المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 23 ديسمبر 2024
مرض القلب والجنس والفياجرا
يوسف بن ناجي- سفير غرب
بواسطة : يوسف بن ناجي- سفير غرب 06-01-2020 12:49 مساءً 23.4K
المصدر -  
مريض القلب يظن بقلبه الظنون وتعتريه الهواجس وتكتنفه الشكوك حول الكثير من متطلبات الحياة مثل المجهود العضلي ، وإمكانية العمل ، ونوعية الأطعمة ويبقى هناك في الركن البعيد المظلم ذلك السؤال الملح والذي يتحرج منه المريض ألا وهو إمكانية المعاشرة الزوجية والنشوة الجنسية ، لذلك يجب على الطبيب المدرك لحالة مريضه أن يبدأ من فوره ودون حرج في الدخول مباشرة لتلك المنطقة الحرجة حفاظاَ منه على حقوق مريضه وحقوق زوجته لمعرفة كل ما يمكن عن مطلب من متطلبات الحياة لا غني عنه ومن هنا تأتي أهمية الحديث والإجابة عن الكثير من تلك الهواجس والشكوك .

كثير من مرضى القلب بمختلف أسبابه ومرضى إرتفاع ضغط الدم يعانون من نقص أو عدم وجود الرغبة في المعاشرة الزوجية ( DEC. LIPIDO ) ويلاحظ آخرون مشاكل من جانب آخر تتمثل في عدم الإنتصاب أو سرعة القذف وفي قليل من الأحيان تأخير القذف ، هذا بجانب الحالات النفس ـ عضوية المصاحبة ، وفي بعض الأوقات يكون الطرف الآخر ( الزوجة) مسئول عن تلك الهواجس والشكوك والتخوف من المعاشرة الزوجية حرصاً على راحة الزوج وخوفاً عليه .
لذلك يتعين على الطبيب سرعة التطرق إلى ذلك الطريق حتى يجعله قصيراً على مريضه دون الولوج إلى مهاترات الحالة النفسية ومالها من تأثير سيء يطيل شكوك المريض وذلك بالشرح والتبسيط والإيضاح .

وبداية بدراسة فسيولوجية القلب أثناء الممارسة الزوجية نجد أنه منذ بدء التفكير والإتجاه نحو الفعل يكون هناك تسارع تدريجي فسيولوجي في ضربات القلب قد يصل إلى 30 ـ 40 % زيادة عن الطبيعي مما يصل بضربات القلب إلى 120 + 10 ضربات / د أثناء ذروة الإتصال ، مصاحب له زيادة شدة إنقباض عضلة القلب وزيادة ضخ الدم إلى شرايين الجسم مع إرتفاع ضغط الدم يصل إلى حوالي 20 ـ 30 % من ضغط الدم الطبيعي ليصل إلى 95 / 160 أثناء ذروة المعاشرة وهو ما يعادل ما يحدث مع معظم الأعمال اليومية العادية مثل صعود الدرج أو التفكير العميق في مسألة ، كلتا الزيادتين تؤديان إلى زيادة المجهود القلبي ( CARDIAC WORK ) والذي يحتاج بالتبعية إلى زيادة تدفق الدم بالشريان التاجي مع زيادة تروية خلايا عضلة القلب ، وفي خلال ثلاث دقائق بعد ذروة المجهود تعود تلك العوامل تدريجياً إلى معدلها الطبيعي ما لم يكن هناك مؤثراً آخر مثل تناول الطعام مباشرة قبل المجهود أو تدخين السجائر أو تناول المشروبات الكحولية .

من هنا يمكن لنا تقسيم مرض القلب حسب التشخيص النهائي فهناك قصور الدورة التاجية مع ضعف سريان الدم بالشريان التاجي وضعف تروية عضلة القلب ( ANGINA PECTORIS ) وهناك مرض احتشاء عضلة القلب بعد جلطة الشريان التاجـي MYOCARDIAL INFARCTION وقد يؤدي إلى مرض هبوط عضلة القلب الإرتشاحي CONGESTIVE HEART FILURE والأخير قد ينتج عن التهاب عضلة القلب MYOCARIDITIS أو أمراض صمامات القلب أو أمراض عضلة القلب الغامضة CARDIOMYOPATHY أو اختلال وظائف الغدة الدرقية أو اختلال ضربات القلب ، وبالطبع هناك مرض ارتفاع ضغط الدم HYPERTENSION وتلك هي الأمراض الأكثر شيوعاً والتي سنتناولها في هذا الطريق حتى نجعله قصيراً لمرض القلب .

