د.فواز بن عبدالرحمن الحوزاني*
المصدر -
حالة طبية شائعة يتعرض لها الكثير من الناس و تسبب القلق و الخوف لدى المريض و ذويه مع أن السبب في معظم الحالات يكون بسيطا و معالجته سهلة و التحسن يكون سريعا و نادرأ" ما يكون السبب مهما و يحتاج المتابعة الطبية العاجلة.
بالتعريف حالة الغشي أو الاغماء هي فقدان مفاجىء ومؤقَّت للوعي، و يؤدِّي إلى السقوط. عادة .
و يحدث عند حوالي 40 بالمئة من الناس على الأقل مرة واحدة في حياتهم و غالبا" ما يحدث قبل سن الاربعين .
و لكن لو حدث بعد هذا السن لا قدر الله فيكون الأمر مهما و يحتاج لمراجعة الطبيب و تقييم الحالة بشكل مناسب .
من الناحية الطبية نفرق بين الغشي الذي يشير الى حالة اغماء و فقدان وعي بسيطة لثوان معدودة قد تصل الى دقيقة و يستعيد المريض وعيه مباشرة دون أي مشاكل طبية و أما حالة الإغماء فهي تنجم عن أسبابٍ أخرى لفقدان الوعي المؤقَّت، مثل النوبات الصرعيَّة أو نوبة نقص السكر الحاد أو حالة ارتجاج الدِّماغ بعد حادث .
في معظم حالات الاغماء يستعيد المريض وعيَه خلال دقيقة أو دقيقتين. ولكن في بعض الحالات قد يستمر غياب الوعي لفترات طويلة و هذه تعتبر حالات اسعافية طارئة و هنا يجب الاتصال بالخدمات الاسعافية بسرعة للتعامل مع الحالة و نقلها الى المستشفى .
كيف يحدث الغشي ؟
يحدث الغشي بسبب نقص الدم الوارد للدماغ خلال لحظات و بالتالي ينقص الاوكسجين الضروري لاستمرار وظيفة الدماغ الطبيعية و هنا يحدث الاغماء .
و بآلية معاكسة تصحيحية يقوم الجسمُ بزيادة جريان الدم إلى الدماغ بسرعة ، و هذا ما يسبب حدوث حالة من الذهول والتعرُّق والدوخة. و مع استمرار َ نقص الجريان الدموي لمدة ثواني الى دقيقة ، قد يحدث الغشي.
توجد أسبابٌ أخرى لنقص الجريان الدموي إلى الدماغ، و ترتبط عادة بحدوث خللٍ مؤقَّت في وظيفة الجهاز العصبي المستقلّ (اللاإرادي) الذي يقوم بتنظيم الوظائف العصبيَّة غير الإراديَّة، بما في ذلك ضبط ضغطُ الدم و تنظيم ضربات القلب.
و هذا النوع من الغشي يسمى "الغشيَ العصبيّ ". و هو يحدث نتيجة منعكس مبهمي عصبي .
و غالبا" ما يكون نتيجة شدة نفسية و انفعال شديد أو كنتيجة لحدوث ألم شديد في الجسم و نعلم أن درجة تحمل الألم تختلف من انسان لآخر كما أن الوقوف المديد قد يكون السبب في بعض الحالات و قد ينجم عن حركات جسديَّة مفاجئة مثل السُّعال أو العُطاس أو الضحك المفرِط. كما أن بعض المرضى قد يصاب بالغشي عند سحب الدم فقط لاجراء التحاليل المخبرية .
و يعدُّ الغشيُ العصبيّ هو النوعَ الأكثر شيوعاً للإغماء , حيث يحدث للمرة الأولى خلال سنوات المراهقة غالباً، و يحدث عند الاناث عادة أكثر من الذكور .
؟ ما الاجراء الاسعافي في حالة الغشي و الاغماء
يجب على المريض عند بداية الشعور بقرب حدوث اغماء لسبب ما يجب الاستلقاءُ على الارض أو السرير فوراً، ويُفضَّل أن يكونَ ذلك بوضعيَّة خفض الرأس ورفع الساقين، حيث تزيد هذه الوضعيةُ من تدفق كمية مناسبة من الدم إلى الدِّماغ.
و عند صعوبة الاستلقاء، يمكن الجلوسُ مع وضع الرأس بينَ الركبتين. و عند مشاهدة أي شخص على وشك الاغماء نساعده على الاستلقاء أو الجلوس مع وضع رأسه بينَ ركبتيه حسب الظروف المتوفرة.
إذا وجدنا أي شخصٌ قد فقد وعيه لأكثر من دقيقة أو دقيقتين، فهنا لا بد من وضعه بوضعية الاضطجاع الجانبي على جانبه الأيمن أو الأيسر و تُسمَّى وضعية الإفاقة ويكون ذلك كما يلي:
يُوضَع الشخصُ على جانبه و يُسنَد بإحدى ساقيه وذراعيه و يتم ُفتح مجرى الهواء من خلال إمالة الرأس للخلف ورفع الذقن و مراقبة التنفُّس والنبض باستمرار و من ثم يتم الاتصال بالإسعاف و مراقبة المريض حتى وصول سيارة الاسعاف .
