقها كان يوجد عباءات صوفية بيضاء واسعة) , وعثر في مقبرة توت عنخ امون علي علي انواع كثيرة من الملابس , ومنها اردية طويلة , وقمصان , ونقبات قصيرة , ووشاح , وشرابات قصيرة , واغطية رأس , وطواقي , وقفازات , وملابس داخلية عبارة عن قطع مثلثة.
كانت الملابس عامة عبارة عن قطعة مستطيلة تلف حول الجسم , وتحكم بواسطة حزام , ويتم تهذيب طرف الرداء حتي لا يهترئ , وظهر في عصر الدولة الحديثة الاكمام والحمالات التي تخيط مع الرداء , وكان الرجال يرتدون مئزر او نقبة قصيرة تغطي العورة , واحيانا يرتدون ما يشبه الجلابية , وارتدت النساء عموما فستان ذو شراشيب , وظهر الاطفال عرايا , ولكنهم بالطبع ارتدوا ملابس في فصل الشتاء.
في مناظر المقابر كانت الخادمات يرتدين سراويل صغيرة وقطع حلي , ولا نعرف اذا كن يرتدين ذلك في الحياة ام لا !! , وارتدت العاملات نوع من الروب القصير , وحتي الالهة كانت لهم ملابسهم , وكان احد مهام الكاهن الاكبر هو الدخول الي قدس الاقداس لتغيير ملابس الاله , وفي متحف اللوفر بباريس يعرض تمثال نس حور رئيس قلعة اليفانتين في القرن السابع ق م , ويذكر علي التمثال انه عين في خدمة الاله خنوم في معبده نساجون وغاسلي ملابس.
خطوط الموضة:
وعلي مر العصور المصرية القديمة تنوعت الملابس بسبب ثلاث اسباب وهي خطوط الموضة والطبقة الاجتماعية والثروة , وكان الزي محبوكا حول الجسم وممسوك بحزام , ولونه ابيض , ولم يعرف المصريون الملابس المصبوغة ولا الملونة وانما كان يرتدي ذلك الاجانب.
وعرف قدماء المصريون نظام الكسر (الثنيات ) في الملابس منذ عصر الدولة القديمة , وكانت الملابس في مناظر الدولة القديمة يظهر بها كسر افقية , وهناك قطعة ملابس من الدولة الوسطي كان بها ثلاث انواع من الكسر : جزء فيه كسر تتباعد عن بعضها سنتيمترات , وجزء به كسر ضيقة , وجزء بنظام الشيفرون , وظهرت الكسر الطولية في عصر الدولة الحديثة , وكانت الثنيات في هذا العصر معقدة , اي واحدة افقية والثانية رأسية وهكذا , واختلف طول النقبة القصيرة الخاصة بالرجال , فهي كانت قصيرة في الدولة القديم , ثم وصل طولها الي بطن الساق في الدولة الوسطي , وكان ملحقا بها قميص بلا اكتاف او روب طويل.
وغطي الروب الذي كن يرتدينه السيدات كتف , وفي احيان اخري كتفين , وفي احيان ثالثة يرتدي مع حمالة الكتف , والجزء العلوي من ملابس النساء كان يصل الي منطقة اسفل الصدر او الي اعلي الرقبة بينما الجزء الاسفل يكون محتشما ويلمس سمانة الرجل او رسغ القدمين , وبعض ملابس النساء كانت له اكمام والبعض الاخر بلا اكمام , ويتناسب مع الجسم فيكون محبوكا او فضفاضا وواسعا جدا , ويرتدين مع الملابس حزام يمسك طيات الملابس , واحيانا كانت ملابس النساء تزخرف بالخرز خاصة المنطقة التي تغطي الصدر
وأن النقبة الكتانية استمرت في أزياء المصري القديم من الأسرة الأولى حتى الرابعة وارتداها كبار رجال الدولة والنبلاء، ثم تحولت إلى زيًا للكتبه والفلاحين والخدم، واعتاد الرجال الذين يذهبون للصيد على تثبيت ذيل ذئب، وهو علامة إله الحرب "وب واوت"، في خلف النقبة التي يرتدونها، وبعد فترة انقرضت تلك العادة لديهم، ولم تبقى سوى عند الملوك.
