المصدر - منذ اكثر من ثلاثة قرون مازال سوق صبيا او سوق الثلاثاء الإسبوعي قائماً وبات معلماً بارزاً يحكي تاريخ مجيد واصيل منذ القرون الاولى ورغم موقعه القديم وسط الوادي ومجرى السيول لكن شهرة السوق نجحت في بقائه على قيد الحياة، . ومن يبحث في تاريخ صبيا كمحافظة أو مدينة أو سوق، يجد نفسه أمام قواميس ومجلدات كبيرة تحكي العديد من الروايات، إلا أن المتفق عليه أن صبيا مدينة التأريخ والحضارة
، وعاصمة المنطقة التاريخية (المخلاف السليماني) في الماضي وأطلالها التاريخية شاهد عليها. وتقع صبيا في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة في السهل الممتد بين جبال السروات شرقا، والشواطئ الشرقية للبحر الأحمر غربا، وتحديدا إلى الشمال الشرقي من مدينة جازان بمسافة تصل إلى نحو ثلاثين كيلومترا. وأسس صبيا القديمة (دريب بن مهارش الخواجي عام 958 هجرية)، حيث لا تزال بقايا وآثار القصور والمباني المتهدمة التي تعود إلى تلك الفترة، إلا أن مدير الآثار بالمنطقة فيرى أن تاريخ صبيا أقدم بكثير من القرن العاشر الهجري، وما وجد من معثورات وأدوات حجرية وأثرية يشير إلى أن في موقع مدينة صبيا الحالي كان هناك استيطان للعنصر البشري قبل آلاف السنين، وهو ما يعني وجود حضارة قديمة قامت في موقع صبيا تاريخيا.
سوق الثلاثاء
رغم أن الآثار والعمران الأبرز والأهم في صبيا، إلا أن الاحتفالية البارزة للمدينة متمثلة في سوقها الأسبوعي تعد أيضا معلما مميزا، ومع صبيحة الثلاثاء من كل أسبوع تبدأ الحياة في مدينة صبيا، معلنة تهيؤها لاستقبال زوارها من مختلف المناطق والدول المجاورة ومن أبرزها اليمن الشقيق.
وارتبط سوق صبيا الأسبوعي بالمسمى الزماني كونه سوق الثلوث (نسبة إلى يوم الثلاثاء الذي تقام فيه فعاليات السوق)، وحسب روايات كبار السن، فإن ذكريات السوق تزيد عمرها على أكثر من 300 سنة، في إشارة إلى التوقيت الذي بدأت فيه الحركة التجارية، ورغم تغير الزمن والمكان إلا أن تاريخ السوق وأهميته لم يتغيرا حتى الآن، ولا يختلف اثنان على أن سوق صبيا من أكبر أسواق المنطقة ارتياداً من قبل ساكنيها حتى من خارج منطقة جازان وبالذات من عسير إما للتسوق أو للتسويق ولا يضاهيه في ذلك إلا سوق الخوبة المشهور بالرغم من تفوق سوق صبيا في مجال تسويق المواشي والأغنام عن باقي أسواق المنطقة.
كما أن السوق من أهم أسواق المنطقة منذ القدم، عطفا على الموقع الجغرافي للمحافظة التي تتوسط منطقة جازان وتعد مكان تسوق القادمين من شمال المنطقة وجنوبها وشرقها وغربها والوصول إليها بكل سهولة.
الموقع القديم
السوق قديما كان بالقرب من الجامع الكبير وسط مدينة صبيا، وبالقرب من حدود الوادي من ناحية الشمال، حيث كان الوادي يفيض بمياه السيول التي كانت تغمر صبيا، وكان موقع صبيا قديما شمال السوق الحالي الذي يقع في مصب الوادي.
ويشير محمد محرق إلى الصورة القديمة للسوق رغم صعوبة العيش آنذاك، حيث أن البساطة كانت السمة البارزة للباعة والمتسوقين فيه بوجود مبارك الإبل والحمير والخيول وموارد المياه والسقايين الذين يجوبون السوق مع البضائع التهامية واليمنية التي ترد للسوق قبل أيام من إقامته.
