* *حسين العلي- الرياض

لم يعد محصول "التمر" بذلك المحصول التقليدي، الذي يتم تناوله على موائد الطعام، وتزدان به سفرة الغني والفقير، وليس بالفاكهة المحلية والشعبية التي تشغل المجتمع السعودي كل عام، بل تعدى الأمر لأن يكون أحد مظاهر "الترف" الذي نازعت به الصحراءُ طقوسَ سيبيريا والإسكيمو.

تلك هي المفارقة العجيبة، التي يكشفها أحد الأركان الصغيرة والقصيَّة، المشاركة في مهرجان الكليجا الثامن ببريدة، حينما استطاع ذلك الركن أن يبرز للزوار والمتسوقين، معروضه العجيب، الذي يحمل اسم "آيسكريم التمر".

من خلال هذا الصنف الغذائي الفريد استطاع صاحب المحل أن ينقل "النخلة" من أجواء التصحر وحمَّارة القيظ، إلى زمهرير الجليد، والبرد الشديد؛ حينما ابتدع إدخال التمر في تصنيع الآيسكريم، ليسجل في تلك التوليفة العجيبة براءة اختراع، يتم احتسابها لصالح النخلة، التي ما لبثت تمد رجل الصحراء العربي بالكثير من الخيرات.

الفتى السعودي عبد الرحمن النفيسي، أصبحت صيحاته المتكررة "آيسكريم التمر.. آيسكريم السكري" مثار تعجب للمتسوقين والزوار لمهرجان الكليجا ببريدة، من تلك "المتناقضات اللفظية" التي لا تستوعبها "الأذن" للوهلة الأولى، المتمثلة بالجمع بين الآيسكريم والتمر، ليصبح ذلك الأمر محط إعجاب راق للكبير والصغير على السواء.

اصطفاف المتسوقين أمام ركن بيع آيسكريم التمر دليل شاخص على نجاح التجربة، حيث يذكر النفيسي أنهم دخلوا في تلك التجربة منذ أكثر من 15 عاماً، سجل خلالها آيسكريم التمر نجاحاً متواصلاً، أثبت للجميع أن النخلة مصدر غذائي مهم، ومنها يستطيع أي مستثمر أن يقتحم الأسواق المحلية والإقليمية وحتى الأوروبية.

ويؤكد النفيسي أن مهرجان الكليجا الثامن يأتي كأحد أهم المنافذ التسويقية والترويجية لتلك التجربة، باعتباره مهرجاناً يُعنى بالمأكولات الشعبية، ويهتم بالمنتج المحلي، ويساهم بشكل كبير في التعريف بالبيئة المحيطة، التي تختزل في مكامنها العديد من الفرص والآفاق التي تنتظر الاستثمار.