المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
"في محلات الحلاقة 2020" شباب الجيل يبحثون عن أدوات التجميل ومن قصات الشعر الى تنظيف وتلميع البشرة
ناصرمضحي الحربي
بواسطة : ناصرمضحي الحربي 16-02-2020 05:02 صباحاً 36.0K
المصدر -  


يظن الكثير من الناس أن أي محل للحلاقة يمكن أن يفي بغرض حلق الشعر ، وهو الهدف الذي من أجله تنتشر محلات الحلاقة في كل مكان، إلا أن الأمر يختلف تماما لدى الكثير من شباب هذا الجيل ، الذين استطاعوا تحويل محلات الحلاقة إلى صوالين للتجميل تنافس المشاغل النسائية في هذا المجال، فالكثير منهم لا يكتفي بحلق شعره ، بل يتعداه إلى تصفيفه وتلميعه وقضاء وقت طويل داخل الصالون لتنظيف البشرة واستخدام الكريمات المرطبة ليبدو في أجمل حلة ، واكثر جمالاً كما يزعمون وتصل بالكثير منهم إلى ارتياد محلات حلاقة خاصة بهم حتى لو كانت تلك المحلات بعيدة عن منازلهم ومن المستحيل أن يرتادون اغيرها، كما أنه عند ارتيادهم لها يكون لهم حلاقون مخصصون يحلقون لهم في كل مرة دون أي من العمال المتواجدين في الصالون، كما تصل ببعضهم إلى توفير أدوات الحلاقة من حسابهم الخاص ، ويودعونها في أدراج لدى صالونات الحلاقة التي يرتادونها لتكون تلك الادوات استخداما شخصيا لهم في كل مرة يحلقون فيها. ويبرر هؤلاء الشباب سلوكهم بحب التميز والبحث عن محلات الحلاقة الراقية التي تحلق لهم بشكل متميز يبدون فيه بكامل أناقتهم، ويرون إن مثل هذه المحلات تجنبهم انتقال عدوا الأمراض الجلدية وبعض العمالة الذين يمارسون هذا النشاط، أما المسنون فلا يحتاجون الى محلات الحلاقة كثيرا وإن احتاجوها فيمكن لأي صالون حلاقة يصادفهم في الطريق أن يفي بالغرض، وكما يرون أن اهتمام الشباب بتلك الأمور الثانوية ناتج عن الفراغ وتوفر الإمكانات المادية التي تصرف في غير مكانها.
image
وفي التفاصيل " غرب " دخلت الى كواليس الشباب ووقفت على هذه الظاهرة الشبابية اللافتة للنظر، منذا زمن ليس بقريب في هذا الخصوص . يؤكد الشاب ريان العلي من داخل صالون الحلاقة أن الكثير من جيل الشباب المحبين لهذه الظاهرة للتميز والبحث عن الأناقة على حد قوله يرتادون محلات الحلاقة الراقية فئة "5 نجوم" لحلق شعرهم وتصفيفه وتنظيف بشرتهم وتلميعها وغيرها من الخدمات التي تقدمها لهم صوالين الحلاقة .
واكد العلي إنه يتعامل مع صوالين الحلاقة المميزة في هذا المجال قائلاً : من المستحيل أن يذهب لغيره مع أنه يقع في حي يبعد كثيرا عن منزله مؤكدا أنه دائما مايحلق له أحد عمال المحل دون العمال الآخرين ، ويعتبره حلاقه الخاص لعدة أسباب منها نظافته وحسن تعامله ، إضافة لمعرفته بالطرق التي يريد أن يحلق بها، واعتاد عليها بعكس بعض الحلاقين الذين يتعلمون الحلاقة في رؤوس الزبائن الذين يرتادونهم، حسب مايصف ذلك.
موضحاً أنه في حال انشغال "حلاقه الخاص" بحلاقة زبون آخر فإنه ينتظر حتى يفرغ من عمله منتظر دوره .

ويشاطره بالقرل الشاب سالم الشريدة: إنه على الرغم من ارتياده محلات الحلاقة المشهورة بأناقتها ونظافة عمالها إلا أنه يقوم بتوفير الأدوات الخاصة التي يحتاجها في الحلاقة كالأمشاط والمقصات والأمواس والمحارم وغيرها من حسابه الخاص ، ويودعها في درج خاص لدى صالون الحلاقة الذي يرتاده باستمرار ،
مشيرا إلى أنه في كل مرة يرغب فيها الحلاقة يقوم عامل المحل باستخدام هذه الأدوات في حلاقته ، معلل ان السبب في ذلك يعود لحب الخصوصية وتجنبا لانتقال الأمراض الجلدية وقشرة الرأس ، وأضاف: إنه يدفع مبالغ مالية نهاية كل عام كأجور للصندوق الذي يودع بداخله أدوات الحلاقة الخاصة فيه ويحمل نسخة من مفاتيحه.