كيف نعالج مريض الغشي و الاغماء ؟
عادة يستعيد المريضُ وعيَه في كثير من الحالات ما أن يستلقي على ظهره دقائق معدودة ، ولا يحتاج الأمرُ إلى المزيد من المعالجة و ما أن يستعيد المريض وعيه نقوم باعطائه سوائل محلاة أو نضيف الملح حسب الحالة و السبب المحتمل للاغماء مثل نقص السكر أو هبوط الضغط .
في حالات الغشي العصبيّ المبهمي فاننا لا نحتاج إلى أي معالجة خاصة فقط الاستلقاء و تهدئة المريض و يستعيد وعيه سريعا .
و في حال تكررت حالة الغشي و الأغماء عند المريض يجب مراجعة العيادة لاجراء الفحوصات الطبية الضرورية .
و بالنسبة للمعالجة الطبية فهي تعتمد على سبب الاغماء و مدة حدوثه و الأعراض المرافقة.
ماذا نفعل عند تعرض أي شخص حولنا للغشي أو الإغماء، وكيف نساعد المريض ونقيم حالته:
1- يجب ابعاد المريض عن أي ظروف ممكن أن تحرض الغشي أو تزيده مثل الأمكنة الحارة جدا" و أماكن الازدحام الشديد و تهدئة المريض و تطمينه في حال كان السبب شدَّة انفعاليَّة و نفسية .
2- و من الضروري ملاحظة العلامات الأولية التي قد تنذر بحدوث حالة الغشي مثل الشعور البسيط بالدوخة .
3- و يجب مساعدة المريض على الاستلقاء على ظهره و رفع ساقيه لزيادة التدفق الدموي إلى الدِّماغ.
و دائما" نقول الوقاية خير من العلاج فمريض السكري يجب عليه الانتباه لعدم تعرضه لنوبة انخفاض السكر و مريض الضغط عليه متابعة أدويته بانتظام و بالجرعة المناسبة و المريض الذي يتعرض لتكرر نوبات الغشي و الاغماء عليه مراجعة الطبيب و اجراء الفحوصات المناسبة لتحديد السبب و معالجته
و يجب مراجعة استشاري الأمراض النفسية بالنسبة للمرضى الذين لديهم حالات انفعالية و شدة نفسية حتى يتم وصف الدواء المناسب لهم ووقايتهم من حدوث حالات الاغماء عافانا الله و اياكم جميعا ".
__________________
*أخصائي أمراض الباطنية
ورئيس قسم الطوارئ بمستشفى الحمادي..العليا بالرياض
بالتعريف حالة الغشي أو الاغماء هي فقدان مفاجىء ومؤقَّت للوعي، و يؤدِّي إلى السقوط. عادة .
و يحدث عند حوالي 40 بالمئة من الناس على الأقل مرة واحدة في حياتهم و غالبا" ما يحدث قبل سن الاربعين .
و لكن لو حدث بعد هذا السن لا قدر الله فيكون الأمر مهما و يحتاج لمراجعة الطبيب و تقييم الحالة بشكل مناسب .
من الناحية الطبية نفرق بين الغشي الذي يشير الى حالة اغماء و فقدان وعي بسيطة لثوان معدودة قد تصل الى دقيقة و يستعيد المريض وعيه مباشرة دون أي مشاكل طبية و أما حالة الإغماء فهي تنجم عن أسبابٍ أخرى لفقدان الوعي المؤقَّت، مثل النوبات الصرعيَّة أو نوبة نقص السكر الحاد أو حالة ارتجاج الدِّماغ بعد حادث .
في معظم حالات الاغماء يستعيد المريض وعيَه خلال دقيقة أو دقيقتين. ولكن في بعض الحالات قد يستمر غياب الوعي لفترات طويلة و هذه تعتبر حالات اسعافية طارئة و هنا يجب الاتصال بالخدمات الاسعافية بسرعة للتعامل مع الحالة و نقلها الى المستشفى .
كيف يحدث الغشي ؟
يحدث الغشي بسبب نقص الدم الوارد للدماغ خلال لحظات و بالتالي ينقص الاوكسجين الضروري لاستمرار وظيفة الدماغ الطبيعية و هنا يحدث الاغماء .
و بآلية معاكسة تصحيحية يقوم الجسمُ بزيادة جريان الدم إلى الدماغ بسرعة ، و هذا ما يسبب حدوث حالة من الذهول والتعرُّق والدوخة. و مع استمرار َ نقص الجريان الدموي لمدة ثواني الى دقيقة ، قد يحدث الغشي.
توجد أسبابٌ أخرى لنقص الجريان الدموي إلى الدماغ، و ترتبط عادة بحدوث خللٍ مؤقَّت في وظيفة الجهاز العصبي المستقلّ (اللاإرادي) الذي يقوم بتنظيم الوظائف العصبيَّة غير الإراديَّة، بما في ذلك ضبط ضغطُ الدم و تنظيم ضربات القلب.