واعتمد عظماء الدولة القديمة رداءً مخصصًا للاحتفالات، وكان عبارة نقبة أنيقة ضيقة وقصرة وجزءها الأمامي مُستدير، وكان الحزام الذي يبرز من تحته طرف "النقبة" الرفيع مشدودًا لأعلى وبه مشبك مكتوب عليه اسم صاحبها في الكثير من الأحيان، وفي أحيان أُخرى يزخرف بقطعة من القماش الذهبي.
وطرأت على الملابس الكثير من التغيرات حيث اتبع المصريين القدماء موضات جديدة في ملابسهم، فأخذت النقبة القصيرة تتوارى شيئًا فشيئًا في الأعياد الرسمية إلى أن أصبحت عبارة عن قطعة من القماش تُلف حول الخصر، ولفتت عناية إلى ظهور النقبة الداخلية وتنوعت أشكالها بعضها اتخذ شكلًا قصيرًا من الأمام في بعض الأحيان وتغطي الساق من الخلف أما أن تُلف حول الخصر أكثر من مرة، فيما بقي الجزء العلوي منها ثابتًا، ولم يطرأ عليه تغيرات في عصر الأسرة الـ19 حيثُ أصبح أكثر اتساعًا، بينما استمر المعطف موجودًا وارتداه الملوك في الأعياد والمناسبات وكان يُغطي الظهر ويُربط على الصدر.
وخصص المصري القديم ملابسًا لكل طبقة اجتماعية، فكان للملوك زيهم الخاص بهم، كما هو الحال مع القضاة والوزراء والجنود، والكهنة، فضلًا عن الزي الخاص بعامة الشعب.
اعتاد الملوك على ارتداء زيًا مخصصًا للاحتفالات تكون من قميص قصير و"نقبة" ملكية ذات ديل ذئب، وكان الزي الملكي من أثمن وأقيم الأزياء، وزُين بالخيوط الملونة ومُطرز، واكتشف الباحثون عن نسيج من الكتان مكسو بما يُشبه الوبر ولم يتوصلوا إلى الهدف منه.
زي القضاة والوزراء الذين مثلوا أعلى موظفي الدولة، وكان زيهم عبارة عن ثوبًا ضيقًا محبوكًا ينحدر من أعلى صدورهم إلى القدمين، ويحمله شريط يثبت من الخلف عند الرقبة.
وخصص المصري القديم زيًا لضباط وجنود الجيش الشرطة، والذي اختلف باختلاف الرتب والمهام، فعلى سبيل المثال كان الرماة بالجيش يرتدون نقبة قصيرة حثمراء اللون مُزخرفة بنقوش خضراء ، واعتادوا ارتداء أشرطة أو قلائد بيضاء اللون لشعورهم تُلف على الرأس، تعبيرًا عن الحيوية والقوة.
وأن زي الكهنة عبارة عن رداء طويل مصنوع من جلد الفهد
أو الكتان يلفه حول جسده ويُعلق الجزء العلوي أعلى الكتف.
ولفت المؤرخ اليوناني هيرودوت أن الكهنة كانوا يرتدون زيًا مصنوعًا من الكتان ويحرصون دائمًا على غسيله وتنظيفه، حيث كان مُحرمًا عليهم ارتداء الجلود، واقتصر "الوشاح" على الكاهن المُرتل، وكان يُحدد وظائفه.
وكان لكبار الكهنة والكهنة المُتخصصون الحق في مُغايرة الزي المصنوع من الكتان الذي أُلزم به غيرهم، فكان الكاهن المعروف باسم "sm" يرتدي جلد الفهد، كما ظهرت اختلافات طفيفة في هذا الزي من منطقة لأخرى حيثُ ارتدى كهنة عين شمس جلد الفهد المُزخرف بأشكال النجوم، وكان هذا الزي يُضفي عليهم قدرًا كبيرًا من الوقار والهيبة.
