رجل الأعمال عمّار أحمد شطا تحولاته ودروسه وعن مستقبل الأجيال
المصدر -
صدر مؤخراً عن دار توثيق للنشر والتوزيع كتاب «مئة تحت الصفر عمار أحمد شطا تحولاته ودروسه وعن مستقبل الأجيال». في طبعة حديثة فاخرة من المقاس المتوسط في 366 صفحة.
وهو عبارة عن مذكرات شخصية لرجل الأعمال عمّار أحمد صالح شطا المؤسس والعضو المنتدب لشركة الخبير المالية، ومؤسس شركة «دار المراجعة الشرعية»، مستشار مالي معتمد (CFA)، عضو المجلس الاستشاري لمعهد الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ورئيس اللجنة الاستشارية الدائمة للهيئة العامة للأوقاف، ومحكم مالي معتمد من قبل وزارة العدل السعودية. وقصة نجاحه في تأسيس شركته «الخبير المالية» التي أصبحت في أوائل عام 2008م شركة مرخصة من هيئة السوق المالية السعودية، وإحدى أبرز الشركات المتخصصة في الاستثمارات البديلة برأس مال 260 مليون دولار أمريكي، وبأصول تحت الإدارة تجاوزت 1,2 مليار دولار أمريكي (كما في نهاية العام 2018م)، روى من خلاله مذكراته الشخصية بأسلوب أدبي مشوق بجمل ومفردات سهلة وبسيطة.
يقول مؤلف الكتاب الأستاذ أحمد حسن مُشرف في مقدمته «إن كثيراً من رجال الأعمال الناجحين في الغرب قد وثقوا تجاربهم، ويجب أن يضيف عمّار اسمه ليكون أحدهم في عالمنا العربي الذي يفتقر للكثير من السير الذاتية للناجحين ولرجال الأعمال...، ... وجدت تجربة أبي محمد شيقة لعدة أسباب، أهمها معاصرته لأكثر من جيل بشكل منفرد وهو صغير السن نسبياً. فكانت طفولته فترة السبعينات ومراهقته في الثمانينات والتي قد صاحبت الكثير من التغيرات الاجتماعية والأيدولوجية والسياسية. وشهدت فترة التسعينات شغله لوظائف عدة ساهمت في بناء شخصيته العملية بشكلها الحالي. إضافة لبعض المحاولات لبناء أعمال خاصة وشركات صغيرة، لينتهي أخيراً مع الألفية الجديدة في بناء شركة «الخبير المالية» والتي عرّفت الناس عليه، خصوصاً المجتمع الحجازي بشكل أكبر...، ...وها أنا اليوم أحاول بكل جدية أن أتقبل تجربة تستحق أن يتعرف عليها الشباب، سواء كانوا رواد أعمال، أو طلاب، أو إداريين، أو سياسيين، أو أفراد طموحين يسعون إلى بناء مستقبلهم».
وقد اعتمد المؤلف في الكتاب أسلوب الحوار الصحفي بطرح أسئلة متسلسلة مبنية على المعلومات الشخصية عن صاحب المذكرات عمّار شطا ومن خلال الإجابات كان يتفرع إلى أسئلة أخرى تثري الإجابات السابقة، وتتيح لعمّار طرح آراءه وأفكاره حسب ما يتذكر دون العناية بالتسلسل الزمني، وقد اضفت عفوية وجراءة الإجابات أحياناً متعة إضافية على الكتاب، وهذه سمة من سمات فن كاتبة «المذكرات الشخصية».
ويقول المؤلف «أكبر تحدّ قد يواجه السير الذاتية التي يكتبها أصحابها عن أنفسهم، في نظري، أن نسبة الموضوعية قد تقل بشكل كبير. فعندما يكتب الكاتب عن نفسه، قد لا يستطيع تقدير الأمور بأعين القارئ، وقد لا يصل صاحب السيرة إلى ما يحتاج أن يقرأه الآخرون بالفعل. وربما يتأثر عاطفيا في بعض الحالات عندما يصل إلى جزء من أجزاء الكتاب ليتحدث عن تجربة حساسة قد تقوده إلى المبالغة في الوصف أو السرد، أو إثبات موقفه الهجومي أو الدفاعي أمام الآخرين، أو ربما توثيق أمراً لا يعي أن أهميته للآخرين ليست كأهميته لنفسه».
