المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
من المصافحة إلى الفواتير.. تداعيات "كورونا" الإيجابية والسلبية يبلورها "النمر"
شهد الدكنان
بواسطة : شهد الدكنان 02-04-2020 10:13 صباحاً 6.0K
المصدر -  كشف الاقتصادي الدكتور هاشم بن عبدالله النمر تداعيات كورونا الإيجابية والسلبية والتأثير المباشر الاقتصادي والاجتماعي على المدى القصير والبعيد.

وقال "النمر": إن فيروس كورونا المستجد وباء عالمي جديد يبقينا محتجزين في منازلنا ربما لأسابيع قادمة بل لأشهر لكي نحمي أنفسنا من عدوى الإصابة به، وقد امتد تأثيره ليس فقط على احتجازنا؛ بل ليعيد ترتيب العلاقات والعادات، بل وحتى العلاقات الاجتماعية ببعضنا والتي سوف تظهر للأفق قريبًا جدًّا، وقد تبدو غير مألوفة ومقلقة، فهل ستظل العلاقات الاجتماعية في عاداتنا اليومية من الماضي وهل ستصبح المصافحة التي تدل على المودة والإخاء من المحرمات؟ ذلك أن الترابط الاجتماعي من أهم ما يميز بيتنا السعودية، فنجد الأسر السعودية على تواصل وزيارات شبه يومية لذويهم وجيرانهم وأصدقائهم".

وأضاف: "هناك صفة الكرم التي أكرمنا الله بها في مملكتنا الحبيبة نظرًا لرغد العيش، فإقامة الولائم والمناسبات تعتبر من الأعراف السائدة في مجتمعنا أو اصطحاب العائلة لتناول وجبة العشاء في نهاية الأسبوع تعتبر حجر أساس وعرف من الأعراف التي لا يمكن التهاون بها، ولربما اعتادت بعض الأسر على تناول وجبة أو اثنتين يوميًّا خارج المنزل".

وتابع: "على النقيض نجد أن الإقبال على مستحضرات النظافة والكمامات والقفازات في تزايد مخيف، كما أصبح منظر الاصطفاف أمام صناديق محاسبة السوبر ماركت مألوفًا، وأصبحت المواد الغذائية تُكَدّس في المنازل وكأننا في معركة ضد مجهول قد يسلبنا قوتنا؛ حيث تعتبر المصافحة والعناق من العادات التي اضمحلت تقريبًا في هذه الأيام؛ بل أصبحت من الموبقات التي يجب تجنبها، واقتصر السلام على النظر والمصافحة بالأقدام".

وتوقع "النمر" أن تكون هناك زيادة في فواتير الخدمات من كهرباء وهاتف وماء لمكوث الأسرة فترة أطول داخل المنزل، وعلى العكس فهناك عوامل إيجابية صاحبت "كورونا" ومنها زياد الألفة بين أفراد الأسرة لمكوثهم فترة أطول في المنزل، وأصبحت الوجبات تُعَد داخليًّا، وقلّت بل اندثرت تلك الزيارات الاجتماعية المكلفة ماديًّا وغير ضرورية، وتم إلغاء الخطط الصيفية من سفر وسياحة؛ مما سيكون له مردود مالي إيجابي ينعكس على زيادة دخل الأسرة.

وأردف: "على المدى البعيد وفي ظل هذه الظروف ستقل مصاريف الأسرة إلى 50٪؛ فبالرغم من كل هذه العوامل السلبية والإيجابية المصاحبة لتفشي وباء كورونا، فقد أدت في مجملها إلى زيادة في الادخار المالي للأسرة وانخفاض المصروفات اليومية والشهرية، فكنا غالبًا ما نسمع بنفاد راتب الأسرة عند نهاية كل شهر واضطرارهم للاقتراض المالي لمواجهة عواقب المظاهر الاجتماعية المكلفة في غالبها".

وأكد أن هذا الاختلاف والعزل الاجتماعي سوف يكون له مردود معنوي ومستقبلي قد يكون إيجابيًّا أو سلبيًّا؛ فمن المتوقع أن تكون هناك ردة فعل سلبية؛ حيث يتم تعويض هذه العزلة بظواهر اجتماعية أكثر وعلى مستوى واسع يصاحبها زيادة في المصاريف المادية أو قد تكون هناك ردة فعل إيجابية لزيادة الوعي بأهمية الادخار وتقليل المظاهر الاجتماعية غير ضرورية؛ لذلك أصبح من الضروري تهيئة المجتمع نفسيًّا ومعنويًّا بعد القضاء على الوباء والعودة للحياة الطبيعية ومن الضروري تكاتف الجهات الإعلامية لتثقيف المجتمع بأهمية عدم الاندفاع الاجتماعي؛ لا سيما أننا على مشارف استقبال شهر الخير شهر رمضان المبارك؛ حيث تكثر فيه العادات والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها في هذا البلد المعطاء.