واختلف زي الطبقات العُليا عنه لدى عامة الشعب، وكان الموظفون الصغار من فريق المرؤسين متأخرين في مواكبة الموضة، حيثُ ارتدوا النقبة القصيرة الخاصة بعصر الدولة القديمة في الدولة الوسطى، وارتدوا نقبة الدولة الوسطى في الدولة الحديثة، واكتفى الشعب بملابس بسيطة جدًا، واعتادوا ارتداء نقبة متراخية في أثناء عملهم، حيثُ كانت النقبة الضيقة أقل حركة كفيلة لفتحها من الأمام وهذا ما دفعهم إلى تجنبها، بينما فضل عمال الدولة الحديثة "النقبة" الكتانية المُغطاة بشبكة من الجلد.
وأن زي النساء استمر منذ أقدم الأزمنة إلى الأسرة الـ18 ثابتًا، وكانت جميع النساء يرتدين زيًا موحدًا بدايةً من الابنة الملكية إلى الفلاحة، وكان عبارة عن رداء ضيق واصفًا لأجزاء جسدها، وكان مُنحدرًا من تحت الثدي إلى رسغي القدمين، وحملاتان يمران على الكتف، وعادة ما كان الزي والحملات لون واحد وهو الأبيض، وفي أحيان أُخرى اتخذ اللون الأصفر أوالأحمر أو الأخضر، وتبدل هذا الزي في عصور الأسر التالية.
وارتدت الخادمات قميصًا يغطي رقابهن وذو أكمام قصيرة، ولم يكن هناك فرق بين ملابس الخدم من الطبقة الدُنيا وبين ملابس سيدات القصر الملكي، وكن يرتدين "نقبة" قصيرة عند العمل؛ لأن هذه الملابس لم تساعدهم علي الحركة
نظافة الملابس:
وكان المصريون يهتمون بغسل الملابس ويقول هيرودوت في الفقرة 37 من مجلده الثاني ان المصريين (كانوا يعتنون كثيرا بغسلها ) , واهتمت الطبقة الثرية بنظافة الملابس وكان القصر الملكي يعين شخصا مهمته تنظيف الملابس وكان يحمل لقب (المشرف الملكي علي الغسيل) , ولكن في الطبقات الوسطي اعتبر غسيل الملابس مهنة مهينة وفي البردية التي تمجد وظيفة الكاتب قيل فيها ( اكله مخلوط بالقاذورات , ولا عضو من جسده نظيف , فقد اعطي ملابس المرأة ) وفي فقرة ثانية ( يبكي حيث يقضي يومه في مغسلة , واحدهم يقول له "كتان متسخ لك" ).
في معبد ابوسمبل الصغير الخاص بالملكة نفرتاري , وعلي يسار الداخل في صالة الاعمدة الحتحورية تقف الملكة الجميلة نفرتاري وهي تقدم القرابين الي الهة الشلال عنقت , واكثر ما يشد الزائر هو فستانها الكتاني الطويل ذو الحزام ونظام الكسر في فستانها , وكان يبهرني فستانها , فالفستان ينم عن ذوق كبير في تصميمه , وعلي تناسق مع جسم الملكة نفرتاري التي يبدوا انها كانت طويلة ولكن برشاقة.
صناعة الملابس:
وكانت صناعة الملابس في مصر القديمة هي مهمة نسائية في المنازل وتشبه قصة الاسر المنتجة في عصرنا الحالي , ولكن كانت هناك ايضا ورش لصناعة الملابس أدارها النبلاء , وكانت اهم مادة واكثرها شيوعا في مصر القديمة في صناعة الملابس هي الكتان الذي يصنع من التيل , وارتدي الملوك المصريون اجود الكتان , وارتدت الطبقات الفقيرة اردئ انواع الكتان والذي كان خشن الصناعة , والكتان الجيد او الملابس المصنوعة من الكتان الجيد كانت تقدم كهبات ملكية من الملوك الي الافراد او الفقراء.
