المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
خطاب خادم الحرمين الشريفين  وثيقةٌ ملكية أساسها الثقةُ المتبادلة  متوازنة بين الثبات والشفافية
ناصرمضحي الحربي
بواسطة : ناصرمضحي الحربي 20-03-2020 05:27 صباحاً 8.9K
المصدر - مركز الاخبار  

علقت مجموعة من الخبراء والمختصين على خطاب خادم الحرمين الشريفين بشأن تداعيات أزمة كورونا على المملكة والعالم، بالتأكيد على أن كلماته تؤكد حرص جلالته على مصارحة شعبه وبني وطنه بكل ما يواجهه من تحديات وصعاب.

وفي هذا الإطار، أوضح رئيس لجنة حقوق الإنسان والهيئات الرقابية بمجلس الشورى، الدكتور هادي بن علي اليامي، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين تأتي انطلاقا من حرصه على شعبه وسعيه الدائم لتحقيق مصالحه، وتعكس اهتمام الراعي برعيته وتمسكه بمصالحها، فالكلمة بثت الأمان والطمأنينة في نفوس الشعب، وأثبتت سهر القيادة الرشيدة على كل ما يجلب له الاستقرار، وأن صحة المواطن والمقيم خط أحمر، ولا يمكن المساس به بأي حال من الأحوال.

وأضاف اليامي، أن تلك العناية تجلت بشكل عملي في توافر كل معينات الأمن الغذائي قبل وقت طويل من بدء الأزمة، وهو ما اتضح من سير الحياة بصورة طبيعية، دون تهافت على شراء المواد الغذائية وتخزينها كما نرى في كثير من دول العالم، بما فيها الدول المتقدمة، وهو ما يثبت مجددًا أن الدولة تتمتع ببعد النظر والحكمة والنظرة الثاقبة، حتى في الحالات العادية، ناهيك عن أوقات الأزمات.

وأكد اليامي، أن كلمات خادم الحرمين الشريفين، عكست الوضع بصراحة، وما يواجهه العالم بأسره من لحظات دقيقة، فالملك تحدث عن الوضع العالمي، وأننا جزء من هذا العالم الذي بات صغيرًا، نتأثر به ونؤثر فيه، وفي ذات الوقت أوضح الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة، والجهود الدؤوبة لمحاصرة المرض وتطويقه ومنع انتشاره وتفاقمه، وأشار إلى أن المملكة قوية بعزيمة شعبها وصلابة معدنه.

وقال اليامي: بعد تلك الكلمة الرصينة فمن المنتظر أن يواصل الشعب التجاوب العملي، والتعامل من منطلقات المسؤولية الوطنية، والتجاوب مع التعليمات والتوجيهات التي تصدرها الجهات المختصة والتقيد بكل ما يصدر عن وزارة الصحة تحديدًا وبقية الأجهزة الرسمية، وفي مقدمتها الحرص على البقاء في المنازل، ومراجعة المستشفيات فور الشعور بأي من أعراض المرض، والابتعاد عن أماكن التجمعات التي تزيد فرصة انتشار الفيروس، وهذا في رأيي واجب ديني ووطني وأخلاقي تحتاج بلادنا بشدة له لإنجاح جهودها الحثيثة لضمان سلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها.

وفي ختام تعليقه، قال اليامي: إن بلادنا والعالم أجمع أمام منعطف حيوي في تاريخها، فعلينا أن نعكس صورة حضارية عن المملكة، والابتعاد عن بث الإشاعات والأخبار التي لا تؤدي سوى للبلبلة وإحداث الفوضى في نفوس الناس، بنشر أو إعادة نشر أخبار كاذبة لا تمت إلى الواقع بصلة، والتمسك باستقاء الأخبار من مصادرها، والتعاون الوثيق مع الجهات المسؤولة التي لا تريد لنا سوى المصلحة والسلامة.

أما الكاتب والأكاديمي الدكتور عبدالله حامد، فقال: إن كلمة خادم الحرمين الشريفين اتجهت نحو محاور مهمة، في مقدمتها صعوبة المرحلة، وضرورة الوعي الجماعي في الوطن بحساسيتها، وتأكيده أن صحة المواطن والمقيم هي أولوية القيادة الحكيمة في هذه المرحلة، وهو ما نراه واضحا جليًا على الواقع، كما كان لاستحضاره الجانب التفاؤلي المطمئن الذي حملته الآية الكريمة رسالة مهمة في التفاؤل وسط هذه الأجواء.