و هذا النوع من الغشي يسمى "الغشيَ العصبيّ ". و هو يحدث نتيجة منعكس مبهمي عصبي .
و غالبا" ما يكون نتيجة شدة نفسية و انفعال شديد أو كنتيجة لحدوث ألم شديد في الجسم و نعلم أن درجة تحمل الألم تختلف من انسان لآخر كما أن الوقوف المديد قد يكون السبب في بعض الحالات و قد ينجم عن حركات جسديَّة مفاجئة مثل السُّعال أو العُطاس أو الضحك المفرِط. كما أن بعض المرضى قد يصاب بالغشي عند سحب الدم فقط لاجراء التحاليل المخبرية .
و يعدُّ الغشيُ العصبيّ هو النوعَ الأكثر شيوعاً للإغماء , حيث يحدث للمرة الأولى خلال سنوات المراهقة غالباً، و يحدث عند الاناث عادة أكثر من الذكور .
؟ ما الاجراء الاسعافي في حالة الغشي و الاغماء
يجب على المريض عند بداية الشعور بقرب حدوث اغماء لسبب ما يجب الاستلقاءُ على الارض أو السرير فوراً، ويُفضَّل أن يكونَ ذلك بوضعيَّة خفض الرأس ورفع الساقين، حيث تزيد هذه الوضعيةُ من تدفق كمية مناسبة من الدم إلى الدِّماغ.
و عند صعوبة الاستلقاء، يمكن الجلوسُ مع وضع الرأس بينَ الركبتين. و عند مشاهدة أي شخص على وشك الاغماء نساعده على الاستلقاء أو الجلوس مع وضع رأسه بينَ ركبتيه حسب الظروف المتوفرة.
إذا وجدنا أي شخصٌ قد فقد وعيه لأكثر من دقيقة أو دقيقتين، فهنا لا بد من وضعه بوضعية الاضطجاع الجانبي على جانبه الأيمن أو الأيسر و تُسمَّى وضعية الإفاقة ويكون ذلك كما يلي:
يُوضَع الشخصُ على جانبه و يُسنَد بإحدى ساقيه وذراعيه و يتم ُفتح مجرى الهواء من خلال إمالة الرأس للخلف ورفع الذقن و مراقبة التنفُّس والنبض باستمرار و من ثم يتم الاتصال بالإسعاف و مراقبة المريض حتى وصول سيارة الاسعاف .
كيف نعالج مريض الغشي و الاغماء ؟
عادة يستعيد المريضُ وعيَه في كثير من الحالات ما أن يستلقي على ظهره دقائق معدودة ، ولا يحتاج الأمرُ إلى المزيد من المعالجة و ما أن يستعيد المريض وعيه نقوم باعطائه سوائل محلاة أو نضيف الملح حسب الحالة و السبب المحتمل للاغماء مثل نقص السكر أو هبوط الضغط .
في حالات الغشي العصبيّ المبهمي فاننا لا نحتاج إلى أي معالجة خاصة فقط الاستلقاء و تهدئة المريض و يستعيد وعيه سريعا .
و في حال تكررت حالة الغشي و الأغماء عند المريض يجب مراجعة العيادة لاجراء الفحوصات الطبية الضرورية .
و بالنسبة للمعالجة الطبية فهي تعتمد على سبب الاغماء و مدة حدوثه و الأعراض المرافقة.
ماذا نفعل عند تعرض أي شخص حولنا للغشي أو الإغماء، وكيف نساعد المريض ونقيم حالته:
1- يجب ابعاد المريض عن أي ظروف ممكن أن تحرض الغشي أو تزيده مثل الأمكنة الحارة جدا" و أماكن الازدحام الشديد و تهدئة المريض و تطمينه في حال كان السبب شدَّة انفعاليَّة و نفسية .
2- و من الضروري ملاحظة العلامات الأولية التي قد تنذر بحدوث حالة الغشي مثل الشعور البسيط بالدوخة .
3- و يجب مساعدة المريض على الاستلقاء على ظهره و رفع ساقيه لزيادة التدفق الدموي إلى الدِّماغ.
و دائما" نقول الوقاية خير من العلاج فمريض السكري يجب عليه الانتباه لعدم تعرضه لنوبة انخفاض السكر و مريض الضغط عليه متابعة أدويته بانتظام و بالجرعة المناسبة و المريض الذي يتعرض لتكرر نوبات الغشي و الاغماء عليه مراجعة الطبيب و اجراء الفحوصات المناسبة لتحديد السبب و معالجته
و يجب مراجعة استشاري الأمراض النفسية بالنسبة للمرضى الذين لديهم حالات انفعالية و شدة نفسية حتى يتم وصف الدواء المناسب لهم ووقايتهم من حدوث حالات الاغماء عافانا الله و اياكم جميعا ".
__________________
*أخصائي أمراض الباطنية
ورئيس قسم الطوارئ بمستشفى الحمادي..العليا بالرياض