وفيما بعد قام الرجال والنساء بالمشاركة في صناعة الكتان , ويقوم الرجال بحصد نبات التيل وضربه وتمشيطه كي يحصلون في النهاية علي الالياف , وتعطي هذه الالياف الي السيدات كي يغزلونها الي خيوط , ثم تقوم النساء بوضع الالياف في مغزل , واستخدم في البداية المغزل الافقي , وهو عبارة عن اوتاد مدقوقة في الارض , ولذا فان النساء كن يجسمن علي الارض وهن يغزلن الكتان , ولكن في عصر الدولة الحديثة اصبح المغزل رأسي وكان مناسبا مع الرجال وقام الرجال بغزل الالياف في ورش صناعة الملابس.
ويتم بعد ذلك قطع الاردية باستخدام سكين , وكانت السكين في البداية عبارة عن شفرة من الحجر والظران التي كانت حوافه حادة ثم من البرونز ثم من الحديد , ولم يعرف المصري المقص الا في العصور المتأخرة , واستدخمت الابرة في تحييك الملابس , وكانت الابرة تصنع من الخشب والعظم والمعادن.
انواع الملابس:
يقول هيرودوت في الفقرة 81 من مجلده الثاني عن ان المصريين ( ارتدوا اردية مصنوعة من الكتان بشراسيب عند منطقة الساقين وتسمي الروب , وفوقها كان يوجد عباءات صوفية بيضاء واسعة) , وعثر في مقبرة توت عنخ امون علي علي انواع كثيرة من الملابس , ومنها اردية طويلة , وقمصان , ونقبات قصيرة , ووشاح , وشرابات قصيرة , واغطية رأس , وطواقي , وقفازات , وملابس داخلية عبارة عن قطع مثلثة.
كانت الملابس عامة عبارة عن قطعة مستطيلة تلف حول الجسم , وتحكم بواسطة حزام , ويتم تهذيب طرف الرداء حتي لا يهترئ , وظهر في عصر الدولة الحديثة الاكمام والحمالات التي تخيط مع الرداء , وكان الرجال يرتدون مئزر او نقبة قصيرة تغطي العورة , واحيانا يرتدون ما يشبه الجلابية , وارتدت النساء عموما فستان ذو شراشيب , وظهر الاطفال عرايا , ولكنهم بالطبع ارتدوا ملابس في فصل الشتاء.
في مناظر المقابر كانت الخادمات يرتدين سراويل صغيرة وقطع حلي , ولا نعرف اذا كن يرتدين ذلك في الحياة ام لا !! , وارتدت العاملات نوع من الروب القصير , وحتي الالهة كانت لهم ملابسهم , وكان احد مهام الكاهن الاكبر هو الدخول الي قدس الاقداس لتغيير ملابس الاله , وفي متحف اللوفر بباريس يعرض تمثال نس حور رئيس قلعة اليفانتين في القرن السابع ق م , ويذكر علي التمثال انه عين في خدمة الاله خنوم في معبده نساجون وغاسلي ملابس.
خطوط الموضة:
وعلي مر العصور المصرية القديمة تنوعت الملابس بسبب ثلاث اسباب وهي خطوط الموضة والطبقة الاجتماعية والثروة , وكان الزي محبوكا حول الجسم وممسوك بحزام , ولونه ابيض , ولم يعرف المصريون الملابس المصبوغة ولا الملونة وانما كان يرتدي ذلك الاجانب.
وعرف قدماء المصريون نظام الكسر (الثنيات ) في الملابس منذ عصر الدولة القديمة , وكانت الملابس في مناظر الدولة القديمة يظهر بها كسر افقية , وهناك قطعة ملابس من الدولة الوسطي كان بها ثلاث انواع من الكسر : جزء فيه كسر تتباعد عن بعضها سنتيمترات , وجزء به كسر ضيقة , وجزء بنظام الشيفرون , وظهرت الكسر الطولية في عصر الدولة الحديثة , وكانت الثنيات في هذا العصر معقدة , اي واحدة افقية والثانية رأسية وهكذا , واختلف طول النقبة القصيرة الخاصة بالرجال , فهي كانت قصيرة في الدولة القديم , ثم وصل طولها الي بطن الساق في الدولة الوسطي , وكان ملحقا بها قميص بلا اكتاف او روب طويل.