وأضاف حامد: إن الواقع المعاش الذي نراه منذ بداية الأزمة، والإجراءات المتخذة بالفعل، تقول بلسان الفعل إن الوقفة الرسمية بلغت أقصى مراحل الحرص، ويبقى موقفنا مواطنين ومقيمين على درجة كبيرة من الأهمية؛ حيث الاستجابة والتفاعل مع هذه الجهود النوعية.

في ذات الإطار، علق الكاتب بدر الغامدي على كلمة خادم الحرمين، قائلًا: نعتبرها وثيقة ملكية أساسها الثقةُ بالله؛ حيث أكدت حرص القيادة على تسخير كل ما يحقق رفعة الوطن وسلامة المواطن والمقيم؛ حيث شدد حرصه التام على أن سلامة الإنسان وصحته هي من أولويات حكومتنا.

ووصف الغامدي الكلمة بالقول: إنها خطاب الأب إلى أبنائه من المواطنين والمقيمين ليس لمن هم في المملكة بل امتد ذلك لأي مواطن كان في أنحاء العالم، وهذا ما رأيناه ولمسناه على أرض الواقع منذ بداية الأزمة إلى الآن في أن الدولة والقيادة تبذل قصارى جهدها بالمتابعة الدقيقة والمستمرة، وسخّرت كل السبل من جميع الجهات والقطاعات في التصدي لهذا الفيروس .

وتابع الغامدي: بعد هذا الخطاب نقول جميعًا بلسان واحد : نحن يا سيدي نستند إليك بعد الله سبحانه وتعالى، ونعتز بحكمتك، ونفاخر بك العالم.. كلماتك بلسم في أحلك الظروف.. أدام الله عزك وحفظ الله الوطن وقيادته من كل مكروه.

اعتبر «شوريون» أن كلمة ‏خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- التي ألقاها الخميس كانت شفافة ومطمئنة للمواطنين والمقيمين، وأكدت توفير أقصى الإمكانات وبذل كل الجهود للحد من جائحة كورونا التي ضربت دول العالم وليست المملكة فقط في مرحلة صعبة يمر بها العالم.

وأصاب الفيروس الفتاك حتى الخميس أمس، نحو 220 ألفًا في 176 بلدًا وإقليمًا، وتوفي أكثر من 8970 شخصًا، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وفي تعليقها على كلمة ‏خادم الحرمين الشريفين، قالت عضو مجلس الشورى «كوثر الأربش» لـ «عاجل» إن الكلمة جاءت في الوقت المناسب، مشيرة إلى أن المواطن يحتاج لأن يشعر في هذه الأوقات العصبية، وهذا الابتلاء الذي يمر به العالم أجمع، بأن الوطن حكومة وشعبًا في اتحاد قوي ضد هذا الظرف الحرج.

وأشارت «الأربش» إلى أن الكلمة جاءت متوازنة بين الثبات والشفافية، وبين الفخر بالشعب والنصح لهم لما حملته الكلمة من تفاؤل وأمل، والثقة بوعي السعوديين والشكر للجهات الحكومية وعلى رأسها المجال الصحي.

وقالت عضو مجلس الشورى إن خادم الحرمين الشريفين أكد بالرغم من طابع الكلمة المتفائل والمستعين بالله أولًا ثم ما لدينا من إمكانات، والتأكيد على عزيمة السعوديين وثباتهم، إلا أنها احتوت درجة عالية من الصراحة.

واستشهدت في هذا الصدد بما قاله خادم الحرمين الشريفين في كلمته «لقد تعودتم مني على الصراحة، ولذلك بادرتكم بالقول بأننا نمر بمرحلة صعبة، ضمن ما يمر به العالم كله»، مضيفة أن هذه الكلمة تعتبر وقفة جادة وواضحة أمام ما يحدث للعالم من مواجهة لهذا الفيروس الخطير.

من جهته، أشاد عضو مجلس الشورى السابق «إحسان أبو حليقة» لـ «عاجل» بما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين من شفافية وصراحة وتوجيهات للمواطنين والمقيمين ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم .

وأضاف «أبو حليقة» أن الكلمة جاءت مبنية على إنجازات والتزام كبير من الدولة ومن مؤشرات ذلك التوازن في التعامل والحرص على كل حالة من حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد وتقديم الرعاية لها داخل المملكة أو لأبناء الوطن خارج المملكة، والتأكد من أن يد وطنهم الحانية تصلهم وتخفف من معاناتهم.

وأشار «أبو حليقه» إلى أن الدولة تنفق إنفاقا كبيرا من خلال الرعاية الصحية ومن خلال الكشف عن الفيروس وكل هذا يرخص لسلامة وصحة مواطني المملكة العربية السعودية.

وبين عضو مجلس الشورى السابق أن جميع الجهات في المملكة مجتمعة نجحت نجاحًا باهرًا في هذه الجائحة رغم التحديات ومنذ اليوم الأول من خلال تحليل عميق وإدراك واع وتعامل متوازن من خلال منظومة للتعامل مع الأزمات الصحية في كل المملكة من خلال شبكة متعاضدة ومتكاملة.

كما أشاد «أبو حليقه» بخطوة المملكة المبكرة للتخفيف من تبعات جائحة كورونا اقتصاديًا على القطاع الخاص وعلى أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وكذلك ما بادرت به وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من خلال العمل عن بعد في منشآت القطاع الخاص ، وكذلك ما أعلن عنه وزير المالية من توجه المملكة للتخفيف من وطأة أزمة كورونا والإيضاح الكامل لخطوط التعامل مع الأزمة؛ بحيث يكون أثرها على اقتصادنا في أضيق الحدود.

من جهته، قال الدكتور عضو مجلس الشورى «محمد بن عبد العزيز الحيزان» لـ«عاجل» أن كلمة خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- حول تداعيات جائحة فيروس كورونا، أتت في توقيت دقيق واحتوت على مضامين ورسائل عميقة وواقعية؛ لترسخ الطمأنينة في نفوسهم.

وأضاف أنه لا شك أن قوتها في تحقيق الهدف منها تتلخص في أمرين مهمين:

الأول: أنها كلمة صدرت من قائد الوطن، الشخصية الفذة سلمان بن عبد العزيز صاحب التاريخ العريق الحافل بالإنجازات العظيمة، والقول الصادق والصلة الوثيقة بينه وبين شعبه الذي بادله محبته لهم بمشاعر مماثلة، وعزز من ولائهم له وإخلاصهم لوطنهم.

الثاني: هو أن هذا الخطاب جاء بعد سلسلة احترازية وسريعة من الإجراءات المحكمة التي اتخذتها حكومته، بتوجيهه أيده الله، وسمو ولي عهده الأمين حفظه الله، والتي نالت إعجاب الجميع، خاصة بعد أن برهنت نجاحها الباهر، لتصبح تجربة يحتذى بها.

وأشار «الحيزان» إلى أن الكلمة تؤكد اهتمام القيادة بشعبها، وحرصها التام على مصلحته، والتي اتضحت بقوة في الخطوات الجريئة والحاسمة التي اتخذتها في سبيل تجنيبه المخاطر، فهي كما ارتكزت على عدد من الأسس المعروفة التي تمثل جزءًا من سياسة الدولة منذ تأسيسها على يد المؤسس رحمه الله، في مقدمة تلك الركائز حضور الجانب الإيماني العميق بالله سبحانه وتعالى.

واستشهد «الحيزان» بقول خادم الحرمين الشريفين: «إننا سنواجه المصاعب بإيماننا بالله وتوكلنا عليه» ، والمرتكز الآخر هو أن الدولة لن تتأخر عن بذل الغالي والنفيس من أجل العيش الكريم والآمن لإنسان هذه الأرض، بما في ذلك تأمين سبل المحافظة على صحته وسلامته.

وأبان الدكتور الحيزان أن من سمات الكلمة التي تعكس سياسة المملكة- كذلك- أنها تقوم على الشفافية والصراحة، وهي التي أشار الملك سلمان إليها بشكل مباشر، مما جعله يبادر بأن المرحلة صعبة، وعلى الجميع أن يدرك ذلك، وأن يكون لهم دور في المواجهة بصلابتهم وقوة العزيمة، والإحساس بالمسؤولية.

image

image

image[/B][/JUSTIFY][/B][/JUSTIFY]