وقد نجح المؤلف بهذا الأسلوب في استخلاص الجوانب المهمة في حياة صاحب المذكرات بأعلى درجة من الأمانة والواقعية إذ بدء عمار مذكراته بقوله «إن الله جلَّ جلالُه يعلم قصة حياتك، فتأدب حين ترويها» وأضاف «أريد أن يعلم الناس، أو الشباب على وجه الخصوص، أن الانسان لا يملك مفاتيح هذه الحياة كما يعتقدون، بل يمرون في تحولات تبدو مأساوية في بادئ الأمر، لكنها قد تغير مجرى حياتهم إلى الأفضل...، ... أريد أن اتحدث عن التحولات التي حدثت في حياتي، كيف كنت وكيف أصبحت بعد ما مررت بها، وأن ألفت نظر الآخرين نحوها، فلكل تحول أو قرار رسالة مبطنة، ولعلي بعد تجربة التوثيق هذه أساعد أحدهم في فهمها».
وما أعطى الكتاب زخماً ومكانة علمية هو إنه قُدم من شخصيتين متميزتين في مجال الاقتصاد والمال والأعمال علمياً وعملياً وهما أ.د حسين بن محمد علي العلوي «عضو مجلس الشورى وعميد جامعة الأعمال والتكنولوجيا سابقا». الذي قال " فالأيام القادمة لا مكان فيها إلا لمن هو صاحب رؤية، قادر على تحديد أهدافه وطموحاته، ووضع الخطط لتنفيذها، إسهاماً منه في تنمية هذا الوطن".، فهو كتاب سيرة ذاتية "لأحد كبار العصاميين من أبناء مكة المكرمة السيد عمّار أحمد شطا". والخبير والكاتب الاقتصادي الدكتور مقبل صالح أحمد الذكير «استاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز»، الذي خلص إلى أن الكتاب يصلح أن يقرر على طلاب وطالبات كليات الاقتصاد والإدارة والمالية كمصدر من مصادر القراءات التطبيقية الحرة، ليس في بلادنا فقط بل في أي مكان في العالم فهو شخصية استثنائية بكل المقاييس تعرف كيف تتخذ قراراتها في كل المواقف.
وقد وزع محتوى الكتاب على 4 أجزاء تضمنت 26 فصلاً متسلسلاً، تناول الجزء الأول لمحة مختصرة عن طفولة ونشأة عمار ومسيرته التعليمية وما واكبها من أحداث ووجهة نظره حولها بواقعية، والجزء الثاني الحياة العملية والتجارب التي مر بها خلالها، والجزء الثالث تأسيس شركة الخبير المالية، الجزء الرابع قناعاته في الحياة والعمل.
وكان من أهم ما ركز عليه المؤلف مسيرة عمار العملية في عالم المال والأعمال بدء من عمله في البنك الإسلامي للتنمية وصولاً لتأسيسه شركة الخبير المالية، مع التوقف عند أهم القرارات المصيرية التي صنعت التحول في حياة عمّار العملية مثل تغيير التخصص الأكاديمي في دراسة الماجستير من الهندسة الكهربائية إلى التخطيط الاقتصادي، والتحول من العمل الوظيفي إلى الحر، والتخلي عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة الخبير إلى عضو منتدب، مع تقديم مرئياته ووجهات نظره الشخصية حيال ذلك، وطرح أرائه الفكرية حول الجوانب الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، التربوية، وقوانين العمل، والقيم والمبادئ الأخلاقية التي استمد منها فكره وفلسفته في العمل على سبيل المثال تطرقه لـ ظروف وأنظمة تشغيل غير السعوديين والمؤثرات على استقطاب الكوادر المهنية بسبب نمط الحياة، عدم فتح باب الهجرة للمملكة بغرض العمل أو العيش وأثر ذلك على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأمن القومي، الأعراف الاجتماعية وعادات وتقاليد الزواج والأنظمة والقوانين المرتبطة بشروط الزواج من الخارج، أهمية إدارة الثروات، القومية العربية والتيارات الإسلامية الفكرية المعاصرة ورأيه في العلمانية وإيمانه بحرية المعتقد، ولعله قصد بذلك مدنية الدولة حيث أن اتجاهات عمّار الفكرية تدل على تأثره وتمسكه بالثقافة الدينية في عامة مسيرته العملية وعلاقاته التجارية والاجتماعية، ويظهر ذلك جلياً باستشهاداته بالآيات القرآنية في الكثير من المواضع، التطرق إلى العديد من الشخصيات الهامة والأصدقاء الذين تأثر بهم في حياته وظروف تعرفه عليهم وصفاتهم وأهم مزاياهم والقيمة المعنوية والإنسانية التي أضافوها إليه منهم معالي الدكتور أحمد محمد علي (رئيس البنك الإسلامي للتنمية سابقاً)، الشيخ وهيب بن زقر رحمه الله أحد كبار المساهمين في بدايات تأسيس الخبير، عبد الرؤوف مناع (الرئيس التنفيذي لشركة صافولا سابقاً)، الأستاذ عبد الله باحمدان (رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي سابقاً)، الأستاذ أحمد غوث (الرئيس التنفيذي لشركة الخبير المالية)، ياسر دهلوي وغيرهم.