في كل الحالات المرضية السابقة يتناول المريض نوعية معينة من الأدوية تختلف من الشكل والنوع والجرعة تتراوح بين مركبات النيترات ، مثبطات أو حاصرات بيتا والكالسيوم ومدرات البول بجانب أدوية أخرى مثل الأسبرين ومضادات الصفائح الدموية معظم تلك الأدوية تؤدي إلى نقص الرغبة الجنسية وضعف الإنتصاب في عدد من الحالات تختلف في طريقة عرضها تبعاً لنوعية الدواء والجرعة المقررة بجانب احتمالية مزج أكثر من دواء لنفس المريض وحالة المريض النفسية وهواجسه من الفعل تؤخذ أيضاً في الاعتبار ولها جم الأثر .. في كل الأحول أنصح مريضي بأن يبدأ في تجربة الأمس خلال فترة 4 ـ 6 أسابيع من استقرار حالته الصحية وهو على أقل كم ممكن من الأدوية المؤدية إلى استقهار حالته الصحية ، وفي كل الأوقات يكون إجراء فحص تخطيط القلب بالمجهود له عظيم الأثر في إعطاء المريض الدفعة النفسية والثقة بالنفس والقدرة على إجراء المجهود ، وفي نفس الوقت لإعطاء الطبيب فكرة جيدة عن الدرجة التي تبدأ فيها تغيرات رسم القلب مع الإزدياد المطرد في ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم أثناء المجهود( RISK STRATIFICATIOM ) وبذلك يمكن اعطاء النصائح لكل مريض تبعاً لحالته الصحية مثلاً هناك من تعود وظائف قلبية إلى طبيعتها مع الاستقرار في حوالي 6 أسابيع مثل ذلك المريض ينصح بأن يعود إلى جميع متطلبات حياته اليومية كسابق عهده بها بدون تخوف .

وهناك عدد آخر من المرضى يعطي نتيجة إيجابية على مجهود متوسط مع هبوط في وظائف القلب يلاحظ عن طريق الموجات فوق الصوتية أو المسح الذري لعضلة القلب مع المجهود ، ذلك المريض أنصحه بكيفية تجنب ازدياد المجهود القلبي المصاحب للمعاشرة الزوجية وذلك عن طريق تناول قرص نيتروغليسرين تحت اللسان 15 ـ 20 دقيقة قبل المباشرة وأيضاً محاولة الاستمتاع عن طريق أوضاع خاصة للمعاشرة الزوجية تقلل المجهود العضلي وبالتبعية المجهود القلبي للمريض .

أما في حالة ما إذا كان رسم القلب بالمجهود أعطى نتيجة إيجابية على مجهود ضعيف ففي تلك الحالة يتعين على الطبيب اللجوء إلى الأبحاث الأخرى حتى يصل بالمريض إلى القسطرة القلبية ومحاولة إعادة تروية عضلة القلب عن طريق التوسيع البالوني وتركيب الدعامة التاجية أو إجراء جراحة ترقيع الشريان التاجية ، في الحالة الأولى يستطيع المريض ممارسة جميع أنشطة حياته العادية والمعاشرة الزوجية بعد 3 ـ 5 أيام من إجراء القسطرة أما في حالة إجراء عملية القلب المفتوح لترقيع الشريان التاجي يحتاج المريض إلى 4 ـ 6 أسابيع حتى يعود إلى ممارسة أنشطة حياته ومنها المعاشرة الزوجية .

في جميع الأحوال وفي حالة هبوط عضلة القلب الإرتشاحي خاصة ، على المريض متابعة كيفية مواكبة وظائف جسده للتفاعل والمعاشرة الزوجية فإذا كان هناك قصر شديد بالتنفس أو ضيق بالتنفس يستمر إلى أكثر من عشر دقائق أو كان هناك ألم بالصدر لا يستجيب إلى العلاج سريعاً إلى ضربات قلبية سريعة أو غير منتظمة تستمر أكثر من عشر دقائق عليه استشارة طبيبه في أقرب وقت لإعادة تقييم وضعه .

ويبقى لدي رجاء خاص وهو عدم تناول أقراص الفياجرا بدون استشارة طبيب القلب لما لها من تأثير شديد قد يؤدي إلى مضار غير محمودة خاصة في مرضى القلب ومن يتناول عقاقير مشتقات النيترات ، وبدون استشارة الطبيب تعنى هنا أنها ليست ممنوعة على الإطلاق ويمكن تناولها بعد استشارة طبيبه خاصة أنه الوحيد القادر على تحديد متى يمكن استخدامها والجرعة المناسبة لقاؤنا القادم إن شاء الله نتناول فيه موضوع القياجرا ومرض القلب .

وتبقى الوصية الأولى والأخيرة دائماً وهي تجنب تناول الطعام لمدة لا تقل عن ساعتين قبل إجراء أي مجود بدني ، وبالطبع التوقف تماماً عن التدخين وعن تناول المشروبات الكحولية وكلاهما يكون له عظيم الأثر في تحسن القدرة الجنسية لمريض القلب .

د.حسام أحمد رماح
استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية والقسطرة القلبية بمستشفى الحمادي بالرياض
زميل جامعة تويانا الطبية الصيدلية تويانا – اليابان