وغطي الروب الذي كن يرتدينه السيدات كتف , وفي احيان اخري كتفين , وفي احيان ثالثة يرتدي مع حمالة الكتف , والجزء العلوي من ملابس النساء كان يصل الي منطقة اسفل الصدر او الي اعلي الرقبة بينما الجزء الاسفل يكون محتشما ويلمس سمانة الرجل او رسغ القدمين , وبعض ملابس النساء كانت له اكمام والبعض الاخر بلا اكمام , ويتناسب مع الجسم فيكون محبوكا او فضفاضا وواسعا جدا , ويرتدين مع الملابس حزام يمسك طيات الملابس , واحيانا كانت ملابس النساء تزخرف بالخرز خاصة المنطقة التي تغطي الصدر
وأن النقبة الكتانية استمرت في أزياء المصري القديم من الأسرة الأولى حتى الرابعة وارتداها كبار رجال الدولة والنبلاء، ثم تحولت إلى زيًا للكتبه والفلاحين والخدم، واعتاد الرجال الذين يذهبون للصيد على تثبيت ذيل ذئب، وهو علامة إله الحرب "وب واوت"، في خلف النقبة التي يرتدونها، وبعد فترة انقرضت تلك العادة لديهم، ولم تبقى سوى عند الملوك.
واعتمد عظماء الدولة القديمة رداءً مخصصًا للاحتفالات، وكان عبارة نقبة أنيقة ضيقة وقصرة وجزءها الأمامي مُستدير، وكان الحزام الذي يبرز من تحته طرف "النقبة" الرفيع مشدودًا لأعلى وبه مشبك مكتوب عليه اسم صاحبها في الكثير من الأحيان، وفي أحيان أُخرى يزخرف بقطعة من القماش الذهبي.
وطرأت على الملابس الكثير من التغيرات حيث اتبع المصريين القدماء موضات جديدة في ملابسهم، فأخذت النقبة القصيرة تتوارى شيئًا فشيئًا في الأعياد الرسمية إلى أن أصبحت عبارة عن قطعة من القماش تُلف حول الخصر، ولفتت عناية إلى ظهور النقبة الداخلية وتنوعت أشكالها بعضها اتخذ شكلًا قصيرًا من الأمام في بعض الأحيان وتغطي الساق من الخلف أما أن تُلف حول الخصر أكثر من مرة، فيما بقي الجزء العلوي منها ثابتًا، ولم يطرأ عليه تغيرات في عصر الأسرة الـ19 حيثُ أصبح أكثر اتساعًا، بينما استمر المعطف موجودًا وارتداه الملوك في الأعياد والمناسبات وكان يُغطي الظهر ويُربط على الصدر.
وخصص المصري القديم ملابسًا لكل طبقة اجتماعية، فكان للملوك زيهم الخاص بهم، كما هو الحال مع القضاة والوزراء والجنود، والكهنة، فضلًا عن الزي الخاص بعامة الشعب.
اعتاد الملوك على ارتداء زيًا مخصصًا للاحتفالات تكون من قميص قصير و"نقبة" ملكية ذات ديل ذئب، وكان الزي الملكي من أثمن وأقيم الأزياء، وزُين بالخيوط الملونة ومُطرز، واكتشف الباحثون عن نسيج من الكتان مكسو بما يُشبه الوبر ولم يتوصلوا إلى الهدف منه.
زي القضاة والوزراء الذين مثلوا أعلى موظفي الدولة، وكان زيهم عبارة عن ثوبًا ضيقًا محبوكًا ينحدر من أعلى صدورهم إلى القدمين، ويحمله شريط يثبت من الخلف عند الرقبة.
وخصص المصري القديم زيًا لضباط وجنود الجيش الشرطة، والذي اختلف باختلاف الرتب والمهام، فعلى سبيل المثال كان الرماة بالجيش يرتدون نقبة قصيرة حثمراء اللون مُزخرفة بنقوش خضراء ، واعتادوا ارتداء أشرطة أو قلائد بيضاء اللون لشعورهم تُلف على الرأس، تعبيرًا عن الحيوية والقوة.
وأن زي الكهنة عبارة عن رداء طويل مصنوع من جلد الفهد
أو الكتان يلفه حول جسده ويُعلق الجزء العلوي أعلى الكتف.