كما أتاح المؤلف الفرصة لعمار باسترجاع بعض الذكريات والأحداث الهامة، والتعريج على المواقف الصعبة والقاسية أحياناً التي تعرض لها في الحياة العملية نتيجة التمسك بالقيم والمبادئ بمعزل عن العواطف والمجاملات، مع توجيه النقد الذاتي وفق منظوره الشخصي، وكيفية تجاوزه تلك المواقف مثل قصة استقالته من البنك الأهلي، قضيته مع جمعية البر، ظروف تأسيس شركة الخبير المالية، إخراج ابنه محمد من المدرسة، وغير ذلك الكثير من القصص والذكريات دون العناية بمكان تسلسلها الزمني في الكتاب. مع ملاحظة أنه لم يتم تسليط الضوء على تأسيس عمار لشركة دار المراجعة الشرعية، وعضويته في المجلس الاستشاري لمعهد الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ورئاسته للجنة الاستشارية الدائمة للهيئة العامة للأوقاف التي وردت في التعريف بصاحب المذكرات، ومما يلاحظ أيضاً أن المؤلف لم يبرز بما يكفي العواطف والمشاعر الإنسانية التي واكبت مسيرة حياة عمار منذ ولادته وحتى تحقيقه النجاح، مثل دور المؤثرين من الأسرة كالوالدة حيث توفي والده وهو في التاسعة من عمره ومن المؤكد أن والدته كان لها دور كبير في تربيته وتنشئته وتعليمه لذلك نجد ردة فعلها العاطفية حينما استقال من البنك، كذلك الدور الذي لعبته زوجته «أم محمد السيدة إلهام أحمد دحلان» في صناعة الاستقرار الأسري من خلال تربية ورعاية الأبناء وصولاً إلى تحقيق إنجازاتهم العلمية والاجتماعية في الوقت الذي استلزمت ظروف عمله التغيب عن المنزل لفترات طويلة لطول ساعات العمل أو السفر.
كما طرح المؤلف أسئلة مغلقة الإجابة أحياناً مثل «هل» في الوقت الذي كان يستلزم أسئلة مفتوحة الإجابة مثل كيف؟ أين؟ لماذا..، وأحياناً يطرح أسئلة مسترسلة مبنية على معلوماته الشخصية عن عمار دون تمهيد مسبق لها فيفاجئ القارئ بموضوعها، ولم يطرح أسئلة عن الشخصيات من العلماء والمفكرين والفلاسفة الذين تأثر بهم عمار فكرياً وما طبقه من أفكارهم في حياته الاجتماعية والعملية، سيما وأن عمار بدى في أطروحاته كمفكر وفيلسوف اجتماعي إلى جانب أنه اقتصادي، كما ذكر المؤلف العديد من المناسبات والأحداث الهامة التي كان لها تأثير محوري في المسيرة الاجتماعية والعملية لعمار غير أنها لم توثق بتواريخها الميلادية والهجرية والبعض دون أي تاريخ على الإطلاق رغم ما يمثله ذلك من أهمية للتوثيق التاريخي مثل تقييم البنك الإسلامي للتنمية، الزواج، ميلاد الأبناء...الخ، وعدم وجود عناوين فرعية للمعلومات والخبرات والأطروحات الهامة التي وردت في إجابات عمار مما سيصعب على القارئ الرجوع إليها عند الحاجة.
