المصدر - أ .د . محمد خليص الحربي
في كثير من الأوقات نقف وقفة صدق مع انفسنا نناقش فيها اعمالنا هل نحن على حق ام نسير في طريق مشوه مشبوه او منحرف ونحاول تعديل اخطائنا والعودة الى طريق الصواب، وهذا امر جميل ان نحاسب انفسنا قبل ان يحاسبنا الخالق عز وجل، ولكن هناك امور قد تبدو بسيطة وتافهة وهي من المؤكد انها عظيمة يجب عدم التهاون بها وان نضعها على رأس قوائم النقاط التي نحاسب انفسنا عليها ، وكلنا نعلم ان هناك اشياء لا احد يعلمها إلا الشخص نفسه وربه خالقة عالم الغيب والشهادة، فإن خفت بعض الأمور على الخلق فلن تخفى على الخالق عز وجل.
وكما ذكرت آنفا ان كثيرا منا يتساهل في امور يعتبرها تافهة وبسيطة ويعتقد ان الجميع يقوم بمثل هذه الأعمال وان عملها لن يضر بأحد فهو مخطئ ويجب مراجعة نفسه قبل الندم يوم لا ينفع الندم ، وتعالوا معي نكشف بعض هذه الأمور العظيمة فعلا التافهة في نظرنا الغافل، وعلى كل منا ان يسأل نفسه هل انا ممن يتجاوز الأنظمة ولو حتى بقط الإشارة المرورية او عكس السير او السرعة الزائدة او التحيز لشخص قريب او صديق ومسامحته عند المخالفة والتجاوز عنه واعفائه من العقوبة.. معظمنا يستهين في مثل هذه الأمور وهي فعلا امور كبيرة وتعتبر خيانة للضمير واولي الأمر، واعلم ان تقوم بمثل هذه الأعمال فانك بلا شك ضعيف الشخصية لو عرضت عليك رشوة ستأخذها وستكون سارقا مرتشيا ولن يردعك ضميرك ، أما إن كنت تستهين بعكس الطريق او الوقوف مزدوجا وتضايق عيرك من المارة عند المساجد او في الشوارع الفرعية او العامة ، فأنك تستهين بحقوق الآخرين ولن تتورع هن اكل مال الغير وظلمة ان أتيحت لك الفرصة، اليس الكثير يقوم بفعل مثل هذه الأفعال الشائنة؟ اليس من حق الغير ان يأخذ حقه كاملا ، اليس غيرك له مثل مالك؟ لماذا اذا تنتفض وتغضب اذا عملها احد غيرك. هل انت افضل من غيرك؟ الم تقرأ قوله تعالى: (إن اكرمكم عند الله اتقاكم). هل تعتقد ان الأنظمة تطبق على عيرك وتستثنيك انت؟ ام أن ذنبك مغفور؟ فل نعلم جميعا ، طاعة ولي الأمر واجبة وان احترام النظام امر ديني قبل ان يكون نظاما لحمايتك قبل غيرك، وانه لو كل منا احترم الأنظمة لعاش الجميع بسعادة ولقلت نسبة الحوادث ولدنت نسبة الفساد في مجتمعنا.
وعلينا ان نقيس كل اعمالنا بهذه المقاييس واضعين امام اعيننا يقينا ان الله مطلع على افعالنا واعمالنا ونوايانا ويحاسبنا عليها، يقول الشاعر: