المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 28 نوفمبر 2024

حين كان رش مادة الجير للتطهير

تعرف على قوانين العزل في الأوبئة
بواسطة : 05-03-2020 12:37 صباحاً 12.8K
المصدر - حنان احمد-مكتب مصر  
قديمًا، وقبل التقدم الطبى فى أدوات العزل والحجز والتعقيم الصحي، كان هناك عدد من الإجراءات الاحترازية التى يتم اتخاذها فى مصر لمقاومة الأوبئة المنتشرة، منها استمرار مفتش الصحة فى مراقبة المريض الذى تم شفاؤه، بالإضافة إلى فرض عقوبات لكل متقاعس لا يقوم برش الجير فى المنازل والمساجد كإحدى أدوات التطهير التى ظهرت فى العالم ومن ضمنها مصر فى القرن التاسع عشر.

فى عام 1912، نشرت جريدة الوقائع المصرية جدول بالأمراض و الأوبئة المعدية بخلاف الكوليرا والطاعون، وألزمت مفتشى الصحة أن يقوموا بعزل مصابى تلك الأمراض عن باقى سكان المنزل المحيطين بهم، بل وأجبرتهم الحكومة أن يتم العزل بشكل كامل فيما بعد، وكان من ضمن الأمراض التى أضيفت أمراض التيفود والجدرى والجمرة الخبيثة والحمى الراجعة والحمى الشوكية وحمى التيفود، والحصبة، فيما تمت إضافة الحمى التيفودية لقائمة الأمراض المعدية عام 1919م .

وقد حددت قوانين الوقائع القديمة، التى تنشرها "بوابة الأهرام"، عدة شروط للإبلاغ عن المرضى المصابين، وهى ذاتها التى وضعت فى قوانين عام 1895م للتبليغ عن الكوليرا والطاعون، حيث يكون الطبيب هو المكلف بلك، بالإضافة إلى المستأجر وصاحب السكن الذى تحدث به إصابة، أما إذا حدثت الإصابة فى فندق أو خان أو منزل عمومى مفروش أو مدرسة عمومية كان القائم بإدارته مكلفا بالتبليغ.

أما فى حالة إصابة أحد الأشخاص المكلفين بالتبليغ، فإن القوانين أوجبت على من يعوله أن يبلغ عنه ويحرر بلاغ للطبيب على "أونيك" معد لذلك يعطى مجانًا من مكاتب البريد أو مكاتب الصحة، ويرسل الخطاب بدون أجر، كما تشرع الإدارة الصحية على الفور بالتطهير الكامل لكافة العشش والملابس.

ويجوز نقل المرض المصابين بأى عربة للمستشفى القريبة، وإذا لم تكن هناك مستشفى، يتم نقلهم للخيام المعدة لذلك، وتقوم الإدارة الصحية بعزل المريض فى مكان مخصص فى منزله أو منزل آخر إذا كان منفصلًا عن أهل بيته، وللطبيب الحق أن يأمر بإبعاد الشخص بمرض معد عن كل عمل له علاقة بالبيع والشراء ونقل المواد الغذائية كما للطبيب أن يأمر بعزل أى مريض ثبت من الفحص أنه لا يزال بعد شفائه حاملا لجراثيم الحمى التيفودية، وذلك فى المدة التى يراها مناسبة.

ومن ضمن الاحتياطات التى كانت تتخذ أنه لا يجوز نقل المريض المصاب بمرض معد بدون إذن الطبيب والإدارة الصحية، كما لا يجوز نقل أو إخفاء الملابس الخارجية وفرش النوم، ولا يجوز للمرضى التجول فى الشوارع العمومية والأماكن العامة. أما إذا أصيب أحد التلاميذ فيمنع من دخول المدرسة، وإذا انتشر الوباء فى قرية يجوز للإدارة الصحية منع الاجتماعات فى الأضرحة والمقابر واتخاذ الإجراءات بغلق الأسواق، كما يجوز لها تفتيش المنازل وإذا دعت الحال لدخول منزل أجنبى يعلن القنصلية ويعين لها الساعة المراد تفتيش المنزل.

وفى وباء الطاعون والكوليرا حددت القوانين عام 1895م بأنه يجوز رش الجير 3 مرات كل أسبوع وخاصة ميضأة المساجد، ويقوم ديوان الأوقاف بذلك وفى المراحيض العمومية تغلق بأمر الإدارات الصحية إذا خالفت الشروط فى التطهير.

وقال الشاذلى عباس، باحث تاريخي، فى تصريح لــ "بوابة الأهرام"، إن الجير يتم استخدامه منذ أقدم الأزمنة، فقد كان يستخدم فى دفن جثث ضحايا الطاعون، كما كانت مادة الجير الحى تدخل ضمن تركيبة النار الإغريقى التى كانت تستخدمها الإمبراطورية البيزنطية .

وأوضح عباس أن الجير الحي كانت يستخدم أيضًا فى تطهير الأسواق وكانت تغطى به جثث الحيوانات التى ماتت نتيجة مرض معد حيث أن من المطهرات التى تملك الشيوع فى الطب البيطرى لذا كان يستخدم فى دهان المنازل لقتله للبكتيريا. أما الجير المطفأ فقد أثبتت الأبحاث العلمية أنه لوترك فى الهواء لفترة طويلة فإنه يمتص ثانى أكسيد الكربون ويتحول إلى كربونات الكالسيوم، ومن ثم تنعدم فرصة قتله للكبتريا خلاف الجير الحى الذى كان هو المادة الوحيدة للتطهير قبل التقدم الطبى والعلمى فى العالم.