ولفت المؤرخ اليوناني هيرودوت أن الكهنة كانوا يرتدون زيًا مصنوعًا من الكتان ويحرصون دائمًا على غسيله وتنظيفه، حيث كان مُحرمًا عليهم ارتداء الجلود، واقتصر "الوشاح" على الكاهن المُرتل، وكان يُحدد وظائفه.
وكان لكبار الكهنة والكهنة المُتخصصون الحق في مُغايرة الزي المصنوع من الكتان الذي أُلزم به غيرهم، فكان الكاهن المعروف باسم "sm" يرتدي جلد الفهد، كما ظهرت اختلافات طفيفة في هذا الزي من منطقة لأخرى حيثُ ارتدى كهنة عين شمس جلد الفهد المُزخرف بأشكال النجوم، وكان هذا الزي يُضفي عليهم قدرًا كبيرًا من الوقار والهيبة.
واختلف زي الطبقات العُليا عنه لدى عامة الشعب، وكان الموظفون الصغار من فريق المرؤسين متأخرين في مواكبة الموضة، حيثُ ارتدوا النقبة القصيرة الخاصة بعصر الدولة القديمة في الدولة الوسطى، وارتدوا نقبة الدولة الوسطى في الدولة الحديثة، واكتفى الشعب بملابس بسيطة جدًا، واعتادوا ارتداء نقبة متراخية في أثناء عملهم، حيثُ كانت النقبة الضيقة أقل حركة كفيلة لفتحها من الأمام وهذا ما دفعهم إلى تجنبها، بينما فضل عمال الدولة الحديثة "النقبة" الكتانية المُغطاة بشبكة من الجلد.
وأن زي النساء استمر منذ أقدم الأزمنة إلى الأسرة الـ18 ثابتًا، وكانت جميع النساء يرتدين زيًا موحدًا بدايةً من الابنة الملكية إلى الفلاحة، وكان عبارة عن رداء ضيق واصفًا لأجزاء جسدها، وكان مُنحدرًا من تحت الثدي إلى رسغي القدمين، وحملاتان يمران على الكتف، وعادة ما كان الزي والحملات لون واحد وهو الأبيض، وفي أحيان أُخرى اتخذ اللون الأصفر أوالأحمر أو الأخضر، وتبدل هذا الزي في عصور الأسر التالية.
وارتدت الخادمات قميصًا يغطي رقابهن وذو أكمام قصيرة، ولم يكن هناك فرق بين ملابس الخدم من الطبقة الدُنيا وبين ملابس سيدات القصر الملكي، وكن يرتدين "نقبة" قصيرة عند العمل؛ لأن هذه الملابس لم تساعدهم علي الحركة
نظافة الملابس:
وكان المصريون يهتمون بغسل الملابس ويقول هيرودوت في الفقرة 37 من مجلده الثاني ان المصريين (كانوا يعتنون كثيرا بغسلها ) , واهتمت الطبقة الثرية بنظافة الملابس وكان القصر الملكي يعين شخصا مهمته تنظيف الملابس وكان يحمل لقب (المشرف الملكي علي الغسيل) , ولكن في الطبقات الوسطي اعتبر غسيل الملابس مهنة مهينة وفي البردية التي تمجد وظيفة الكاتب قيل فيها ( اكله مخلوط بالقاذورات , ولا عضو من جسده نظيف , فقد اعطي ملابس المرأة ) وفي فقرة ثانية ( يبكي حيث يقضي يومه في مغسلة , واحدهم يقول له "كتان متسخ لك" ).
في معبد ابوسمبل الصغير الخاص بالملكة نفرتاري , وعلي يسار الداخل في صالة الاعمدة الحتحورية تقف الملكة الجميلة نفرتاري وهي تقدم القرابين الي الهة الشلال عنقت , واكثر ما يشد الزائر هو فستانها الكتاني الطويل ذو الحزام ونظام الكسر في فستانها , وكان يبهرني فستانها , فالفستان ينم عن ذوق كبير في تصميمه , وعلي تناسق مع جسم الملكة نفرتاري التي يبدوا انها كانت طويلة ولكن برشاقة.