المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 نوفمبر 2024
إيران ..بدء جولة جدیدة من مشروع عزل نظام الملالي دولیاً
حامد محمد الطلحي الهذلي
بواسطة : حامد محمد الطلحي الهذلي 28-01-2020 02:35 مساءً 7.7K
المصدر -  


فرضت وزارة الخزانة الأمريكية یوم الخمیس 23 ینایر عقوبات جدیدة علی النظام الإیراني استهدفت شخصین و6 شرکات، وقالت علی موقعها إنّ من بین الشرکات الستة المستهدفة، أربع تابعة لشركة النفط الوطنیة الإيرانية.
وقال وزير الخزانة الأمريكي “ستیفن منوشن” في بیان له إنّ: «قطاعي النفط والبتروكيماويات یمثّلان المصادر الرئیسیة في تمويل الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني في جميع أنحاء العالم ویسهّلان له استخدام القوة ضد الشعب الإيراني».
على الرغم من أنه لم يتّضح بعد حجم التأثير المادي للعقوبات الجديدة، إلا أنها تعكس سياسياً توازن القوى الحالي على الساحة العالمية مما یلحق بالنظام ضربات وخسائر متتالیة.
في الآونة الأخیرة نلاحظ تعليقات حادة وغير مسبوقة من کبار المسؤولین الأمريكيين ضد النظام الإیراني.
فقد شبّه وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبیو” النظام الإيراني بورم سرطاني بسبب «أنشطته الإرهابية»، وقال إنه قام بمحاولات اغتيال في الأراضي الأمريكية والأوروبية. کما وصف نظام الملالي بأنه السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال “براين هوك” المبعوث الأمریکي الخاص بإیران في وزارة الخارجية الأمریکیة على هامش مؤتمر دافوس: «إن إسماعیل قاآني خلیفة قاسم سليماني سیلقی نفس مصير سليماني إذا سار علی نهجه».
یری المراقبون السیاسیون أن هذه التصريحات الأمریکیة هي أكثر صراحةً وحدةً مما اعتاد الأمریکیون على قوله حول النظام، علی الرغم من أنّ “براین هوك” قد أکّد أنه لم یأتِ بجدید فقد سبق وأن هدّد الرئیس الأمریکي إیران بهکذا تهدید.
وردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية للنظام الإیراني بحذر شديد على تصريحات “براين هوك” واصفاً إياهاً بأنها “تصریح رسمي وعلني عن الإرهاب الحکومي الأمریکي الموجّه».
في هذا الخضم لم ینبس الحرس وفیلق القدس الإرهابي ببنت شفة، وكانت وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس هي وحدها التي نقلت الخبر وتحدّثت بمنتهی الدهشة والاستغراب عن أریحیة الولايات المتحدة وهي تتحدث رسمياً عن اغتيال مسؤولين في بلد آخر، كما لو أنّ الوکالة قد نسیت بأنّ هذه اللغة هي نفسها التي تحدّث بها نظام الملالي إلی العالم أجمع على مدار أربعین عاماً الماضیة.
اللغة الوحیدة التي یفهمها النظام!
قبل بضعة أیام فقط، وضع عضو في مجلس الشوری للنظام جائزة مالية بقيمة 3 ملايين دولار لمن یقتل “ترامب” رئیس الولایات المتحدة. وهاجم ممثل خامنئي وإمام جمعة مدینة “مشهد” المعمم “علم الهدی”، وزارة الخارجية للنظام لأنها لا تقوم بقتل السفیر البریطاني في طهران مطالباً إیاها بتمزیقه إرباً إرباً.
علی ما يبدو أنّ المجتمع الدولي الآن وبعد أربعین عاماً من سیاسة الاسترضاء والمساومة التي انتهجها النظام قد فهم للتو لغة التخاطب التي یفهمها هذا النظام.
ففي حديثه بالبرلمان الأوروبي، قال “عادل الجبير” وزیر الدولة السعودیة للشؤون الخارجیة وهو يلخّص قائمة بالأنشطة الإجرامية للنظام في العلاقات الدبلوماسية: «لم نر غیر القتل والدمار من النظام الإيراني طیلة 40 عاماً. هم يحاولون الترويج للطائفية، ويؤمنون بمبدأ تصدير الثورة، ولا يؤمنون بالسيادة الوطنية للدول، هم أكبر داعم للإرهاب في العالم».
هذا التغيير في المواقف وأسلوب التعامل لم يأت فقط بعد اختبار النظام الإیراني طیلة 40 عاماً، بل إنه قد تأثر بشدة بانتفاضة ینایر 2018 وامتدادها لانتفاضة نوفمبر 2019 ثم يناير 2020.
والتي أظهرت للعالم أنّ النظام لا مکان له في المجتمع الإيراني وأنّ الشعب ثار علیه بشكل موحد، کما أنّ انتفاضة الشعب العراقي ونفوق الشخص الثاني في النظام أي قاسم سلیماني المجرم قد أديّا إلی تدهور وضع النظام وفقدانه للتوازن في ميزان القوی الدولیة، ووضعه في مرحلة من العزلة الإقليمية والدولية لم يسبق لها مثيل من قبل.
في هذا الصدد وبتاریخ 23 ینایر الجاري، أشارت صحيفة “آرمان” الحکومیة إلى المواجهة الحالية بین أوروبا والنظام وکتبت:
«يمكن الاستنتاج أنّ هناك خططا ما لعزل إيران وأنّ استمرار هذا التوجه سيخلق ظروفاً أكثر صعوبة مما مضی. تشير الدلائل إلى أنّ التوجه الحالي هو جولة جديدة من مشروع عزل إيران وليس واضحاً إلی متی سیستمر هذا التوجه».
أساس العزلة الدولیة
في النهاية من الضروري التأكيد على أنّ أساس إقصاء وعزل النظام الإیراني دولیاً وإن كان يرجع إلی ماهیة النظام القروسطائیة وإصراره على سياسة تصدير الإرهاب.
لکن لو لا وجودانتفاضة الشعب الإيراني والحضور القوي للمقاومة الإیرانیة المنظمة في معادلات إیران بإعتبارهما شرطین أساسیین، لاستمرت سیاسة الاسترضاء الدولیة مع النظام، بل ولقبلت بوجود الملالي.
کما هم، وبنفس طبیعتهم وممارساتهم الإجرامیة من أجل ضمان المصالح الاقتصادیة لبعض الدول الغربیة.