وبين الشاب تركي الرميح أن استخدام بعض من الحلاقين ادوات الحلاقة مع اكثر الزبائن دفعه إلى توفير أدوات خاصة من حسابه الخاص تجنبا لنتقال الأمراض الجلدية التي تنتقل عبر أدوات الحلاقة، مفيداً إلى أن بعض الحلاقين لا يلتزمون بالنظافة الشخصية ، كما أن بعض الزبائن قد يكون مصابون بقشرة الرأس مما يساعد في انتقالها للزبائن الآخرين من خلال ادوات الحلاقة التي يتكرر استعمالها مع كل الزبائن كالامشاط والمقصات وغيرها .

image
على سيق هذا الموضوع (مدير صالون حلاقة) أكد أنه نزولا عند رغبة بعض الشباب قام بتركيب عدد من الأدراج الصغيرة في زاوية المحل يزيد عددها عن 90 صندوقا مزودة بأرقام متسلسلة وبها أقفال محكمة ، يضع الزبائن فيها أدوات الحلاقة ا الخاصة بهم التي يقومون بشرائها من حسابهم الخاص كالأمواس والأمشاط والمقصات والمحارم و الشامبو" وغيرها من مستلزمات الحلاقة ، وتكون هذه الأدوات استخداما شخصيا لهم في كل مرة يرتادون فيها المحل ،
مؤكداً إلى أنه يؤجر الصندوق الواحد بمبلغ 50 ريالا في السنة.

ويضيف اشرف بشير (حلاق) أن الزبائن الذين يقومون بتوفير أدوات الحلاقة لأنفسهم يعاملون كالزبائن الآخرين من حيث الأسعار بكافة الخدمات التي تقدم لهم، مشيرا إلى أنه يعمل في الصالون 6 حلاقين وكل واحد منهم له زبائن متعارف عليهم لا يحلقون إلا لديه ، وعندما يأتي الزبون ويجد "حلاقه الخاص" مشغولا فإنه ينتظر حتى يفرغ من عمله من الزبون حتى لو كان هناك حلاقون آخرون متفرغون للحلاقة ، موضحاً إلى أن بعض الشباب يتصلون على حلاقيهم الخاصين مسبقا
ويحجزون دورهم في الحلاقة، بعكس الزبائن كبار السن حيث يحلقون لدى أي حلاق يجدونه متفرغا.

في ذاكرة الزمان مقص صغير ومرأة
وبعرض الأمر على علق المواطن مرزوق الدوسري ( 55 عاما) على هذه الظاهرة الشبابية الحديثة وصوالين الحلاقة المنتشرة في كل مكان وكل حي قائلاً : الله يرحم أيام زمان ، كنا فيه لا نهتم بمثل هذه الأمور ، وكل همنا البحث عن مصدر رزقنا وعيش أبنائنا ، ولا يتوفر لدينا سوی مقص صغير ومراة نستخدمها للحلاقة عندما يطول الشعر وكذلك في المناسبات العامة كالأعياد وصلاة الجمعة من كل أسبوع ، إن احتاج الأمرالى ذلك. أما اليوم من نعم الله علينا يذهب الشاب للحلاق مرتين في الأسبوع وربما أكثر من ذلك وليتهم يكتفون بذلك بل يخرجون بقصات غريبة منافية للذوق العام.

لاتمام جولة الاستطلاع كان لزاماً علينا ان نتعرف على رأي استشاري لامراض العدوى والجلدية في هذا الشان وحيث استوفاء شروط اكمال المادة فكان لزاماً علينا اقتباس رائي مدون يتحدث حول هذا الموضوع لأستشاري الأمراض الجلدية الدكتور (ثوماس بيرجر) جاء فيه : انتقال الأمراض الجلدية عبر أدوات الحلاقة أمر وارد، حيث توجد أمراض جلدية معدية كالصدفية والقشرة وغيرها من الأمراض يمكن أن تنتقل من شخص لآخر إثر استعمال نفس الأدوات، وخطورة استخدام الموس لأكثر من شخص والذي قد يؤدي إلى انتقال أمراض معدية أخرى تفوق خطورتها خطورة الأمراض الجلدية كمرض الإيدز وأمراض الدم المعدية، ما يدعو إلى التشديد على مسألة تعقيم الأدوات بشكل كامل في صالونات الحلاقة الرجالية، مع تفضيله تخصيص أدوات معينة لكل شخص، أو استخدام الأدوات التي تستعمل لمرة واحدة فقط.