ويتذكر احمد يوسف المحلات الشهيرة في السوق القديم، لكنها اندثرت وانتهت، وأتى جيل قادوا شهرة السوق في الثلاثين سنة الأخيرة، مبينا أن صفاء النية وحب التعاون وملاقاة الأحباب، إضافة إلى رؤية الحياة القديمة من جمال وحمير وخيول في ذلك الزمان هو ما كان يميز سوق صبيا القديم.
سيلا الثلوث
إبراهيم كنديري من البائعين القدامى في السوق، يتواجد في أروقته منذ 35 عاما، يعتبر السوق فرصة أسبوعية لأصحاب بعض الحرف والمهن من اليمن لعرض منتجاتهم من حبوب وفواكه وعسل وسمن وأوان فخارية وحجرية.
ويضيف بأن الحدث الأبرز الذي مر على السوق سيل الثلاثاء قبل 28 عاما (في عام 1401هـ)، وسيل الثلاثاء الآخر قبل 20عاماً، حيث سالت المياه فجرا وباغتت أهل السوق لتبتلع البضائع والمواشي، وتغمر المياه كل شيء بما في ذلك أكوام القش والقصب (علف الماشية) التي أزاحها السيل من مكانها، بجانب بسطات الخضار والأواني الفخارية والسمك والخسف، ويأتي السيل على معظم أجزائه في مشهد لا ينسى من تاريخ السوق القديم الذي كان يقع في بطن الوادي، ولكن حاليا مع الإمكانيات الحديثة والسدود الموجودة أمام الوادي وقلة السيول فرضت جوا آمنا من هجمات السيول.
ميدان الأخبار
وأضاف مدير وكالة الآثار والمتاحف بمنطقة جازان بأن سوق صبيا عرف منذ قديم الزمان، حين كانت القبائل تتوافد إلى ساحته لتبادل المنافع، وهو سوق للتراث والأدوات الشعبية التي ما زالت تشكل حضورا كبيرا في البسطات مثل سلال الخصف والأواني الفخارية ومعدات الزراعة اليدوية، إضافة إلى أنه مكان لبيع المنتجات المحلية مثل السمن والعسل والذرة الرفيعة والدخن ومختلف الملابس والأقمشة.
وأبان أنه بالإضافة إلى تبادل البضائع وتداولها تقام فعاليات أخرى بارزة قديمة، حيث كان الناس يتداولون الأخبار في ما بينهم، حتى اعتبر السوق ميدانا للتواصل بين القرى، وحاليا ومع تطور المعلومات اقتصر التواصل على تبادل أخبار المنتجات والمعروضات.
ساعات العمل
الحضور في غير موعد إقامة السوق (الثلاثاء أسبوعيا) من بعد صلاة الفجر وحتى قبل الظهر، لن يعود على الزائر إلا بكثير من الإحباط، إذ يعتقد أن المكان مهجور منذ زمن، فالمشهد لا يضم إلا بقايا أخشاب وأوراق وقش.
ويكشف علي موذن من سكان صبيا أن حالة الإحباط لطالما اجتاحت الكثير من السياح والزوار الذين يتوافدون إلى السوق لاقتناء بعض معروضاته النادر العثور عليها في أسواق أخرى، لكنهم لم يكونوا على علم بموعد إقامته.
وقال: الموعد أهم المعلومات التي يجب توفرها لدى أي سائح وزائر لهذا السوق، حتى لا يجدوا أنفسهم يعودون خاليي الوفاض.
وأضاف بأن السوق ينشط بشكل خاص قبل رمضان وعيدي الفطر والأضحى، خصوصا إن صادف الثلاثاء آخر ليلة في رمضان أو التاسع من شهر ذي الحجة، إذ يزدحم بآلاف الزوار مما يشكل صعوبة في السير داخل أرجائه، أما أيام إجازة الصيف فهي الأخرى تشهد زحاما مما يعني أن السوق على مدار العام يحظى باهتمام الزوار.
ممنوع الاحتكار
العملية التجارية في سوق صبيا ليست حكرا على أحد أو جنس بعينه، فليس بغريب رؤية النساء ممتطيات ظهور الحمير ومعهن بضائعهن لغرض بيعها، ولا حتى رؤية صغار السن من فتيات وصبيان يمارسون العملية التجارية، فالسوق مفتوح للجميع للبيع والشراء، والبسطات منتشرة في أرجائه على مساحة تمتد إلى كم2 تقريبا.