وبصفة عامة وفق المؤلف في تقديم عمار كخبير ومستشار مالي بامتياز يستطيع أن يستشرق المستقبل بكفاءة ويضع اطروحات وأفكار لأجيال المستقبل، ونقل تجربة نجاحه في عالم المال والأعمال للآخرين.
وهو عبارة عن مذكرات شخصية لرجل الأعمال عمّار أحمد صالح شطا المؤسس والعضو المنتدب لشركة الخبير المالية، ومؤسس شركة «دار المراجعة الشرعية»، مستشار مالي معتمد (CFA)، عضو المجلس الاستشاري لمعهد الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ورئيس اللجنة الاستشارية الدائمة للهيئة العامة للأوقاف، ومحكم مالي معتمد من قبل وزارة العدل السعودية. وقصة نجاحه في تأسيس شركته «الخبير المالية» التي أصبحت في أوائل عام 2008م شركة مرخصة من هيئة السوق المالية السعودية، وإحدى أبرز الشركات المتخصصة في الاستثمارات البديلة برأس مال 260 مليون دولار أمريكي، وبأصول تحت الإدارة تجاوزت 1,2 مليار دولار أمريكي (كما في نهاية العام 2018م)، روى من خلاله مذكراته الشخصية بأسلوب أدبي مشوق بجمل ومفردات سهلة وبسيطة.
يقول مؤلف الكتاب الأستاذ أحمد حسن مُشرف في مقدمته «إن كثيراً من رجال الأعمال الناجحين في الغرب قد وثقوا تجاربهم، ويجب أن يضيف عمّار اسمه ليكون أحدهم في عالمنا العربي الذي يفتقر للكثير من السير الذاتية للناجحين ولرجال الأعمال...، ... وجدت تجربة أبي محمد شيقة لعدة أسباب، أهمها معاصرته لأكثر من جيل بشكل منفرد وهو صغير السن نسبياً. فكانت طفولته فترة السبعينات ومراهقته في الثمانينات والتي قد صاحبت الكثير من التغيرات الاجتماعية والأيدولوجية والسياسية. وشهدت فترة التسعينات شغله لوظائف عدة ساهمت في بناء شخصيته العملية بشكلها الحالي. إضافة لبعض المحاولات لبناء أعمال خاصة وشركات صغيرة، لينتهي أخيراً مع الألفية الجديدة في بناء شركة «الخبير المالية» والتي عرّفت الناس عليه، خصوصاً المجتمع الحجازي بشكل أكبر...، ...وها أنا اليوم أحاول بكل جدية أن أتقبل تجربة تستحق أن يتعرف عليها الشباب، سواء كانوا رواد أعمال، أو طلاب، أو إداريين، أو سياسيين، أو أفراد طموحين يسعون إلى بناء مستقبلهم».
وقد اعتمد المؤلف في الكتاب أسلوب الحوار الصحفي بطرح أسئلة متسلسلة مبنية على المعلومات الشخصية عن صاحب المذكرات عمّار شطا ومن خلال الإجابات كان يتفرع إلى أسئلة أخرى تثري الإجابات السابقة، وتتيح لعمّار طرح آراءه وأفكاره حسب ما يتذكر دون العناية بالتسلسل الزمني، وقد اضفت عفوية وجراءة الإجابات أحياناً متعة إضافية على الكتاب، وهذه سمة من سمات فن كاتبة «المذكرات الشخصية».
ويقول المؤلف «أكبر تحدّ قد يواجه السير الذاتية التي يكتبها أصحابها عن أنفسهم، في نظري، أن نسبة الموضوعية قد تقل بشكل كبير. فعندما يكتب الكاتب عن نفسه، قد لا يستطيع تقدير الأمور بأعين القارئ، وقد لا يصل صاحب السيرة إلى ما يحتاج أن يقرأه الآخرون بالفعل. وربما يتأثر عاطفيا في بعض الحالات عندما يصل إلى جزء من أجزاء الكتاب ليتحدث عن تجربة حساسة قد تقوده إلى المبالغة في الوصف أو السرد، أو إثبات موقفه الهجومي أو الدفاعي أمام الآخرين، أو ربما توثيق أمراً لا يعي أن أهميته للآخرين ليست كأهميته لنفسه».
