المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
سير التحولات في الثورة الشعبية ضد الشاه في العام 1979
بواسطة : 08-02-2020 04:59 مساءً 10.6K
المصدر -  
11فبراير طهران مفعمة بالحماس الوطني والنار والدماء
في الأول من فبراير 1979 وصل خميني إلى طهران. واستقبلت منه جماهير الناس مجتمعة في صفوف بطول 23 كيلومتر.

وطلب بختيار رئيس الوزراء، من سلطات السافاك والقيادة العسكرية في طهران رسميًا أن يتخذوا الإجراءات الأمنية اللازمة بهذا الشأن. ولدى عودته إلى إيران وردًا على سؤال طرحه المراسل على خميني في الطائرة، ما هو إحساسك؟: أجاب خميني: لا شيء!!!
وتوجه خميني مباشرة إلى مقبرة بهشت زهراء وألقى كلمة. ثم اتخذ «مدرسة علوي» بطهران مقرًا له.
في يوم 3 فبراير، غادر الجنرال هايزر إيران.
وفي اليوم التالي أي 4 فبراير، عيّن خميني بازرغان لمنصب رئاسة الوزراء. وتم بث هذه المراسيم من التلفزيون.
وفي يوم 9 فبراير، قال أمير انتظام مستشار بازرغان: التقى بازرغان وأردبيلي بالسفير الأمريكي في طهران في بيت سحابي وتحدثوا حول ترتيبات عملية النقل السلمي للسلطة.
وفي الساعة الثامنة من ذلك المساء، اشتعل الفتيل الرئيسي للثورة في قاعدة «دوشان تبه» لهيئة قيادة القوة الجوية. حيث اشتبك عناصر الحرس الملكي مع منتسبي القوة الجوية وانتهى الأمر إلى إطلاق النار. وقام منتسبو القوة الجوية بفتح مخازن الأسلحة للتصدي للحرس الملكي واتسع نطاق الاشتباك المسلح.
وانتشر خبر الاشتباك بسرعة فائقة في عموم العاصمة طهران، وسرعان ما اتجه آلاف من المواطنين من كل حدب وصوب نحو قاعدة دوشان تبه، رغم حالة الحكم العرفي.
وفي صباح يوم 10 فبراير، قام المواطنون بوضع متاريس في الشوارع المحيطة بالقاعدة واستقر مواطنون مسلحون خلفها. وفي حوالي الظهر، استولى المواطنون في منطقة «طهران نو» على ثلاث دبابات لفرقة الحرس الملكي.
وأعلنت القيادة العسكرية في طهران فرض الحكم العرفي من الساعة السابعة مساء، ولكنه لم يكن أحد يبالي بهذا الإعلان.
وأكد خميني في رسالة أنه لم يصدر بعد فتوى للجهاد.
ولكن الناس لم يعيروا اهتمامًا برسالة خميني وهتفوا: أيها القادة، سلّحونا!
كما وفي اليوم نفسه، أعلن بعض القادة العسكريين تضامنهم مع الحركة الشعبية.
وفي مساء 10 فبراير، طلبت القيادة العسكرية في طهران في بيان، من جميع قواتها مغادرة الشوارع والعودة إلى ثكناتها.
كوادر مجاهدي خلق الذين تحرروا من السجن مؤخرًا وكذلك كوادر منظمة فدائيي خلق، شاركوا بنشاط في الانتفاضة المسلحة وكانوا يقودون الناس نحو المراكز الرئيسية.
تم الاستيلاء على إدارة الأسلحة في الجيش وتم فتح مخازن الأسلحة على الناس.
وسقطت مراكز الشرطة واحدة تلو الأخرى. وتم وضع متاريس في الشوارع بسرعة.
وسقطت هيئة القوة الجوية في يوم 10 فبراير.
وفي الليل تولت لجان محلية في كل منطقة وحيّ وهي مسلحة، حماية المنطقة.
وفي صباح يوم 11 فبراير كانت طهران تشتعل بالحماس والنار والدماء.
الناس أحرقوا الادارة العامة لقوات الشرطة.
وكانت أصوات الرصاصات مستمرة دون انقطاع. واستسلم معسكر عباس آباد بدون مقاومة.
وأعلن مجلس الشيوخ حل المجلس خلال بيان أصدره.
وكانت السيطرة قد خرجت من يد الملالي الذين كانوا يدعون إلى الهدوء.
وكان المواطنون مسلحين والاشتباكات أخذ يتسع نطاقها.
مجلس قيادة الجيش شكل جلسة برئاسة قره باغي وبعد دراسة الأوضاع المتأزمة والمزرية للجيش، والشرطة والسافاك، بثت اذاعة إيران في الساعة الواحدة من ظهر 11 فبراير 1979 بيانًا أعلن فيه حياد جميع القوى العسكرية والشرطة والأمنية.
وبذلك وبعد يومين انتهت المواجهات المسلحة في شوارع طهران والتي بدأت من معسكر دوشان تبه.
وقتل عدد لافت من قادة الجيش خلال هذه المواجهات واعتقل عدد آخر.
وكان الفريق أول نصيري والفريق رحيمي والفريق ربيعي ضمن المعتقلين.
وتم نقل المعتقلين إلى مقر خميني.
وبذلك انقلبت صفحة في تاريخ إيران يوم 11 فبراير.
مشاعر المحبة والتضامن كانت سائدة في كل أنحاء إيران. وكانت البلاد مفعمة بالأمل والثقة.
ولكن خميني جاء وسرعان ما خان الشعب في تحقيق طموحاته.