والنساء في الغالب تجدهن هناك باعة الحليب والسمن والعسل والقطران والقماش والمنتجات المحلية مثل الموز البلدي والعنب والمانجو والفركس الجبلي والزبيب والليمون والفلفل، إضافة إلى المصنوعات اليدوية من خسف وملابس وأوان منزلية ومعدنية وفخارية كأواني الشرب والأكل مثل الصحاف والمكيلة والمغشات والحياسي والزنابيل والجرة والبلبلة التي تحتفظ بالماء، وفي مجال الشعبيات والسلع التراثية تجد جنبات السوق زاخرة بالمصنوعات الخزفية ذات الأشكال الهندسية الباهرة والصلصال بكافة أشكاله وجميع هذه المنتجات والمعروضات صناعة نسوية خالصة تباع بأيد نسائية، وفي أركان خاصة بهن. وتشير عنه حسن التي لها في السوق ما يزيد على 22 عاما، تبيع خلالها الحليب والسمن، وكانت تلقى رواجا لبضاعتها في ذلك الوقت، ومع مرور الزمن أصبحت تبيع الأبقار والغنم بجانب السمن والموز، مع بيع عدد من المصنوعات اليدوية من مفارش وأوان فخارية، وتجد ما يكفيها وأسرتها بفعل التجارة في هذا السوق الذي يحمل ذكرياتها طوال عقدين من الزمان.
أقسام السوق
المشاهد للسوق يشاهد الحجم الكبير للمعروضات، والتزاحم الشديد خاصة خلال إجازة الصيف والفترة التي تسبق عيدي الفطر والأضحى، بحيث تمتلئ جنبات السوق بأكملها بالمتسوقين وبالباعة من مختلف الجنسيات. ويبدو واضحا عدم التداخل في المعروضات المختلفة من خلال التوزيع المناسب لجميع ما يباع، وهناك أقسام عديدة لكافة المنتجات كسوق للخضروات والفواكه، وآخر للحبوب، سوق الأغنام والأبقار والطيور، للملابس، المصاغ، الخردوات، أجنحة الحلويات، التمور، النباتات العطرية، للمصنوعات اليدوية والحرفية والأواني الفخارية والحجرية، الفحم والحطب والأعلاف، إضافة إلى المستودعات الكبرى لمختلف المنتجات من عسل وسمن وذرة، مختلف الحبوب وشتلات الأشجار.
، وعاصمة المنطقة التاريخية (المخلاف السليماني) في الماضي وأطلالها التاريخية شاهد عليها. وتقع صبيا في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة في السهل الممتد بين جبال السروات شرقا، والشواطئ الشرقية للبحر الأحمر غربا، وتحديدا إلى الشمال الشرقي من مدينة جازان بمسافة تصل إلى نحو ثلاثين كيلومترا. وأسس صبيا القديمة (دريب بن مهارش الخواجي عام 958 هجرية)، حيث لا تزال بقايا وآثار القصور والمباني المتهدمة التي تعود إلى تلك الفترة، إلا أن مدير الآثار بالمنطقة فيرى أن تاريخ صبيا أقدم بكثير من القرن العاشر الهجري، وما وجد من معثورات وأدوات حجرية وأثرية يشير إلى أن في موقع مدينة صبيا الحالي كان هناك استيطان للعنصر البشري قبل آلاف السنين، وهو ما يعني وجود حضارة قديمة قامت في موقع صبيا تاريخيا.
سوق الثلاثاء
رغم أن الآثار والعمران الأبرز والأهم في صبيا، إلا أن الاحتفالية البارزة للمدينة متمثلة في سوقها الأسبوعي تعد أيضا معلما مميزا، ومع صبيحة الثلاثاء من كل أسبوع تبدأ الحياة في مدينة صبيا، معلنة تهيؤها لاستقبال زوارها من مختلف المناطق والدول المجاورة ومن أبرزها اليمن الشقيق.
وارتبط سوق صبيا الأسبوعي بالمسمى الزماني كونه سوق الثلوث (نسبة إلى يوم الثلاثاء الذي تقام فيه فعاليات السوق)، وحسب روايات كبار السن، فإن ذكريات السوق تزيد عمرها على أكثر من 300 سنة، في إشارة إلى التوقيت الذي بدأت فيه الحركة التجارية، ورغم تغير الزمن والمكان إلا أن تاريخ السوق وأهميته لم يتغيرا حتى الآن، ولا يختلف اثنان على أن سوق صبيا من أكبر أسواق المنطقة ارتياداً من قبل ساكنيها حتى من خارج منطقة جازان وبالذات من عسير إما للتسوق أو للتسويق ولا يضاهيه في ذلك إلا سوق الخوبة المشهور بالرغم من تفوق سوق صبيا في مجال تسويق المواشي والأغنام عن باقي أسواق المنطقة.
كما أن السوق من أهم أسواق المنطقة منذ القدم، عطفا على الموقع الجغرافي للمحافظة التي تتوسط منطقة جازان وتعد مكان تسوق القادمين من شمال المنطقة وجنوبها وشرقها وغربها والوصول إليها بكل سهولة.
الموقع القديم
السوق قديما كان بالقرب من الجامع الكبير وسط مدينة صبيا، وبالقرب من حدود الوادي من ناحية الشمال، حيث كان الوادي يفيض بمياه السيول التي كانت تغمر صبيا، وكان موقع صبيا قديما شمال السوق الحالي الذي يقع في مصب الوادي.
ويشير محمد محرق إلى الصورة القديمة للسوق رغم صعوبة العيش آنذاك، حيث أن البساطة كانت السمة البارزة للباعة والمتسوقين فيه بوجود مبارك الإبل والحمير والخيول وموارد المياه والسقايين الذين يجوبون السوق مع البضائع التهامية واليمنية التي ترد للسوق قبل أيام من إقامته.
ويتذكر احمد يوسف المحلات الشهيرة في السوق القديم، لكنها اندثرت وانتهت، وأتى جيل قادوا شهرة السوق في الثلاثين سنة الأخيرة، مبينا أن صفاء النية وحب التعاون وملاقاة الأحباب، إضافة إلى رؤية الحياة القديمة من جمال وحمير وخيول في ذلك الزمان هو ما كان يميز سوق صبيا القديم.
سيلا الثلوث
إبراهيم كنديري من البائعين القدامى في السوق، يتواجد في أروقته منذ 35 عاما، يعتبر السوق فرصة أسبوعية لأصحاب بعض الحرف والمهن من اليمن لعرض منتجاتهم من حبوب وفواكه وعسل وسمن وأوان فخارية وحجرية.
ويضيف بأن الحدث الأبرز الذي مر على السوق سيل الثلاثاء قبل 28 عاما (في عام 1401هـ)، وسيل الثلاثاء الآخر قبل 20عاماً، حيث سالت المياه فجرا وباغتت أهل السوق لتبتلع البضائع والمواشي، وتغمر المياه كل شيء بما في ذلك أكوام القش والقصب (علف الماشية) التي أزاحها السيل من مكانها، بجانب بسطات الخضار والأواني الفخارية والسمك والخسف، ويأتي السيل على معظم أجزائه في مشهد لا ينسى من تاريخ السوق القديم الذي كان يقع في بطن الوادي، ولكن حاليا مع الإمكانيات الحديثة والسدود الموجودة أمام الوادي وقلة السيول فرضت جوا آمنا من هجمات السيول.
ميدان الأخبار
وأضاف مدير وكالة الآثار والمتاحف بمنطقة جازان بأن سوق صبيا عرف منذ قديم الزمان، حين كانت القبائل تتوافد إلى ساحته لتبادل المنافع، وهو سوق للتراث والأدوات الشعبية التي ما زالت تشكل حضورا كبيرا في البسطات مثل سلال الخصف والأواني الفخارية ومعدات الزراعة اليدوية، إضافة إلى أنه مكان لبيع المنتجات المحلية مثل السمن والعسل والذرة الرفيعة والدخن ومختلف الملابس والأقمشة.
وأبان أنه بالإضافة إلى تبادل البضائع وتداولها تقام فعاليات أخرى بارزة قديمة، حيث كان الناس يتداولون الأخبار في ما بينهم، حتى اعتبر السوق ميدانا للتواصل بين القرى، وحاليا ومع تطور المعلومات اقتصر التواصل على تبادل أخبار المنتجات والمعروضات.