وقد نجح المؤلف بهذا الأسلوب في استخلاص الجوانب المهمة في حياة صاحب المذكرات بأعلى درجة من الأمانة والواقعية إذ بدء عمار مذكراته بقوله «إن الله جلَّ جلالُه يعلم قصة حياتك، فتأدب حين ترويها» وأضاف «أريد أن يعلم الناس، أو الشباب على وجه الخصوص، أن الانسان لا يملك مفاتيح هذه الحياة كما يعتقدون، بل يمرون في تحولات تبدو مأساوية في بادئ الأمر، لكنها قد تغير مجرى حياتهم إلى الأفضل...، ... أريد أن اتحدث عن التحولات التي حدثت في حياتي، كيف كنت وكيف أصبحت بعد ما مررت بها، وأن ألفت نظر الآخرين نحوها، فلكل تحول أو قرار رسالة مبطنة، ولعلي بعد تجربة التوثيق هذه أساعد أحدهم في فهمها».
وما أعطى الكتاب زخماً ومكانة علمية هو إنه قُدم من شخصيتين متميزتين في مجال الاقتصاد والمال والأعمال علمياً وعملياً وهما أ.د حسين بن محمد علي العلوي «عضو مجلس الشورى وعميد جامعة الأعمال والتكنولوجيا سابقا». الذي قال " فالأيام القادمة لا مكان فيها إلا لمن هو صاحب رؤية، قادر على تحديد أهدافه وطموحاته، ووضع الخطط لتنفيذها، إسهاماً منه في تنمية هذا الوطن".، فهو كتاب سيرة ذاتية "لأحد كبار العصاميين من أبناء مكة المكرمة السيد عمّار أحمد شطا". والخبير والكاتب الاقتصادي الدكتور مقبل صالح أحمد الذكير «استاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز»، الذي خلص إلى أن الكتاب يصلح أن يقرر على طلاب وطالبات كليات الاقتصاد والإدارة والمالية كمصدر من مصادر القراءات التطبيقية الحرة، ليس في بلادنا فقط بل في أي مكان في العالم فهو شخصية استثنائية بكل المقاييس تعرف كيف تتخذ قراراتها في كل المواقف.
وقد وزع محتوى الكتاب على 4 أجزاء تضمنت 26 فصلاً متسلسلاً، تناول الجزء الأول لمحة مختصرة عن طفولة ونشأة عمار ومسيرته التعليمية وما واكبها من أحداث ووجهة نظره حولها بواقعية، والجزء الثاني الحياة العملية والتجارب التي مر بها خلالها، والجزء الثالث تأسيس شركة الخبير المالية، الجزء الرابع قناعاته في الحياة والعمل.
وكان من أهم ما ركز عليه المؤلف مسيرة عمار العملية في عالم المال والأعمال بدء من عمله في البنك الإسلامي للتنمية وصولاً لتأسيسه شركة الخبير المالية، مع التوقف عند أهم القرارات المصيرية التي صنعت التحول في حياة عمّار العملية مثل تغيير التخصص الأكاديمي في دراسة الماجستير من الهندسة الكهربائية إلى التخطيط الاقتصادي، والتحول من العمل الوظيفي إلى الحر، والتخلي عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة الخبير إلى عضو منتدب، مع تقديم مرئياته ووجهات نظره الشخصية حيال ذلك، وطرح أرائه الفكرية حول الجوانب الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، التربوية، وقوانين العمل، والقيم والمبادئ الأخلاقية التي استمد منها فكره وفلسفته في العمل على سبيل المثال تطرقه لـ ظروف وأنظمة تشغيل غير السعوديين والمؤثرات على استقطاب الكوادر المهنية بسبب نمط الحياة، عدم فتح باب الهجرة للمملكة بغرض العمل أو العيش وأثر ذلك على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأمن القومي، الأعراف الاجتماعية وعادات وتقاليد الزواج والأنظمة والقوانين المرتبطة بشروط الزواج من الخارج، أهمية إدارة الثروات، القومية العربية والتيارات الإسلامية الفكرية المعاصرة ورأيه في العلمانية وإيمانه بحرية المعتقد، ولعله قصد بذلك مدنية الدولة حيث أن اتجاهات عمّار الفكرية تدل على تأثره وتمسكه بالثقافة الدينية في عامة مسيرته العملية وعلاقاته التجارية والاجتماعية، ويظهر ذلك جلياً باستشهاداته بالآيات القرآنية في الكثير من المواضع، التطرق إلى العديد من الشخصيات الهامة والأصدقاء الذين تأثر بهم في حياته وظروف تعرفه عليهم وصفاتهم وأهم مزاياهم والقيمة المعنوية والإنسانية التي أضافوها إليه منهم معالي الدكتور أحمد محمد علي (رئيس البنك الإسلامي للتنمية سابقاً)، الشيخ وهيب بن زقر رحمه الله أحد كبار المساهمين في بدايات تأسيس الخبير، عبد الرؤوف مناع (الرئيس التنفيذي لشركة صافولا سابقاً)، الأستاذ عبد الله باحمدان (رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي سابقاً)، الأستاذ أحمد غوث (الرئيس التنفيذي لشركة الخبير المالية)، ياسر دهلوي وغيرهم.
كما أتاح المؤلف الفرصة لعمار باسترجاع بعض الذكريات والأحداث الهامة، والتعريج على المواقف الصعبة والقاسية أحياناً التي تعرض لها في الحياة العملية نتيجة التمسك بالقيم والمبادئ بمعزل عن العواطف والمجاملات، مع توجيه النقد الذاتي وفق منظوره الشخصي، وكيفية تجاوزه تلك المواقف مثل قصة استقالته من البنك الأهلي، قضيته مع جمعية البر، ظروف تأسيس شركة الخبير المالية، إخراج ابنه محمد من المدرسة، وغير ذلك الكثير من القصص والذكريات دون العناية بمكان تسلسلها الزمني في الكتاب. مع ملاحظة أنه لم يتم تسليط الضوء على تأسيس عمار لشركة دار المراجعة الشرعية، وعضويته في المجلس الاستشاري لمعهد الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ورئاسته للجنة الاستشارية الدائمة للهيئة العامة للأوقاف التي وردت في التعريف بصاحب المذكرات، ومما يلاحظ أيضاً أن المؤلف لم يبرز بما يكفي العواطف والمشاعر الإنسانية التي واكبت مسيرة حياة عمار منذ ولادته وحتى تحقيقه النجاح، مثل دور المؤثرين من الأسرة كالوالدة حيث توفي والده وهو في التاسعة من عمره ومن المؤكد أن والدته كان لها دور كبير في تربيته وتنشئته وتعليمه لذلك نجد ردة فعلها العاطفية حينما استقال من البنك، كذلك الدور الذي لعبته زوجته «أم محمد السيدة إلهام أحمد دحلان» في صناعة الاستقرار الأسري من خلال تربية ورعاية الأبناء وصولاً إلى تحقيق إنجازاتهم العلمية والاجتماعية في الوقت الذي استلزمت ظروف عمله التغيب عن المنزل لفترات طويلة لطول ساعات العمل أو السفر.
كما طرح المؤلف أسئلة مغلقة الإجابة أحياناً مثل «هل» في الوقت الذي كان يستلزم أسئلة مفتوحة الإجابة مثل كيف؟ أين؟ لماذا..، وأحياناً يطرح أسئلة مسترسلة مبنية على معلوماته الشخصية عن عمار دون تمهيد مسبق لها فيفاجئ القارئ بموضوعها، ولم يطرح أسئلة عن الشخصيات من العلماء والمفكرين والفلاسفة الذين تأثر بهم عمار فكرياً وما طبقه من أفكارهم في حياته الاجتماعية والعملية، سيما وأن عمار بدى في أطروحاته كمفكر وفيلسوف اجتماعي إلى جانب أنه اقتصادي، كما ذكر المؤلف العديد من المناسبات والأحداث الهامة التي كان لها تأثير محوري في المسيرة الاجتماعية والعملية لعمار غير أنها لم توثق بتواريخها الميلادية والهجرية والبعض دون أي تاريخ على الإطلاق رغم ما يمثله ذلك من أهمية للتوثيق التاريخي مثل تقييم البنك الإسلامي للتنمية، الزواج، ميلاد الأبناء...الخ، وعدم وجود عناوين فرعية للمعلومات والخبرات والأطروحات الهامة التي وردت في إجابات عمار مما سيصعب على القارئ الرجوع إليها عند الحاجة.
وبصفة عامة وفق المؤلف في تقديم عمار كخبير ومستشار مالي بامتياز يستطيع أن يستشرق المستقبل بكفاءة ويضع اطروحات وأفكار لأجيال المستقبل، ونقل تجربة نجاحه في عالم المال والأعمال للآخرين.