ساعات العمل
الحضور في غير موعد إقامة السوق (الثلاثاء أسبوعيا) من بعد صلاة الفجر وحتى قبل الظهر، لن يعود على الزائر إلا بكثير من الإحباط، إذ يعتقد أن المكان مهجور منذ زمن، فالمشهد لا يضم إلا بقايا أخشاب وأوراق وقش.
ويكشف علي موذن من سكان صبيا أن حالة الإحباط لطالما اجتاحت الكثير من السياح والزوار الذين يتوافدون إلى السوق لاقتناء بعض معروضاته النادر العثور عليها في أسواق أخرى، لكنهم لم يكونوا على علم بموعد إقامته.
وقال: الموعد أهم المعلومات التي يجب توفرها لدى أي سائح وزائر لهذا السوق، حتى لا يجدوا أنفسهم يعودون خاليي الوفاض.
وأضاف بأن السوق ينشط بشكل خاص قبل رمضان وعيدي الفطر والأضحى، خصوصا إن صادف الثلاثاء آخر ليلة في رمضان أو التاسع من شهر ذي الحجة، إذ يزدحم بآلاف الزوار مما يشكل صعوبة في السير داخل أرجائه، أما أيام إجازة الصيف فهي الأخرى تشهد زحاما مما يعني أن السوق على مدار العام يحظى باهتمام الزوار.
ممنوع الاحتكار
العملية التجارية في سوق صبيا ليست حكرا على أحد أو جنس بعينه، فليس بغريب رؤية النساء ممتطيات ظهور الحمير ومعهن بضائعهن لغرض بيعها، ولا حتى رؤية صغار السن من فتيات وصبيان يمارسون العملية التجارية، فالسوق مفتوح للجميع للبيع والشراء، والبسطات منتشرة في أرجائه على مساحة تمتد إلى كم2 تقريبا.
والنساء في الغالب تجدهن هناك باعة الحليب والسمن والعسل والقطران والقماش والمنتجات المحلية مثل الموز البلدي والعنب والمانجو والفركس الجبلي والزبيب والليمون والفلفل، إضافة إلى المصنوعات اليدوية من خسف وملابس وأوان منزلية ومعدنية وفخارية كأواني الشرب والأكل مثل الصحاف والمكيلة والمغشات والحياسي والزنابيل والجرة والبلبلة التي تحتفظ بالماء، وفي مجال الشعبيات والسلع التراثية تجد جنبات السوق زاخرة بالمصنوعات الخزفية ذات الأشكال الهندسية الباهرة والصلصال بكافة أشكاله وجميع هذه المنتجات والمعروضات صناعة نسوية خالصة تباع بأيد نسائية، وفي أركان خاصة بهن. وتشير عنه حسن التي لها في السوق ما يزيد على 22 عاما، تبيع خلالها الحليب والسمن، وكانت تلقى رواجا لبضاعتها في ذلك الوقت، ومع مرور الزمن أصبحت تبيع الأبقار والغنم بجانب السمن والموز، مع بيع عدد من المصنوعات اليدوية من مفارش وأوان فخارية، وتجد ما يكفيها وأسرتها بفعل التجارة في هذا السوق الذي يحمل ذكرياتها طوال عقدين من الزمان.
أقسام السوق
المشاهد للسوق يشاهد الحجم الكبير للمعروضات، والتزاحم الشديد خاصة خلال إجازة الصيف والفترة التي تسبق عيدي الفطر والأضحى، بحيث تمتلئ جنبات السوق بأكملها بالمتسوقين وبالباعة من مختلف الجنسيات. ويبدو واضحا عدم التداخل في المعروضات المختلفة من خلال التوزيع المناسب لجميع ما يباع، وهناك أقسام عديدة لكافة المنتجات كسوق للخضروات والفواكه، وآخر للحبوب، سوق الأغنام والأبقار والطيور، للملابس، المصاغ، الخردوات، أجنحة الحلويات، التمور، النباتات العطرية، للمصنوعات اليدوية والحرفية والأواني الفخارية والحجرية، الفحم والحطب والأعلاف، إضافة إلى المستودعات الكبرى لمختلف المنتجات من عسل وسمن وذرة، مختلف الحبوب وشتلات الأشجار.